... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  في السياسة

   
وزارة زراعة أرض السواد

علي السوداني

تاريخ النشر       14/08/2009 06:00 AM


الزراعة والفلاحة والحصاد والبيدر في بلاد ما بين النهرين في خطر داهم ومبين . هذه القولة اندلقت مكرورة على ألسنة وزراء ووزيرات ونواب ونائبات وخبراء وخبيرات وكتاب وكاتبات . النخل يلوي اعناقه والتصنيع في باب معاصر الدبس هو اسوأ من التغليف في باب ترويج التمر . السوس يأكل الجذور وألأرضة تنهك الجسد وبلد كان اسمها بلاد ما بين النهرين صار اسمها الآن بلاد ما بين القهرين بعد ان غدا بمقدور الناس عبور بعض نهر دجلة مشياَ وتطبيشاَ وتركيا العثمانية في دربها الستراتيجي لأشهار منظمة بهيكل يشبه جدا هيكل منظمة اوبك وهذه تبيع النفط وتلك تبيع الماء واليافطة السبعينية التي كانت مدقوقة بباب كلية الزراعة في بساتين ابي غريب " الزراعة نفط دائم " قد زنجرت وبادت ورقّي النباعي ابيض وطماطة الزبير كركم وبطيخ سامراء خيار طعروزي أو عطروزي أو قثاء حسب لهجة أهل طويريج والأطاريح التي انتجها معمل " أباء " لرد ألأحترام لنبتة البيتنجان أحرقت أو سرقت أيام فرهود تسعة نيسان والسقاية بطريقة التنقيط معوّقة لأنها تحتاج بانزين والبانزين عند وزير النفط ووزير النفط يعد بدعم الفلاح بمادة الديزل لكنه يريد كهرباء والكهرباء عند وزيرها ووزيرها يقول " فلوس ماكو " وسنده يقول ان الشركات العالمية التي تعاقدنا معها هي شركات ادبسزية ومماطلة وتلكؤ وتسويف والحل يستدعي معجزة أو ثورة قلبها سيكون وزارة الزراعة وهوامشها الساندة وزارات أخرى منها الري والموارد المائية والصناعة والنفط والكهرباء ودائرة الأنواء الجوية وأتحاد ألأدباء والكتاب العراقيين وأدري ان منكم من سيقول ان علي السوداني بدأ يخربط ويحشّش واقول ابعدنا الله الجليل العزيز واياكم عن الخربطة والتحشيش والجدل الذي يبطل العمل ولأن كل ثورة تنهض على قائمتين الاولى مادية وقد جئنا عليها في اسطر فائتات ، والثانية روحية معنوية سيتكفل بها اتحاد الادباء والكتاب فيقوم بتفريغ ابداعي لجمع من شعرائه القارضين شعراَ عربياَ فصيحاَ والكاتبين شعراَ شعبياَ مليحاَ مشروطة ان تقع أغراض القصائد في باب التحميس وشد الحيل ورفع الهمة ، وبمستطاع اخونا بالله وزير الزراعة ان يقوم من قعدته ويقود حملة موازية لما سينتجه الشعراء ويفرض على موظفي الوزارة وموظفاتها ثقافة زراعية محكمة ومشوّقة منها دق سمّاعات مجسمة للصوت في كل غرف العاملين معه وهذه المكبرات تكون مربوطة الى جهاز تسجيل عملاق يوضع في غرفة الوزير ويبث الاغنيات والغنوات والطقاطيق المقتصرة على باب الزراعة والفلاحة ومن تلك الطقطوقات الحلوة ، واحدة سبعينية مغناة بصوت الدكتور فاضل عواد الجميل تقول فاتحتها " وتريد منّي التفاح ومنين اجيب التفاح " وثانية من العزيز صباح الخياط الذي يتوجع فيها ويصيح " ابو خد مشمشة خلّاني ومشى " وثالثة مذهلة للمذهل ناظم الغزالي منها مقطع " يا خوخ يا رمان يا زيتون يا عنب " ورابعة قوية من الرائع علاء سعد اسمها " يا البرتقالة " وهذه الأغنية الحلوة قد تمت مهاجمتها من قبل منظمات المحتمع المدني التي قالت ان تلك الطقطوقة على جمالها ورشاقتها وحلاوتها وخفتها كانت ساهمت من حيث لا تدري بمضاعفة حالات الطلاق ومسألة الخيانة الزوجية والعودة الى الدار بتلاثة الفجر ، ومن وحيدة خليل اغنية " يا ارضنا يا ارضنا احنه لها وهي لنا " وسبعينية حنينة من صوت الحنين حسين نعمة اسمها " نخل السماوة " ولا مندوحة من اجل كسر حدة المشهد والرتم من اقامة اصبوحات ثقافية في نفس الباب وأقترح هنا اسم صديقي العزيز عبد الستار ناصر في قراءة تأويلية نقدية لروايتيه " على فراش الموز " و " قشور الباذنجان " والختمة ستكون في قعدة تراثية من ركبة ونص متخصصة بألأمثال الشعبية التي منها " جزنه من العنب ونريد سلّتنة " والخ الخ الخ .
alialsoudani61@hotmail.com


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  علي السوداني


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni