... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  قصة قصيرة

   
صعلكة

د عدنان الدراجي

تاريخ النشر       14/06/2008 06:00 AM


اختبر حنجرته ثم نفخ بها حتى إذا اطمئن لأدائها مضى مترنما بقوله, ما الفرق؟ قحفتي أو صدفتي أو عصبتي. فهم الشغاف وبصيص نور حينما تجزر دمائي الآبقة أو حين تندلق الرؤى أو حين تبلى أو تبور, أوحين تبعدني الرياح الجامحات عن الشراع أو حين تكوي مهجتي الرمضاء أو يجافي الغيث ارضي وسمائي.
 صمت فجأة وأرهف سمعه ثم عاد ليقول وإذا أرعبني يوما فحيح أو عوى داء عقور قرب داري لن أبالي.
لم يغني حُنين كما غنى يوم دحرجه الوجد إلى هذه الفلاة المقفرة, فقد أفرج عن دموعه الصماء وضحكاته المكلومة وأطربهما حتى كلّا, ثم (تشقلب) على الرمل مرارا منتشيا بخصوصيته التي لم يألفها من قبل, أضحكني حقا بأفعاله الصبيانية المجنونة فقد كان يهتف بين حين وأخر قائلا أطلق غماما وقحا ليملأ الأفق زعيقا ماجنا.كنت أراقبه رغم انفي فقد قذفت إلى ذات الفلاة التي دحرجه الوجد إليها.
لم يهدأ حُنين منذ الوهلة الأولى التي رأيته فيها  إذ عاد إلى مخاطبة الفضاء الرحب مغردا بكلام متمرد لم تُحنَ قامته لوزن أو قافية أو لحن.
كنت أشقى ومعي قبضة صعاليك حفاة في زمان كانت الأحلاف تقسم تحت أقدام هبل وتشهد اللات عهودا قاصمة ان تنابذ كل صعلوك أبى لحس  الإله ثم عاد ليقول.
 كنت والعصبة نحفر مخبأ في شعاع الشمس, وبعيدا عن عيون اللات قيضنا دروعا من شويكات القنافذ.اقتسمنا الفجر ساعة مولده وارتدينا غسقا بكرا عفيفا, عصبتي عاقرت في محرابها كل أسفار المجاذيب العتيدة.لست ادري قالها متحسرا, هل أباة الذل كانوا عصبتي أم نبذنا الذل دون الآخرين؟ثم ذوى حنين منكفئا تحت ظل نشيجه المر.
سألته دون استئذان, ماذا دهاك؟ التفت إلي مستنكرا هتكي لعزلته وقال منغما كلامه عللت نفسي بالآمال فرماني نحسي بطفيلي وقح, ما أشقاني!
اعتذرت قائلا سيدي الصعلكة جذبتني إليك، فرد عليً فرحا هل قلت صعلكة! ما أخباركم؟
 قلت يومنا كأمسنا!
 قال هذا الغبن بعينه,لكن ألا يُرَجًح الحاضر بشيء؟
 فقلت في أمسنا الشقي كانت الـ(لا) سعادة.
 فسألني ألا تنفعكم لائكم اليوم؟
ضحكت رغم انفي وقلت يا سيدي تهشمت الموازين وزُحلقت لائنا!
 قال متعجبا! ماذا؟
 قلت الذين تنعموا بنعم الأمس احتلبوا (لا) اليوم! أما لاؤنا فقد اغتيلت بسم اللات.
 قال دعك عن (لا) فقد هرمت وشاخت, عليك بنعم.
 قلت ثمنها غال!
 فقال عجيب أمرك فقدت لاءك وعجزت عن امتلاك نعم!!!
 قلت سيدي لا تعجب فلنعم ثمن ابخسه بلع اللسان وإغماض العين.
 وهنا يئس مني فأنهى الحوار بسؤال عن عصبتي فقلت تركت بعضهم يحرث البحر والبعض الأخر متعلق بخيوط السماء.
                                                                   
adnanaldarraji@yahoo.com  


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  د عدنان الدراجي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni