... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
كتاب.. ولكن صور واسماء

محمد عبدالله

تاريخ النشر       06/11/2007 06:00 AM


الكتابة من أقدم الوسائل التي عرفها الإنسان في تعامله مع أخيه الإنسان، سابقاً كانت تختلف عن شكلها في الوقت الحاضر، فقد كانت على شكل صور وأشكال هندسية ولكنها تطورت حتى وصلت إلينا بهذا الشكل، وهي نوع من أنواع الفنون حالها حال الرسم والموسيقى.

السؤال لماذا ومتى نكتب؟، إن الكثير من الذين يسمون أنفسهم كتاباً لا يدركون معنى ما يكتبونه، فاغلبهم يكتبون بلا دافع أو سبب، فبمجرد أن تنشر أسماءهم في الصحف يطلقون على أنفسهم لقب كُتاب وشعراء وصحافيين، وهنالك وللأسف عدد من الكتاب الحقيقيون الذين يجاملون ولكن الحق لا مجاملة فيه، ولو كان لكتابتهم مكان في هذا الوطن الجريح، ما تجرأت وكتبت هذه العبارات التي حان الوقت لذكرها وعدم السكوت عن المجاملات التي لا مكان لها من ارض الواقع وارض الموت، الكثير منهم لا يجيدون سوى السخرية من الناس، أو مهاجمة الصحف و الكثير مما شابه من كتابات اللهو والترف، وكأنهم لا يعيشون في هذه البلد الممزق، ولا يشاركونهم الأحزان والفواجع، وليست هذه الأرض أرضهم التي سلبت من أيديهم وهي تحت أقدام الدخلاء، يدمرون أكثر مما يعمرون، ولا هذه الطفلة المغتصبة والمقتولة ابنتهم، الطفلة التي لم تفرح بعد بلعبتها التي كان قد أشتراها أب بثمن تعبهِ يوم شاق تحت أشعة الشمس الحارقة، ولا هذا الشيخ الهرم الملقى على فراش الموت ووسادت المرض تقلبه من يمين إلى شمال أباه، ولا هذه بقايا من أطراف رجلاً لم يبقى منه سوى رأس أو يد وساق، بأحضان امرأة أتعبها طول انتظار وأم أعماها بكاء على شبلها الراحل أخاه، وهناك الكثير فنحن مصائبنا لا تعد ولا تحصى، من الذي سماكم كتاباً أقرانكم من الطغاة والمستعبدين الذين وصلوا قمم الجبال بدمائنا، رددوا كذبة حتى صدقوها وصدقتموها، وهكذا تسمون انفسكم كتاباً، إن كان لقب الكاتب أو الصحافي يجب أن تطلق منكم فنحن بغنى عنها، (اكتب الحق دون أن ألقب كاتب أو صحفي خيرٌ لي من أن يكون أسمي كاتب وصحفي وأنا أتملق لمسؤول أو أبيع وطني بثمن بخس وانصر الباطل على الحق)، كيف تسمي نفسك شاعراً وأنت قبل أن تكتب تسمع دوي انفجار و تبدأ بنظم شعرٍ غزلي، وتكتب قصص حباً وأنت بالأمس ودعت أخاً أو صديقاً أو جاراً، أي نفس تمتلكونها وهنالك البعض الذين يبكي دموع تماسيح على جراح غيره، ويكتب عن جراح بلداً آخر ونسى بلدة الذي هو أحوج إليه من غيره، هكذا أنتم تكتبون عن الموت وأنتم لم تشعروا بالحزن الحقيقي في الأعماق، لا تجيدون سوى رسم دماء لأطفال لا أدري بأي ذنب قتلوا، تزينون مقالاتكم بكلمات مفخخة التي تبرزوا فيها عضلاتكم في اللغة، صحيح إنكم تكتبون بدون أخطاء ولكنكم تكتبون بدون أحساس أيضاً كلماتكم لا حياة فيها، وأكثر شيء يهم كل واحد منكم الأسماء التي يجب أن تكون بارزة وبالخط العريض وصوركم الشخصية التي أصبحت ركن أساسي من المقالة، بالله عليكم لو استبدلتم صوركم بجملة أو بيت شعر، خففتم بها عن ذوي الجرحى والشهداء والقتلى، إن وطنك محتاج إليك إلى كل قلم حر، كل من يحمل قلم ويقول أنا عراقي، (الحب لن يموت ولكن الأطفال يموتون).

أخيراً أنا اعرف إني دخلت دون استأذان وقد يشتمني بعضكم، ولكن أقول رحم الله كل من شتمني ومن لم يشتمني، وقد تنعتوني بالجاهل أنا راضي إن كان هذا يعيدكم إلى رشدكم، وادعوكم أن تضعوا هذا الوطن نصب عينيكم ويكن الله والوطن قبل كل شيء ثم ما تشتهي أنفسكم، وادعوا الله لي ولكم.


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  محمد عبدالله


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni