((هذا سرُّ الكتاب , والتفسير الأوَّل , والتعليمُ الحيُّ الأوَّل , الذي كان منذ الأزل))

((كنزا ربّا))

الكتاب المقدس للصابئة المندائيين

تشيرُ أغلب الدراسات التاريخية واللُّقى الأثارية الى أن الديانة المندائية من الديانات القديمة المعروفة في بلاد وادي الرافدين وفلسطين والشطر الجنوبي الغربي من بلاد فارس ، وأن مبدأ التوحيد يقع في جوهر العقيدة الدينية لهذه المجموعة البشرية التي تؤمن بأنها وريثة التعاليم الدينية التي أنزلت على آدم (ع) وبأمر من الحي العظيم , الله سبحانه في عُلاه الذي ( ما كان لأنه ما كان , ولا يكون لأنه لا يكون * خالدٌ فوق كل الأكوان * لاموت يدنو منه ولا بطلان ) والذي بأمره بدأ الزمان وعُرف المكان , وهو ( لا أب ولا ولد له ولا يشاركه في ملكه أحد ).

إن الله عند الصابئة المندائيين ( هو الجلال والاتقان . هو العدل والأمان . هو الرأفة والحنان . الأول منذ الأزل . خالق كل شيء . ) .

وأن التوحيد هو ركن أساسي من أركان هذه العقيدة السمحاء التي لاتؤمن بالعنف والقتل والزنا والكذب والسرقة وانتهاك المحارم , وهي التي تأمرنا بـ (التوحيــد – الصــلاة – الصــوم – التعميــد – الصدقــة )

التسمية واللغة :

ان لغة الصابئة المندائيين والمعروفة بـ ( اللغة المندائية )والتي كُتبت بها كتبهم المقدسة وتجري بها طقوسهم الدينية هي لغة آرامية شرقية لها أبجديتها المستقلة وقواعدها ونحوها المستقل أيضاً , وجاءت تسميتهم بالصابئة المندائيين إستناداً الى الجذر الآرامي ( صبــا ) والذي يعني ( تعمّد , أصطبغ , غطّ , غطس ) و (مندا) التي تعني بالأرامية ( المعرفة أو العلم ) , وبذلك يكون ( الصابئي المندائي ) هو المتعمد العارف بوجود الخالق الأوحد .

الصابئة في القرآن الكريم والتاريخ والاسلامي :

لقد ورد ذكر الصابئة وبصورة مستقلة في القرآن الكريم وفي الآيات التالية :

• الآية (62) من سورة البقرة / حيث قال الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )صدق الله العظيم.

* الآية (69) من سورة المائدة .

* الآية (16) من سورة الحج .

وأشار اليهم جًلّ الكتاب والمؤرخين والباحثين الاسلاميين وصنّفوهم بين الموحدين من الطوائف والاديان

* فهذا ياقوت الحموي يقول عنهم ( انهم ملـّة يصل عمقها الى شيت بن آدم (ع))

* أما أبن الوردي ( فيرجعهم الى شيت بن آدم والنبي أدريس (هرمس) )

* والفرحاني يقول ( الصابئة أصحاب ديانة قديمة ولعلها أقدم ديانة موحدة عرفتها البشرية )

أنبياؤهم وكتابهم المقدس :

يعتبر الصابئة المندائيون أن أولى تعاليم الديانة المندائية قد نزلت على آدم (ع) أول كائن حي عاقل ناطق في تاريخ البشرية , كما أُلهمت من بعده الى أبنه شيت ثم إلى سام بن نوح وأخيراً الى يحيى بن زكريا (الذي عمّد السيد المسيح) ( عليهم السلام أجمعين).

وقد جمعت تعاليم الخالق الأزلي , الله الواحد الأوحد الى أنبيائه المذكورين في الكتاب المقدس (كنزا ربّا) أي (الكنز العظيم) , ويقع في قسمين :

القسم الأول / من جهة اليمين : ويتضمن سفر التكوين وتعاليم الحي العظيم والصراع الدائر بين الخير والشر والنور والظلام , وكذلك هبوط ( النفس) في جسد آدم , وتسبيحات للخالق وأحكام فقهية ودينية .

والقسم الثاني / من جهة اليسار : ويتناول قضايا (النفس) وما يلحقها من عقاب وثواب بعد موت الأنسان , اضافةً الى تراتيل وتعاليم ووصايا مختلفة .

المحرمات في الديانة المندائية :

وقد ذُكرت بشكل واضح في كتابنا المقدس ( كنزا ربّا) ومنها :

- التجديف باسم الخالق (الكفر).

- القتل , الزنا , السرقة , الكذب , خيانة الأمانة والعهد , الشعوذة والسحر

, شرب الخمر , الربا .

- أكل الميت والدم والحامل والجارح والكاسر من الحيوانات والذي هاجمه حيوان مفترس .

- الطلاق , الانتحار , الاجهاض .

- تعذيب النفس وإيذاء الجسد .

- الرهبنة , القَسم الباطل وغيرها .

الأعياد والمناسبات الدينية :

للصابئة المندائيين أربعة أعياد رئيسية في السنة وهي :

1. العيد الكبير : وهو رأس السنة المندائية .

2. العيد الصغير : ويسمى عيد الازدهار بظهور الحياة على الأرض بأمر الخالق السامي .

3. عيد الخليقة : ومدته (5) أيام مباركة يحتفل بها الصابئة المندائيون باتمام وإكمال عملية الخلق .

4. عيد التعميد الذهبي.

وهذا تسبيح لهم مأخوذ من ( كنزا ربّا ) الكتاب المقدس للصابئة المندائيين ، يوضح تعظيمهم للخالق جلـّت قدرته

باسم الحيّ العظيم

أسبِّحك ربّي بقلبٍ طاهر

ايُّها الحيُّ العظيم

المتميّزُ عن عوالم النُّور

ألغنيُّ عن كلِّ شيء

العليُّ فوق كلِّ شيء

نسألك الشفاء والظفر

وهداية الجنان

وهداية السمع واللسان

ونسألك الرحمة والغفران

آمين

يا ربَّنا .. ياربَّ العالمين

والحيُّ ألمُزكّى

basharsabti_7@yahoo.com