... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
المؤسسات الثقافية الشريفة والمؤسسات الثقافية المنحطة !!

ماجد الكعبي

تاريخ النشر       25/07/2007 06:00 AM


يجب على كل مثقف ويجب علينا أن ننتبه إلى نقطة مهمة , وهي انه ليس باستطاعة أي مؤسسة أن تقوم بالتربية الثقافية الصحيحة وليس بإمكان حجر أي دولة أو شخص أن يصبح أحسن وأفضل مدرسة للمثقف !!!... وذلك لان الشرط الأساسي هو أن يكون جو الدولة أو المؤسسة نزيها مبراء من الفساد والإجرام والخيانة وارتكاب الأخطاء بل يشرط أن تكون الدولة والمؤسسة حائزين على صفات وملكات ثقافية وعلمية فاضلة .
فالمؤسسة الثقافية المنحرفة أو التجمع الإعلامي المنحط لا يستطيعان أن يربيا في أحضانهما أجيالا صالحين من المثقفين وذلك أن ( فاقد الشي لا يعطيه ) .
ومما يؤسف أليه أن الإسراف المشهود في الجوانب المادية والحيوانية لبعض المؤسسات ودور الثقافة أدى الى إضعاف الجوانب المعنوية والروحية للثقافة والأدب . فان كثيرا من مؤسساتنا الثقافية فقدت معنوياتها على اثر التلوث بأنواع الجرائم بحق الثقافة والمثقفين حيث أنتجت لنا ولمجتمعنا أدباء ومثقفين مجرمين ومنحطين, فاسدين ومنحرفين !!.
في كثير من مؤسساتنا الإعلامية والثقافية والأدبية لا يواجه المثقف الجديد والفنان ألناشي ألا أساليب فاسدة وبعيدة عن الأخلاق والمهنة .. ولا يتجلى أمام كل من عمل معهم أو زارهم ألا أمثولة السلوك الأهوج والإهمال والكسل المتعمدين .
من المؤسف أن هذه الحقيقة غير قابلة للإنكار , وان عددا كبيرا من حوادث السقوط الثقافي والانهيار الأدبي في مجتمعنا ينبع من هذه النقطة . وإذا لم يستطيع المثقف الجديد أو الأديب ألناشي أو الإعلامي التلميذ أن يظهر بصورة إنسان مبدع مثقف رائع أو فنان كامل في أمثال هذه المؤسسات المنحطة وسببت إرادته المهملة التائهة نوعا من الفوضى والاضطراب في المجتمع فيجب أن نقول أن مؤسسة واحدة قد قصرت في أداء واجبها الثقافي ولا يحق لي أن أعمم . ولكن ومما يحز في النفس هو أن أصبحت بعض الأسر الثقافية والأدبية جوا مخزيا للتربية الإنسانية بصورة عامة لان رؤسائها في عراقنا الحديث قد تجاوزوا الحد المقرر في السذاجة أو العصبية أو الضعف أو السرقة أو الخمول والخدر والترف وربما يعلم أكثركم بعض العيوب لا رؤساءكم ومدراء كم . فما أكثر الموظفين الذين يجدون ويشاهدون ويطلعون صورا مختلفة عن سوء الأخلاق والتصرفات, والفساد , والعربدة , والمحافل في الدائرة وبيوتها والبعض منهم إن لم يجدوا مثل هذه القضايا في المؤسسة فتكفي رحلة واحدة معهم في سفرهم للقاهرة أو دولة أخرى . فيمكن القول بلا مبالغة أن كثيرا من رؤوس الهرم في مؤسساتنا يجهلون تربيتنا مهما كانت المؤسسة أو الطبقة التي ينحدرون عنها والكليات الإعلامية والأكاديميات الفنية والتشكيلية لا تستطيع أن تؤدي واجبها لان بعض أساتذتها لا يختلف سلوكهم عن سلوك أصحاب المؤسسات الأنفة الذكر كثيرا ... )) وانه ليس با مكان الكلية ولا المدرسة أن تعلم ( التلميذ ) أسلوب العمل المهني الأمثل . ولهذا السبب أجد وتجدون وجوه المثقفين الشباب مرآة صافية قد انطبعت عليها صورة عدم كفاءة القائمين على تدريسهم وتربيتهم وهكذا قائمين لا ينجبون لمجتمعنا إلا نسلا ثقافيا وضيعا ويعزى هذا النقص إلى المدراء المنحرفون .
وتستطيع أسرة ثقافية شريفة مهنية أن تربي في حجرها أجيالا وشبابا من المثقفين المبدعين هذا متى أذا كان القائمون عليها غير منحرفين أو منحطين بل كانوا ومازالوا محافظين على الرصيد الثقافي المعنوي الذي ورثوه من رواده الحقيقيون ليسلموه إلى من يخلفهم جيلا بعد جيل ..وخوفي !!!!.... إذا وجد الإجرام الثقافي والفساد الإداري طريقه إلى تلك المؤسسات الشريفة فستخلي الفضائل الأدبية والثقافية والمثل الإعلامية الحميدة مكانها للرذائل , وتتبدل الثقافة الأصيلة التي اعتادت الشرف والعز والشموخ والإرادة والحق والمجد عدة مئات من السنين إلى أسرة ثقافية منحطة . وفي هذه الحالة لا سامح الله من حقنا أن نبدي قلقنا على مستقبل ثقافتنا وخوفنا من إيجاد جيل ضعيف العقل , عليل الأمزجة , منحرف وسي الأخلاق , عملت الأفكار الهدامة على انحراف نفسه فنجده يقدم على كل رذيلة لا يتهيب للكذب والتملق ولا يقيم وزنا للسرقة والارتشاء , الإفساد وإيجاد الفتن والتهمة وتصبح كل رذيلة من الأمور الاعتيادية بنظره والطامة الكبرى أن المصابين بهذه الانحرافات , والساقطين في هوة الرذيلة لا يستطيعون أبدا أن يربوا في أحضان مؤسساتهم عاملين شرفاء وان كل من يتربى في هكذا مؤسسات ومدارس منحطة يكون بلا شك عنصر خبيث في المجتمع .
والخلاصة إننا اليوم بأمس الحاجة مدرسة ثقافية منظمة تملك مشرفين مهذبين شاعرين بالمسؤولية , تفوق هذه الأسر الثقافية بكثير . ذلك أنها إن لم تستطيع إحياء الخصائص الثقافية العلمية الفردية للمثقف , فلا اقل من إنها لا تعلمه على الكذب والدجل والسباب وشر الغسيل والمهاترة والسرقة والإجرام , وان لم تستطيع على تلقنه دروسا في الشهامة والتضحية فلا اقل من إنها لا تمد أمامه جسد من اختلف معها وتشرحه وتقطعه أوصالا , ولا تفتح عينه على رذيلة مصادرة جهود الآخرين .. وكلي أمل هو أن الفرصة لم تفت بعد , ولم ينقض وقت الكفاح فلا يزال يوجد في مجتمعي وفي بلاد الرافدين الشامخ اسر ومؤسسات ثقافية كثيرة شريفة ومهنية وكذلك فيه رجال مؤمنون يتحصنون بالثقافة والكلمة الصادقة المعبرة ضد الانحراف وكما يجب أن نستغل الفرصة ونتخذ التدابير اللازمة لمكافحة الماسي الثقافية في مجتمعنا .


majid_alkabi@yahoo.com


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  ماجد الكعبي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni