... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
عبد الكريم كاصد : الأيديولوجيا لا تأسرني ..

عدنان البابلي

تاريخ النشر       26/01/2009 06:00 AM


«شاعر خارج النص».. هو عنوان آخر ماكتب عن كاصد، بدا فيه متألقا واثقا من مستقبل الشعر، وهو من أهم الكتب التي تتناول سيرته وتجربته الشعرية التي تجاوزت خمسة عقود، رسخ فيها الشاعر أسلوبا شعريا يشار إليه بالبنان بين كبار التجارب الشعرية العربية.

«أوان» حاورت الشاعر في مكان إقامته في لندن حول كتاب جديد عنه، وحول مستقبل الشعر الذي يرى كاصد أنه لا يمكن التنبؤ به، حتى لمن هم أشدّ رسوخا في التجربة من الأجيال الأخرى، لكنه يرى أن الشعر كالحياة لا يمكن أن يتوقف يوماً، أما قيمته فهي نسبية تماما تختلف من قارئ إلى آخر، لكن هذا لا ينفي ما هو خاص في الشعر الذي يتطلب الكشف عن مهارات أخرى وإبداع آخر، لا يتعلق بالشعر وحده بل بالحركة الثقافية بمجملها في القدرة على الكشف عن الاتجاهات الجديدة والقصائد الجديدة التي يمكن أن تحفر مجرى حقيقياً في ثقافة المستقبل وفي وجدان القارئ.

* يتميز عبدالكريم كاصد بإنتاج شعري غزير بدأ منذ العام 1975 بمجموعة الحقائب، لو كنت بدأت الآن،، ماذا ستضيف أو ستحذف من حقائب؟

- كل قصيدة هي تجربة بحد ذاتها لها معالمها وسماتها وبناؤها الخاص الذي لا يتعلق بالشاعر في أحيان كثيرة بل ببنية القصيدة ذاتها، العمل الفني له اقتراحاته البعيدة عن رغبة الفنان في الكثير من أجزائه، فهو رغم التصاقه بتجربة الشاعر إلاّ أنه من جهة أخرى له حدوده الخاصة وعالمه الخاص، وإلا استحال إلى إنشاء يمكن أن يضيف إليه القارئ أو الشاعر ما يشاء من أبيات أو مقاطع، قد يكون هناك شيء من عدم الرضى عن هذه الجملة أو تلك إلاّ إن ذلك نادراً ما يحدث، ليس لأن القصيدة مكتملة بحدّ ذاتها، وإنما لأنّ لها بنيتها الخاصة وحدودها بعيدة عن الاكتمال والنقص أي عن التقييم، ثمة نهايات تفرضها القصيدة نفسها وأبيات ترفضها القصيدة، وقد يكون مسار القصيدة مفاجئاً للشاعر نفسه، فهو كالقارئ قد لا يتوقع ما يكتبه إلاّ في سياقه العام، أما التفصيلات فهي وليدة هذا المسار ذاته، وحتى السياق العام قد يتأثر بالتفصيلات ويتخذ مساراً آخر،

منذ بداياتي، لم أكن ذلك الشاعر المأسور لأيديولوجيتي شأن الشعراء الآخرين الذين أعادوا تركيب قصائدهم من جديد، فجاءت باهتة مصنوعة وقد فقدت نكهتها الأولى بسبب شعارات سياسية فاقعة، أو أفكار لم تعلُ على شعارات السياسة كثيراً.

أصدرتُ الحقائب بعد ستة عشرة عاماً من كتابة الشعر، وهي تكاد تكون مختارات لشعري السابق الذي لم أنتق منه إلا هذه القصائد التي احتوتها هذه المجموعة.

* أين أنت من الجيلين الستيني والسبعيني ثمة من يرى تأثرك وتأثيراتك بين هذا وذاك؟

- أنا ابن هذين الجيلين لي بينهم أصدقاء حميمون، بدأت في الحقيقة النشر منذ أوائل الستينيات، وفي العام 1967 نشرت لي مجلة الآداب قصيدة تضمنت مشاهد يومية لقوافل نازحين، إثر هزيمة 5 حزيران، رأيتها بعينيّ: مشاهد لجنود عائدين مهزومين، عوائل ريفية تبحث عن أبنائها وسط الجنود بوجوههم الذاهلة ولباسهم الذي بقعته الخنادق، نساء ضائعات يقدن أطفالاً شبه عراة، كانت هذا المشاهد تحدث في ساحة قريبة من جامعة دمشق التي كنت أواصل دراستي فيها آنذاك، منذ البدايات وأنا أمقت الحديث عمّا هو عام في حياتي اليومية فما بالك بالشعر، لا يعني هذا أن القضايا العامة ليست موضوعاً للشعر، وإنما أنا أعني أن القضايا العامة لن تكون شعراً ما لم تتخذ لها السمات الخاصة بها، المشبعة بتفصيلات الواقع وباختصار ما لم تتحول إلى ما هو جزئيّ تفصيليّ في الشعر،

في الستينيات وبعد سنة 1963 غادرت بغداد هرباً من المأساة التي حلت آنذاك، تاركاً دراستي للغة الفرنسية في معهد اللغات، اختفيت زمناً طويلاً ثم التحقت بجامعة دمشق لدراسة الفلسفة، فكانت لي علاقاتي الوثيقة بجيل الستينيات هناك وغيره من الأجيال الأخرى: ممدوح عدوان، فايز خضور، محمد الماغوط، علي الجندي، فاروق مردم، برهان غليون، وأسماء عديدة أخرى ماتزال تربطني بها أخوّة نادرة، أذكر منها من غير السوريين رشاد أبو شاور، الراحل فوّاز عيد وآخرين.

* هل ترى أن وميض الشعر قد خفت في الذوات، فلم يعد هناك شعراء مهمون في الأجيال الحالية، بل لم يعد هناك من متلق.. ولمن يكتب الشاعر قصيدته اليوم؟

- هل حقا لم يعد متلق هناك؟ أشك في ذلك، لايزال للشعر دور كما أعتقد أو أتوهم، أما العلاقة بالقارئ فهي تختلف من شاعر إلى آخر، كما أنها تحمل من التعقيد ما لا يمكن إرجاعه إلى هذه العلاقة بالذات في تجريدها وعموميتها، لأنها تحمل في طياتها الكثير من التفصيلات، فقد يبدو ما هو شعر ذو صلة بالقارئ ليس سوى إعلان مقيت في صيغة شعر، وما يبدو أنه بعيد عن القارئ ليس بعيداً حقّاً لو توفرت له الشروط الملائمة للنشر، وهذه العلاقة المرتبكة، الغامضة أحياناً، لم تكن غائبة عن الأجيال السابقة مادام هناك مستويات من الشعر والقراءة تختلف من قارئ إلى قارئ ومن جيل إلى آخر، ومادام هناك حشد كبير من الشعراء والقليل القليل من الشعر في أمة تمتد طولاً وعرضاً في أوطانها والمنافي، ولكن ثمة شعراء لهم القدرة على تجاوز مثل هذه الحدود والإشكالات، إلاّ أنهم نادرون، وحتى هؤلاء ليسوا ببعيدين عن الشكوى من إهمال النقد لأعمالهم فما بالك بالأجيال الجديدة؟، إن من الصعب أن يتعرف القارئ على كل ما ينتج من الشعر ليتعرف على جيّده، ولاسيما أن مساحة الشعر واسعة جدّا ومادته هي هذه المادة الشائعة: اللغة، كيف يصنع إنسان من المادة الشائعة شيئا نادرا؟ تلك هي معضلة الشعر وندرته، إنه الألصق بالإنسان والأبعد عن متناول يده، حتى كاد أن يكون ثمرة محرمة، سحراً أو غرابة، سماويّاً وإن كان أرضيّا تماما، إن كتابة قصيدة، حتى وإن كانت قصيرة، تتطلب تجربة ومعرفة وخبرة تمتد ربما عشرات السنوات.

المستقبل والحركة الثقافية

* كيف تنظر الى الأجيال الشعرية الجديدة، وهل لفتت انتباهك أسماء معينة ترى أنها رسخت جذورا لمستقبلها الشعري؟

- ما من مستقبل شعريّ يمكن التنبؤ به حتى لمن هم أشدّ رسوخا في التجربة من الأجيال الأخرى، كما أن الشعر كالحياة لا يمكن أن يتوقف يوماً، أما قيمته فهي نسبية تماما تختلف من قارئ إلى آخر، لكن هذا لا ينفي ما هو خاص في الشعر الذي يتطلب الكشف عنه مهارات أخرى وإبداعا آخر، لا يتعلق بالشعر وحده بل بالحركة الثقافية بمجملها في القدرة على الكشف عن الاتجاهات الجديدة والقصائد الجديدة التي يمكن أن تحفر مجرى حقيقياً في ثقافة المستقبل وفي وجدان القارئ، لم تنقطع صلتي بالأجيال الشابة، والكثير منهم على اتصال دائم بي، يرسلون قصائدهم إليّ ومجموعاتهم أحياناً قبل الطبع لأنظر فيها، ويستقبلون ملاحظاتي برحابة صدر لأنهم يدركون جيداً أن ملاحظاتي باعثها المحبة والحرص، ولا تخلو قصائدهم من التماعات قد تحتاج زمناً لتنصهر بنار الشعر.

النص العربي : موسيقى

* مسرحية «حكاية جندي» المثيرة للجدل من الإنجليزية الى العربية، أثارت ردود فعل طيبة لدى الكتاب العرب، ومتعالية لدى الإنجليز، كيف كان هذا التباين؟

- لقد لاقت المسرحية اهتماما كبيراً من قبل المشاهدين ولاسيما الإنجليز، فقد امتلاً مسرح أولد فك الشهير طوال العرض بالقادمين لمشاهدة هذه التجربة المثيرة التي قدمت لغتين في آن واحد على المسرح، لقد صفّق الجمهور كثيراً للممثلين العراقيين، حتى أن ذلك أحرج الممثلين الإنجليز أنفسهم، وقد انعكس ذلك واضحاً في المتابعات التي تناولت المسرحية بالنقد، ظن بعض النقاد الإنجليز أنني ترجمتُ النص الإنجليزي وليس النص الفرنسي الأصلي، كما ظنّ بعضهم أنني ترجمتها باللغة العراقية على حد تعبيرهم، أو باللغة الدارجة أو أنني كتبتها نظما كما كتبتها المترجمة الإنجليزية، ومثل هذا التخليط كثير في نقدهم، وهي متابعات لا تخلو من تسطيح، كما أن بعضهم لم يطرأ في باله أنني لم أترجم النص الفرنسي حرفيا بل أضفت إليه مقاطع كثيرة، وأدخلت فيه أحداثاً كثيرة وهذا ما فعلته المترجمة الإنجليزية، ولم نلتق أنا وإياها إلاّ في نقاط معينة من المسرحية، وهي إن اعتمدت الدوبيت في كتابتها أي كتابة كل بيتين بقافية واحدة، فإنني كنت حرّاً في اختيار الأساليب العديدة من نثر شعريّ وتفعيلة ونثر صرف وأشكال شعرية عديدة أخرى، مما أكسب نصي مرونة لم تتوفر في النص الإنجليزي، كما عبر عن ذلك المخرج نفسه وبعض النقاد، فاجأتني يوماً المذيعة في راديو 3 أن النص الإنجليزي كان في مستوى الموسيقى التي صاحبت المسرحية، أما النص العربي فهو الموسيقى بحدّ ذاته.

شاعر خارج النص

* عودة إلى «الشاعر خارج النص»،، ما حكاية هذا الكتاب ولاسيما أنه جدير بالقراءة بحسب استطلاع أجريته، وكيف رتب لهذا الحوار الممتع والعميق الذي تضمنه الكتاب؟

- ما أدهشني هو أن الجموسي الذي لا أعرفه من قبل، والذي حل في لندن في مهمة ثقافية في السفارة المغربية لمدة سنتين، كان على معرفة دقيقة بشعري، ولاسيما بقصائدي المنشورة في مجلة الكرمل، وإن لديه التصور الدقيق فيما يتعلق بشعري أو بالعملية الشعرية بشكل عام، ولا سيما أنه، وهو المترجم والمفكر القدير، شاعر أيضا، وما استوقفني أكثر من كل هذه الأشياء التي ذكرتها هو رهافته في التعامل مع الشعر والتجربة الشعرية لديّ، إنني لم أكسب كتابا هو من أهم كتبي عن سيرتي وتجربتي الشعرية، بل كسبت أخاً عزيزاً، مازلنا أنا وإياه نواصل نشاطنا المشترك معاً، ففي منتصف شهر كانون الثاني هناك فعالية جادة ستقام في المغرب، وستضمنا معاً للحديث عن تأثير إليوت في الشعر العربي، وعن ترجمات شعره إلى اللغة العربية، والموضوع الثاني هو ما أستناوله في هذا الملتقى في بحث طويل قد يكون كتاباً صغيراً، عبر ما ترجم لإليوت من أعمال صدرت في لغتنا، كما سيرافق هذه الفعالية التي أقامها اتحاد كتاب المغرب في القنيطرة ودار الحرف للنشر والتوزيع ولجنة مهرجان القنيطرة توزيع بضعة كتب صادرة عن دار الحرف بالمناسبة، ومن بينها مجموعة شعرية لي بعنوان: «الديوان المغربيّ».

هاجس الفلسفة

* الفلسفة حاضرة في شعرك، وفي سراباد تجد كثافة في هذا الاتجاه.. ثم يأتي كتابك الجديد (الشاعر خارج النص... حوار الفكر والشعر مع الحياة)، ليؤكد أن ثمة هاجسا فلسفيا يركن إليه، كيف ترى ذلك؟

- تحدثت عن ذلك طويلاً في كتابي «الشاعر خارج النص»، إنّ هاجس الفلسفة يظلّ حاضراً في أبسط جزئيات الواقع وأشكاله، ولاسيّما أن الفلسفة لم تعد تقتصر على ذاتها بموضوعاتها المحدّدة، بل امتدّت إلى خارجها مثلما امتدّ الشعر بدوره إلى خارجه، لا ليحدث قطيعة مع ذاته بل ليؤكدها مثلما تؤكد الفلسفة ذاتها فيما هو غير فلسفيّ من موضوعات لم تتناولها من قبل، ومثلما للشعر مساحاته الغامضة ولا وعيه فإنّ للفلسفة أيضاً مساحاتها الغامضة ولا وعيها في نصوص الكثير من كتابها، ثمة وشائج عديدة بين الاثنين في حاضرهما مثلما لهما بداياتهما المشتركة وتاريخهما المشترك فيما بعد واختلافاتهما التي تقربهما من بعضهما وليس العكس.

ثمة أسئلة وتفصيلات لا حصر لها في الواقع، لا في حاضره فحسب وإنما في ماضيه الذي لم يعد وراءنا، على حدّ تعبير هيدغر، وإنما يتقدّم إلينا بصفته حاضراً ثقيلاً له أسئلته أيضاً.

أين يقف الشاعر من كل هذا؟ وهو الذي يتقدّم لا بصفته وعياً صرفاً وإنما بصفته لا وعياً أيضاً، لقصيدته فعلها الفلسفيّ والاجتماعيّ في إثارة التساؤلات والشك حين تستنطق الأشياء والظواهر كاسرة الألفة إلى ما هو غريب وحقيقيّ في آن واحد.

العودة إلى البلاد

* زرت العراق ومدينتك البصرة.. لكنك قفلت راجعا وأنت المغترب من عقود.. ترى متى يعود الشعراء المهمون إلى بلدهم؟

- أعتقد أن هذا مرهون بظروف عديدة تتجاوز رغبة الشاعر في العودة أو عدمها، السؤال مطروح وكأن هناك وضعاً مثالياً أو حتى اعتيادياً للعودة، كيف تتم العودة وسط هذا الاحتراب الطائفي والقومي والقتل اليوميّ والمليشيات التي اندمجت بالسلطة، فلا تعرف أين حدود السلطة وأين حدود المليشيات، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المتردي والخدمات السيئة، والنهب وثمة هناك ما هو أسوأ؛ هذه المحاصصة البغيضة التي لا يمكن أن يتقبلها عقل، والتي لا يمكن أن يجد المثقف موضعاً له وسط إعلانها الفاضح إلا بصعوبة بالغة حتى بالنسبة إلى المقيمين هناك، لقد بقي خيرة المثقفين العراقيين هامشيين، فمن هو من المثقفين الذين نعرفهم من أصبح حقا له دوره المؤثر في االعملية السياسية الجارية الآن؟ لقد ذهب البعض ضمن توجهات حزبية أو وظيفية، وهذا لا يقاس عليه إذا ما تكلمنا عن مجتمع مدني حق.. لقد كتب لي صديق عاد إلى العراق أنه الآن أشبه بالعاطل على حدّ تعبيره «لأنهم تحاصصوها بينهم»، ويتمنى لو أنه استعاد وضعه أيام كان معارضاً، وإن كان يأسف لمثل هذا الشعور، ومن عادوا تحولوا إلى مستشارين تابعين، ولم يمارسوا دورهم كمثقفين بل كمقاولين، إنني أسأل: ما الخطوات التي اتخذتها السلطة لمعالجة مثل هذه المشكلة القائمة؟ إن هناك من الصراعات ما يشغل السلطة لا عن هذه المشكلة وحدها بل حتى عن التفكير في كلّ ما له علاقة بالناس، في البصرة لم ألحظ حتى حديقة واحدة ليتنزه فيها الناس.

* الرجوع إلى البصرة.. في حفل تكريمك، ماذا تخلله، هل زار كاصد أماكن طفولته، هل استعاد ذاكرته في هذه الزيارة، كيف رأى العراقيين هناك، كيف تلقى قصائدهم؟

- التكريم الذي أقيم لي لم تقم به سلطة بل زملاء أدباء ممثلون باتحادهم اتحاد الأدباء العراقيين رأوا أن الضرورة تستدعي مواصلة مهرجان المربد بشكل آخر يسعى إلى التخلص من كل ما علق به من مظاهر تبجيل في الماضي ليكون مهرجان أدباء لا مهرجان سلطة.

لم تقتصر زياراتي الثلاث على البصرة وحدها بل زرت بغداد أيضاً، وشاركت في نشاط ثقافي هناك، وفي البصرة لم أترك مكانا عزيزا لديّ لم أزره، وقد كتبت عن ذلك العديد من القصائد، ولاأزال أكتب عن مشاهداتي حتى كتابة هذا المقابلة، كما إنّ لي كتاباً سيصدر بعنوان «باتجاه الجنوب شمالاً» يضمّ فصولاً عديدة عن زياراتي هذه، وقبل أيام أنجزت قصيدة كاملة، هي ديوان كامل عن محلتي الصغيرة في البصرة، ولم أكن أتصور أنني سأكتب عنها مثل هذه القصيدة الطويلة التي تشكل ديواناً، وهي المحلة الصغيرة التي تبدو وكأنها بلا تاريخ أو ناس لبساطة أهلها ومرورهم العابر دوما في الحياة، كما الظل.

الإنجليزية وشعراء العالم

* لغتك الإنجليزية المتألقة وعيشك في المنفى الانجليزي، أضاف «سحنة» إنجليزية إلى ملامح قصائدك، أم أن الشرق مازال يلغي التجارب الجديدة؟

- اللغة الإنجليزية نافذة واسعة للإطلالة لا على تراث الشعر الإنجليزيّ وحده، وهو الشعر الغنيّ حقّا بتجاربه وشعرائه الكبار، وإنما على الكثير من تجارب الشعر في العالم، من خلال الترجمات المتلاحقة التي لا تنقطع أبداً، والتي تحتوي أحياناً على الأعمال الكاملة للعديد من شعراء العالم، ومن بينهم شعراء الشرق العظام الذين لم نتعرف عليهم، بشكلٍ كافٍ، في لغتنا وهم الأقرب إليها، بل في اللغة الإنجليزية من خلال أدق الترجمات وأفضل المترجمين ممن كرسّوا حياتهم لفهم أسرار اللغات الأخرى، ولا أجد أي تناقض في محبتي لهذا الشعر .


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  عدنان البابلي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni