... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  في السياسة

   
يا ليتني كنت منغولية!

كولالة نوري

تاريخ النشر       25/01/2010 06:00 AM


لكل أمة نهج معين في الاستهانة بالكلمات والتصرفات والشتائم، وأحيانا لكل شخص تجاوب مختلف لفحوى الاستهانة. يستخدم المتنابزون بالألقاب في مجتمعنا  حين  لا يعجبهم احدهم  أو فقط بدافع الاستهانة فيقولون" منغولي !"
وهذا النعت له علاقة بالمرض المعروف بين عامة الناس بالبلاهة المنغولية. علميا معروف بـ (Down’s Syndrome متلازمة داون)  ،نسبة إلى الطبيب البريطاني داون لانكدون جون الذي كان أول من وصف المرض.
وربما نعرف أيضا بأن" جنكيز خان "هو من هذا البلد وقد لا يعرف احدهم ماذا حل بهذا البلد:  ومنغوليا : دولة تقع في شرق وسط آسيا بين الصين وروسيا، عاصمتها أولان باتور. ليس لديها منفذ على البحر. خضعت منغوليا لحكم الصين مند سنة 1691م وحتى سنة 1911م، ثم خضعت لحكم السوفييت بين سنتي 1919-1921 واستقلت عام 1921م، وظلت مرتبطة بالسوفيت حتى عام 1990م. يتحدث المنغوليون لغتهم المعروفة  بالهالها ، مع وجود العديد من اللهجات المحلية الأخرى. اللغة الروسية هي اللغة الأجنبية الأكثر استعمالاً، السكان لا يتجاوزون الثلاثة ملايين نسمة وهي الدولة الوحيدة في العالم التي يزيد فيها عدد الخيول عن عدد السكان، حيث تنتشر الخيول في كل مكان في البلاد))-من يوكيبيديا- إضافة إلى ذلك فهو بلد غير زراعي وتقريبا يستوردون معظم المواد الغذائية من خارج منغوليا في بعض الأحيان درجة الحرارة تصل الى 30-40 تحت الصفر .هذه المعلومات الواردة هنا عن منغوليا غير مشجعة لأمنيتي في أن أكون منغولية ما عدا خيالي الشعري الذي طفر إلى المشهد العراقي الغني  بالفُرسان واضمحلال الجياد تقريبا التي تقودنا إلى معجزة لتصفية النفوس !!!. لماذا إذن أنا ابنة الرافدين بلد الزراعة والثروات . بلد لا يخلو مدينة منها من نهر أو نهير والمفتوح على موقع جغرافي عالمي استراتيجي والسابح على احتياطي نفطي ضخم تمنيت أن أكون منغولية ؟؟: الحياة تبدأ من ادم وحواء . شخصيا أنا احكم على تقدم بلد ما على مدى احترام ألمرأة،  ببساطة كوني امرأة ،وعانيت ما عانيت لأثبت ذاتي  في مجتمعي ألذكوري . لكن كيف يعيش رجل وامرأة بالذات في بلد نستخدم اسم بلدهم للدلالة على غباء الإنسان حين نقول (منغولي)!
المنغولي إنسان طيب وغير عنيف. يحب أبناء بلده خاصة في الغربة.هم متعاونون فيما بينهم إلى درجة إطلاق كلمة أخ أو أخت فيما بينهم دائما ، لدي صديقة منغولية كانت تردد دائما أخي في المدينة الفلانية وأختي في المدينة العلانية.. سألتها هل معظم عائلتك هنا في الغربة !!تضحك وتوضح لي ما ذكرته في الفقرة السابقة.ولكي لا يفهم بان إطلاق كلمة أخ أو أخت- مجرد كلام- سأذكر موقفا واحدا :ذهبت صديقتي إلى مدينة أخيها-معارفها- لتنظف بيته وتجهز له الطعام وبمنتهى الرضا-علما انها كانت مخطوبة لحبيبها وهو غير معارفها الاتي من السفر  - لأنه سيكون متعبا  من الرحلة الطويلة وليس جميلا أن لا يجد شيئا هناك أو يجد بيته مغبرا !. فكم عراقي في الغربة يفعل ذلك وكم رجل شرقي يستوعب ما فعلته صديقتي المنغولية-المغولية دون أن يتوجس سوءا منها او منه!

.يعيش في منغوليا وضمن كثافتهم السكانية الصغيرة أديان مختلفة ،البوذية هي الديانة السائدة من حيث العدد- وليس من حيث  التسيّد كما عندنا على بقية خلق الله والذين  لا يدينون بدين الغالبية!- لا يهم الرجل أو امرأة ما هي ديانة الشريك الأخر بقدر التركيز تماما على مدى استعداد الأخر للمعاونة ونبذ الحقد وتكوين حياة هادئة معا...قد يتحول الزوج أو الزوجة إلى ديانة أخرى فلا يكون ذلك مدعاة لتفكيك الأسرة ولا ترتبط الديانة بأي شكل من الإشكال بعلاقة الناس بعضهم ببعض! ومعلوماتي هذه لا تأتي  من فراغ بل من معايشتي لصديقتي" زايا" وهي طالبة دكتوراه معي  وتزوجت من حبيبها برغم أنها قد غيرت ديانتها إلا أن حبيبها-زوجها حاليا  - لم يتدخل أو يعلق أو يلغي خطة الزواج لأنها تحولت من ديانة كانا الاثنين يدينون بها قبل قرار الزواج.، وصديقتي هذه لا تستطيع استيعاب أن يكون اختلاف الدين سببا في عدم زواج رجل وامرأة  حين حدثتها عن بلدنا أو البلدان العربية الأخرى –وجدير بالملاحظة هنا بان هناك مجتمعات في أوروبا أيضا يحسبون حسابا لذلك .
ولأنها الآن حامل وزوجها في منغوليا كانت تشتكي بأنها بحاجة ماسة إلى زوجها ليقوم بدوره في الحمل ؟؟؟ضحكت ظنا بأنها تمزح ..إلا أنها أوضحت بان "على كل زوج في منغوليا التعلم في عمل التدليك بطريقة خاصة  – المساج- لبطن الحامل كل يوم كي لا يظهر الخطوط على  جلد بطن ألام بعد الولادة!!! .وان معظم الأزواج يفعلون ذلك إلا ما ندر وهم قلة وغير مرغوبين اجتماعيا !!!"وأضافت" ألا نستمتع بجسد بعضنا البعض أليس من واجبه المحافظة على ما يستمتع به !!. وألمرأة هناك تمتلك إنسانيتها كاملة والتصرف بما يحقق لتلك ألذات وجودها الحر في القرارات والعيش وهي محترمة من المجتمع والرجل والأسرة أكثر من المرأة الأوروبية( بشقيها الغربية والشرقية) أو حتى بقية بلدان آسيا. لذلك  إجحاف بحق الإنسان المنغولي أو المغولي  حين ننعت الغبي أو صاحب القرارات المستهجنة به !  تخيل نفسك عزيزي القارئ أن ينعت احدهم  مرض عقلي ما  ب (عراقيّ) فما هو رد فعلك !؟ لكن حين تصف الفاسدين والسرقات ولطش أموال دولة ومستحقات الشعب وبناءالقصور في الضمير وتقول أنهم مصابون بداء-( معظم  المسؤولين  العراقيين-) هذا اتفق به معك و افهمه تماما !


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  كولالة نوري


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni