... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  قضايا

   
الصيادون العراقيون يتعرضون لتجاوزات من الكويتيين وإطلاق نار من الإيرانيين

جاسم داخل

تاريخ النشر       24/12/2009 06:00 AM


فيما أكد مصدر في القوات البحرية العراقية صدور أوامر تقضي بانتقال قيادة القوة البحرية من المنطقة الخضراء، وسط بغداد، إلى ميناء أم قصر، جنوب العراق، في محاولة لمنح زخم لتلك القوات في المتابعة والقيادة والسيطرة في المياه الإقليمية الوطنية، جدد صيادو أسماك في منطقة الفاو، أقصى الطرف الجنوبي للبلاد، شكاواهم من تعرضهم لمضايقات من قبل الدوريات الإيرانية والكويتية التي تصل أحيانا حد الضرب وإطلاق النار ومصادرة الزوارق والمعدات.
وأكد مصدر في القوات البحرية العراقية لصحيفة «الشرق الأوسط» عدم جاهزية القوات البحرية للدخول في اشتباكات مسلحة مع دوريات دول الجوار «لعدم وجود تكافؤ في التسليح والتجهيز»، وأضاف المصدر أنه بناء على ذلك «حرصت القوة الميدانية على تجنب الاشتباك لعدم قدرة هذه القوات على حماية الصيادين العراقيين لضعف التجهيزات والأسلحة المتوفرة قياسا لما تمتلكه القوتان الكويتية والإيرانية». ونقل تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية عن عقيل عبد الرسول، رئيس جمعية الصيادين في الفاو (600 كلم جنوب بغداد)، قوله إن «كل خمسة أيام يتعرض صيادون لمضايقات من الدوريات الإيرانية والكويتية»، مضيفا «تقوم دوريات كويتية باعتراض زوارق صيادين ويتعرضون لهم بالضرب المبرح ويستهزئون بهم بحيث تبلغ الإهانات أحيانا صبغ وجوههم ورمي شباك الصيد والمعدات في البحر قائلين للصيادين: لا مياه لديكم اذهبوا للصيد في اليابسة».
ويبلغ طول الواجهة البحرية للعراق نحو الخمسين كيلومترا فقط.
ويشير عبد الرسول إلى «مقتل خمسة إلى ستة عراقيين بنيران إيرانية في مياه شط العرب، خلال فترات زمنية متفاوتة»، لكن لم يكن ممكنا التأكد من هذه الاتهامات.
أما شهيد عبد الأمير الخضر (45 عاما) فيقول، «أوقفتنا دورية كويتية وصعدوا إلى الزورق (...) أمرونا بالغناء والرقص وخلع ثيابنا وضربونا وصبغوا وجوهنا وأجسادنا وأخذوا كل محتويات الزورق وانسحبوا».
تقع الفاو جنوب البصرة يحدها من الشرق إيران وشط العرب ومن الغرب خور عبد الله وجزيرة بوبيان ومن الجنوب رأس البيشة وكانت مسرحا لمعارك شرسة خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية (1980 ـ 1988) فهجرها سكانها.
بعد الحرب، عاد سكانها لممارسة مهنة الصيد بحيث بلغ عددهم آنذاك نحو ثلاثين ألفا وألفي زورق لكن عددهم يبلغ حاليا نحو عشرة آلاف صياد مع أربعمائة زورق، حسب رئيس المجلس البلدي وعضو جمعية الصيد عبد علي فاضل رماثي. ويضيف «بعد سقوط النظام السابق، بدأ الصيادون يتعرضون لمضايقات من قبل الإيرانيين والكويتيين حيث يمنعونهم من الصيد حتى في المياه الإقليمية العراقية».
ويتابع رماثي أن «الكويتيين يصادرون مستلزمات الصيادين ويرمونها في البحر ويتعرضون لهم بالضرب والإهانات. أما الإيرانيون، فيقومون بإطلاق النار مما أدى إلى مقتل عدد منهم قبل أكثر من سبعة أشهر».
بدوره، يقول علي عبد السيد محمد (27 عاما): «أوقفتنا دورية إيرانية وصعدوا إلى الزورق لتكسير أجهزتنا وضربوا المسؤول وأحد البحارة، تدخلتُ لإنقاذ جماعتي فسارع أحد عناصر الدورية لإطلاق النار على قدمي وقاموا برمي المسؤول وشخص آخر إلى البحر». ويتابع محمد «بات العمل صعبا فالكويتيون والإيرانيون يطاردوننا ولا أحد ينقذنا».
أما قائمقام الفاو وليد الشريفي فيؤكد أنه «بعد سقوط النظام السابق وحتى الآن، فإن الاعتداءات الكويتية والإيرانية مستمرة بحق الصيادين العراقيين». ويقول «في الواقع، تريد القوات البحرية الكويتية السيطرة على المياه الإقليمية العراقية بطريقة ما، وللأسف فإن القوات البحرية العراقية لا تزال ضعيفة من ناحية التجهيزات مثل الزوارق السريعة والحديثة مقارنة بالقوات البحرية الأخرى».
ويوضح الشريفي «للأسف، غالبا ما تكون التجاوزات غير أخلاقية مثل الضرب والاستهزاء وغيرها. ونحن بدورنا وجهنا أكثر من نداء إلى الحكومة المحلية. حتى البرلمان لديه علم بهذه التجاوزات وننتظر ترسيم الحدود البحرية والبرية».
بدوره، يقول الصياد موسى عبد الخضر سلطان (50 عاما) «للأسف، بعد سقوط النظام أصبحنا لقمة سائغة للكويتيين والإيرانيين كما تراجعت حركة الصيد لعدة أسباب بينها سعر الوقود إضافة إلى المياه الإقليمية الموجودة بيننا وبين الكويت وإيران». ويضيف «كنا ننزل في جزيرة بوبيان قبل أحداث الكويت ونزاول عملنا فيها بصورة طبيعية لكن منذ حرب الخليج الثانية (1991) حتى الآن صارت المنطقة للكويتيين الذين يعاقبون كل عراقي يدخلها ويحجزون زورقه أو يصادرونه. حتى خور عبد الله التابع للعراق صار نصفه لهم وفي هذا المكان أكثر نسبة من الأسماك».
ويختم قائلا «تمنعنا إيران أيضا وتطلق النار على كل صياد يقترب سواء من مياهها الإقليمية أو من مياهنا، حتى أن عددا منهم قتل بالرصاص العشوائي وأكثر الصيادين تركوا المهنة لهذه الأسباب».
كما يؤكد الصياد بدران عيسى التميمي (62 عاما) عضو جمعية الصيادين في الفاو أن «الدوريات الكويتية والإيرانية تتسبب لنا بمضايقات شتى». ويتابع «راجعنا السفير الكويتي لدى بغداد الفريق علي المؤمن بواسطة النائب وائل عبد اللطيف قبل أيام بسبب مصادرة الدوريات الكويتية لزوارقنا ورمي معداتنا وأجهزتنا في البحر». ويؤكد «كما أن الإيرانيين يطلقون النار علينا ويحجزون الزوارق والطاقم، فقد تعرض ابني زهير للإصابة في قدمه وأحد البحارة أيضا ورموا معدات الصيد في البحر».


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  جاسم داخل


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni