... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  قضايا

   
لم يعد هناك احزاب سنية.. باستثناء البطة العرجاء

محمد عاشور

تاريخ النشر       06/03/2010 06:00 AM


نقاش :
 
للمرة الأولى منذ بدء تشكيل الدولة العراقية الجديدة، وعلى مشارف الانتخابات، بدا واضحا ان الائتلافات والأحزاب السنية تصدعت بشكل كبير، ولم يعد هناك ما يمكن أن نطلق عليه "القائمة التي تمثل العرب السنة في العراق".

فبعد ان كانت جبهة التوافق العراقية هي العنوان الأبرز للعرب السنة، لدينا الآن قوى سنية مؤثرة تتوزع في الائتلافات الاربعة الكبيرة وتتحالف مع أحزاب شيعية.

فقد حدثت انقسامات عدة داخل جبهة التوافق في السنوات الخمس الماضية، وانضمت شخصيات سنية بارزة إلى كل من القائمة الوطنية العراقية بزعامة أياد علاوي، وائتلاف وحدة العراق بزعامة جواد البولاني، وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، والائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم.

رئيس مجلس النواب والقيادي في جبهة التوافق العراقي قال لموقع "نقاش" إن جبهته "ستحاول بلا شك الحفاظ على حجمها في الساحة السياسية العراقية، إن لم تتمكن من توسيع هذا الحجم بعد الانتخابات".

لكنه عاد وقال أن هناك "وعيا انتخابيا لدى الناخب السني قد يدفعه للبحث عن التنوع، وهو ما قد يتسبب في اقتطاع جزء من من حجم التوافق مستقبلا".

ولا يبدو السامرائي منزعجا من ظهور منافسين جدا على الساحة السنية، فهذه "حالة صحية وجيدة لمجمل العملية السياسية في العراق" على حد قوله. كما أنه أكد ان الجبهة لم تذكر "لا في أدبياتها ولا من خلال سياساتها، انها تمثل الشارع السني" لكن أبرز ما قامت به هو "ادخال الشارع السني للعملية السياسية" على حد قوله.

وكانت جبهة التوافق قد شاركت منفردة في انتخابات عام 2005 وحازت على على 44 من بين 275 مقعدا هي مجموع مقاعد البرلمان، في حين قاطعت بقية القوى السنية العملية السياسية.

ولا يعتقد رئيس مجلس النواب ان تحالفات سنية- سنية ستنشا مباشرة بعد الانتخابات "فالصورة ما زالت ضبابية"، فضلا عن ان "الائتلافات في اغلبها متكونة من كتل متقاطعة فيما بينها".

القيادي في القائمة الوطنية العراقية أسامة النجيفي، والذي شارك في انتخابات مجالس المحافظات 2009 وحصل على معظم مقاعد نينوى، رفض في بداية حديثه مع موقع "نقاش"، الموافقة على تعريف نفسه بأنه "سياسي سني"، معتبرا ان هذه التسميات اصبحت من التاريخ، وأن بوسع موقع "نقاش" ان يقدمه على إنه "سياسي وطني عراقي عربي".

ويرى النجيفي أن جبهة التوافق "لم تعد تمثل السنة العرب، كما لا تمثل الائتلافات الأخرى، الشيعة العرب" وذلك بحكم التركيبة السياسية الجديدة.

وبشأن انتماء اغلب قيادات القائمة العراقية الى السنة العرب مثل نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء رافع العيساوي واسامة النجيفي وصالح المطلك، واقتصار الحضور الشيعي البارز في الحركة العراقية على اياد علاوي، قال النجيفي ان هذا الأمر "غير صحيح اطلاقا، فالزعامات موزعة بشكل وطني، وهناك عشر زعامات بارزة في العراقية، خمس منها شيعية وخمس اخرى سنية، فبالاضافة الى علاوي هناك حسن العلوي وحسين الشعلان واسكندر وتوت وعبد الكريم المحمدواي، ولدينا في الطرف السني طارق الهاشمي ورافع العيساوي واسامة النجيفي وتوفيق العبيدي وعبد الله الياور".

القيادي في ائتلاف وحدة العراق ابراهيم الصميدعي، رأى ان التقسيمات المذهبية التي ذكرها النجيفي حول زعامات الكتلة العراقية "تدلل بوضوح على ان قادة العراقية لم يتجاوزا طائفتيهم، فالتقسيم على أساس رجل شيعي مقابل رجل سني هو أوضح تعبير عن الطائفية التي تمثل خللا فاضحا في تركيبة القائمة العراقية". الصميدعي أشار أيضا الى ان "الانقسام الطائفي في القائمة العراقية سيفعل فعله بعد الانتخابات".

ويقر الصميدعي بوجود ذات التركيبة الطائفية داخل قائمته قائلا إن "القائمة العراقية تشكلت باغلبية سنية، وهي ليست وحدها في ذلك، فالواقع يحتم علينا الاشارة الى ان ائتلاف وحدة العراق هو الآخر يتمحور على اغلبية سنية".

ويضم ائتلاف وحدة العراق كلا من رئيس الوقف السني احمد عبد الغفور السامرائي ورئيس البرلمان السابق محمود المشهداني (سني) ورئيس الصحوات احمد ابو ريشة (سني) في حين يتزعمه وزير الداخلية جواد البولاني (شيعي).

ويرى الصميدعي إن "ائتلاف وحدة العراق حاله حال الكتلة العراقية، سينحصر دوره في الساحة السنية في حال لم يتمكن جواد البولاني من استقطاب الشارع الجنوبي (الشيعي) لصالحه"، ما يعني، بحسب الصميدعي، ان هذه القوائم "لن تتمكن من تحقيق اي مشروع وطني خالص اذا سارت الامور بهذه الطريقة".

وفي ظل الخارطة الانتخابية الحالية، وتوزع الشخصيات السنية على العديد من الائتلافات وإعلان شراكتهم مع قيادات شيعية، فإن جبهة التوافق تبقى التكتل الوحيد "السني مائة بالمائة".

ويقول الصميدعي في هذا السياق أن التوافق "لم تخجل من اعلان هويتها المذهبية، ولم تضطر اساسا ان ترقع نفسها بمكونات اخرى كما فعلت بقية القوائم، لكنها ستكون البطة العرجاء في التشكيلة السياسية المقبلة.


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  محمد عاشور


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni