... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  قصة قصيرة

   
الهروب

سعد البغدادي

تاريخ النشر       02/08/2007 06:00 AM


اسمي عادل عبد الزهرة عمري اربعين عاما اسكن بذاك الصوب

وانت ما اسمك

تردد كثيرا قبل ان يرشف ما تبقى من قنينة العرق,اه اسمي اكاد اجزم انك تعرفه

اكدت له اني لااعرفه بالمرة ولم يسبق لي ان التقيتك

ضحك

ظل يضحك وكيف يكون هذا

هل تعتقد ان احدا في هذه المدينة لايعرفني

اسال عني الشحاذين في ساحة الميدان

قلت له لم اذهب الى تلك المنطقة

اجابني اذن اسال عني ابو علي الطباخ

اسال عني المتسكعين في كل ازقة الميدان

ضحك مرة اخرى

قدم لي القنينة اشرب وانا اقول لك

رشفت منه رشفتين كان الى جنبه على الارض قطع من الليمون الحامظ

تفضل هذه مزة نظيفة

سالته هل تعرف ابن سعدية.

...................................................................

كان الطريق الى معسكرنا في البستين وحلا ,اوصلتنا السيارة العسكرية الى منطقة امرنا السائق بالنزول لانه غير مسموح له بالوصول الى هذه المنطقة ,رجوناه ان يكمل مسيره رفض واقسم لو ان احد من الانضباط العسكري شاهده

سوف يعدموني,

الظلام حالك والمسافة الى فوجنا تبعد اكثر من كيلومترين علينا ان نسيرها خلال الوحل

ابن سعدية كافي عاد سوالف خلي روح قبل ما يطلع الفجر ويشوفنه القناص

يابه وشنسوليه وشدعواك انت خايف, تعال خلي نرتاح الطريق طويل وظلوعنا تكسرت من الايفا

رجوته ان نكمل المسير والمسافة ليس طويلة , تابعنا سيرنا الى الفوج.

.........................................................................

اخذ مني قنينة العرق

سالني ليش انت جابك على ابن سعدية,

معارف ,صديق قديم

صديق لو انت ويا الربع

باستغراب سالته يا ربع تقصد

عرفتك اول ما شفتك شكلك مو راحة ,

اقسمت له ,والله العظيم اني صديق ابن سعدية وبس

زين ,صدكتك اشرب , تدري الحكومة منعت العرك بهذا الشهر وسدة البارات

ومنين دتجيبه

والله اولاد الحلال هواية , دشوف ذاك الخان

واشربيديه صوب محل مقفل ,

وره الفطور يبيع العرك

كلما تحدثت معه عن ابن سعدية يتحدث عن العرق ,شعرت بالدوار

ضحك عاليا

ضحكت شعرت بالسكر

اصبح لساني ثقيل

اشرب,هذا زحلاوي اصلي

بس اشلون بابن سعدية وين راح اشوفه

سمعته يضحك وهو ينهض ليتبول بالقرب مني

..................................................................................

سالني بهمس: شتكول راح يهجمون علينا لو لا

احتمال اليوم لو باجر

وشمدريك

متشوف الفيلق داخل انذار والدنيا مخبوصة

صحيح والله حجيك وهسه شنسوي

ما ادري.

التفت اليه وسالته

مو انت مسوي نفسك بطل وتكول راح اخلصك شو هسه صرت مثل ابو الحصين

ضحكنا

. كان صوت المدفعية قريب جدا منا لم يبعد سوى امتار , طلبت منه ان يتاكد من عدم وجود رئيس عرفاء الوحدة

قال انه غير موجود, طيب هسه سولف اشلون راح نتخلص من الموت

بسيطة

سالته هل انت متاكد من الخطة

طلب مني سيكارة, تقربت منه ماذا نفعل

سالني هل انت متاكد من الهجوم, لو يطلع ماكو شي ,

كان منظر الموتى الذين نراهم مقزز جدا ,رائحة الموت صارت قريبة جدا.

وهل للموت رائحة

وماذا تسمى هذه الرائحة, قال هذه جيفة الميت, واذا بقينا هنا نصير مثلهم , ارعبني ابن سعدية ارعبتني هذه الرائحة, حاولت ان ابتعد عنه , سالته وهل يشعر الميت بها

طبعا لا

اذن دعني اموت لن اذهب معك, القي مصيري هنا في هذه الارض الوحلة ماذا يعني ان يموت الانسان .لاشئ سوى نهاية سنوات مليئة بالظلم والقهر , قلي ماذا عرفت من شبابي انا او انت, العسكرية ها نحن هنا منذ سبع سنوات في هذه الجبهة. نذهب بعد ثلاثين يوما الى بغداد نشرب الخمر نقضي خمسة ايام وناتي ننتظر ,هل هذه حياتنا ثم ننتظر لنصبح مثل هذه الرائحة,

ضحك بصوت عاليا ,

صحت به ما بالك تضحك.

سألني وهو يضحك اتذكر شارع بشار

اتذكر تلك المراة .. طبعا لاتذكر

ضحكت.. لعنة على روح ابوك هسه وكت شارع بشار مو صارلنا شهر مجيمين,

........................................................

في احد ازقة البصرة يقع شارع بشار عبارة عن ازقة ضيقة كانت ترتاده النساء والقوادات.

حينما دخلنا الى الشارع تمسكت بنا احدى القوادات قالت لدي جميلات وبسعر رخيص,

اشكد عمرها, سالها ابن سعدية

ثمنطعش

حلوة

تخبل شكرة وجايه من بغداد,

دخل عليها ابن سعدية,

وانت شتريد, اريد غيرها

ليش ,

مو صاحبي اعرفه بيه سيلان,

هزت براسها

ما بقيت بس وحدة عمرها اربعين

ضحك ابن سعدية خرب عرضك مجنص, اشلون قسمة ,اتبادل كان يضحك وهو يهم بالدخول الى غرفتها,

..................................................

ما كتلي وين تعرفت على ابن الكحبة

منو قصدك

اكو غيره ابن الكلبة سعدية,

بالجبهة

ها.. هذا روحه مثل روح ام البزازين بسبعة ارواح يطب بهجوم ويطلع كلشي ما بيه, يكولون جان سبع واخو اخيته,

كلش سبع, موا ني هم جنت سبع مثله ,

لاسبع ولا بطيخ اصلا جان اجبن من اسماعيل ياسين,

لا على بختك

كان اثر العرق في راسي كبير اصبحت في نشوة السكر تمددت على الرصيف اخرجت علبة السكائر تفضل هاي خوش جكارة

شيسموها

كريفن

اشكرك

سحبت نفسا عميقا , ذكرني منظر الدخان وهو يتصاعد بدخان المدفع النمساوي كنا نعمل انا وابن سعدية عليه هو الرامي وانا العدد2 احمل له العتاد وانظف السبطانة, صوته مدوي كبير يصم الاذن, والدخان الذي يظهر بعد الرمي يتصاعد الى الاعلى وتختفي رائحة البارود ونشم رائحة الموت, دير بالك ابن سعدية, ضجيج صوت المدفعية والطائرات يفقد صوتي, نظف السبطانة

اصرخ

شتكول

يؤشر بيديه على السبطانة فاهم منه يريد تزيت المدفع, تصبح السيكارة بعيدة المنال اثناء الرمي لكن ابن سعدية يجد له فرصة ليشعل سيكارتين احدهما لي,

............................................................................

لم تكن البستين سوى جبهة عريضة للقتل والموت المجاني القصف المدفعي وقصف الطائرات وصوت راجمات الصواريخ التي تقع هنا وهناك وتخلف وراءها المزيد من القتلى والجرحى,

قررت ان انفذ ما قاله لي ابن سعدية ليس لنا طريق للخلاص سوى هذه الطريقة ,ابن سعدية

التفت الي ,

على كيفك لحد يسمعنه, احجي على كيفك ما تعرف,

شوكت نفذ الخطة

لاتستعجل بعد ساعة يجي رئيس عرفاء الوحدة , والحجي يصير كدامه حتى تصير معجونة زين؟

كان قرارنا ان نتشاجر انا وابن سعدية وهو يطلق النار على ساقي , وانا ايضا اوجه البندقية الى ساقه ينقلونا الى المستشفى ونخلص من الموت,

ليس سهلا التفكير بانك سوف تطلق النار على ساقك,كنت اتصور نفسي اعرج او انهم سوف يبترون ساقي كانت تراودني افكارا غريبة لكن كلها افضل من الموت او الاسر , هكذا كان يردد ابن سعدية ,الجرح شهر ويشفى بس الاسر او الموت شئ لايمكن التفكير فيه لانه حياة معدومة, وحينما تكون الحياة ام مجرد التفكير بفنائها اصاب بالدوار كيف يمكن للحياة ان تنقضي ,الا يمكن لنا ان نعمر ونتزوج ونكون اسرة وبيت واطفال ,

ابن سعدية كان لايرغب في هذا الحديث لان شارع بشار هو كما يقول كل شئ في حياتي, لكني احب الحياة ولا اريد ان اموت,لاول مرة ادركت ان الحياة جميلة وتستحق ان نعيشها,

الله كريم ما بقي شئ

وحينما جاء رئيس عرفاء الوحدة واصبح قريب منا تشاجرنا انا وابن سعدية ارتفع صوتنا سبني ضربني بقوة كانت الرشاشة على كتفي وجهتها الى ساقه وسط توسلات رئيس عرفاء الوحدة ضربته في ساقه ,ركض الجنود الى صوب اخر بعد ان وجه ابن سعدية بندقيته الى وفتح النار

..............................................................

كان دخان الكريفن يتصاعد, زين شمدريك اني اعرف ابن سعدية,

كان الزحلاوي قد خامر ذاكرتي ,

يابه شخبصتنه هو سؤال قابل ابتلينا ونهضت لافارقه

امسك بي والله العظيم ما تروح , وحق ابن سعدية ما تروح ,حاولت ان اذهب تمسك بي, هسه يجي والله العظيم بس اني اتمازح وياك,

شوف اجه صاحبك .

بغداد/


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  سعد البغدادي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni