... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  قضايا

   
كردستان تتفوق على الدانمارك والسويد في استهلاك المياه!

قاسم خضر حمد

تاريخ النشر       10/10/2009 06:00 AM


يطالب المسؤولون الحكوميون في إقليم كردستان باستحداث تدابير صارمة لتجنب حدوث أزمة نقص في المياه باتت تلوح في الأفق.

ويشكل الفاقد من المياه في إقليم كردستان تحديا كبيرا للسلطات حيث يواجه الإقليم خطر حدوث الجفاف وخطر تقييد كميات المياه المتدفقة من الدول المجاورة. وبمقدور المتجول في شوارع كردستان مشاهدة المياه وهي تتدفق من معظم المنازل في الإقليم فيما ينادي المسؤولون بضرورة تركيب عدادات وفرض غرامات على السكان الذين يستخدمون المياه بطريقة جائرة.

وطبقا لمديرية مياه مدينة اربيل، عاصمة الإقليم الكردي، فإن حصة كل شخص ينبغي أن تبلغ 360 لترا يوميا، ولكن الأهالي يستخدمون كميات تزيد عن تلك المخصصة لهم.

وفي هذا الصدد أعرب مسعود كرش، مدير الشؤون المائية في مدينة اربيل عن قلقه إزاء مستقبل المياه في إربيل قائلا: "قبل عشر سنوات كنا نحفر على عمق 100 متر للوصول الى المياه ولكننا اليوم مضطرون أن نحفر على عمق 300 متر في بعض المناطق للوصول إليها". وفي حديث مع "نقاش" طالب كرش الحكومة الكردية "أن تتحرك بسرعة لتحافظ على المياه من أجل الأجيال القادمة".

وتعد الآبار المحلية و نهر الزاب في مدينة أربيل، المصادر الرئيسية لتوفير المياه، وتنتج مديرية المياه في أربيل كل يوم 356,800 لترا وتوزع من خلال شبكة خطوط تمتد على مسافة أطول من 1800 كم. لكن ومع ظروف التغير المناخي، وفترات الجفاف الطويلة، قلّ منسوب المياه في أنهار وآبار الإقليم سيما مع قيام الدول المجاورة للعراق، وخاصة تركيا، ببناء السدود والحد من تدفق المياه الى شمال العراق.

ووفقا لما ذكره المسؤولون، تتفاقم هذه المشكلة بسبب "الرغبة لدى الكثيرين من السكان بالمحافظة على النظافة التامة لمنازلهم وسياراتهم دون أي اعتبار لكميات المياه التي يستخدمونها".

وقد قامت شركة هندسية سويدية تدعى SWECO بنصب عدادات مياه في حي كويستان في اربيل ومن بعدها أجرت عملية مسح لهذه العدادات في 100 منزل. وتبين بعد هذه العملية أن استخدام المياه في الإقليم الكردي يعد عاليا جدا بالمقارنة مع الدول الأخرى.

ويقول جوزيه راميرتز، مهندس مياه في شركة SWECO : "بعد قياس كميات المياه المستهلة، اكتشفنا أن الشخص الواحد في الإقليم يستخدم 800 لتر من المياه يوميا" وهي تفوق ضعف ما ينبغي على الشخص استخدامه في الاقليم.

وأشار راميريز الى أن استهلاك الفرد للمياه في الدانمرك هو في معدل 120 لترا يوميا، وهي ادني كمية استهلاك في العالم. وفي السويد يستخدم كل شخص 300 لتر من المياه، فيما يبلغ الاستهلاك في تركيا 580 لتر يوميا.

ويضيف راميرتز قائلا: "هنا في كردستان الناس تهدر الناس كميات ضخمة لانهم يقومون بتنظيف منازلهم مرتين أو ثلاث مرات في اليوم وفي تنظيف سياراتهم و ريّ حدائقهم.

وفي تعليقه على هذه النسب المرتفعة، قال فرهاد محمد، مدير المياه في مدينة السليمانية "أن الناس يعلمون أنهم يهدرون كميات كبيرة من المياه غير أنهم لا يقومون بأي جهد لمعالجة هذا الهدر".

ويدفع كل منزل في الوقت الحالي دولارا واحدا فقط للحصول على كميات غير محدودة من المياه كل شهر. وتقوم الحكومة الكردية بدعم أثمان المياه بنسبة 89%. وبالمقارنة، تجنى معظم دول العالم الأخرى، أرباح من إنتاج وتوزيع المياه.

إضافة إلى ذلك، لا يوجد في إقليم كردستان أية قوانين تتعلق باستخدام المياه. ولكن خطر حدوث نقص في إمدادات المياه هو الذي دفع السلطات نحو البحث عن حلول لمشكلة الهدر. ويقول نهاد عز الدين، المدير العام لقسم المياه والصرف في اقليم كردستان، أن وضع عدادات مياه لمراقبة استخدام المياه في المنازل وفرض غرامات على كل من يسرف في استخدام المياه، هو السبيل الوحيد لحل هذه المشكلة، "فبدون عقاب، لن تتغير تصرفات الناس"، على حد قوله. وأضاف عز الدين "إن الهدف من وضع العدادات ليس زيادة سعر المياه بل إجبار الناس على التعامل معها بعناية اكبر".

ويكشف عز الدين أن حكومة إقليم كردستان قد بدأت بتنفيذ خطة تركيب أكثر من مئة ألف عداد مياه في المنازل في جميع أنحاء الإقليم مع نهاية هذا العالم كمرحلة أولى تليها خطة لتركيب العدادات في جميع المنازل في الإقليم.
                                    عن نقاش

رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  قاسم خضر حمد


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni