... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  نصوص شعرية

   
اناشيد صانعة الجرار

كريم راهي

تاريخ النشر       13/01/2013 06:00 AM


(لقد صِغتُ في السنةِ الكبيسةِ، الفرائِدَ من قوسٍ ونُقطة. ثُمَّ في القوسِ، تحتَ النُقطةِ إيّاها مكثتُ طويلاً في انتظارِ بُكارةِ الكلام.)

ك.ر

حينما نتصافح


أفكِّرُ أن لا ألتفِت

للخرائبِ التي تتعاظمُ ورائي

لنداءِ صانعِ التوابيتِ

الذي صيَّرَ أشجارَ تُفّاحي ذِكرى

لمن جوَّبتُ أزِقَّةً معهم ومدائِن

لأكوابِ القهوةِ المهدورة

للأيّامِ، للساعات، للعِلل

في أكياسِ الدمعِ التي ناءَ بِها

كِلانا، قبل أن تُنبِتَ الراحتان

مسكوكةً من ذهب.


صانِعة الجِرار


من مَهيلِ رملٍ تحدّرت صانِعةُ جِرار

كانت تحيلُ كُلَّ ما تلمَسُ إلى خُضرة.


كانت تعملُ بِدأبٍ

حتّى أنها نسِيَت حلقاتِ الزمن
تتعاظمُ في شجرِ نفسِها.

أبو عبدِ الله الأخير

لقد وقفتُ على ذُؤابةِ جبل
وتنهّدتُ عميقاً
ولم يسمعْ بحكايتي أحد.

لو ندري مَن المنتصر

عندما تحت الدُبِّ الأكبر
مَعاً قطعنا السهول
ومرّت سحائبُ من غبارِ المعارك
أنا وأنتِ بكينا
على العالمِ الذي تمرّغ في وحل هزائِمِه.

بين الماضي والحاضر

على وترٍ وحيد في قَيثارةٍ صمّاء
يهتزُّ مهدُ الطفلِ الخَديج.
وليسَ بعيداً
تُقلِّبُ أُمّهُ ساعةَ رملِهِا وتُصغي.

لكن، لا أحَدَ يستغيثُ
غيرُه، لا أحَد.

تقويم السنة الكبيسة

(1)
كُلّما دَنا من ضَراوةِ النارِ
حاذَرَ مهابةَ القداسة.
لذا تَجيشُ في كهفِ قَلبِه
آلِهةٌ من العَذاب.
(2)
لستُ تعويذةً
من ذَهبٍ، ولا تميمة
لستُ ضيفاً لأَحلامِ أحد.
أنا ريشُ الملائِكةِ المنثور
حَسْبُ، والحشرجةُ الحزينة.
(3)
تحتَ شجرٍ يُثمِرُ بالبُكاء
أنازِعُ قطرةً، وأنزعُ
من الذِكرى تفّاحةَ الحبِّ اليانِعة.
(4)
كانَ يحمِلُ قَشّةً بمِنقارِه
حينَ نجا من حريقِ غابة
الطائرُ الذي يحترقُ الآنَ في وكره.
(5)
أسيانَ يتحسّرُ إزاءَ ثمار
تتيبّسُ على الأغصانِ العالية
أو في السلالِ البعيدة.

ما لن يُذكر في السيرة

لا تَسْعَ لحرائِقَ باردةٍ بِهاتِهِ العينين
أو تلكُما، في زيتٍ على كانفاس
ولا تأبَهْ لِما سيَنشَبُ في سُفنِ إيابِك!
هذهِ الظهيرة
بعيداً عن رسمةِ (غرترود ستاين)
حلَّقَ فوقَ عُشٍّ مُشتَعِل
شاهقاً، بازُ أوراسيا الحاذق.

محاولة في الإمساك

لم يكُن إثرَ طوفانٍ ولا
أعاصيرَ تنزَعُ الشجرَ عن الأفئدة.
أنا أسألُ كيفَ توارَت
في صُلحِ الأيّامِ السواكِن.

قلتُ مِراراً:
سوفَ يحبسُ التاجُ صفيرَكِ.
ما حفَلَتْ
قلتُ أشياءَ أُخَر
عنَ الشموع
وعن اليدِ المغلولةِ في الأحلامِ.
لكنّها تبدّدَت
كحفنةٍ من تُراب
في نسيمِ جديلة.

الأبيضُ والأسود

عن صغارِ الحاذقين
في الحبِّ، أسلافي
ورثتُ، كنزَ وصايا وأسئِلةً لا مُجابة:
عن الضغائِنِ
عن أسبابِ النفورِ
وعمّن يُضِقنَ ذَرعاً بالتضادّ.

أسئِلةً عن كؤوسٍ تُدارُ
بخِفّةٍ تحتَ موائِدِ القلوب.

أوهامُ الشجرِ المريض

أعرفُ
أنَّ عُشبةَ البراري البتول
تذوي. لا هديرُ الساقية
يُدرُكُها، ولا أنّاتُ الضفادع.

أعرفُ أيضاً
أنَّ شجرَ الذكورةِ الهَرِم
مازال يُنشبُ الأظافِر
في الجُرفِ ويرتفِع.

حديث بروسيوس

تُشبهين
حبَّةَ قمحٍ، أحياناً، أو طائراً من ورق
وأُشبِهُ مَعاً، مَطراً ومِطحنةً من حجر.
بيننا، يا طريدةَ التاجِ والأرضِ والعائِلة
درعٌ محدّبٌ ومرآةِ فِضّة.

قصيدةٌ في مهبِّ الريح

مثلَ ريشة
كُدتُ أُطوى في جناحِ يمامة
حين هبط على العالم فجأة
أرزُّكِ وماءُ جرارِك
ونورُك، وكشفَ عن ظلامهِ المُريع.
كدتُ لولا وجهكِ الذي
أشاحَ في لحظةٍ أصل.

آوه.. لقد عبرتُ قناطرَ سبعاً ولم
تبقَ سوى بوّابةِ العذاب.

كنتُ حاملاً ثمرَ القربانِ
حين انعطفتِ وانغمرَ العالم
ثانيةً في الظلام المريع.

رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  كريم راهي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni