... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
مطاردون , مهمشون ,مشردون . . .

ماجد الكعبي

تاريخ النشر       10/08/2007 06:00 AM


سلاحهم الفكرة والكلمة وهاجسهم الحب والإخلاص لمكانة الثقافة والإبداع يدفعون من دمهم شريانا مخضبا بالنقاء والخصب ليحولوا جرداء الحرف إلى ارض ضاجة بالنبت والزهري يحولون أجسادهم إلى ماؤى للحلم الضال كي لاتفترسه ذئاب التهميش والنسيان والتآكل والإقصاء ولأكثر من ذلك أنهم لايقنعون أنفسهم بسد جوعهم من ذلك الزرع وكأنهم اقروا على أنفسهم بالصيام خوفا من الانسياق لسد رمقهم منه فيجوع الأخر .

ولكن هؤلاء المتطلعون أولا وأخيرا هم أجساد من لحم ودم تلبسوا جسد الصبر والمطاولة متجاوزون لحقد وحسد وطعن من حراب ممن تغذوا على زرعهم الذي سقوه من ماء أعينهم وكبد حرقتهم وسهر ليلهم

بإصبع مبتورة قطعها عنف الملاحقة الحاقدة بعضهم علق جسده المكافح بشوكة المصادرة والموت والاعتقال والبعض الأخر كفنته زلاقة الانتظار وألقته في خزانة التجمد الحارقة أو غيبوبة الاختباء وراء بوابة المصالحة المزورة مع الحراب موقوفون عن الحركة مرصود ون بعيون تحاول اختراق جدار نشوتهم لاصطياد الحلم بشمس أخرى تطق باب عتمتهم الجائرة .

ولكن تأتي الرصاصة الغبية المتطفلة فتخترق ذلك الباب ومن ثم الجسد المنضوي في فم الاحتماء ليقي أمله بالحلم الصادق وتقفل الرغبة نوافذها بانتظار فارس أخر ليرمم شبكة الإبداع والثقافة والمثقف وهكذا يضاف شاهد أخر إلى مقبرة الصادقين فتفر حروف الحلم مثل طيور مفزوعة من بندقية متسترة .

من هو القاتل ومن هي الضحية؟ وصمات من هي التي طبعت على رقبة الضحية ؟ الذين يعرفون القاتل سكتوا خشية انقطاع مدد رزقهم والذين لايعرفوه أنكروا شيئا اسمه علامة استفهام واظهروا أنفسهم وكان على رأسهم الطير .

من الغريب أن المهمشون أنفسهم مصدقون بان حبل الثقافة البعثية الجائرة قد قطع ومد مكانه حبل جديد والبعثيون الجدد الذين يقودون جمهرة الإبداع مستانسون لهذا التصديق ولكن من الصدف المحزنة ان الجدار غسله المطر واخذ دوره في إظهار الشعارات البعثية القديمة التي محاها هؤلاء البعثيون الجدد بصبغتهم البائسة وبعد أن انكشف المخفي والمستور اظهروا أنفسهم وكأنهم لا علاقة لهم بذلك أو في أسوء الأحوال أضافوا لتلك الشعارات خدعة جديدة فبدت وكأنها وجه ساحرة استبغ وجه جلاد فبدا مخيفا وعنيفا ومرعبا .

أما الذين تغزلوا بذلك الوجه فقد اخفوا استيائهم إكراما للمكنسة التي تلوح بها تلك الساحرة او طمعا بقدرتها على تحويل الجيفة إلى عطر جميل فواح وبذلك خسر المبدعون المهمشون فرصة مادية ولكنهم ربحوا أنفسهم وكسبوا التاريخ الذي يحمل سوطه عاجلا أم أجلا ليطبع علامة إدانة على وجوه هؤلاء المتقزمون

, الصفر مائيون , السحرة , المرجفون , المتسكعون الانتهازيون , المطبلون , الرداحون , الرقاصون , الديناريون , المتذبذبون , المتهافتون , الذين هم على الاكتاف صاعدون ولجهود الاخير مصادرون و الذين يأكلون جلد غيرهم ولحمهم وهم يعتقدون بأنهم أصابوا مقتلا من جسد الإبداع والثقافة .

إن الإقصاء والانزواء بالنسبة للمبدع قد يشكل نقطة مضيئة تحسب لصالح جهده وتوجهاته الصارمة في وجه الإسفاف والتطفل والتصالح مع الزيف والنفاق على حساب الحقيقة الظاهرة مثل الشمس واحسب أن المبدعون الذين نالهم الإقصاء منتشون وفرحون لهذا الوضع لكي لاتقارن قاماتهم بقامة هؤلاء مثل نخلة خسرة عثقها وربحت النهر لأنها ستنبت عثقا جديدا في كل سنة ولكن هؤلاء خسروا ماء عذبا لن يطال أفواههم وسيظلون يتشفون العطش في صحراء التقهقري والانزواء المرير تحت مظلة كذبهم ودجلهم ونفاقهم التي لم تقيهم من حارة شمس الحقيقة التي ستخترق مظلتهم المهلهلة البالية المنسوجة من رقع ثوب النظام ألبعثي الدكتاتوري القديم المستكبر والذي لم يقف عند الحد الذي وقف عليه سابقوه من المستكبرين .. انه مستكبر استعلى على الله وعلى عباده .. استعلى على الله كما استعلى فرعون واستعلى على عباده كما استعلى نيرون وهتلر وغيرهما من طغاة التاريخ .. لقد قتل وشرد وهجر واقصى فلم يرده عن غيه ويثنيه مارد وثنا غيره عما سار عليه وليعلم الطرف الاخر ( اصحاب المظلة البالية المتصدرون وزارتنا في بغداد ) ان المثقفين المهمشين الا حصيلة من حصائل ظلمه وباسه وعدوانه وان اكثرهم شرب من ضرع ظلم ذلك المستكبر الطاغية الذي ذبح ثقافتنا بمدية حقده وخسته ولؤمه .

وان بصمات اليد الجانية على اجسادنا واقلامنا هي ذات البصمات على ثقافتنا اليوم ولكن ارتدت ثوبا اخر ولكنه شفاف ان التحفتم به فانكم عرات .. واعلموا ان في صدورنا غصة وصرخة وان الغضب لايكتم دوما وذلك ..

( لان من استغضب ولم يغضب فهو حمار ) واننا واقصد الشرفاء من المثقفين حينما ندير الطرف ونجيل الخاطر لانرى امامنا الا الام الباكية والزوجة الحيرى والطفلة الذابلة والاب المهموم وتمزق اشلاء احبتنا امام اعيننا كل هذا يحول دون العذر والسكوت والسكون لان الطريق اصبحت واضحة بينة من اجل الخلاص منكم واقصائكم من مناصبكم الكاذبة التي اسستم لها وان ما اقترفته ايدكم واقلامكم لاتغسله الا التوبة والاعتذار وترك الثقافة و وزارتها وبيوتها للشرفاء والمهمشين عبر زمنين فان لم تفعلوا تعني موت ثقافتنا ونحن احياء وكفاكم اربعة عقود مضت حيث وقفتم حائلا امام كلمة الحق ان تنمو وتزهو وكنتم دائما الريح العمياء الحقود التي تطفي بصيص الامل في البشرية المعذبة والله لاتستحون ولا تخجلون اذا بقيتم على ثوبكم المرقع المزيف الكاذب .

ولكن يبقى المبدع الصادق المتصالح مع نفسه ومع ضميره سيجد من صدقه ثوبا جميلا وفخما نسجه من عقله ومن حرير حبه لابداعة ولقلمه ولناسه وسقاه من دمه الطاهر.

ولا أكتمكم سرا بان هناك من حمل إنائه المزخرف وهو يعرض مكافئة من جهد الإبداع الذي قدمته لمن يستحق جهد الثقافة الحقيقية وهو إدارة البيت الثقافي في احدى محافظات العراق الشامخ ومع تقديري واعتزازي بذلك الإناء فأنني وضعت يدي خلف ظهري ولم أمدها له لكثرة الذباب الذي يتسول رائحته ونكهته ولكثرة البعوض الذي يتربص دم الأكل من هذا الإناء وفوق ذلك فا انا اخجل من إظهار تقززي ذلك المنظر الكريه وابد وكأنني أحجم عن الأكل لمجرد أن معدتي لاتتقبل طعاما مليئا بالتوابل الحارقة ومادة الطعام التي لا اعرف مصدره ومن أي جدول سقي جذره ومن جانب أخر فان الذئاب لايمكن لها أن تقبل بينها حملا وديعا يصوغ مفردة حياته مما هو مباح ونظيف لأنها تعتقد بان الحمل هو مجرد فريسة وليس شريكا لها في ما تهبه الطبيعة والسماء للجميع وحسب قدراتهم وجهدهم فكلما نهض مبدع نافخ في صور وعيه وإبداعه هبوا لسرقة ذلك الصوت أو إثارة الضجيج القبيح للتعتيم عليه وتجاهله واثارة الغبار بأذيالهم لإبعاده عن ساحة الثقافة الحقيقية فهم يرفعون شعار كن مزدوجا تبقى بيننا ولا تتفرد فنقتلك ومن جانب أخر ولو سردنا تاريخ المبدعين على مدى التاريخ وفي العالم كله لن نجد مثقفا حقيقيا واقف في الزحمة وهو يستجدي المشترين لقلمه وفكرته بل سنجده جالس محنيا ظهره يسف من مياه حلمه وإبداعه معطيا ظهره لشحاذي المكافآت وكلمات الإعجاب المزيفة والطبول الخاوية ليتحول ذلك الظهر البسيط الرائع بعد ذلك إلى حائط شامخ مرصوص تستند أليه الطاقات المبدعة الجديدة بينما تتحول ظهور المزيفين إلى خرائب تأوي كلاب الفرائس الباحثة عن عفن الطعام الذي لايليق ألا بأفواه الحيوانات الضالة وهل مات المتنبي الشاعر الكبير ألا لأنه خجل من أن يمد جسده او يضطجع مع عيدان الكبريت الصغيرة وفضل أن يكون شجرة سامقة عالية تحمل أعشاش العصافير والبيوض الفاقسة لطيور جديدة مرفره في سماء الصدق والعفة وإنكار الذات .

واخيرا لي رجاء من الاستاذ الطيب القلب المثقف نائب محافظ ذي قار احمد الشيخ

ان يعلن عن حل البيت الثقافي في ذي قار وتشكيل هيئة تحضيرية جديدة تظم النخبة المعروفة بتاريخها ومهنيتها وشموخها وعطائها ومن ثم اعلام جميع من يحملون صفات وشروط الانتخاب والترشيح ومن ثم اعلان الانتخابات الحرة النزيهة البعيدة عن الانانية والاقصاء وفي هذه الخطوة الجريئة سوف تغلق الباب امام نشر الغسيل على المواقع كما يفعل البعض وغلق الباب امام المشككين والطاعنين وغلق الباب عليهم وحسب معرفتي الشخصية بالاستاذ المؤقر احمد الشيخ انه لايتجاهل اقتراحي هذا لانه يعرف سريرتي ونواياي وتاريخي الذي افتخر به ولايهمني شي سوى شخصه الكريم العزيز علي و الذي زج في هذه المسؤولية وكلف بها من غير رغبة منه وانه بغنى عن البيت ويكفيه فخرا انه مدرسا جامعيا ونائبا لمحافظ وهو غير راغب فيها ولا راضي با اقل حدودها وكاني بلسان حاله يقول ان قومي ياماجد ان لم اخطا او اعثر وجدوا لي الخطا وصنعوا العثرات من بنات افكارهم وانا على يقين انك الان يا احمد الخير في حيرة من امر ذي قار ومثقفيها وارجوك ان تعلم ان شعلت لهم العشرة شمعا لم يرضون عنك حتى تدخل في ملتهم وحاشا لله ولشخصك الكريم ان تقدم رضا المخلوق على رضا الخالق وان حسن ظني بك لكبير ايها الاستاذ الجامعي المهذب المؤقر القريب الى قلبي ان تاخذ اقتراحي على محمل الجد قبل تاريخ انعقاد مهرجان الحبوبي وحسب ظني لو تركت الامور هكذا فان المهرجان قد يفشل واسال الله ان يخيب ظني بعدم الفشل .

مقالي هذا عبارة عن شهادة ادونها للتاريخ والاجيال.

majid_alkabi@yahoo.com


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  ماجد الكعبي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni