... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
الركض وراء المؤلف والهروب من النص

حمزة الحسن

تاريخ النشر       20/05/2010 06:00 AM


دخول الروائي العراقي اليوم كشريك في لحظات المنعطف المصيرية من خلال النص الروائي، شكّل عملا غير مسبوق في التقليد الادبي والسياسي والاجتماعي، واذا كانت هناك حالات دخول في المعترك العام، فهذا الدخول تم خارج الصفة الروائية وبصورة محددة بصفة سياسية، ولم تشهد تقاليدنا الأدبية معارك روائية بالمعنى المعروف كما في دول كثيرة بين السلطة والروائي أو بينه وبين المؤسسات الأخرى ـ الاجتماعية بصورة خاصة أو المؤسسة الدينية، مثلا ـ والأسباب كثيرة منها تمثيلاً وليس حصراً: ان الروائي في الدول الديمقراطية يتمتع بشبكة ضمانات واسعة وكثيرة كحصانة المواطن وحصانة الكاتب، والميزة الأخرى هي مصدات وشبكات وقاية تجعل حياة وحرية وحق الروائي في التخيل والاختلاف ضربا من المقدس وتمنع الاخلاق العامة تمرير الاكاذيب والدسائس التي تزدهر في عالمنا لأنها اهانة للقارئ قبل الكاتب، وهذه المصدات هي شبكة أمان الجمهور العام الذي تربى عائليا وثقافيا ومدرسيا على الحريات العامة والخاصة ومنها الحق في التخيل والفردية والكتابة والتفكير والحياة الشخصية وغير ذلك من حقوق ثقافية وسياسية مشرّع لها بقانون رغم حالات التجاوز الاستثنائية التي تقع ويواجه الروائي فيها تحديات صعبة لكن هذه التحديات مع ذلك تجري في مناخ نقدي وقانوني وتقاليد أدبية واخلاقية معروفة وفي مناخ من التقبل والحوار النقدي والمواجهة الثقافية.

التمرد الادبي والثقافي والفكري لم يكن سهلا وعفويا بل كان ثمرة صراع قرون من المواجهات الفكرية العنيفة بين السلطة السياسية والاجتماعية وبين السلطة الثقافية والفكرية حتى تم، في النهاية، تقليم مخالب السلطات، خارج الحقل الادبي، ووضعت قوانين وتشريعات تضمن حقوق وحريات المؤلف والأهم الكرامة الانسانية للجميع حتى ان القانون البريطاني يضع الكرامة الشخصية فوق الحقيقة ـ ومقارنة بالقانون العراقي غير المكتوب ولكن الممارس تبدو أي وجهة نظر سطحية ومتخلفة ومرتجلة فوق الكرامة وفوق الحياة وفوق الأدب.

بما ان الحقيقة عندنا ـ بتعبير أدونيس ـ تنتج جماعياً ولا حقيقة خارج الجماعة أو المؤسسة أو الهيئة أو المنبر أو الحزب، فالتخيل أو التمرد الروائي في هذه الحالة خروج على شروط المؤسسة بالمعنى العام، بما في ذلك التخيل المتمرد الذي يصبح ضربا من الجنون أو العصيان أو المرض أو المروق عن الرأي العام لأنه المنتِج الوحيد للحقائق والأفكار والصور والأعمال الفكرية أو الجسدية، وهذه الطريقة في التعامل مع المتخيل طريقة فقهية حرفية تضع العمل التخيلي في مستوى واحد مع العمل اليدوي وفق مبدأ الحقيقة المنتجة جماعيا، والعقاب في هذه الحالة متماثل في الحالتين لأن شروط العقاب الجسدي  للمختلف في العمل اليدوي هي نفسها شروط العقاب للمختلف في العمل التخيلي.

هنا يجب توضيح: ان التمرد الروائي يشمل ايضا التمرد على الأشكال والهويات الجاهزة وعلى الانماط السردية المألوفة واللغة والتقنيات التقليدية وليس تمردا على القيم السائدة فحسب. لا ندري لماذا حين يتمرد كولونيلات حمقى في ثكنة للقيام بانقلاب دموي أو حين يتآمر مقاولون أو زعماء أحزاب أو تجار على شعب، يصبح ذلك مشروعا بحكم القوة والأمر الواقع، لكن التمرد اللغوي والادبي والسردي والفكري يصبح مشكلة بل جريمة؟ لا نعرف أيضا لماذا حين روى الجميع حكايتهم عن السلطة والحرية من الجنرال الى الدكتاتور، من التاجر الى الفاجر، ومن السفير الى الوضيع، ومن زعيم الحزب الى المقاول، كان علينا أن نصغي وأن نسكت، لكن حين يقرر الروائي أو الضحايا رواية الوجه الآخر للحكاية، الوجه السري ـ المخفي ـ المسكوت عنه ـ  تُقرع الاجراس؟ كيف يمكن فهم أن تصبح حبال السرد أخطر من حبال المشانق؟ كيف يمكن قبول الجريمة كواقع مُبرر واعتبار المتخيل جريمة غير مبررة؟

من قال ان حيز الفتوى محصور في الاطار المذهبي؟ هناك فتاوي تكفير وتجريم وتحريم ثقافية ضد أكثر من روائي وشاعر وكاتب، فمثلاًُ: أصدر أحد هؤلاء بياناً طالب فيه تحريم دفن الشاعر سعدي يوسف في العراق بناء على وجهة نظر الشاعر بقضية الاحتلال وهي فتوى من حفلة تشنيع ضخمة ضد الشاعر، كما أن الروائي والكاتب العشريني الشاب عبد اللطيف الحرز تعرض ولا يزال الى حملة تكفير بسبب كتاباته في قراءة العقل الديني ونظرا لمواقفه السياسية في نقد العقل السياسي حتى ان أحدهم طالب، علنا، نهارا، جهارا، بإعدامه بهدوء وأريحية وثقة، والروائي سليم مطر وبسبب مواقفه من الاحتلال والتعصب القومي ما تركوا له شيئا مستوراً لكنهم لم يقتربوا أبدا من منجزه الروائي والفكري كما لو انه عطار أو مقاول، ولا حاجة للتذكير بكاتب هذه السطور الذي كانت آخر مبتكرات هؤلاء له هو موقع جنسي متخصص بشؤون العائلة على طريقة حثالات الشوارع الخلفية، وأما الكاتب والشاعر والمفكر النقدي علاء اللامي فكانت حصته خليطا من العمل في الموساد وصبغ الشعر لا أكثر ولا أقل فعلق على ذلك قائلا: شكرا لهم لأن معايبي تعد على الأصابع.
 
لماذا حين يتمرد الطائفي والعنصري والمعتوه والعقاري والمصرفي والسياسي والعسكري والشرطي والكهنوتي والطاغية على شروط الحياة وقوانين السوية يصبح هذا من مظاهر التخلف التاريخي أو الحق في التصرف بإسم مبدأ سياسي أو أخلاقي أو ديني ، لكن حين يتمرد الروائي على شروط النص وعلى حياة تشبه الجحيم  الأرضي(من خلال المتخيل) ويقدم حكاية مختلفة عن حكاياتهم يصبح منحرفاً أو عدواً؟

هذه أقصى حالة تدهور ثقافي يمكن الوصول اليها في لحظة تاريخية يتم القفز فيها في دول كثيرة من الحداثة الى ما بعد الحداثة بل هناك نقاش اليوم الى موت ما بعد الحداثة، في حين ما زلنا لم نحسم بعد، على المستوى الادبي في الأقل الا في نماذج نادرة، نقاشنا الكلاسيكي المزمن بين التقليد والحداثة ونخلط بين الاثنين ونلهث( بل نقف متفرجين) خلف عالم صار يركض نحو الكواكب واكتشاف العوالم المجهولة، مع ان كل الاعمال الادبية الكبرى التي حسمت مثل هذه الحوارات تمت من خلال النموذج الادبي والروائي تحديدا وليس من خلال الحوار الاستهلاكي العقيم الذي دخله في هذه الفترة من ليس لهم علاقة لا بعالم الكلاسيك ولا عالم الحداثة، وانشغالهم الرئيس ليس موجها للنصوص الروائية الأحق بالقراءة والدرس والنظر النقدي بل كرّسوا هذا الانشغال بالحياة الخاصة المصنّعة للروائي ومعتقداته وتقديمها للجمهور المنشغل بقضايا جوهرية وحياتية أو تقديمها لنخبة غير مبالية( نتردد في القول: ساذجة) من القراء العابرين وكأنها النص الروائي نفسه لا أول له ولا آخر لأن هذا التصنيع لا يحتاج مشقة أو جهد أو موهبة الا اذا اعتبرنا الاحتيال موهبة، ويُلغى في هذه الحالة النص ويتم التعويض عنه بصورة وهمية  للمؤلف لا تتطلب كفاءة نقدية في هروب احتيالي عن استحقاقات النقد والجدارة الادبية في مناخ أدبي يفتقر الى التقاليد الرصينة والمرجعية النقدية الجادة، وممارسو هذا الحقل من الاحتيال النقدي لا يقتربون من النص الأدبي لكاتب خوفا من النص الذي يشترط الدخول فيه مهارة وموهبة وكفاءة ولكنهم يركضون خلف المؤلف لأن هذه المهمة لا تتطلب أي مؤهل غير القاموس البذئ المعروف لأنه مريح للّعب في ساحة محجوزة لا تسمح لغير العطب ولا علاج لها الا بالاهمال بتعبير غابريل ماركيز وهي نصيحة هنري ميللر.

اسباب ذلك واضحة للكتّاب المحترفين ولكنها تغيَّب عن الجمهور العام وهي: ان القراءة النقدية للعمل الروائي تحتاج الى معرفة نقدية وقراءة منهجية وثقافة موسوعية لتاريخ الفن الروائي أولا، وتحتاج، ثانيا، الى تموقع ثقافي وأدبي في الحياة الادبية من خلال أعمال نقدية أو روائية حقيقية ومنجزة توضح جدارة المتصدي ونزاهته النقدية، وبما ان هذه الشروط غائبة في عالم التوسع الهائل في وسائل النشر، يتولى صنف من الأميين بكل أنواع الأمية في غفلة( أو إستغفال) أو سهو من النخبة الادبية الرصينة، قراءة العمل التخيلي قراءة مبتذلة تحلل وتحرم وتشرّع وتفتي وتفسّر وتوضح وتشرح كما يحلو لها ومن مناطق تفكير خارج الوعي النقدي وجمالياته واخلاقيات القراءة الابداعية، لأن القراءة اليوم كما الكتابة، بل هناك من يعتقد ان القراءة هي كتابة اخرى على النص الأصلي لأن التخيل المصاحب يعيد انتاج النص من جديد ويؤوله لكن هذا التأويل ليس مطلقاً وعلى المزاج، بل هو مشروط بمحددات النص التخيلي وفضاء الخروج منه  ليس نهائيا وبغير حدود.

القراءة النقدية للعمل التخيلي تحتاج كفاءة وموهبة وقدرة ونظر نقدي ومعرفي وجمالي، وحين لا تتوفر هذه الشروط، يجري الالتفاف على العمل الادبي، اي عمل، من خارجه، ويجري سحب النص المتخيل الذي يخضع لشروط القراءة التخيلية الى ساحة غير ساحته وحقل غير حقله كتعويض عن غياب الكفاءة والقدرة والموهبة بل اعلان افلاس صارخ عن ثقافة ادبية منتِجة رصينة، والغريب ان يتحول هذا الافلاس الى وجهة نظر، بل وجهة نظر وحيدة، وعلى هذا النحو تتحول حياتنا حتى فيما تبقى من مناطق نظيفة كالرواية والشعر والفن الى جزء من صورة القبح العام وفقدان الاصالة والمقاييس في الادب كما في السياسة وهو هدف مركزي لهؤلاء لكي يتساوى الجميع في صورة البشاعة العامة، في حين، على مر العصور لم يكن الادب يعكس الوضع السياسي السائد الا في نماذج سلطوية ولكنه كان يتمتع بميزات التناقض والاختلاف والتجاوز والمغامرة الابداعية، ولم يكن تابعا للنشاط السياسي والاقتصادي بل كان متجاوزاً ومتحدياً وبديلاً.

الموجة الوبائية الأولى التي اجتاحت المناخ الادبي العراقي ومنذ سنوات التسعينيات كانت قد تأسست في الخارج ايام صحف المعارضة التي تدفع لكل من هب ودب لارضاء الممول عن جدارة سياسية، حين وجدت شريحة من العاطلين بكل أنواع العطل والعطب نفسها لأسباب بعضها اقتصادي واخر رغبة في الظهور او الحصول على موقع سياسي أو ادبي يساعد في حمل لقب( لاجئ سياسي) منجذبة للكتابة في الحقل الادبي واختار المئات(بل الاف) منهم مجال الشعر للاستسهال ومن النادر ان يصل الى مفوضيات اللجوء في مكاتب الامم المتحدة من هو غير شاعر حداثي مطارد من القناصة والمخابرات والبوليس والمخبرين...الخ... من صناعة الأساطير التي صدقها بعض هؤلاء وصارت جزءاً من البناء العقلي والذاكرة والماضي الفردي من كثرة التكرار والتعايش الطويل معها كمن يصدق إكذوبة اخترعها لنفسه وعاشت معه سنوات وتحولت الى حقيقية افتراضية تمتلك صلابة الواقع العياني، في حين تركها البعض الآخر من باب معرفة حجم الذات وبعد تحقيق الهدف والحصول على ملجأ، لكن الشريحة الوبائية التي لا تمتلك شروط الادبية وبلا تقاليدها ولأنها طارئة، قامت في الحقل الادبي بما يقوم به الجراد من طبيعة اكتساحية حين صارت تسحب من رصيدها القديم في الشارع والحانة والمقهى في نماذجه الرديئة ومن قاموس عوالمه المعروفة وتزجه في عالم النقد والادب وتطالب به كحياة ثقافية بديلة في ظل غياب التضامن الادبي وتقاليده والتداخل المريع في الحياة العراقية عامة ووجود الحاضن والبيئة والمناخ: التساهل غير المدرك لخطر هذه الظاهرة الفادح، الصمت، بل الدعم المباشر وغير المباشر لهؤلاء في سياسة الاحتراب العامة.

غالبية هؤلاء "استعملوا" بالمعنى المادي للاستعمال من قبل منابر احتلالية مطبلة مستغلة شبقهم وهوسهم للنشر ومعرفتها ان هؤلاء لا يخسرون شيئاً لأنهم لا يملكون ما يخسرونه، وتم توجيههم في حملات ردح وتشويه ضد الكتاب الرافضين للدكتاتورية والاحتلال وحين صار مشروع الاحتلال التدميري واضحا ولأن هؤلاء بحكم وعيهم المتدني غير قادرين على تسويغ المشروع، تم التخلص منهم على مراحل وصار بعضهم  ينتظر مستأجراً جديداً لقضية جديدة والخ وهلم جرا.

 أما الموجة الوبائية الثانية( الوشائج وافرة بين الموجتين وحاسة انتقاء العدو مستنفرة ككلاب الصيد) فلقد ولدت، بعد الاحتلال، وتصدرت الواجهة السياسية وواجهة ثقافية مصنعة وهزيلة لم تصمد مع الزمن، واستغلت هذه الموجة الاكتساحية( بعضهم درّب وأعدّ) انزواء أو صدمة النخبة الادبية الحقيقية في الداخل والخارج وتصدرت المشهد كما حصل في السياسة، ومن المضحك(وليس المضحك المبكي) ان هؤلاء يعتقدون ان العمل الادبي والروائي بصورة خاصة يخضع في القراءة والنقد والتقييم لنفس شروط العمل السياسي، بل أبعد من ذلك يستعمل هؤلاء في التعرض للنصوص التخيلية( اذا تعرضوا لها وهذا مستبعد لأنه يكشف المخبوء الثقافي ويتم الاكتفاء بالروائي نفسه أو الكاتب أو الفنان ) القاموس نفسه الذي تربوا عليه وأدمنوه بحيث صار بديلا عن القيم النقدية المعروفة والحداثية، وفي أغلب الاحوال يتم التعرض للمؤلف بمفردات التعرض للسياسي ما دامت الغاية هي حذف والغاء واقصاء الاثنين. لا نحتاج هنا الى التمثيل باسماء الموجتين لأن الواقع الثقافي نفسه ينضح بذلك.

ومن الطريف أن هؤلاء لا يفرقون عن بلادة وأمية: ان ما ينطبق على السياسي لا ينطبق على الروائي: السياسي يحتاج الى الجمهور العام في الحزب او السلطة أو الاقتراع وهذا ما لا يخطر ببال الروائي، السياسي يتملق الجمهور العام لاسباب سياسية وهو مشغول بوجهة نظر الجمهور وهي تهمه جدا، في حين لا يحتاج الروائي تملق الجهور بل صدمه واستفزازه ولا ينشغل برأي الجمهور العام الا في حال اقترب من المنجز الادبي أو النص التخيلي وخارج هذه المنطقة لا يعني شيئاً على الاطلاق على المستوى الفردي.

مرة أخر نعثر على التوازي بين العمل اليدوي والعمل التخيلي، بين السياسي وبين الادبي، بين الفعل الجسدي وبين الفعل المتخيل، وهذا الدمج والتوازي ليس نتاج قراءة نقدية ووجهة نظر في الثقافة والادب والمعرفة(كما يلوح في المظهر العام) ولكنه عطب نقدي مسحوب من أرصدة الشوارع الخلفية الى عوالم النقد والادب والرواية، وهو صورة من صور الاغتيال والارهاب والجريمة تتغذى من الصمت المتواطئ ومن الفوضى العامة ومن غياب التقاليد الادبية ومن الضباب وفقدان المقاييس والأهم: من  عطب الذوق أو عطله لكثرة الروائح العفنة التي صارت تهب من كل مكان أو من لامكان بما في ذلك المناطق التي شكلت عند كل شعوب العالم مصدات وقائية للضمير والمعرفة والادب والحياة وفي المقدمة منها الذوق النقدي والحس الجمالي والادب والحكاية. لكن هل يجوز الحديث عن هذا الآن في عالم عراقي كل شيء فيه يتداعى إلا اللغة؟


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  حمزة الحسن


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni