... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  قضايا

   
مسيحيو كركوك يفكرون بالرحيل عن المدينة

سردار محمد

تاريخ النشر       26/10/2009 06:00 AM


يفكّر مسيحيو كركوك بالرحيل عن مدينتهم الشمالية التي قطنوها منذ عشرات السنين، والتي تمر الآن بوضع متدهور وظروف غير مستقرة وحالة من النزاع المستمر.

ففي غرفته الخاصّة بمختبر الكواكب للتصوير الكائن في شارع الجمهورية، وتحت صورة للسيد المسيح ملوّنة بالاحمر والابيض، معلّقة على جدار المختبر، قال فريش نزاريت جتاليان المسيحي الأرمني الذي قدم جدّه للعراق قبل عشرات السنين أن "الرجل المحظوظ يحصل على فيزا ويرحل عن هذه المدينة".

ويعزو جتاليان (55 عاما) أمانيه بالهجرة إلى فقدان الشعور بالأمن والخوف على مستقبل عائلته "فعندما أتوجه للعمل لا أكون متأكدا من أني سأعود إلى البيت على قدميّ أم محمّلا في تابوت".

وعبّر عن امتعاضه للظروف التي يمرّ بها المسيحيون وقال لموقع "نقاش" أن معظم أقاربه هاجروا "ففي السنوات الاربعين الماضية كان هناك 1000 عائلة مسيحية من أصول أرمنية تقطن كركوك، ولم يتبقّ منهم اليوم سوى 70عائلة". ويرى أن "المسيحين في كركوك فقدوا الامل بإمكانية بقائهم في المدينة".

وفي ظل الانقسام السياسي الحاصل في المدينة بين مكوناتها الأربع: الأكراد، العرب، التركمان، والمسيحيين، وفي ظل الوضع الأمني المتدهور بات المسيحيون هدفا سهلا للجماعات المسلحة، فتعرض العشرات منهم للقتل والاختطاف، واستهدفت كنائسهم بالعبوات الناسفة.

وضمن سلسلة أعمال العنف الاخيرة، اختطف مجهولون قبل نحو أسبوعين موظّفا مسيحيا شابا يدعى عماد يعمل في مستشفى كركوك الحكومي. و قال زملاء له في المستشفى أن جماعة مسلحة اختطفته من أمام منزله أثناء توجهه إلى العمل واقتادته في سيارة إلى جهة مجهولة، وبعد يوم من اختطافه، وجدت جثته مرمية على جوانب إحدى الطرقات.

وقبل الحادثة اختطف طبيب مسيحي آخر في منطقة شاترلو في مدينة كركوك، وبعد بقائه مدة شهر تحت التعذيب افرج عنه من قبل المختطفين لقاء مبلغ 100 الف دولار، وهو الآن يخضع للعلاج وتحت مراقبة الاطباء في مستشفى كركوك.

وأفاد عماد يوحنا ياقو مسؤول فرع كركوك للحركة الديموقراطية الاشورية (زوعا) لموقع "نقاش" أن حركته سجّلت "سبع حالات قتل واربعة عمليات خطف خلال شهر نيسان (أبريل) وحتى نهاية شهر ايلول (سبتمبر)، وادى ذلك الى رحيل 20 عائلة مسيحية باتجاه إقليم كردستان او الى الدول المجاورة مثل سورية والاردن".

ويتوزع المسيحيون في كركوك ضمن مجموعة من الكنائس والطوائف المختلفة والغالبية منهم ينتمون الى الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. وتعتبر حركة "زوعا" السريانية، الحركة الأبرز لدى مسيحيي كركوك اليوم وتطالب بحقوقهم في المدينة وتأمين الحماية لهم، وقد تأسست عام 1979 وشاركت في النضال المسلح ضد نظام البعث السابق. ويشغل رئيسها يونادم يوسف مقعدا في البرلمان العراقي.

وقال ياقو لموقع "نقاش" إن "عدد المسيحيين في كركوك قبل سقوط نظام البعث كان أكثر من 20 الف شخص، ولكن العدد تضائل الان حيث وصل الى 10 الاف شخص وهو في تضاؤل مستمر مع مرور الوقت لان هجرتهم مستمرة وخاصة بالنسبة للذين يملكون المال وبمساندة ذويهم في الخارج".

ويرى المسؤول في الحركة الديموقراطية الاشورية "زوعا" والذي وشّم صورة لخنجر على ساعده ان "الوضع المتدهور والمستقبل المجهول لقضية كركوك، والنزاع المخيف بين العرب والأكراد على هذه المدينة، وتوسع ظاهرة العنف وتزايد عدد الاطراف المسلحة، وتمدد الاحزاب الاسلامية وانسحاب الاحزاب اليسارية والليبرالية كان السبب وراء هجرة المسيحيين".

وأشار ياقو في الوقت نفسه الى المخاوف الكبيرة الذي يتعرض لها مسيحيو الشرق الاوسط بشكل عام، ويرجح وجود "مؤامرة الغاء وتفريغ للمنطقة من مسيحييها". ويقول يوقا في هذا الصدد: "نحن أضعف حلقة بين الاقليات الموجودة في المنطقة، ونعتبر الضحية الاولى لتلك النزعات، وعددنا قليل جدا واذا كنا نهاجر بهذا الكم الهائل فلن ننتظر طويلا حتى تفرغ المنطقة من المسيحيين".

ويتواجد مسحيو كركوك بشكل رئيسي في أحياء عرفة والماس والمنصور، وعلى مثال المكونات المختلفة هناك، يعيشون في صراع دائم للحفاظ على ديانتهم وهويتهم.

وتطالب الجماعات السياسية والمدنية المسيحية بتوظيف أبناءها في الدوائر والمؤسسات الحكومية سيما مع وجود عضو مسيحي واحد فقط من مجموع 41 عضوا في مجلس محافظة كركوك. كما تطالب هذه الجماعات بتوظيف مزيد من ابناءها في مراكز الشرطة والمؤسسات الأمنية إذ ان نسبتهم هناك تكاد معدومة بالمقارنة مع بقية المكونات.

وأشار سلفانا بويا المعروف بـ "الحوراني"، العضو المسيحي الوحيد في مجلس محافظة كركوك عن الحزب الوطني الاشوري، الى أن "هناك كرسي واحد لـ 10 الاف مسيحي في المدينة وهذا قليل" مضيفا أنه "من بين الواحد والاربعين عضوا في مجلس المحافظة عليّ أن أعترف انني أشعر بالوحدة دائما".

وبالرغم من ان الحوراني كرر الإشارة إلى المشكلات نفسها التي عبر عنها زملاؤه، واكد على المخاوف التي تعتمل في نفوس المسيحين وتدهور وضعهم السياسي والأمني ونزوعهم نحو الهجرة، فانه المح الى ظاهرة اخرى يعتبرها "لا تقل خطرا عن المشكلة الأمنية والسياسية" لأنها "تنقص من عدد المسيحين وتهدد وجودهم" حسب قوله. وتتمثل المشكلة حسب الحوراني في تأخر سن الزواج لدى المسيحيين وعزوفهم عن انجاب الكثير من الاولاد.ويقول في هذا الصدد: "قلما ترى عوائل مسيحية مكونة من خمسة الى ستة افراد ومع ذلك، يهاجر الأبناء الى اماكن بعيدة تاركين مدينتهم إلى الأبد".
" عن نقاش "

رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  سردار محمد


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni