... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
الإيصالية . . . و إستخدام طريقة التعويض في إيجاد مجموعة شعر جديدة لمحمود البريكان

عبدالله عبدالواحد

تاريخ النشر       16/01/2007 06:00 AM


الإيصالية : هل هي الشكل أم المضمون ؟
سؤال يطرح نفسه ضمن دائرة الحداثة في القصيدة ، اذا صنفت الاخيرة لو جاز التعبير ضمن عالم القوارير العطرية !! .
و إذا تمكنا من صياغة معمارية هذه الكلمة ( الإيصالية ) كملعب لكرة القدم ؛ فإن المستطيل الأخضر كما هو معروف سيقسم الى ساحتين – الاولى للشكل و الاخرى للمضمون . و الفائز . . . هو من سيجمع في مرماه العدد الاكبر من الكرات !!!!!!! .
الكرة الآن في ملعب الشكل ، و أترك الملعب الثاني للشوط الثاني لـ( شخص آخر ) ؛ إذا وجد في نفسه القدرة على منح مرماه ذلك العدد الاكبر من الاهداف .
إن طريقة التعويض في علم الرياضيات و ببساطة ؛ هي عملية إدخال أو إبدال أو جمع أو طرح مجموعة من المعادلات ذات حدود متشابهة تحوي مجاهيل معنية لإيجاد مجموعة الحل النهائية والموحدة .
و بما أن الكون مبني على اسس قابلة للتغيير ، فإن تداخل العلوم فيما بينها شيء مشروع و جائز ، فما بالك بالتداخل الذي يمكن أن يحدث بين الرياضيات و الادب على وجه التعميم  أو التخصيص .
فالشكل المطروح للقصائد حتى هذه اللحظة يتمركز إنطلاقا الى أربعة محاور ؛ فالمحور الاول لقصيدة البيت و المحور الثاني لقصيدة التفعيلة و الثالث لقصيدة النثر و الاخير ما يستطيع أن يجمع بين الثلاثة و لكنه لايعتبر الام أو المهيمن .
و لإن المحور الاول اذا استتب فيه الموضوع ، توالدت أبياته على شكل متوالية عددية لا يمكن رفع أو إبدال أحدهما مكان الاخر .
أما المحاور المتبقية ؛ إذا خرج موضوعها عن نظام الاقصوصة أو التتابع التلقائي لغرض الوصول الى نقطة الاحتدام اللامتناهي في النص ؛ فإن مجموعة التفعيلات التي تقع ضمن الشطر الواحد يمكن إعتبارها متواليه هندسية ، أي أن الابدال والتغيير جائز .
* و لإن المحور الثاني ( قصيدة التفعيلة ) قد جمع بين التزام الوزن في المحور الاول و الفوضى على مائدة القوافي في المحور الثالث .
* و لإن التجريد في هذا النوع من القصائد و الغوص في الذات الفلسفي ذو الطابع العشوائي جدير بالأختيار .
* و لإن المرحوم محمود البريكان هو من أجاد الخوض في هذا المجال على الأرجح ؛ فلا يمكن لقصيدته التجريدية ( القوة الطاردة المركزية ) أن تهرب منا .
و التي يقول في بعض أجزائها قبل إجراء عملية التعويض :

لو كان لي أن أطلق استغاثة واحدة . . . . 1
عبر سماء الجليد . . . . 2
لصحت من رعبي الخفي الوحيد . . . . 1
القوة الطاردة . . . . 2
دوامة الاصداء . . . . 1
تأخذ بالروح و تمتد الى الفراغ . . . . 2
دوائر سوداء على بحيرة بيضاء . . . . 3
زوبعة صامتة . . . . 4
تبعثر اللون على المسافة الباهتة . . . . 3
كابوس . . . . 4
في أعين مفتوحة . إغماء . . . . 4
ليس له علامة . توتر مغروس . . . . 4
في جسد العالم . موت متعب طويل . . . . 3
في صخب الايقاع . . . . 4

أما المقطع الأخير :
ليس الحب مستحيل
و لا الجمال خدعة . . . و لاندى السحر
خرافة . . . لكن يفيض مرقص البشر
بالعنف و العويل

فهو كما نلاحظ ؛ يطبق نظري المتوالية العددية ؛ و هي النتيجة النهائية لخلاصة عملية التعويض التالية و التي ستتم حسب الترقيم أعلاه : ( من الادنى الى الاعلى )

لو كان لي أن أطلق استغاثة واحدة
لصحت من رعبي الخفي الوحيد
دوامة الاصداء
عبر سماء الجليد
القوة الطاردة
تأخذ بالروح و تمتد الى الفراغ
دوائر سود على بحيرة بيضاء
تبعثر اللون على المسافة الباهتة
في جسد العالم . موت متعب طويل
زوبعة صامتة
كابوس
في أعين مفتوحة . إغماء
ليس له علامة . توتر مغروس
في صخب الايقاع

فبعد قراءة قصيدة ( القوة الطاردة المركزية - المعوضة - ) نلاحظ تكون أبعاد جديدة و إنتقاء انتمائي آخر و صور ربما أدق ! ؛ كما في : ( القوة الطاردة تأخذ بالروح ؛ دوائر سود . . . تبعثر اللون . . . ؛ توتر مغروس في صخب الايقاع ) و غيرها مما يترك نفسها للإكتشاف .
و من حيث وصلنا نستطيع أن ننطلق ربما لنهاية لا تنتهي الان ؛ فإن التغيير في داخل هذا الشكل المطروح لهذا النوع من القصائد و الذي يقود في الغالب الى نتيجة مرضية ؛ هو كفيل أيضا أن يقودنا الى محاولة التغيير داخل شكل شعري آخر أو الى الشكل ذاته ككل .
و التغيير الداخلي في فسلجة الترتيب للقصيدة المطروحة اذا كان ضمن توافق منطقي ؛ فهو يستطيع أن يرتقي بالمضمون الى مصاف التوالد في قصيدة البيت من غير الاعتماد على نظام التسلسل المنطقي في سرد الموضوع داخل قصيدة التفعيلة .
وبهذا فإن تجريد التجريد عند استخدام طريقة الانتقاء الانتمائي في رسم أداة لغوية جديدة هو جسر كونكريتي يوصلنا الى ما يسمى اليوم بالحداثة و قد يغنينا ما طرح أعلاه بالاسغناء عن مقومات الشعر و صولا الى القصيدة ؛ أو ادخال لغة الصحافة و ان كانت الاخيرة لا بد منها اذا ما أخذ بالمقومات .
فالترابط بين الشكل والمضمون هو الذي يخلق الايصالية الناجحة ؛ هذه بديهية معروفة .
أما الافضلية فهي لأي منهما ؟ ومن هو الفائز عكسيا عند انطلاق صافرة النهاية ؟
الاجابة متوقفة على تحليل المضمون و ترابطه بالشكل للقصيدة الحديثة ؛ على غرار ما تقدم في تحليل الشكل وترابطه بالمضمون ؛ لمعرفة موقع نقطة الارتكاز النهائية .


عبدالله عبدالواحد
عراقي مقيم في عمان الاردن
ما كتب أعلاه كان في بصرة العراق 2001 م
www.iraqiart.com
a.abdulwahid@yahoo.com 

رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  عبدالله عبدالواحد


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni