... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  أخبار و متابعات

   
كواليس لجنة تحكيم جائزة الملتقى
الرابع للرواية العربية

عمر يوسف

تاريخ النشر       04/03/2008 06:00 AM


ما جرى داخل كواليس لجنة تحكيم جائزة الملتقى الرابع للرواية العربية يصلح وحده قصة تفوق في غرائبها ما أبدعته الواقعية السحرية في العالم كله، فقد تم تشكيل لجنة التحكيم وسط أجواء من الغموض ليلة افتتاح المؤتمر، وقيل إن الناقد الكبير عبد المنعم تليمة يترأسها، ثم تذكرت إدارة الملتقى أن اللجنة يجب أن يرأسها ناقد عربي تلافيا للحساسيات المعروفة بين مثقفي البلد الواحد فتم تصعيد الدكتورة يمنى العيد واكتفى «تليمة» بالعضوية.
اجتمعت اللجنة للمرة الأولى مساء يوم الافتتاح نفسه، وبعد المناقشات بدا واضحا أن المطلوب هو التفاوض مع المرشحين لإقناعهم بقبول الجائزة أكثر من تفضيل أحدهم على الآخر بناء على أسس نقدية إذ كان الوقت المتاح أمام اللجنة أقل بكثير من المعقول. إذ طلبت إدارة الملتقى من اللجنة الانتهاء من أعمالها في غضون 48 ساعة فقط، وهذا الوقت لا يكفى لقراءة السير الذاتية للمرشحين، خاصة أن أغلب أعضاء اللجنة متورطون في عدد من ندوات الملتقى نفسه.
ناقشت اللجنة أولا فكرة منح الجائزة لمبدع شاب من الموهوبين المتفق عليهم مثل أحمد أبو خنيجر أو منتصر القفاش أو ياسر عبد اللطيف وأخيرا نجوى شعبان، غير أن الفكرة نفسها لم ترق للكبار داخل اللجنة ورأوا أن منحها لشاب يعني استمرار هذا الطقس في الدورات القادمة لأن المزج بين مبدع واعد وآخر عتيد فيه استخفاف. وانتهى الأمر برفض الفكرة حفاظا على مقام الجائزة وسمعتها. أولى المهام الشاقة للجنة التحكيم كانت مفاوضة الروائي جمال الغيطانى لنيل الجائزة، خاصة أنه كان مرشحا في الدورة التي رفضها صنع الله إبراهيم، وقد رأى أحد الرسميين الكبار داخل إدارة المجلس أن قبول الغيطاني، الشهير بمعارضة الوزير شخصيا، للجائزة سيمحو أثر صنع الله ولكن الغيطاني رفض وبإصرار وحذرهم من أنه سيكرر ما حدث وأنه من الأمانة أن يعلن رفضه مبكرا حتى لا يورط أحدا في المعركة، وعندما حاول أحد أعضاء اللجنة تذكير جمال بأنه قبل الحصول على جوائز الدولة انفعل الأخير وقال أنا لست ضد الدولة و شرفت بجائزتها ولكنني ضد الوزير وأرفض جائزته!!.
انتهى الحوار لتعود اللجنة إلى القائمة العتيقة للمرشحين الجاهزين لنيل الجائزة دون مشاكل وهم إدوار الخراط و خيري شلبي وبهاء طاهر وقد استبعد الأخير مبكرا نظرا لظروف ترشيحه لنيل جائزة بوكر العربية من جهة ولأنه أصغر المرشحين في القائمة سنا من جهة ثانية، وهذا المعيار تدخّل كثيرا في أعمال لجنة التحكيم التي وضعت في اعتبارها فرص بقاء المرشح على قيد الحياة لنيل الجائزة في الدورة بعد القادمة- عام 2012- وبهذا المعيار بقي الصراع قائما بين الثنائي خيري شلبي الذي وُعد بالجائزة منذ سنوات وتكاد تجزم الحياة الثقافية المصرية بأنه يستحقها وإدوار الخراط الذي يعد فوزه بمثابة رسائل بالاحتفاء بأدب الأقليات وبالكتابة الجديدة وبالانفتاح على ما بعد الحداثة، ورغم أن الأول روائي لا غبار عليه والثاني اتجه للرواية متأخرا بعد تجارب شعرية وتشكيلية ونقدية وإسهامات في مجال الترجمة، إلا أن عامل السن للمرة الأخيرة حسم اتجاه الجائزة، وأُبلغ الخراط رسميا بها صباح يوم الختام وحصلت لجنة التحكيم على موافقة مكتوبة بقبول الجائزة!!.
يذكر أن لجنة التحكيم ضمت نقادا وروائيين هم السوري بطرس الحلاق والمغربي سعيد يقطين والعراقية فاطمة المحسن والأردني إلياس فركوح والمصريون إبراهيم فتحي وعبد المنعم تليمة وأحمد مجاهد.


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  عمر يوسف


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni