... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  في السياسة

   
سلطان هاشم أكاديمي عسكري وبطل وطني , أم مجرم يلبي أوامر طاغيته؟

عبدالرحمن السعيدي

تاريخ النشر       24/12/2007 06:00 AM


تزامن مع تأخر تنفيذ حكم الاعدام بسلطان هاشم وزير دفاع صدام الكثير من الجدل القانوني, كما تكاثرت أصوات الداعين من انصار حقبة البعث وغيرهم الى عدم تنفيذ الحكم بحقه والرأفه به , كونه كان وزيرا للدفاع وعسكريا اكاديميا ينفذ ما كان يتلقاه من اوامر.

ربما يبدو هذا غريبا بعض الشئ, ولكن الأغرب من ذلك هو ان الحمله التي ترفع شعار “براءة سلطان هاشم” أو الرأفه به , والتي تقودها في الغالب أصوات عربيه وعراقيه تناهض العمليه السياسيه, أخذ يصدقها البعض منا أيضا , ليس لانهم خبروا الرجل وعرفوه عن قرب , أو أنهم كانوا زملائه في العسكريه , بل أخذوا يرددون ماتقوله وسائل الاعلام الباكيه على اثار واطلال عصر البعث الغابر حول أهمية الرجل, كخبره عسكريه, وعن بطولاته وصولاته في المعارك العديده التي خاضها, حتى أستيزر للدفاع.

فصنعوا له هاله من البطولات الممزوجه بالشهامه والنخوه العربيه كعادتهم .

وللحديث عن تاريخ الرجل وماضيه كاحد اعمدة سلطة البعث حتى انهيارها لابد من الحديث عن بطولاته وأنجازاته لوطنه ولجيشه.

وللا ختصار نقتصر على بعض الامثله:

1 قال لي أحد أقاربي والذي كان ضابطا برتبه عاليه في الجيش قبل استلاب صدام للسلطه و كان قد تقاعد قبل الحرب مع ايران. انه كان يعرف سلطان هاشم مذ كان في الكليه العسكريه وبعد تخرجه .ومن ضمن ما وصفه به , انه كان مغمورا ولا يجذب احدا اليه, كما انه كان محدود القدرات والذكاء , الا ان الشئ الملفت الذي يمتاز به هو الوصوليه والابتزاز من اجل اهدافه الشخصيه, حتى وان اضطره ذلك الى بيع ضميره وكرامته.

واخذ يذكر لي كيف كان يتملق الضباط الاعلى منه رتبه من اجل ان يفوز بشئ ما.

2 ذكر لي احد البعثيين وكان عضو شعبه كان يتعاطف كثيرا مع ضحايا النظام انه "كان

يخفي الكثير من الاوامر الحزبيه القادمه من بغداد والقاضيه بمراقبة ومحاسبة الضباط الذين لم ينفذوا حكم الاعدام بالجنود الفارين من المعارك او الذين يرفضون القتال بعيد كل معركه مع الجانب الايراني اثناء الحرب مع ايران".

وكانت مفارز الاعدام التي تتشكل فور بدء كل معركه مع الايرانيين والتي تقام خلف الخطوط الاماميه في جبهات القتال , وكانت تتشكل باوامر من قيادة الفرقه والفيلق المسؤوله عن المنطقه , ولمن لايعرف كم من الابرياء قضوا عند تلك المجازر المفارز الاعداميه فليسأل ممن نجوا منها. وقد ذكر لي احد جنوده انه راى بعينه مفارز القتل في واحده من المعارك التي خاضها سلطان حينما كان قائد فرقه. وكلنا يعرف ان سلطان هاشم قد تدرج بسرعه خلال الحرب العراقيه الايرانيه حتى وصل الى قائد فرقه مشاة و ثم قائد فيلق, اشترك في اكثر الهجمات دمويه اثناء تلك الحرب التي شنها قائده على ايران .

3 كلنا نعلم ان انتفاضة عام 1991 قد انتهت بعد قمعها بوحشيه لامثيل لها بعد ان هرب الجيش العراقي من الكويت مهزوما او مقتولا ليتفرعن قادته على ابناء بلدهم , فيأمروا ما تبقى من وحداته بتوجيه بنادقهم ومدافعهم الى صدور اهالي الجنوب ليقتلوا عشرات الاف ويشردوا أكثر, ولدور سلطان هاشم الاجرامي المعروف في قتل وتنكيل الابرياء وصل الى رئاسة الاركان في نيسان عام 1995 وفي نفس العام شاءت اهواء سيده ان يجعله وزيرا للدفاع في تموزمن نفس العام.

4 نقلت صحيفة "نيو يورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين قولهم " ان سلطان هاشم كان قد ساعدهم في انهيار الجيش العراقي عام 2003 " ولاحاجه للتعليق هنا على خيانة قائد الجيش ومساعدته " العدو" المهاجم على انهيار واستسلام جيشه .

5 كان سلطان هاشم قائد عملية الانفال اثناء عمليات الاباده ضد الكرد والتي ذهب ضحيتها تدمير 4500 قريه وقتل اكثر من 182.000 برئ ودفن العديد منهم احياءا , واستخدام الاسلحه الكيماويه والقوه المفرطه ضد الاهالي العزل . وكان يصدر الاوامر بالقتل والاعدام والتهجير والسلب لضباطه وقادة الويته في شمال العراق وعلى مدى اشهر طويله, بل كان يتباهى ويفتخر باعماله تلك على غرار اسياده صدام وبرزان وعلي حسن المجيد حتى انه ارسل رساله يهنئ سيده بالقضاء على الكرد ويقول في رسالته التي نشرتها جريدة العراق في 20/3/1988 ما نصه :

بسم الله الرحمن الرحيم

( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ) . صدق الله العظيم

الى السيد الرئيس القائد المهيب الركن صدام حسين حفظه الله .

من اللواء الركن سلطان هاشم أحمد قائد عملية الأنفال .

أزف إليكم انتصار القطعات المشاركة في عملية الأنفال على فلول بعض عملاء ايران حيث تم بعون الله تعالى تدمير مقرات المخربين في المناطق ( سركلو , بركلو , زيوة – مولان – قمر خان – كاني تو – هلدن – جالاو – ياخان – جوخماخ - يغ سمر – قزلر ) والمناطق والمرتفعات المحيطة بها من قبل رجالك الشجعان أبناء القادسية من القطعات العسكرية والغيارى من أبناء شعبنا الكردي المتمثلة بمنتسبي أفواج الدفاع الوطني الذين آلوا على أنفسهم إلا أن يجتثوا هذه الحثالة التي تعاونت مع الأجنبي لتدنيس أرض الوطن حيث تم قتل أعداد منهم ومطاردة الاخرين الذين لاذوا بالفرار هاربين باتجاه أسيادهم وتم الاستيلاء على أجهزة الاذاعة للعملاء وأعداد من الأسلحة والمعدات والتجهيزات والعجلات .

سيدي الرئيس القائد حفظكم الله

لقد قاتل جنودكم الأبطال من منتسبي رجال المشاة والدروع والمدفعية وطيران الجيش والهندسة والصنوف الاخرى من منتسبي قيادة قوات جحفل الدفاع الوطني الأول وقيادة قوات بدر وقيادة قوات القعقاع وقيادة قوات المعتصم وبتعاون واسناد تام من قيادة الفيلق الأول البطل وقيادة الفيلق الخامس البطل وبتوجيه مباشر من السيد نائب القائد العام للقوات المسلحة والسيد رئيس أركان الجيش وأعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة ومشاركة التنظيم الحزبي لفرع الرشيد العسكري .

وفق الله الجميع لخدمة عراقنا الحبيب بقيادتكم الفذة ونعاهدكم على الاستمرار بالطرق على رؤوس هذه الفئة الضالة حتى تعود الى صوت الحق .

اللواء الركن

سلطان هاشم أحمد

قائد عملية الأنفال

19 , آذار , 1988

6 قال رئيس هيئة النزاهة للمنطقة الشمالية داود باغستاني ان وزير الدفاع العراقي الاسبق سلطان هاشم طلب قبل ان يسلم نفسه للامريكان ان لايحسبونه مجرم حرب ,دون شروط اخرى .

وقال باغستاني " في تموز 2004 عرفنا مكان الفريق اول الركن سلطان هاشم وراجعني اخوته لبحث الية في كيفية ان يقوم سلطان بتسليم نفسه وكان مطلبه الوحيد هو ان لاتعتبره امريكا مجرم حرب فانه مستعد ان يسلم نفسه "

ثم اضاف " كان لسطان طلب اخر هو ان يبقى مع عائلته ليوم اخر قبل تسليم نفسه. وهذا وحده يكفي لوصف شهامة المحارب العربي والعسكري الاكاديمي سلطان هاشم.

7 نشرت أسوشيدتبرس في 17,9,2003 رساله لقائد القوت الاميركيه الحالي رساله وجهها الى سلطان هاشم قال فيها" أتعهد بأن تتلقى تعاملا بمنتهى الكرامه والاحترام وان لاتساء معاملتك عقليا او جسديا بعد الاستسلام "

8 سلطان هاشم لم يكن ينفذ الأوامر فقط بل كان يزيد عليها بدليل الكتاب المرقم 5083 المؤرخ في 22/7/1987 الموجه إلى الفيلق الأول من مكتب تنظيم الشمال والمتضمن تعليق علي حسن المجيد على الكتاب بقوله (ليس لدينا اعتراض على قطع رؤوس الخونة ولكن كان الأفضل إرسالهم إلى الأمن للتحقيق معهم ربما يجدون لديهم أموراً أخرى يستفاد منها قبل إعدامهم)

فسلطان هاشم وبشهادة علي الكيمياوي كان قد قام بقطع رؤوس (الخونة) دون أن يكون قد تلقى أوامر بذلك.

ولذا ولغيرها من الأسباب نال أنواط واوسمه شجاعة صدام . ومن المخزي أن يعترف سلطان هاشم بأنه نفذ الأوامر وهي تشمل كما ورد في الكتاب 4008 الصادر من علي حسن المجيد والموجه إلى قادة الفيالق قتل كل من يتواجد في المنطقة من عمر 15 إلى 70 سنة، وغيرها من الاعمال الوحشيه.

9 ولاننسى خيمة سفوان عندما أمره صدام بقبول كافة شروط الحلفاء دون قيد او شرط , حتى ان شوارزكوف قال في احدى المقابلات الصحفيه بعد انتهاء الحرب " كان سلطان هاشم مخولا ومستعدا بالتوقيع على ورقه بيضاء لنا" .

ولاادري كيف يسوغ ضابط كبير وعسكري محترف لنفسه ان كان يحترم مهنته وشرفه العسكري , ان يوافق على استسلام مهين الى هذه الدرجه دون ان يفكر ولو للحظه في الانتحار شريفا وكريما.

10 وأذا كانت تلك الخيمه التي باع فيها سلطان بلده هي الاولى فلم تكن الاخيره , فقد فعلها ثانية و(باع شرفه العسكري وخان وطنه) عندما كان يتعاون مع الاميركيين وهو في اعلى هرم السلطه كما ذكر ذلك الاميركيين مؤخرا وبعض العراقيين ومنهم الرئيس الطالباني.

بعد كل هذا الا يستحق رجل بهذه الوضاعه والاجرام حكما عادلا , على الاقل اقتصاصا لأبناء وأهالي الضحايا التي سفك دمها ولخيانته الوطن حينما كان يقاتل الى جنب الطاغيه وحينما خانه بمقاييسهم هم.



رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  عبدالرحمن السعيدي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni