... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  قضايا

   
البصرة: «بيوت البغاء» منظومات سرية ترتبط بالميليشيات أو الشرطة لنيل الحماية

احمد وحيد

تاريخ النشر       17/09/2009 06:00 AM


البصرة :
ما بين اللجوء إلى الشوارع الفرعية الهادئة و الاكتفاء بعدد معين ومعروف من الزبائن أو تشكيل عائلة مزيفة أو الانضمام إلى الميليشيات، تنوعت الطرق التي لجأ إليها أصحاب «بيوت البغاء» لممارسة نشاطهم في البصرة إضافة إلى من يرتادها خلال الفترة التي عرفت بتحكم الميليشيات المسلحة لكن هذا الواقع لم يتغير كثيراً بعد زوال سطوة المليشيات من المدينة.وعلى رغم هجرة العديد منهن إلى دول أخرى بسبب عمليات التصفية التي تعرضن لها بعد الحرب الأخيرة على العراق عام 2003 إلا أن العدد القليل من نساء الليل في المدينة ابتكرن منظومة عمل جديدة تهدف في النهاية إلى الابتعاد عن عيون الميليشيات سابقا أو عن عيون الشرطة المحلية الحالية التي يعتقد انها ما زالت تطالب بالاقتصاص منهن.
وكان توقف المركبات الغريبة في الاحياء لوقت طويل مثار خوف وتساؤل اهالي تلك الاحياء لكن تحسن الامن والانقطاعات الطويلة للطاقة الكهربائية جعل «سرمد» الذي يقول انه لم ينقطع يوماً عن زيارة «بيوت البغاء» في البصرة اكثر حرية في ركن سيارته قرب المنزل المقصود من دون خوف من قدوم المليشيات أو عناصر الشرطة.
ويقول سرمد ان «تلك البيوت السرية ترفض أن يزورها الزبائن بشكل علني خوفاً من انتقام الجيران».
ويؤكد سرمد أنه كان في السابق يجلب معه شخصاً من الميليشيات للجلوس في سيارته عند دخوله المنزل».
ويضيف: «هناك مناطق في محافظة البصرة تكون غالباً هادئة ومنازلها ذات مساحات واسعة ما يجعل الشارع خصوصاً في الليل سانحاً لدخول المنازل المقصودة».
ويكمل «بعض الاحيان اركن السيارة في مكان بعيد واسير الى المنزل».
وعلى رغم ان سرمد يشعر اليوم بحرية اكبر فإن «علي» من اهالي حي الجنينة يستخدم طريقة اكثر ذكاء في التمويه على مقاصده يتحدث عنها متخوفاً من اكتشافها من قبل الشرطة يقول «أنا أخشى سطوة الجيش والشرطة ففي حال تم إلقاء القبض علي فسيحدث ما حدث لي سابقاً حين دفعت مبالغ كبيرة في شكل فوري للجهاز الأمني لإسقاط اسمي من قائمة الذين تم ضبطهم بتهمة التردد على بيوت الدعارة».
ويوضح: «أنا أقوم بأخذ الفتاة من بيت بغاء وأزور بها بيت دعارة آخر على أننا عائلة جاءت لزيارة أقربائها أي نقوم بصنع عائلة مزيفة» ويزيد «أنا أعمل سائق تاكسي والفتاة تركب معي على أنها زبونة ودائما ما تغطي وجهها لتسهيل الأمر علي حين أريد تكرار الأمر مع فتاة أخرى عند زيارة البيت ذاته».
وتابع: «هناك بعض اصحاب البيوت يغيرون أماكنهم بشكل مستمر والانتقال إلى مناطق يكون نفوذ الميليشيات اقل أو يكون وجودهم فيها موقتاً ينحصر على الزيارات الميدانية في بعض الأيام وليست تلك المناطق التي يكون أهلها هم من المجموعات المسلحة».
أبو وسام وهي كنية الشخص الذي ما زال يتردد على بعض البيوت التي تمتهن الدعارة يتحدث عن علاقة بعض هذه البيوت ببعض الميليشيات سابقاً فيقول» من بين بيوت الدعارة من كان ينتمي أصلاً إلى بعض الميليشيات ليكون محصناً وليبعد الشبهة عنه» ويشير إلى «أن بعض البيوت التي كان يرتادها كانت النساء فيها على علاقة ببعض أفراد العصابات وذلك للجوء إليهم في حال التعرض لهم من قبل المجموعات الأخرى او من الشرطة».
وتابع: «الأمر لا يقتصر على أصحاب البيوت بل على مرتاديها إذ تجد البعض ينتمي إلى هذه المجموعة المسلحة أو تلك ليكون لديه حصانة من المساءلة من قبل الميلشيات المنتشرة في المنطقة أو من الشرطة».
وفي المقابل ترتبط بيوت اخرى بحماية ضباط كبار في الشرطة او الجيش كنوع من الحماية من مساءلة المليشيات.
ولفت إلى أن «التخوف ما زال يكتنف اصحاب ورواد بيوت البغاء وهم ما زالوا يعملون بالسرية نفسها التي اتبعوها إبان فترة حكم الميليشيات كونهم يعتقدون أن الدولة تدار من قبل احزاب دينية قد تستخدم اكثر اساليب البطش لعقابهم.

رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  احمد وحيد


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni