... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
حوار مع وزير الثقافة العراقي : ندمت كثيراً على دخولي الوزارة من باب المحاصصة

يوسف المحمداوي

تاريخ النشر       27/06/2009 06:00 AM


 يوســف المحمــــداوي 
شاعر واكاديمي دخل الوزارة من باب المحاصصة التي يمقتها وندم على اختياره لهذا المنصب على ضوئها انه وزير الثقافة الدكتور ماهر دلي الحديثي الذي التقته (المدى) في حوار بين فيه ان حجم الفساد المالي والاداري في الوزارة كبير والملفات فيه مغلقة منذ عام 2004 وسيحاسب الكثير من الوزراء السابقين بشأنه. وعن المنحة المقدمة من قبل رئاسة الوزراء لأتحاد الادباء ونقابتي الصحفيين والفنانين اكد دلي بأن القوائم رفعت الى وزارة المالية ونحن بانتظار ان تطلق تلك التخصيصات لغرض صرفها للمستفيدين  وبشأن ترشيحه الى الوزارة مرة اخرى، اكد وزير الثقافة بأنه في حالة يتم ترشيحه من قبل جهة معينة سيرفض المنصب موضحاً بأنه ندم كثيراً على دخوله الوزارة من باب المحاصصة وفيما يلي نص الحوار..

* ما حجم الموازنــــة المخصصة للوزارة وهل ترونها كافية لانجاز مهماتها؟
-حجم الموازنة لايكفي لمدة شهر واحد، اذا اردنا ان نفعل مشروعاً ثقافياً وفق الستراتيجية المرسومة من قبل الوزارة، ولانخفيكم بان الموازنة اصبحت عبئاً ثقيلاً، بل وضعنا في خانة الاتهام بين الحين والاخر من قبل الذين لم يدركوا حجم الموازنة، بأننا  متقاعسون ولسنا بفاعلين ولانجعل الهم الثقافي الحقيقي نصب اعيننا، ولعل من ابرز المعوقات التي تعترض انشطتنا الثقافية هي الموازنة، لكونها بائسة.
* مامقدار المبلغ؟
-المبلغ هو دون المئة مليار دينار عراقي، فبمبلغ بهذا الحجم لوزارة بناها التحتية محطمة ومهدمة، لا اظن بأن الوزارة قادرة على النهوض بالواقع الثقافي، نحن نتعرض يومياً لمواقف محرجة، لانستطيع مثلاً دعوة جهة ثقافية خارجية، والجميع يعلم بأننا قمنا بأكثر من نشاط في عمان ودمشق مرتين ودولة الامارات العربية وقبل ان آتي كانت هناك نشاطات في الجزائر وفي ايران، وهذه الدول لو وجدت دعوة صادقة من قبلنا لجاءوا وفعلو نشاطاتهم في العراق، لكننا نتحرج، لانهم اذا جاءوا اين سيفعلون نشاطاتهم، ونحن لانمتلك غير المسرح الوطني الذي يتعرض الى برد قاتل في الشتاء  وحررهيب في الصيف  لكونه لايمتلك اجهزة التكييف، فهذا معوق كبير.
 وجهت لنا الدعوات من عدة دول، لكن تقف تخصيصات الايفاد عائقاً امام نشاطاتنا في الخارج، وحتى التي ذهبنا اليها كنا نقلق من اعداد الموفدين الى الحد الذي يؤثر بالسلب على مستوى الفعالية، مثلاً نميل الى مسرحية ممثلوها قلة ونتحاشى مسرحية اهم منها لكن افرادها كثر، وكل هذا بسبب التخصيصات المالية، هذا الامر انعكس حتى على الجانب النفسي لدي، وهذا ما جعلنا نقصر في حقوق الكثير من المبدعين الذين كان من المفترض ان نكون اول الساعين لتكريمهم.
بقينا كثيرا ولم يعد الكلام نافعاً
* ألم تناقشوا الامر مع رئاسة الوزراء؟
- تعبنا كثيرا والكلام لاينفع، وكان نقاشنا مع وزير المالية بشكل صريح وواضح، وقال لي الظرف المالي الحالي للبلد وبعد الازمة المالية العالمية لايسمح بأية زيادة شارك العراق في مهرجان دولي في مصر وحصد الفنانون العراقيون فيه الجوائز من بين 60 فعالية عرضت لاربعين دولة وكان نصيب الاسد للعراقيين وعددهم 60 فناناً وكان من المفترض ان الوزارة تتبنى مسألة تكريم هؤلاء ولكني وجدت التخصيصات لاتكفي لتكريم خمسة منهم، وبعضهم ظهر على شاشات التلفاز ويقول وزير الثقافة لم يكلف نفسه حتى بالسؤال عنا، هذا الامر مؤلم جداً بالنسبة لي لاسيما ان وزير النفط قام بتكريمهم، مؤسسات اخرى غير حكومية ايضاً بادرت، ووزارة الثقافة لاتستطيع، امر صعب جداً، فأتصلت بالاخ شفيق المهدي وابلغته بأن هناك احتفالية كبيرة وتكريماً خاصاً لهم وفعلاً ذهبت الى دولة رئيس الوزراء وقلت له بالحرف الواحد، انتم تعرضوني للفشل وشرحت له الامر، واستجاب الرجل وقام بتكريمهم بمبلغ (45) مليون دينار، هذه هي المعاناة وصل الحال بي الى حد التفكير في الاستقالة لعدم تمكني من مساعدة الكثير من المبدعين المرضى منهم مثلاً، وحاورت نفسي، لكنني وجدت الاستقالة بمثابة التنصل عن المسؤولية، وقد يأتي مكاني من لايحمل الهم الثقافي الذي احمله.

*بعض المؤسسات الثقافية تتفوق على الوزارة بأنشطتها ارجو ان لاتكون الموازنة العائق ايضاً؟
- الوزارة قامت بعدة انشطة، وعالجنا من خلالها الكثير من الامور المالية، فمثلاً من الهموم الكبيرة، مسألة الكتاب العراقي، فمطابعنا نسبة الاندثار فيها كبيرة جداً الى درجة لا نجدها مؤهلة لطباعة راقية وسريعة، ومع ذلك الان لدينا دار الشؤون الثقافية ودار المأمون للنشر والطباعة ودار ثقافة الاطفال، ومع ذلك قمنا خلال زيارتنا الى دولة الامارات العربية المتحدة بالاتفاق مع وزير ثقافتها، على ان نقدم لهم مخطوطاتنا، لغرض طباعة 1000 نسخة  من كل كتاب نصفها لوزارتنا والنصف الاخر تتكفل دولة الامارات  العربية المتحدة بنشره وتوزيعه، وبالتالي ضمنا غايتين مهمتين الاولى طباعة الكتاب والثانية توزيع الكتاب خارج العراق، فضلاً عن اتفاقنا مع مركز ندوة الثقافة والعلوم الذي يترأسه الاستاذ بلال البدور على نفس الصيغة التي اتفقنا فيها مع الوزارة، وكذلك اتفقنا مع وزارة الثقافة السورية، على طبع 15  كتاباً عراقياً، ومع مصر ايضاً اتفقنا على طبع خمسة كتب.
* هل اعيدت المخطوطات التي سرقت من المتحف العراقي..؟
- ان القول بأن جميع المخطوطات سرقت وليست لدى العراق مخطوطة هذا وهم وتهمة كبيرة وغير دقيقة على البلد، المخطوطات لا تزال ولم تتعرض الى السرقة، وان سرق شيء فربما لايكاد يذكر، لدينا الان (47) الف مجلد من المخطوطات موجودة الان في المتحف العراقي لكن كيف نوصل للعالم بأن مخطوطاتنا موجودة، فكان الاتفاق هو عرضها على دول العالم، وبعضها يحتاج الى معالجة وصيانة واعادة ترميم، ووجدنا في دولة الامارات العربية المتحدة اسلوباً حديثاً ومتطوراً لعرض المخطوطات وفعلاً وزارة الثقافة الاماراتية وافقت  على عرض مخطوطاتنا على جميع دول العالم، ولدينا اتفاق ايضاً مع مركز جمعة الماجد على ترميم هذه المجلدات والحفاظ عليها من التلف من خلال الاجهزة المتطورة التي يمتلكها المركز في هذا الجانب، وللأسف بعد كل هذا الجهد نشر احد الصحافيين مقالاً تحت عنوان (شحاذون) يتهمنا فيه بالاستجداء من هذه الدولة او تلك، هذه رؤية قاصرة، نحن نعطيهم فكراً وثقافة، مقابل ما قدموا لنا، وحتى وسطنا الثقافي للاسف لم أتلمس منه اهتماماً بتلك الانجازات، انا اشعر الان بأن وزارة الثقافة مهمشة من الجميع، من الدولة من حيث تخصيصاتها ومن الوسط الاعلامي.. لم احضر احتفالية نقابة الصحافيين لعدم من تمكني تكريم الاعلاميين في يوم عيدهم.
*في زياراتكم المتكررة الى سوريا هل التقيتم بعدد من المثقفين او الفنانين العراقيين هناك؟
- نعم في مؤتمر وزراء الثقافة العرب في العام الماضي. التقيت بهم وهم كثر وعلى مستوى راق، ولا اخفيك سراً ان بعضهم حاولوا طردي من اللقاء، ومبرراتهم في ذلك كثيرة، فلديهم عتب على الحكومة، على المسؤولين، منهم من قال سمعنا الكثير منكم..
وماهي الا مجرد وعود، فقلت لهم انا ليس الحكومة، تكلمت معهم بصورة جدية وقلت بالحرف الواحد وزارتي افقر الوزارات، ووضحت لهم امكاناتنا، فأذا كانت طلباتكم بحدود هذه الامكانات فأنا مستعد، واذا كانت خارج حدود قدراتنا، اكتبوا طلباتكم وسأنقلها مباشرة لدولة رئيس الوزراء، وللامانة اقولها تبدلت اجواء اللقاء وقمت بنقل مطاليبهم لرئيس الوزراء الذي لم يألُ جهداً بأرسال مبالغ للمرضى وكذلك قمنا بتعيين بعضهم واعادتهم للخدمة، فضلاً عن ذلك اقمنا لهم اسبوعا ثقافياً في سوريا لم يشترك فيه  أي فنان او مثقف من الداخل، وكان اسبوعاً عراقيا خالصاً أبهر المسؤولين في سوريا، وما كسبه المثقف العراقي، في الخارج ثقته بالتغييرات التي حصلت في البلد، فضلاً عن تحقيقنا لمشروع المصالحة الوطنية دون ان نتطرق لهذا الامر بحرف واحد، فنحن كوزارة للثقافة بـ (50) مليون دينار انجزنا ودعمنا مشروع المصالحة الوطنية، في حين ان هناك مليارات صرفت على المشروع في الداخل والى الان لم يتحقق شيء  يرقى الى مستوى الطموح، ولدينا الان،  نية في اقامة اسبوع ثقافي في عمان كذلك.

*نسمع دائما بدائرة السينما والمسرح، المسرح موجود لكن اين هي السينما؟
-هذه حقيقة، السينما متوقفة تماماً وحتى نكون دقيقين في الطرح،  ان السينما العراقية توقفت  منذ عام 1989 ولم تتحرك عدسة الكاميرا فيها، اما الان فنحن نكاد نفرغ من تصوير فلم «كرنتيلة» وهذا العمل جاء حسب امكاناتنا البسيطة والمتواضعة وجميع ملاكات الفلم والاجهزة عراقية خالصة.
* بعض المسرحيين في الفرقة القومية للتمثيل يقولون أن الوزارة في نيتها تحويل المسرح العراقي من جاد الى تجاري على يد بعض الفنانين من خارج الفرقة؟
-جاءني وفد من بعض الفنانين بحضور الاخ شفيق المهدي، وقالوا لي بأن اللجنة في دائرة السينما والمسرح لم توافق على عرض مسرحيتنا تحت مبررات بأننا نرفض تحويل مسرحنا الى تجاري مرة اخرى، حينها قال لي المهدي بأن المسرحية كوميدية لاتمس احداً وتشكل حالة فرح لدى المجتمع العراقي، الذي هو بحاجة ماسة لها في ظل ظرفنا الحالي الا ان اللجنة ترفض دخول أي مسرحية غير جادة الى المسرح الوطني حسب قول مدير دائرة السينما والمسرح، فسألته.. ما رأيك انت ؟ فأجابني بأن اللجنة لو وافقت، سيأتيني مردود مالي وخاصة العطلة المدرسية مقبلة وسيكون الحضور كثيفاً، وسألت جميع المعنيين بهذا الامر فوافقنا على عرض تلك المسرحية واشترطت عليهم ان احضر عرضاً تجريبياً قبل عرضها على الجمهور واذا ما وجدت فيها بعض التسفيه او التجارية او ما يخدش ذائقة الجمهور، نلغي العمل ويتحملون جميع التكاليف.
* رئاسة الوزراء ومنذ اكثر من عامين امرت بتقديم راتب شهري قدره 80 الف دينار للفنانين والادباء والصحفيين والى الان لم يصل ذلك المبلغ، من الجهة المعرقلة لوصوله؟
- قيمة المبلغ لاتكفي لشراء الصحف لتلك الشرائح المهمة في المجتمع وعدم وصول تلك المبالغ ليس من ذنب الوزارة سألنا عليها كثيراً وتحدثنا بشكل جاد فيها، وحين قدمت لنا القوائم من قبل الجهات، المستفيدة قمنا بتشكيل لجنة برئاسة وكيل الوزارة طاهر حمود لتدقيق القوائم فوجدنا فيها اسماء ما انزل الله بها من سلطان، وجدنا زيداً من الناس كفنان وجدنا له اسماً فنياً اخر في القائمة نفسها، ووجدنا عمراً في قائمة الفنانين وعمراً في قائمة الصحفيين، وهكذا، فأعدناها وطلبنا تدقيقها مرة اخرى، ومرة اخرى الى ان استوفت الشروط ورفعناها الى وزارة المالية.
وذهبت انا الى المالية وقالوا لي لم يصلنا كتاب بهذا الخصوص، واخرجنا لهم الكتاب من خلال وسائل الاعلام والذي يشير الى امر دولة رئيس الوزراء بذلك، والان القوائم عند وزارة المالية، فالكرة الان في ملعب المالية وليس في ملعب وزارتنا، فبمجرد اطلاقها من المالية سيستلمون ما خصص لهم.
*نسمع في كل عام بأن المحافظة الفلانية هي عاصمة الثقافة العراقية ما مبررات هذا الامر، وماذا قدمت الوزارة  لمحافظتي البصرة وبابل كعاصمتين..؟
-نحن نبحث عن أي سبيل نتذرع به لدعم وتطوير تلك المدن، فهذا الاسلوب وجدناه  وسيلة ضغط على الوزارات الاخرى على ان تتفاعل مع وزارة الثقافة من اجل اختيار المدينة الفلانية كعاصمة للثقافة وهذا ما يدفع الوزارات الخدمية الى ان تبرز جهودها في تلك العاصمة، وكذلك تحريض الدولة على دعم الجانب الثقافي فيها. واصبح الاختيار ورقة ضغط على مجلس المحافظة للنهوض بواقع المحافظة  بصورة مميزة لكونها العاصمة، وهذا ماحصل في محافظة البصرة عندما اختيرت كعاصمة تسلمنا مبلغاً قدره (150) مليوناً من المحافظ قمنا بصرفها على ترميم البيت الثقافي فيها وكذلك ترميم بيت السياب، أي رصدنا هذا للبنى التحتية وليس للمهرجانات، والتقيت بعدها بدولة رئيس الوزراء واتفقنا على بناء خمسة قصور للثقافة هذا العام، لكن، بسبب هبوط اسعار النفط والازمة المالية لم يفعل الامر، وهناك اتفاق اولي مع دولة رئيس الوزراء ببناء قصر للثقافة في محافظة البصرة بقيمة سبعة مليارات دينار عراقي، ولكن المطلوب من الوسط الثقافي أن يطالب الى درجة احراجي في كسب حقوقه وعدم تهميشه. 
انا اطلب من المثقف ان يصل صوته لجميع الجهات المتنفذة ويسترد حقوقه ويأخذ مكانته الحقيقية في قيادة البلد، فأنا اليوم وزير ولكن مكاني مستقبلاً سيكون في اتحاد ادباء وكتاب العراق لكوني عضواً فيه.
 
*هناك حملة تواقيع تدعو الشاعر مظفر النواب للعودة الى العراق، هل انتم مع هذه الدعوة؟
-اسعد يوم اعتبره للثقافة هو عودة الشاعر مظفر النواب  وكذلك عودة الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، والسعادة لاتكتمل الا بعودة جميع المبدعين العراقيين الى بلدهم، هؤلاء فخر لنا سواء كانوا في الداخل او الخارج وقد كرمنا مظفر النواب في الاسبوع الثقافي في سوريا وقالوا لي مريض ولايستطيع الحضور وبغيابه قدمنا  له شهادة تقديرية وتكريماً خاصاً،  وذكر وكرم اسمه على المسرح، واتمنى ان يضاف اسمي الى حملة التواقيع في المطالبة  بعودته، انا شخصياً لايهمني ان يكون المبدع بعثياً  أو شيوعياً او ناصرياً او قومياً او اسلامياً او شيعياً او سنياً  او كردياً مهما يكن، الذي يهمني ان يكون حاملا للهم الثقافي ويشعر بانتماء حقيقي للعراق ويتحرق من اجل بناء البلد وفق المسار الصحيح، وعودة العراق الى الصف العالمي بوجهه المشرق، هذا الابداع وبهذا الاتجاه ويصدر من اية جهة انا معه، لايمكن في يوم من الايام ان اصطف مع زيد من الناس يحارب عمراً لانه شيوعي، او لان فلاناً اسلامي، بكل سعادة نتجه الى سماع الاخر وننأى بأنفسنا عن الولاءات الضيقة ويجب ان يكون الولاء والانتماء للعراق اولاً واخيراً.
 
*وزارة الثقافة تعد في بعض البلدان سيادية، لماذا لايتم انتخاب وزيرها من قبل الاتحادات والمنظمات المعنية بهذا الشأن ووفق الاستحقاق الثقافي أي اخراجها من خانة المحاصصة؟
- هذا ما يتمناه رئيس الوزراء، وفي لقاء خاص معه.. تحدثت معه بشأن موقفي من المحاصصة كونها تأتي بوزير للثقافة غير معني بهذا الشأن وهذا ما حصل بالفعل واتمنى ان يرفع هذا الصوت ويكون اختيار الوزير من قبل الوسط الثقافي كما حدث في فرنسا، ففي عهد ديغول تشكلت الوزارات باستثناء وزارة الثقافة التي امر باختيار وزيرها من قبل المثقفين، وهذا شيء رائع وسأكون اسعد انسان حين يتحقق هذا الامر واذهب مع اخوتي المثقفين الى صناديق الاقتراع لاختيار وزيرهم، واتمنى ان يتحقق هذا الامر.
* عقدت نشاطات كثيرة خارج العراق، وللأسف لاحظنا ان 90% من الوفود هم من ضمن ملاك الوزارة لماذا لايكون المثقف العراقي هو من يمثل تلك النسبة؟
- قد يكون هذا الامر حدث قبل تسلمي للمسؤولية، لكن الان لم يجر أي موضوع ايفاد قبل ان اوقعه، مع السيد الوكيل طاهر حمود رئيس لجنة الايفادات، لكن مع ذلك انتم محقون في هذا الطرح، المشكلة في التخصيصات المالية، كنا نشرك شخصين او ثلاثة من خارج المنتسبين للوزارة، ومن ثم نتحير حسابياً في معالجته، لان الاليات تقول لاتصرف مبالغ الايفاد الا للمنتسب، ولا وجود للاستثناءات.
*لكن مهرجان المربد مثلاً لماذا تصرف الوزارة اجور نقل وطعام واقامة للشعراء، الا تعد هذه استثناءات؟
- هنا نبحث عن آليات معينة ونقوم بترتيب الامر.ونحن بالتالي حين نقوم بالايفاد نحتار في الاختيار مثلاً ثلاثة من الموسيقيين، ثمانية من دار الازياء ثلاثة من الفن التشكيلي، ومن المسرح نأتي بالمسرحية التي عدد افرادها قليل وهكذا فنحن حائرون بالمبدعين المنتسبين للوزارة ولايمكن الاتيان من خارج الوزارة وايفادهم لكونها تخالف القوانين المعمول بها. ومع ذلك اشركنا البعض منهم. ولو كانت لدينا تخصيصات كافية لما تركنا فرصة لهم للتقول واشركناهم في جميع الايفادات..
*ما يخص الملحقيات الثقافية في السفارات العراقية، هل لديكم معرفة بكيفية الاختيار، ومن هي الجهة المسؤولة عن ذلك؟
- الملحقيات الثقافية مرتبطة رسميا بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهذا الامر اثرناه وكتبنا عنه للامانة العامة لمجلس الوزراء لاننا عندما سافرنا الى الاردن مثلا، طلبت منا الملحقية الثقافية نشرات ثقافية وبوسترات وما يشير الى ثقافة البلد، واعترفوا بأنهم لا يفقهون شيئاً بالثقافة وانما هم عبارة عن اداريين، لذا طالبنا الامانة باشراك عنصرين من وزارتنا ضمن تلك الملحقيات ومن خلالهم سنتواصل ثقافياً مع هذه الدولة او تلك كحلقة وصل بيننا وبين المثقف العراقي في الخارج، لأن اهل مكة ادرى بشعابها، فما علاقة وزارة التعليم العالي بالثقافة؟.
*هناك تغييرات تحصل عندما يستلم المسؤول مهمته، وهذا ما حصل حين تسلمتم الوزارة، لكن هناك مناصب شبه دائمية لم نلحظ أي تغيير عليها منذ التغيير الى يومنا هذا؟
-هذه محاصصة، من درجة وكيل وزير ليس لي سلطة عليه، من حيث تغيير موقعه ناقشنا هذا الامر وطرحت الموضوع في رئاسة الوزراء وقلت الى متى تبقى الوزارة مجبرة على ان تتعامل مع الوكلاء والمستشار الثقافي، انا لا اذمهم ولكنني طرحت الموضوع، وطالبت بان يكون هناك تنسيق يجعل من الوزير حراً في اختيار وكلائه ومسستشاريه أو حتى استبدالهم ولكن الامر مرتبط بتصويت البرلمان، حتى رئاسة الوزراء يجب ان تخاطب السلطة التشريعية في ذلك وهذه المعاناة تشمل جميع الوزارات ولا حل لهذه المشكلة الا بالتخلص من المحاصصة.
*فقدت الثقافة العراقية رمزاً ثقافياً مهماً، اين وصل التحقيق في قضية استشهاد كامل شياع، وهل تتابعون الامر مع الداخلية؟
- امر جلل وبأسى تلقيت النبأ وانا في عمان، وانا شخصياً تكلمت مع معالي وزير الداخلية، وقال لي الرجل شهداؤنا كثر، فأنت تستذكر من جانبك المرحوم كامل شياع وانا من جانبي استذكر من لايقل شأناً عن كامل شياع. لكننا لم نتوصل، الى شيء، وملف القضية لم يغلق، ولا نزال نتحرى، وللاسف لاخيوط لدينا عن الجريمة، نسمع احياناً بعض الاشاعات ولكنها لاتعني الحقيقة التي نريدها في كشف ملابسات الجريمة، نحن نتطلع ونأمل ان تكشف لنا الايام القريبة من هي الجهات المنفذة لتطولها سلطة القضاء.

*هل في النية اقامة نصب تذكاري للشهيد او مفاتحة امانة بغداد باطلاق اسمه على احدى ساحات او شوارع العاصمة..؟
- نحن كبادرة اولى، اطلقنا اسمه على احدى قاعات الوزارة، وعلى مستوى الاحتفالات والنشاطات تبرز صورته وانجازاته الثقافية المتعددة، ونعرج على تذكير الجماهير به، لكن الواقع حتى النصب التي طالبنا بالكثير منها لم تفعل، طالبنا باقامة نصب للشاعر عبود الكرخي مثلاً ولكن لم ينفذ حتى الان.
* هل طالبتم الامانة بأقامة نصب او اطلاق اسمه على شارع مثلاً؟
- لا اعلم.. طالبنا ام لا.. لكن ذكرتنا بهذا الامر وسنطالب به في حالة عدم مطالبتنا به.
* تبادل الاتهامات بين كبار المسؤولين في الوزارة كما حدث بين جابر الجابري وعقيل المندلاوي كيف تنظرون اليه وماهو دوركم؟
- تعاملت مع الموضوع بشكل رسمي، ولكن مايؤسف له هو اشاعة الامر اعلامياً وفي تصريحات رخيصة، ومتسرعة فمن الصعب اتهام الشخص دون ثبوت التهمة عليه وفق القوانين، لذا تجد كلامي رسمياً جداً مع الاعلام بهذا الشأن فقد قمت بتشكيل لجنة تحقيقية لمتابعة الامر، واللجنة قدمت التوصيات بشكل دقيق ورفعت الملف الى المحاكم وما تزال قضية تهمة تهريب الاثار قائمة والقضاء سيحسم الامر، ورفعناها ايضاً الى الامانة العامة لمجلس الوزراء.
*ماهي ابرز تلك التوصيات؟
- لانريد ان نسبق الامور وننتظر ظهور الحقائق بصورة رسمية والمشكلة التي حدثت هي عدم وجود انسجام بين السيد الجابري والمندلاوي وحتى بين الوكيل السيد طاهر والاتروشي وهذه المشكلة ما تزال قائمة.
*استلمت الوزارة بعد ان اتهم وزيرها السابق بعدة قضايا كيف تم الاستلام والتسليم وهل كان وفق الضوابط المعمول بها وهل وجدتم الحسابات خالية من حالات الفساد؟
- انا تسلمت من اكرم الحكيم لكونه وزير الثقافة وكالة، تسلمناها، بشكل طبيعي، ولكن ليس بالصورة المتعارف عليها في بقية دول العالم، اعني  لو ان كل وزير يتسلم يقوم بمراجعة كل اوراق وملفات عمل الوزير السابق لكان العراق في افضل حالاته. 

*هذا يعني ان هناك فساداً؟
- نعم موجود الفساد في وزارتي شأنه شأن بقية الوزارات باعتراف جميع الوزراء، ونحن بصدد المعالجة، لدينا  منذ عام 2004 فساد متراكم سنحاسب عليه الوزارات والوزراء السابقين الذين يقلبون تلك الملفات ويتجاهلونها، مثلاً موضوع  المفصولين السياسيين اصبح موضوعاً مريباً ومخزياً، فهل من المعقول ان صدام حصر وفصل السياسيين في وزارتي فقط، والمعروف عنه انه كان يعدم اكثر مما يفصل، فشكلت لجنة كبيرة والتقيت المفتش العام وبدأنا باكبر دائرة مستشر فيها هذا الامر وهي دائرة قصر المؤتمرات من مجموع الف (900) اسم وهمي، فالاستمارات والوثائق جميعها مزورة، ففي احدى القوائم التي تبدأ بالتسلسل (1) الى التسلسل 40 اصبحت بقدرة التزوير 240 والان المبلغ المصروف على هؤلاء في قصر المؤتمرات حتى الان اكثر من خمسة مليارات دينار عراقي، وشكلت لجنة اخرى تحت شعار لايوجد معصوم في الوزارة، ووجهت بفتح جميع ملفات المسؤولين من الوزير فما دون، وطلبنا صحة صدور عن شهادات الجميع، ووصلتني الان وثيقة المستشار الثقافي والوكيل طاهر حمود وانا بانتظار وثيقتي الجابري والاتروشي، وسأعلن نتائج تلك التحقيقات اعلامياً وسأرسلها باياد  امينة الى الجامعات التي تخرجوا منها والتي يثبت انها غير صحيحة ولتكن وثيقتي مثلاً سأكون تحت طائلة الحساب، واحلنا الكثير من الموظفين الى المحاكم لسبب تزويرهم للشهادات.
*اتحاد ادباء وكتاب العراق لم يجر الانتخابات ومنذ ثلاثة اعوام بسبب غياب الدعم المالي، الا يمكن للوزارة توفير مبلغ الضيافة والاقامة لادباء المحافظات لتمكين الاتحاد من اجرائها؟
مطالباتنا مستمرة، ولكن حتى الان لم تستجب الحكومة بدعم مادي الى احد الا بقضايا فردية نقلت لدولة رئيس الوزراء واستجاب لها، اما فيما يخص المؤتمر الانتخابي للاتحاد، فالاتحاد لم يفاتحني او يقدم لي طلباً بهذا الامر، ولو طلب مني ذلك  لقمت بمفاتحة رئيس الوزراء بهذا الامر وجلبت لهم المبلغ الكافي لتغطية تلك الانتخابات وانا الان من خلالكم ادعوهم للكتابة لي بهذا الامر.
*اذا ما رشحت في الانتخابات المقبلة من جهة حزبية وحسب المحاصصة الى هذه الوزارة هل تتسلمون المنصب؟
- لا اخفيكم ندمي على قبولي هذا المنصب على ضوء المحاصصة، واذكر لكم انه اذا تم ترشيحي مرة اخرى وفق هذه الطريقة سأرفضها تماماً ولكنني اتشرف بقيادتها اذا ما تم اختياري من الحكومة المقبلة بصورة مستقلة. 


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  يوسف المحمداوي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni