... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  في السياسة

   
علاقتي مع صالح

زهير الجزائري

تاريخ النشر       30/01/2012 06:00 AM


قبل أن يودع اليمن مهزوما ومطاردا بأكثر من 22 عاما، استقبلني الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في مطار صنعاء قبيل توقيع الوحدة بيومين بوقفة استعداد حازمة وخيال ابتسامة مقتصدة. كانت صورته أمامي على جدار قاعة الاستقبال من أسفل الصدر بالحجم الطبيعي. رغم الزي المدني، بدا كما لو أنه خرج من جوف المدرعة في استعراض عسكري ليأخذ التحية أمام المنصة. لقد أحب الرئيس هذه الوقفة المقتبسة من خدمته في صنف المدرعات وهو لم يبلغ بعد العشرين من عمره، وبقيت ملازمة لكل صوره الرسمية.

تحت الصورة وعلى اليمين قليلا وقفت سيدة طويلة القامة بشكل ملفت للنظر مغطاة بالسواد من فوق الى تحت. وسط هذه الكتلة من السواد اسرتني عينان متسعتان فيهما سحر الكمين وغموضه، تطلان من فتحتين مشبكتين تتابعان تدفق المسافرين. العينان الوقحتان التصقتا بظهري وأنا أحاول أن أفلت من سحرهما. عند نقطة تفتيش الحقائب اليدوية اقتربت العينان من محتويات حقيبتي ثم امتدت أصابع طويلة مغطاة بقفاز أسود والتقطت من بين محتويات حقيبتي المبعثرة دفتري وشريط فيديو عن ندوة مرسلة بيدي لأحد قادة الجزء الجنوبي من اليمن. تصفحت السيدة أوراق الدفتر الفارغة وألقته بإهمال وأخذت الشريط دون أن تستأذن أحدا ودون أن تنبس بكلمة وغابت في ممر جانبي. سألت رجل الأمن الذي فحص حقيبتي وأوشك أن يسلمني محتوياتها، فقابلني بالصمت والاستغراب. تشاركنا العجز عن حل لغز السيدة السوداء وما الذي ستفعله بشريط الفيديو. رفعت رأسي قليلا فوجدت الرئيس ما زال باستقبالي بنفس الابتسامة المقتصدة "هذا إجراء عادي".

وقفة الرئيس الحازمة وعيون المرأة التي سحرتني وأصابعها التي خطفت دفتري وشريط الفيديو ظلت تتابعني وتغذيني بتلك الهواجس المتناسلة التي تتدفق في خيال عراقي هارب من نظام "له يد طويلة." تلاحق معارضيه أينما ذهبوا. لم أنم تلك الليلة في الفندق الواقع وسط صنعاء من خيال أصابع طويلة داخل قفاز أسود ستطرق باب غرفتي، وخيال المرأة الموشحة بالسواد واقفة في إطار الباب ستأخذني الى مكان مجهول لا عودة منه.


الإخوة الأعداء


قبل أن التقي الرئيس علي عبد الله صالح وجها لوجه كانت صورته تطاردني أينما ذهبت، ببذلة الجنرال وقد تغطى صدره بالنياشين، بملابس القبائل مرتديا الجلابية البيضاء والخنجر في حزامه، ببذلة رسمية وبربطة عنق حمراء. في قاعات الفندق اجتمعت وفود تمثل القبائل والأحزاب آتية من اليمنين الجنوبي والشمالي. غدا سيحضرون الجلسة الأولى للبرلمان الموحد لمناقشة مسودة الدستور. خليط غريب ومتناقض من المؤتمرين: اشتراكيون وشيوعيون جاءوا من الجنوب يريدون أن ينطوي الدستور الجديد على لمسة ما من العدالة الاجتماعية ويخففوا ولو قليلا من المسحة الإسلامية التي تسم مسودة الدستور، يقابلهم أصوليون بلحى حمراء وشوارب حليقة شددوا خناجرهم (جنابياتهم) على بطونهم كانوا الى ما قبل أيام يتهمون الاشتراكيين الجنوبيين بأنهم كفرة وزنادقة يستحقون الذبح. شيوخ قبائل وإقطاعيون ما زالوا يؤمنون بالرقيق، يقابلهم نقابيون جاءوا ليثبتوا حقوقا للفقراء. ناشطات نسويات سافرات حفظن عن ظهر قلب سورا من القرآن تؤكد على حقوق النساء، تقابلهن نساء ملفعات بالسواد كتلك التي رأيتها في المطار. كيف سيجتمع هذا الخليط المتنافر تحت قبة برلمان واحد وكيف سيجمعون على دستور واحد؟

الرئيس علي عبد صالح الذي طوق الجميع بصوره غير معني بالإجابة، فهو المنتصر الوحيد وسط هذا الحشد لأنه، كيف ما كان، حقق المعجزة التي عجز عن تحقيقها كل الحكام الذين سبقوه، قاتلين من أجلها أو مقتولين.

اغتيالات الجنوب واغتيالات الشمال


من الفندق أخذنا المرافقون الى قاعة البرلمان في تلك الجلسة التاريخية التي سيقر المجتمعون فيها ما أقر قبل ذلك خارج القبة. على المنصة جلس رئيس البرلمان الدكتور ياسين نعمان الذي يفترض أن أسلمه شريط الفيديو، وفي المقدمة جلس الرئيس القادم ونائبه علي سالم البيض. كلا الرئيسين جاءا من سلسلة اغتيالات قادة سبقوهم. فقد انتهت تجربة البناء الاشتراكي في الجنوب بسلسلة تصفيات شملت رفاق الأمس: بعد مقتل سالم علي ربيع شهد الجنوب انفراجا نسبيا حين تولى علي ناصر محمد الرئاسة، لكنه هدوء يغلي من تحت بالكراهية والتآمر. كنت في عدن قبل المذابح 23 تموز 1986 بأيام، أسمع احاديث الوسطاء من اليساريين العرب يعودون من اللقاءات متعبين وينفضون أيديهم يأسا: "ما من فائدة!" كل طرف يحد سكاكينه ويجمع قواه القبلية ضد الآخر "حاندقوا!". ذهبت برفقة أبو فراس من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لإجراء لقاء مع الرئيس علي ناصر محمد. طوال الطريق الى قصر الرئاسة كان نعيق الغربان يصم آذاني ويتردد حتى في الصمت حتى انني التفت في حديقة القصر بفزع حين سمعت زقزقة عصفور. خرج سكرتير الرئيس لاستقبالنا وخلفه في الغرفة رجل وحيد مطرق الى الأرض يفرك يديه من نفاذ الصبر. فيما بعد عرفت ان هذا الرجل الذي تركناه خلفنا هو رئيس الجنوب القادم علي سالم البيض دعاه الرئيس الحالي في محاولة أخيرة لترويضه قبل المذبحة. لم يكن الرئيس حين دخلنا عليه في مزاج مقابلة، كان يبربر لوحده وقد غير مكانه قي الغرفة ثلاث مرات، ولم يكن لديه ما يقوله، لأنه يحضر في خياله شكل المقتلة القادمة التي ستحدث في هذا المكتب بالتحديد. بعد أقل من اسبوع دخل حراسه الشخصيون على الرفاق المجتمعين بانتظار الرئيس، وضعوا حقيبته على مائدة الاجتماع ثم سحبوا اقسام رشاشاتهم وأطلقوا النار...

كان اغتيال عبد الفتاح إسماعيل وعلي عنتر فاتحة الدم للحرب الأهلية التي صدمت في بشاعتها الجنوبيين والوسطاء اليساريين وختاما دمويا لتجربة البناء الاشتراكي في الجنوب. من سلسلة المذابح في الجنوب وصل الرئيس الجنوبي علي سالم البيض الى برلمان الوحدة في صنعاء جالسا في الصف الأمامي الى يمين الرئيس الشمالي. رأيت على وجهه علامات الخيبة أكثر من علامات الابتهاج بالوحدة .

في الشمال وصل علي عبد صالح الى السلطة عبر طريق مختلف تماما، فعلى خلاف نائبه الذي جاء عبر الحزب صعد علي عبد الله صالح فوق حصانين: الجيش والقبيلة. للصبي، الذي ولد يتيما وفقيرا قي قرية جرداء بمنطقة سنحان في محافظة صنعاء كان الجيش خلاصا من الفقر والذل. كان في العاشرة من عمره حين عمل كراعي في مناطق تأكل خرافها الشوك بدل الأعشاب. وبفضل انتمائه لواحدة من اكبر عشائر اليمن (حاشد) تمكن هو وإخوته من دخول الجيش. أتصفح البوم صوره، وفي الفترة التي سبقت الرئاسة، فأرى تناوبا بين الزي العسكري حسب المراتب والزي القبلي حسب القبائل التي يستضيفها أو تستضيفه. يتداخل الجانبان دائما، فالانتماء القبلي يسهل للجندي القبول واختصار مراحل الصعود والخدمة في المناطق التي يريد. في أول وقفة له أمام الكاميرا ينظر الجندي ذو الستة عشر عاما بوجهه النحيل بفزع كأن قذيفة ستأتيه حالما يرفع المصور الغطاء عن العدسة. وفي آخر صورة له في أواسط الثمانينيات في بذلة الجنرالات تغطي الأوسمة صدره، وما من أحد يعرف في أية متاهة حصل الجنرال على كل الأوسمة، فقد خاض كل الحروب، حروبه وحروب البلد وأيضا حروب الآخرين. قاد كل حروب التوحيد والانفصال وحروب القبائل، وكان ثاني زعيم عربي بعد الملك حسين يشارك في الحرب على إيران. في صور نادرة عنه مع صدام في واحدة من جبهات الحرب مع إيران، يظهر علي صالح مع ثلة جنود متطوعين يمنيين. يحاول جاهدا أن يتقدم على صدام نحو خط الجبهة الأول، لكن خطواته أقصر، ولأن حماية صدام لن تدع أحدا يتقدم على القائد. في النهاية يتيح له صدام (شرف) إطلاق صاروخ على إيران بضغطة على زر .

مثل نائبه الجنوبي وصل الرئيس الشمالي بعد سلسلة اغتيالات شملت من سبقوه الى رئاسة الشمال. ففي جو عربي من تحول القوميين العرب نحو اليسار بعد نكسة حزيران وصل إبراهيم الحمدي عام 1974 الى السلطة بأجندة ثورية متبنيا تصورا اشتراكيا للتنمية في اليمن الشمالي ضد شيوخ القبائل. عشية سفره الى الجنوب لوضع تصور لاتفاقية الوحدة قتل هو وشقيقه في غرفة في الفندق. وسجلت القضية ضد مجهول، لكن مثقفين يمنيين همسوا في أذني بأن علي صالح هو الذي أطلق الرصاص عليهما من مسدسه ثم تتالى أعوانه بعده بطعنات الخناجر، وأكدوا لي بأنهم سمعوا هذه الحكاية من مصادر قريبة من الرئيس.

بعد مقتل الحمدي صعد أحمد الغشمي في رئاسة جمهورية الموت، وحال صعوده عين علي عبد الله صالح حاكما عسكريا لمحافظة تعز، لكن رئاسة الغشمي لم تدم طويلا، ففي أقل من عام انفجرت عليه حقيبة يفترض إنها أرسلت له من الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي. الرئيس الجنوبي نفى أن تكون حقيبة الموت مرسلة منه، مع ذلك لم تشفع له براءته فقد قتل المرسل بعد أشهر من مقتل المرسل اليه.


صدام الصغير


بعد اغتيال رئيسين شماليين قفز صالح الى موقع الرئاسة دون أن يسأل أحدا، ثم وبتحالف القبائل والجيش انتخبه البرلمان رئيسا للجمهورية وقائدا عاما للقوات المسلحة قبل أن يتعلم قراءة القسم من الورقة المكتوبة. بعد شهر من تسلمه الرئاسة واجه الرئيس وهو يتناول فطوره أول محاولة انقلابية عليه، حيث احتلت مجموعة من الضباط أهم مؤسسات الدولة ومنها المطار. لكن أنصار علي عبد الله صالح استطاعوا إفشال الانقلاب بعد ساعات. وقد روى لي عسكري شاب معجب بشجاعة الرئيس كيف أن علي عبد صالح فاجأ المنقلبين بأن "نزل في المطار بطائرة هليكوبتر ومعه ثلاثة فقط من مرافقيه. الإنقلابيون اعتقدوا أن أعوان الرئيس طوقوهم، لذلك انسحبوا". في 10 آب/ أغسطس 1978 أشرف علي صالح بنفسه على عملية إعدام 30 من الضباط المشاركين في الانقلاب مطلقا بنفسه أول الرصاصات.

نفس مجموعة المثقفين اليمنيين، ومنهم شاعر يساري ناصري قال لي: إذا أردت أنت تعرف علي صالح فتذكر رئيسكم صدام حسين، إنه بالنسبة لنا صدام الصغير، في تقلباته بين العشائرية والتكنوقراط، في اعتماده على أقاربه في الأجهزة الأمنية، في تصفية خصومه بالاغتيالات. موهبته تكمن في حسه الأمني وفي معرفة خصومه ونياتهم. يباغتهم قبل أن يتحركوا. الاغتيال أشد ما يخيفه، لقد جربه مرارا. لذلك لا يأمن أحدا من حوله، حتى أقرب حراسه إليه. خلال الصلاة لا ينظر الى مكان سجوده، إنما لمن حوله. "تعرف إن رئيسكم هو الذي غير تسريحة رئيسنا. قال له إن هذا الشعر الطويل يليق بالخنافس ولا يليق برئيس دولة وحلق له داخل القصر... أنه معلمه في السلطة وفي طريقة الكلام والمشي، مع فارق أن رئيسنا (دحباش)، لم يقرأ كتابا واحدا في حياته غير القرآن، وقد قرأه سماعا عندما درس خلال طفولته في (المعلامة) عند كتاتيب القرية. نشعر بخجل حين يلتقي رئيسنا قادة العالم، بأية لغة سيتكلم معهم وماذا سيقول؟


هروب من فشلين


خلال جلسة البرلمان الموحد كنت أراقب هذا الـ (دحباش ) في الصف الأمامي تاركا نائبه الى يساره وموجها حديثه لشيخ عشيرة الى يمينه، أظنه الأحمر. لم يشارك كثيرا في النقاشات، ولم يبد اهتماما بها. كان بانتظار لحظة محددة. حين ذكر اسمه أفلت قبضتي الكرسي من يديه ووصل المسرح بقفزتين نشيطتين. لقد أصبح رئيسا لليمنين بدلا من يمن شمالي واحد.

خرجت من البرلمان دون مرافق أو دليل الى مدينة عرفت أساطيرها قبل أن أعرفها. على جبال السروات ترتفع عاليا مدينة صنعاء التي بناها سام ابن نوح لسلالته بعد أن جرب دمار الطوفان. هنا كما يقول الرواة قامت مملكة سبأ وعرش بلقيس والنبي سليمان، وبين هذه الحجارة القديمة الحمراء مر العديد من الصحابة.

من (باب اليمن) أدخل سوق الملح فيختلط التاريخ بروائح البخور والتوابل. أردت أن المس في هذا السوق فرح الناس بأعياد الوحدة، لكني لمست الريبة قبل ذلك. العجوز الذي حفر إسمي على نحاس المهر قال لي "طبعا هو عيد، المهم أن يدوم". على عكسه بدا الرئيس علي عبد الله صالح فوق أقواس الزينة واثقا من أنه فعلها في النهاية. عدت الى الفندق فوجدت شريط الفيديو عند الاستعلامات مغلفا وعليه إسمي دون كلمة من السيدة الملفعة بالسواد التي اختطفته مني.

في الصباح الباكر أيقظني صراخ علي عبد صالح، يلومنا أنا ونائبه لأننا خدعناه وجئنا به الى صحراء قفر بحثا عن شريط مفقود، يصرخ لأنه تاه معنا وتيه موكبه ومدينته. أيقظني صراخه وهو صراخي في الكابوس.

تجمعنا في المطار للطيران، وفي الحقيقة للهبوط من صنعاء الى عدن لرفع علم الوحدة هناك. في صالة المطار وتحت صورة الرئيس بحثت عن تلك المرأة الملفعة بالسواد فلم أجدها. لانتظار الطائرة أدخلنا المرافقون للقاء الرئيس ونائبه. الرئيس نفسه كان يتحدث للتلفزيون مائلا بكتفه الأيمن نحو الكاميرا. لمرتين طلب منه المصور أن يوقف تحريك يده حتى لا يقطع المايكرفون. وفي غفلة عنه قال لي نائبه علي سالم البيض "كلانا فشل في بناء النظام الذي أراده، فقد فشلت الرأسمالية في الشمال وفشلت الاشتراكية في الجنوب." وفهمت من كلامه ان وحدة المتناقضين كانت هروبا من فشلين.

في عدن تتبعنا موكب الرئيس وفوهات رشاشات حراسه تتجه نحونا. كانت هذه زيارته الثانية بعد الزيارة (الظافرة) في أعقاب الحرب الأهلية في عدن. استقبالا لموكبنا، كانت عدن تنزع آخر ثياب الاشتراكية والعلمانية. العمال تسلقوا الأعمدة لينزعوا من الأقواس الحديدية آخر النجوم الحمراء. القبائل الجنوبية أزاحت النقابات والمنظمات السابقة وخرجت لتستقبل قبائل الشمال: مرحبا بالرفاق! النساء الحاسرات يبحثن بقلق عما يغطين به رؤوسهن وقد زحف أصوليو الشمال القبلي المحافظ على الجنوب العلماني. محلات المشروبات الكحولية أغلقت قبل أن نصل بيومين. ذهبت للسوق الحرة في المطار لأشتري قنينة فودكا لصديق من الشمال فوجدت حراس الرئيس صالح سدوا السلالم وبيد كل منهم سجادة يستخدمونها للنوم في العراء وللصلاة خلف الرئيس. بهذه السجاجيد لفوا آخر قناني الكحول التي تبقت في السوق الحرة.

لم نر الجزء الذي جئنا من أجله، وهو رفع علم الوحدة، لأن حراس الرئيس قطعوا الطريق علينا. ورغم توسلات مرافقينا، كان جواب الحراس: تعليماتنا تقول الرئيس ومرافقيه فقط! لكن في طرق عودتنا رأينا ما هو أهم من رفع العلم: ففي شارع جانبي رأينا تماثيل ماركس وأنجلز ولينين، وهي نسخ بيضاء من التماثيل السوفياتية، محمولة في سيارة بيكاب، الى جهة مجهولة. بسبب وعورة الطريق كان الثلاثة يلطمون رؤوس بعضهم، ندما ام ملامة؟

لم أتابع أخبار اليمن بعد هذه الرحلة، فقد شغلتني حروب العراق، حتى أيقظني شباب اليمن بمساهمتهم الباهرة في ربيع العرب. مع اندلاع المظاهرات في صنعاء رأيت علي عبد الله صالح مرتين. مرة بعد غياب طويل في مستشفى سعودي وقد أسود وجهه من انفجار أصابه في القصر، وثانية في خطاب متعثر باهت قبل أن يغادر البلد مهزوما: أعذروني عن أي تقصير؟! كانت هذه الكلمات الباهتة خاتمة 34 عاما من حكمه؟! كنت أتابع في التلفزيون حزمة من النساء اليمنيات المتظاهرات، وبين حشد النساء سألت نفسي: أي منهن تلك المراة التي رأيتها عند وصولي ملفعة بالسواد؟


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  زهير الجزائري


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni