... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  نصوص شعرية

   
فيمــا مضــى كــان الحجــر يغــرد

هاشم شفيق

تاريخ النشر       15/05/2010 06:00 AM


الصحراء والفودكا
يحلم بالصحراء
بالرمل
بالشوك
بالشموس التي تحفر ارض الصحارى/
كلّ يوم
يحتسي الفودكا
بعصير الطماطم
ويلعن الثلج
يلعن البرد
والرياح...
لكنه حين شدّ الرحال
الى الصحراء،
وجدها صحراءَ حقاً/
مجرّدة من الجمال
وخيام الوبر
والبداة/
ليس سوى أفق صحراويّ/
ليس ثمة طير
ولا حداء ينيم المخاوفَ/
ليس هناك
إلآ هذا الغبار الأحمر
والرمل الجارح الذي يجرف العيون
ويحلق في الآفاق الحارقة.

الوطن يقيم في المنفى
مهاجرون/
تركوا وراءهم أنسامهم
وأصيافهم
وشجرات الطفولة/
تركوا وراءهم الحارات
وحانات المدينة
والمقاهي الليلية/
حملوا فوق أكتافهم
سماء قراهم
وبعض سواق ٍ
وبساتين صغيرة/
وضعوا في حقائبهم
تذكارات ٍ
قطعاً من ظلال/
روائح من جبل/
نتفاً من ضفاف نهرية/
كسراً من حكايات/
رقىً خضراء/
قوالب خرّيط/
بساط قيلولة/
صور أئمة وقديسين/
ورحلوا الى حيث/
يقيم الوطن في المنفى.

وداعا للحرارة.
الداءُ
هو هذه الشتاءاتُ/
قوّضني البردُ
وهدّ الثلجُ حياتي...
لكمْ هو باردٌ
هذا العالم؟
لكم هو جلف وبخيل/
باردٌ هذا الحنان،
مثلجة هذه الأصوات/
لا حرارة َ في هذا النداء/
خائرة تلك الابتساماتُ
والشفاه يابسة ٌ/
لا حميمية َ في هذه المصافحة/
لا عناقَ في هذا اللقاء،
أقول:
وداعاً للحرارة
وداعاً
و
د
ا
ع
اً
ودع ................./

معراج الديّوث
تواريتُ عنهم
حتى شففتُ/
حتى شفّ جسدي
وصار لا يرى،
مذاك
جاء الصاعدون –
الباحثون عن المخلفات –
المقنعون بالثأر –
الرجال الجوف –
البالغون شأواً في الأباطيل –
الضالعون في الفتافيت
واللقيمات
والأعطية الصغرى –
الساهرون على حياة المسوخ –
المرئيون بغلاظة –
البشعون الذين يحبون الصعود
بمؤخراتهم
الى معراج الديّوث
وتجليات المؤابي.
فخ الضياء
حبيبتي
وقعتْ في شباك الزبرجد،
وقعتْ في كمين الزُمرّد ِ/
أهذا هو فخّ الضياء؟
ها هي ذي
ملتبسة بالنور/
ولا أعرف هل هي
متوّجة به
أم مكبّلة؟
وأنْ حاولتُ تخليصها
هل سأصابُ بالضوء
أنا المعتم دائماً.

مسار القلوب
هذه القرى
مطوقة بالدعاء
والقبل والأغنيات/
الربّ يحرسُ مداخلها
والملائكة على بابها يقفون/
هذه القرى
مزوّدة بالأجنحة
والسيادة في أجوائها للعصافير/
الفراشاتُ تداعبها
والنجوم ترسل
لها التحيات
والأطفالُ يلونون نوافذها/
الجنادبُ تحيط باشجارها
وتصرّ في الأجمات/
هذه القرى –
النماءُ يضربُ تربتها
فتجري الحقول في شراييننا
مغيرة مسار القلوب.

العلاج بالرؤى
أعالجُ نفسي بالرؤى
بالزهد
بالإشراقات/
أنوّم أصابعي،
أخدّرُ صوتي،
وأستسلمُ كليّا للأعالي/
المستترُ هو دوائي
وبالمخفيّ تشفى جروحي الظاهرة/
اللامنظور يؤكد بلسمه فيّ/
يركز حقاً رحيقه في جوانحي
ويبثّ المطلقُ طاقته حول الشغاف...
لهذا شغفتُ برضاب البعيد،
شغفتُ بغلالات محجوبة.

نجوم وبطاطا
فيما مضى
حين كنتُ هنا/
كان الحجر يغرّدُ/
الرملُ يبتسمُ/
كان الشجر
في حال من يغني/
كان الناسُ في وضع ملائكة/
كان الماءُ ضحضاحاً
ومنشرحاً يخترق
تراب الزمان/
كانت في الحقل
نجوم بجانب البطاطا/
في البستان ِ مرايا
الى جانب الغصون/
الآن...
حين جئتُ الى هنا/
وجدتُ الزوبعة
تزوبعُ المكاااااااااااااااااان .

معمل النسيج
دون أن يراني أحدٌ/
سكبتُ حياتي في القصيدة/
ملأتها بهاشم وغيره/
بالذي (يسوه والميسوه)
بالخطأ والصحيح
بالصدق والكذب
بالشك والحقيقة
بهتلر والأم تيريزا
بستالين ونلسون مانديلا
بالشاي والكحول
بالزهور والمسامير
بالمخدرات والمنبهات
بحضيري أبو عزيز
وبوب مارلي
بصوفيا لورين
وزينات صدقي/
إذاً
دون أنْ يراني أحدٌ ،
سكبتُ كياني
في القصيدة/
ملأتها بعواصف قلبي،
بساقية طويلة من مشاعري،
بجبال من الأحاسيس،
بأبواب كبيرة مفتوحة
على الأسى والحب،
بنوافذ مصنوعة
بدموع الحزن والفرح،
وجعلت التفاصيل فيها شبكية/
وسطورها تنتسج كخيوط
في معمل من نسيج.
الثبات القاتل
قلتُ لهم
علقوا هذا النهر
في الهواء/
علقوا هذه الغابة
في أحد الجبال/
إنقلوا المدينة
الى الأفق/
إتركوا الضباب للمجوهرات/
قلتُ لهم
إفلحوا سماءكم/
إسقوا الصخر والحصى
دعوا الأشكال تتغيّر/
دعوها تتفوضن/
أنّ الثبات سوف يقتلكم . 


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  هاشم شفيق


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni