... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
هاشم شفيق: أصبح الوطن منفى آخر

علي حبش

تاريخ النشر       21/07/2008 06:00 AM


يعد الشاعر العراقي هاشم شفيق من ابرز شعراء الجيل السبعيني وهو اكثر ابناء جيله خصوصية وتنوعاً وثراءً وتميزت تجربته بالغزارة والانتشار،اصدر خلال مسيرته الابداعية اكثر من عشر مجموعات شعرية منها “قصائد اليفة 1978 واقمار متدلية” 1980 “شموس مختلفة” 1981 “ طيف من خزف” 1990 “ حميميات” 2007  “وكان آخرها “هداة الهدهد “2008” عن الهيئة العامة السورية للكتاب،غادر شفيق العراق عام 1978 وبعد رحلة طويلة في المنافي استقر في لندن وهو يقيم فيها منذ عام 1990 التقيناه في دمشق وكان هذا الحوار:

 بعد الاستقرار النسبي الذي يسود العراق الآن هل تفكر بالعودة والاقامة في بلدك الأم؟

- مازلت مترددا في الذهاب الى العراق فعندما ذهبت اليه عام 2004 بعد سقوط النظام بعام كنت انوي الاقامة الدائمة هناك لكن ما شاهدته ولمسته جعلني اتردد كثيرا في تلك الاقامة وسبب ترددي هو الدم العراقي المهدور يوميا وانهيار البنى الاجتماعية والثقافية والسياسية في البلد مما جعلني احسب الف حساب بالنسبة للاقامة والعودة مجدداً للعراق، دعيت لمهرجان المربد ولم اذهب  ودعيت لمهرجان ثقافي آخر ببغداد ولم اذهب كل ذلك يعود الى التراجيديا القائمة منذ احتلال العراق وحتى الآن، حيث لا ماء ولاكهرباء ولا حياة ولامقاهي ولا نوادي ليلية للتسامر والتنادم بين الادباء العراقيين كل شيء مغيب وغائب عن الوعي الى اشعار آخر.

 كيف تنظر الى هجرة الادباء والمثقفين العراقيين المتزايدة منذ احتلال العراق وما مدى تأثيرها على الثقافة العراقية بشكل عام؟

- المنفى العراقي الآن يتسع والمنافي تطول وتتعدد أماكن المنفى. كنا في السابق مجموعة قليلة مشردة في المنافي العربية والأوروبية اغلبنا من السياسيين والمثقفين، تحديدا الآن الحالة أصبحت جماعية أي هناك منفى جماعي يشمل جميع الفئات العراقية التي تبحث عن الأمن والاستقرار والرزق  والأكثر من ذلك اصبح الوطن منفى،العراق الآن ومن يعيش فيه يعيش في منفى وطني وهناك تتجلى الطامة الكبرى لهذا البلد وهذا الشعب الحزين، الثقافة العراقية الآن متشظية وتمر بأزمات وجودية انطولوجية حقيقية  على صعيد الحياة الثقافية، وحتى الحرية هناك  رقابة في العراق على الثقافة العراقية من قبل  المتشددين وهذا لايناسب بلد مثل العراق طيلة العقود الماضية كان يبحث عن منفذ للحرية، المثقفون العراقيون الآن في الدول العربية يعانون مشاكل كثيرة على صعيد المشاكل الحياتية  المستمرة لديهم مثل الاقامة والعمل وعدم توفر الاوراق الشخصية الكاملة  للمثقف المنفي او المهجر  كل ذلك يشكل عبئاً على المثقف في المنطقة وتعيق مسيرته الابداعية من اجل ان يكتب ويبدع  ما هو جمالي وفني كبقية المثقفين العرب المحنة الجديدة ايضا التي تبرز جيدا في الوضع الثقافي العراقي الآن تبوؤ غالبية المثقفين الذين كانوا منضوين في السابق تحت راية النظام السابق يتصدرون الآن المشهد الثقافي هذا المشهد المحير والغريب.

 ديوانك الأخير “هداة الهدهد” هو اول ديوان نثري لك حيث لم تتخلله اي  قصيدة موزونة هل تعتقد انك تأخرت عن مجايليك  بكتابة قصيدة النثر؟

- لا هذا ليس صحيحا انا منذ البدء كنت اكتب قصيدة النثر نشرت مطلع السبعينات قصائد نثر في مجلة الكلمة  العراقية ومجلة الثقافة الجديدة لكن السلطات انذاك بدأت التضييق على قصيدة النثر بشكل كبير وخصوصا في النشر فاتجهت بشكل كامل للكتابة بالوزن فقط لكني ومنذ ديواني السادس والسابع  في منتصف الثمانينات بدأت مجاميعي الشعرية تتضمن بعض قصائد النثر  الى جانب الموزونة، يمكن ديوان ''هداة الهدهد'' يشكل تجربة اخرى في مسيرتي  الشعرية وانفتاحاً اوسع على هواء الحرية والمضيء في مجالات التعبير الجديدة الخالية من القيود التي كبلتني طويلا   وانا في هذا اختط مسارا مختلفا ينضاف الى مسيرتي وتجربتي لأن طبيعتي الفنية والجمالية تحب التنوع والتعدد والاختلاف وعدم الانزواء والامتثال الى نمط معين واسلوب محدد وكما قال “باختين” يشكل الاسلوب للفنان والمبدع مقتلة حقيقية على المدى البعيد،وقد تمثلت هذه التجربة في أكثر من مجال غير ديواني الأخير “هداة الهدهد “فهناك تجربتان اخريان لي في هذا المجال اذ سيصدر لي خلال العامين القادمين ديوان كبير سيتضمن سيرتي الذاتية وهو مكتوب بالنثر ويشمل سيرة  الطفولة والصبا والشباب  ويتناول جميع الحقب الزمنية والمكانية التي مررت بها خلال فترة حياتي وهناك ايضا ديوان آخر سيصدر في بيروت ربما نهاية هذا العام يتضمن تجارب فنية وجمالية تختص في  الشأن الحياتي  وتفاصيل الانسان خلال تجربته ومعاناته اليومية.


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  علي حبش


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni