... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
المنافسة الأخوية ... مباراة لاتحسمها حتى ضربات الجزاء

د.لبنى الجادري

تاريخ النشر       04/11/2007 06:00 AM


قد لايخلو منزل فيه أطفال من الصراخ والمشاجرة لأدنى الأسباب أهمية ، بل هم يحتاجون طوال الوقت الى حكم بينهم ، فالطفل الصغير حينما يرى أخاه الأكبر يدرس ويحضّر واجباته المنزلية ، يريد أن يدرس مثله ، وإذا تناول الطعام في طبق ذي زهور حمراء مثلا ، لابد أن يأكل هو بطبق مماثل .

إن التنافس الحاصل بين الأخوان قد يتطور فيصبح غيرة عمياء لها عواقب وخيمة ، لذلك وجب على الأم الأنتباه للتحول في الفهم الذي يتبناه الصغار والكبار ، وضرورة التفريق ما بين المنافسة على الأنجاز والغيرة من الآخر .

فالمنافسة الأخوية تشير الى رغبة الصغير أو الكبير في تقليد أخاه ، وهو لايدرك معنى الغيرة إلا بمقدار مانوصلها له ، حيث أن مفهوم الغيرة مشوش لديه ، فالطفل الصغير يتخذ أخاه الأكبر قدوة له ، ويقيس قدراته البدنية والحركية وفق قدراته ، فيميل الى تقليده في حركاته وتصرفاته وكلامه وطريقة تناوله للطعام ، وحتى في أسلوب جلسته ونومه ، فنفسرها نحن على أنها غيرة ، ونتناولها في حديثنا ، ونرددها على مسامعه ، فنولـّد دون قصد مشاعر الغيرة بين الأخ وأخيه مستندين الى تفسيرنا الجاهل لما حصل ، ولكن الحقيقة هي ، أن هذا الطفل لايدرك معنى الغيرة ، ولايدرك معنى المنافسة كذلك ، بل هو يتبع خطوات أخيه ليس إلا ، فحبه لأخيه يحرك فيه النشاط والمثابرة ، كما أن الطفل الصغير بحكم سنه ينجذب الى أخيه الكبير ويصبح ملاصقا له .

كيف نسيطر على التنافس ونوجهه؟

 

إن أفضل الطرق لتوجيه للتنافس بين الأخوان هي :

1- الإستفادة منه في التعلم ... من الممكن أن توجه الأم الطفل الأكبر بشكل أكبر من الطفل الأصغر ، حيث يقوم الأخير بتقليد سلوك أخيه الأكبر بالاستعاضة ، وهكذا يمكن إستغلال هذا التقليد في إحلال نظام للأكل والنوم والخروج من المنزل بمساعدة الطفل الأكبر . ويظل الطفل يطلب المدح والثناء من والدته ليكسب رضاها ومحبتها عن طريق تقليد سلوك اخيه .

2- إحلال التعاون بدل المنافسة المؤذية .... قد تتحول المنافسة الى أزمة حقيقية تسبب التوتر في المنزل ، ويتصدع رأس الوالدين من جراء حل النزاعات المستمرة اللا متناهية بين الأشقاء ، لذا وجب على الوالدين أن يتحليا بالذكاء في إستغلال التعاون بين الأخوان لقضاء الأعمال المنزلية البسيطة ، كتنظيف فناء المنزل من الأوراق المتساقطة أو تجميع الألعاب حسب الأحجام ...الخ.

3- فسح المجال أمام الأطفال للأستقلال .... يجب منح الفرصة للأطفال في تنمية الشعور بالأستقلال الجزئي من خلال فسح المجال أمامهم للتعبير عن رغباتهم بمعزل عن تقليد أخوانهم ، وتعليمهم أن يتحملوا إختياراتهم التي تزودهم بالخبرة نحو الأشياء التي يختارونها بأنفسهم ، فتقل عندها رغبتهم في أخذ مايملكه الأخ الآخر تدريجيا .

4- التدخل اللازم عند الحاجة ... إن إستغلال التقليد لدى الطفل الصغير لايعني ترك الحبل على الغارب ، فقد يلجأ الطفل الأكبر الى المخالفة العمدية كي تعاقب أمه أخاه الأصغر ، وقد يوجهه الوجهة الخاطئة ، فعلى الأم الأنتباه من أن تقع في شرك ينصبه لها الأطفال ، كما يجب عليها معرفة الأسباب التى أدت الى إقتراف الخطأ ومن ثم معالجته ، فالتربية عملية تراكمية تتابعية ، لاتقف عند حد معين ، وهي متجددة بتجدد المواقف وأبتكارها من قبل الأبناء .

إن المنافسة الأخوية ظاهرة غير مرضية ، بل هي ظاهرة ديناميكية ، تحمل في تفاصيلها روح الحياة ونبضها ، وهي في ذات الوقت مرحلة غير منتهية بحيث أصبحت سنـّة من سنن الحياة وعلاماتها ، وليس على الوالدين سوى إستغلالها لتعليم أبنائهم الجانب الأيجابي فيها وتبنـّيه وترك الشوائب التي تتخللها ، لأنها ستقودهم الى دهاليز مظلمة موحشة في حياتهم المنطلقة نحو الأمام.


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  د.لبنى الجادري


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni