... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  قصة قصيرة

   
ماعلمتم وذقتم

سميرة المانع

تاريخ النشر       21/05/2010 06:00 AM


(...... ما من  جيل ، منذ مدة طويلة ،  حلم بالحياة واللذة والحرية بجرأة كجرأة هذا الجيل ، ثم كان حظه من الحياة أسوأ من هذا الجيل ، او تألم اكثر مما تألم هذا الجيل، او عرف عبودية اثقل من العبودية التي عرفها ) - من كتاب "جسر على نهر درينا " تأليف : ايفو اندريتش ترجمة سامي الدروبي .

 الحّت الدكتورة سها ، ( تسمى هكذا ) أثناء الغداء ، على الطلب ، من الزوجة المضيفة ، اخبارها عن كيفية الحصول على قبول من احدى المدارس الداخلية ببريطانيا ، من اجل ادخال ابنتها فيها ذات الثلاثة عشر ربيعا . اعترضت الصبية بوجل :
- أخاف ان افشل باللغة الانكليزية .
- تفشلين ؟ !  انت احسن طالبة  في صفك ببغداد بهذه المادة .
  اخرستها وبقي الحاضرون في حاجة الى اقناع :
- درجاتها دائما بالتسعين ،  دائما  ، دائما ،  كيف تفشلين باللغة الانكليزية ؟! انت في حاجة الى مجرد شهرين فقط ، لا اكثر ولا اقل ، لتصبحي  بلبلا  باللغة الانكليزية .صمتت الصبية . الموضوع لا يتعلق باللغة الانكليزية فحسب ، كان هناك الداخلي الموحش ، البلد الغريب ، فراق الاهل والوطن والاصدقاء  . هذه كلها اشياء مهمة لا تستطيع ان تبوح بها . الام عاجزة عن ملاحظتها والفتاة لا تنطق بها  جهرا لئلا تواجه بعاصفة رد عنيف من ام دكتوراه بعلم الاجتماع . استمرت مؤكدة صحة رأيها وصوابه . ثقتها عظيمة بنفسها وبأولادها ،  سواء شاءوا ام ابوا :- انت مثل اخيك الكبير " حامد "  . يدرس في مدينة " كاردف " الكومبيوتر ، ووجدنا عنده مايقرب من الف كتاب . يقرأ كل شيْء . العلوم ، الآداب ، كافكا ، النثر ، الشعر ، كافكا ( اعيد اسم كافكا للمرة الثانية ) يقرأ كل شيء ، كل شيء .تدخل الوالد الضيف لمساعدة الام ، الجالس معها ، على  سفرة الغداء،ايضا ، أراد ان يفهم الحضور ماهية هذا الشاب المطلع على كل شيء :
- مع العلم هو ملتزم سياسيا
- طبيعي ، ولولا هذا لما سمحوا له بالمجيء في البعثة الحكومية للدراسة ببريطانيا .
ردت الام بامتنان ، ارتفع حاجب المضيف العراقي المغترب بلندن منذ سنوات . فتح باب لابد من اغلاقه . اندفع الزوج متحمسا للدفاع عن ابنه كي لا تذهب الظنون بالحاضرين بعيدا . لا يؤخذ كلامه على محمل الخطأ على اعتبار ان ابنه اناني وانتهازي :
- وهو مؤمن بافكاره . لو كان " حامد " بالعراق ، الآن ، لما تردد في التطوع والانتماء الى صفوف المحاربين بجبهة القتال ، لاشك .
  تساقطت كلماته على اذن زوجته كرذاذ خفيف في ارض جدباء . تأوهت متحسرة ثم عادت لالتهام ما تبقى من طعام في انائها ، مطمئنة . الولد الكبير ناء عن العراق الآف الاميال . البنت ، ايضا ، ستدخل مدرسة داخلية بريطانية . بقي الولد الصغير معهما ، عمره لا يتجاوز الست سنوات ، يلعب في تلك اللحظة مع قطة اهل الدار قربهما بين الكراسي ، لا  مجال لأن يؤخذ الى الحرب عندما يعودان الى العراق معه قريبا ، خفيفي الاحمال ، ولو على حساب الفرقة المضنية لاثنين من فلذة كبديهما . على اية حال ، كل شيء يهون ولا ان يتعرض ابناؤهما لنيران حرب لا يعلم سوى الله مداها ، اججت دون استشارة احد من اباء وامهات الجنود الذين سيطحنون بها  دون اكتراث . لقد فكر الزوجان بكل شيء قبل ان يتزوجا ، الا ان يموت اولادهما في حرب شعواء .هذه مسألة لا تخطر ببال احد من المتزوجين في الليلة الاولى لفرح عرسهماعلى الاطلاق.
- اعجبني ما قرأت في احدى الصحف الانكليزية ، قبل ايام ، عندما ذكر الكاتب ان اي شخص يطلب من الآخرين الذهاب للحرب ، عوضا عنه ، للدفاع عن افكاره ومبادئه ، فمن اللازم ان يكون موضع شك!
قال المضيف ذلك وهو مبتسم ، متوقعا ان يحذو الآخرون حذوه . انتبهت امرأته للمطبة ’  اهذا  كلام مناسب !؟ انها غلطة .  الا ترى كيف جمد الضيوف في اماكنهم ؟ ارجو ان لايشعراحد من الحضور انه  المقصود ؟ انهمكت بايصال الطعام لهم ، محاولة ابعادهم عن الاحساس بالنغز ، كلوا ، كلوا ، ذوقوا ، من هذه الاكلة التي طبختها لكم ، ربما تعجبكم . تقدم الاواني بالاطعمة المتنوعة ، نحو صدورهم ، للترغيب . كفى كلاما يحمل  تفسيرين .  وهل هذا وقته .
بدوره ، يريد الزائر الزوج، اغلاق الموضوع الذي فتح ، على حين غفلة ،  فقد تشعب اكثر مما ينبغي . كفى اهتماما بالحروب . حقيقة ، انه مهتم الان ، بتكملة احاديثه التي بدأها قبل لحظات ، قبل ان يضطر لتغييرها من دون رضاه . آن الاوان ان يعود اليها ، مرحا ، مستمتعا ، قبل ان تستولي على الجالسين الرغبة في خوض قضايا الساعة بمخاطرها الجمة ، مستحسنا عدم ذكرها ، محبذا عادة النسيان واغلاق الملفات. الاان المضيف لم يمهله طويلا لاستكمال خطته والعودة لنواياه القال والقيل لي . انبرى مقاطعا اياه كالغراب المتهيئ للصياح :
- مولانا ما رأيك بمن قتل ابنه لرفضه الذهاب للحرب . هذه مسألة لم تذكرلا في التاريخ القديم او في الحديث . علاوة على ذلك  ، اعطته الدولة وساما على فعلته . تصور . يا دكتورة سها هل سمعت من قبل شيئا كهذا في دراستك بعلم الاجتماع ؟ !
عزاء وسخام . لماذا تدخلنا  في هذا الاحراج ؟ ماذا فعلنا لك ؟!  تضايق  الضيف الزوج من ياقته كقيد . ذابت شخصيته مع زوجته المتقابله معه على المنضدة كشمعتين تدمعان . تذكرا الوسام وصورة الاحتفال الذي نقل بالمناسبة على شاشة التلفزيون . ما اصعب المنظر . ما الذي بقي كي يعيش الانسان من اجله ؟ خبرونا ؟ وهل دفاع المرء عن وطنه الا للمحافظة على ذريته . ماذا بقي للانسان كي يعيش من اجله ؟ قولوا لنا ، أولم يصبح الامر معكوسا  ؟  هذه خواطر مدلهمة متجمعة في قرارة نفسيهما ، كثيرا ما يتناولها كل واحد منهما على انفراد ، ومن دون صحبة . تختلف تماما عن الاحاديث المشتركة الاخرى ، ذات الاخذ والرد ، القبول والاستنكار واحيانا الصياح والضجة . يطرحان ، مثلا ، فيما بينهما ، ما يحتاجانه في بيتهما الضخم الكامل الاثاث ، هل يحتاجان الى تبديل سيارتهما هذه السنة ؟ اما آن الاوان لتغييرها ؟ يعرج الزوج ، احيانا ، للمسامرة والاستئناس، حول اخبار بعض العوائل المعروفة بالمدينة والتي لا  يزال بعض افرادها متواجدين ولم يهاجروا مع اولادهم  بسبب الحرب ، او لشدة الضغوط والمضايقات . يتسلى باخبارهم والتي سيدلقها كما تسكب المرأة المترفة الشاي والحليب بأكواب بلور . كان يتحدث ، قبل قليل ، بهذا الصدد ، قبل ان يفتق الموضوع الكريه ويخرج الرأس ذو الهيئة النافرة من الشق :

- باعوا البستان بثلاثة الآف دينار . بستانا فاخرا  ، قرب بغداد . فيه كمثرى وتفاح ورمان ، تين وعنب وبرتقال، لو باعوه بعدئذ لقدر سعره اضعاف هذا المبلغ ، لو ، فقط ، صبروا قليلا .
او ان يقول :
- تزوجت واحدا من بيت الشمام . هو اخو حسين الشمام . لابد من ان تكون قد سمعت به . لا ، لا ، حسين لم يتزوج حتى اليوم .
هذه هي الاحاديث اللذيذة التي يحبها الناس فيما بينهم . وتطمئنهم . امور تنمو وتتطور وتزول، احيانا ، ببساطة . علاقات دافئة حيوانية ، لا عواقب وراءها . ليست خارقة للطبيعة البشرية . ويمكن ان يتصورها اي عقل سوي . لكن المضيف ، على ما يبدو ، يريد ان يستكمل دورة النقاش السابق ، ليس مهتما ببيت حسين الشمام او ببيع البستان ، يحاول ان يتتبع مسار الرأس القبيح المنفرالذي ظهر فجأة  . لم يشعر معه الزوجان الضيفان بالامان . لا ، لا، لا داعي لهذا الموضوع الآن ، راغبين في ان تكون حالهما كحال ما نظمه الشاعر في زمانه:
تعالي ننهب اللذات           من غفلات دنيانا

يا ليت . دعنا من المطاليب الكثيرة ، رجاءً وبتوسل . إنها مسألة تحتاج الى حظ  . نحن ضيوف عندك ، تذكر . يجب أن نكون مؤدبين ايضاً . يا غريب كن الاديب . اصفر وجه الدكتورة سها ، انخمش انفها وتجعد فمها . لماذا لا يدعنا نأكل الطعام براحة ؟! ماذا يريد منا  اكثر ؟ واجهت المشكلة ، كشأنها في كل مرة ،  عندما تقتحم بصدرها العريض ذي القلائد ، المعارك عوضا عن زوجها. انها دائما ، وكما يعرف  ، قادرة على حل الامور المعقدة برويه وشجاعة. قالت  اخيرا ، متفطنة لارضاء المضيف ، ولتصفي حسابها معه ،  بالتي هي احسن :

- شاهدنا ثلاث نساء ايرانيات مفرفشاتا امس ، تصورنا أنهن عربيات لعظم الشبه بيننا وبينهن ، اكتشفنا ،بعدئذ ، وبعد الابتسامات ، انهن لا يتكلمن لغتنا ، فقد قالت احداهن :" عيد قرباني " فعرفنا انها تقصد عيد الاضحى ، فهذا ميعاده كما نعرف . عجبا ما معنى  " عيد قرباني " بالضبط ، في اللغة الفارسية ؟
لا  يهم . نعق الغراب مرة اخرى ، وكان قد بدأ صافنا لبرهة وجيزة ، مصغيا لكلامها . رد عليها بجواب لا علاقة له بسؤالها  : - نعم ، تصوري ، ان ابنك سيقاتل يوما ابن هذه المرأة من جيرانك .
عزاء مرة اخرى . اغلق من هنا فيفتق من هنا . هكذا نربح ! صار طعم فم دكتورة سها مرا . تناولت قدح عصير البرتقال لشربه . بدأ المضيف يتفلسف . راهيا يناقش فكرة الحروب ، متحاورا كارسطو اليونان . لم لا ؟ ! جالس مرتاح ببيته بلندن . اولاده معه ، كل شيء على مايرام . ظل  يتلذذ بالافكار وكأنه ينتقي الكرز الناضج . الزوجان مذعوران خائفان مما سيأتي به من شيء مجهول :
- بقدر ما يكتشفون علاجات لامراض الجدري والحصبة والسعال الديكي والتيفوئيد والكوليرا والسل ، والآن هم يبحثون عن علآج للسرطان ومرض الايدز ، لكنهم للاسف ، غير مهتمين  باكتشاف علاج لمكافحة الرغبة في اشعال الحروب . بل العكس انهم دائما يكتشفون اسلحة دمار فتاكة للقضاء على الانسان .ميل . تنفس الزوجان الضيفان الصعداء . كلام عام شامل . لا غبار عليه . تشجع الزوج للادلاء بآرائه ، ايضا ، لم لا ؟   لديه حصة للاضافة الى هذا المعنى بالخصوص.  شعر انه حر  ليتكلم ، لماذا وهب الله اللسان للانسان ؟! الفرصة ، بالنسبة اليه ، قليلا ما تسنح. دعينا نتكلم ، انا بئر حكي . يريد ان يسرد عليهم حادثة مدفونة في اعماقه . سمعها ذات يوم ، ولم يتفوه بها من شدة الحذر ، انها معه الآن ، يريد ان يشكو، يحتج عليها ، تماما كحاجة الشعوب المحرومة من التعبير الرغبة في الخروج بالمظاهرات . الجالسون معه احرار، اصحابه هم ومن دون سوابق ، الخطر بعيد. انحلت عقدة لسانه . نسي نفسه ، ومن اي بلد جاء .  والى اين  هو راجع . اهمل العادة المجبر عليها ، والتي صارت شبه مزمنة ، لاحكام اغلاق فمه و ربطه بالكمامات . ذهب خنوعه السابق . عادت له القصة القديمة التي شاء ان يخفيها عن اقرب الناس اليه . انها تلح ، تريد الظهور  بشجاعة المظلوم عندما يشعر ان هناك اصغاء  :  - أتعرف ما حصل لصديقنا  طارق المسكين ؟ انت تذكره بالتأكيد، كان معنا في الثانوية . جاء من مدينة العمارة ، كما تعرف . أتتذكره ؟  كان ناجحا الاول في النهائي ، فقبل في كلية الطب منسبا على الكلية العسكرية كي تدفع اجور الدراسة عنه . المهم ، اثناء ما كان في الصف الثاني  توفي والده فجأة . تاركا عائلة كاملة لا معيل لها . اراد طارق ان يترك الدراسة من اجل  امه واخوانه . سمع البعض فاوصل الخبر الى الكلية العسكرية ثم الى اسماع الزعيم عبد الكريم قاسم . وكان الاخير بمثابة رئيس للجمهورية آنذاك . استدعاه وسأله لماذا ستترك كلية الطب وانت متفوق فيها ؟ اجابه ان راتبه كطالب لا يتجاوز السبعة دنانير بينما لو عين معلما للابتدائية سيكون راتبة اكثرمن ذلك  بثلاثة اضعاف .اقترح عليه قاسم ، آنذاك ،  ان يبقى في كلية الطب وسيدفع له من جيبه الخاص الفرق بين المبلغين - كانت  ، كما تعرفون ، لعبد الكريم قاسم  مآثر كهذه - بعد سقوط حكم الاخير سنة 1963 ومجيء البعثيين للسلطة بالدبابات مثلما جاء من قبل قاسم ، ولكن بقسوة وعنف اكثر ، قبض على طارق بتهمة كونه قاسميا ، ثم تطورت التهمة الى كونه شيوعيا  ، ولم ينقذه احد من الاعدام الا اثنان من زملائه  كانا بعثيين ويعرفانه جيدا  ، دافعا عنه امام المحكمة  فاطلق سراحه . لكن الحكم عليه اقتضى ان يمارس مهنة الطب بعد تخرجه من الجامعة في مناطق المعارك العسكرية فارسل الى شمال العراق . قيل لي ، بعدئذ ، انه بينما كان واقفا ، في احدى المرات ، مع احد كبار الضباط على قمة جبل عال هناك ، تراءى لهما شخصان يسيران معا من بعيد في اسفل الوادي  ، فشك بأمرهما  وامر الضابط  استدعاءهما اليه لمعرفة هويتهما ، تبين ، عندما جيء بهما ، انهما راع مع ابنه الذي لايتجاوزعمره الست سنوات ، فما كان ، بعد التحقيق ، الا ان رمي الولد الصغير من اعلى الجبل امام ابيه الراعي ليعطي درسا بليغا بالابتعاد عن القوات الحكومية  مستقبلا وليكون عظة للاخرين. وهنا ، فجأة ، ابتدأ طارق بالتقيؤ امام الحاضرين ، واستمر على ذلك ، بدون انقطاع . نقل الى المستشفى فورا ، وسرعان ماتدهورت حالته الصحية تماما ، ارسل الى لبنان للعلاج بعدئذ ، لكنه توفي بعد فترة قصيرة ، حسبما سمعت .
- بني آدم ، بني آدم !
رددالمضيف بخفوت ثم بصوت  واضح . " ميو "  صاحت القطة التي كان الطفل يلعب معها  بصوت مشروخ ثم هرولت هاربة من المكان . اجفلت الحضور كلهم فسارعت الام ناصحة :
- عزيزي ، الم اقل لك الا تعذبها .
- لم افعل شيئا سوى اني اريد ان اضع حبلا حول رقبتها  .
ثم بدأ يبكي . اين المفر ؟ وقفت الام حيرى تريد اسكاته ، تحاول الخروج من بين الكراسي الملتصقة بالمنضدة ، صارت سيقانها  راخية . لماذا تخيفني يا شاطر ؟ وعلاوة على ذلك ، يقول عمر الطفل لا يتجاوز الست سنوات مسافة ضيقة في الغرفة اللندنية الصغيرة المحتشدة بالاثاث . قلصت بطنها قدرالامكان، وفكرت امام الحضور ، بصوت عال ، على ضرورة تخفيف وزنها . ضحك البعض  منها وعلى رغبتها في تحقيق المعجزات . صار خيرا ،  تملصت من الموقف اخيرا وقد غفر لها ما تقدم وما تأخر من ذنوب السمنة لكثرة المعاناة . تشجعت آملة انهم نسوا ما رواه زوجها قبل هنيهات  ، وهي ترجو اثناء ذلك ، الا يفتح احد من الحضور بوقه  مرة ثانية الا بالدعاء لاهل البيت والثناء . ظلت تكرر وهي على وشك ان تحضن الطفل :
- مائدة لذيذة ، لتكن ، دائما ، مملوءة بالحبور والمسرات .
لندن 5 / 1998


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  سميرة المانع


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni