... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  في السياسة

   
المصالحة الوطنية خطوة ضرورية لترسيخ العملية السياسية

د.أكرم مطلك

تاريخ النشر       14/08/2007 06:00 AM


علمتنا التجارب التأريخية بأن الأمم التي عانت من ويلات الحروب والأحتلال والنزاعات العرقية والطائفية خرجت في النهاية بخسائر فادحة جدا و, هي المزيد من الضحايا والدمار الهائل للمجتمعات والبلدان وفي النتيجة النهائية الخسارة لكل الأطراف الفائزة منها والمنهزمة , وتكاد ان تكون نهاية هذه النزاعات متشايهة وهي اقرار الأطراف المتنازعة بضعفها و وهنها وتعبها وعدم امكانية مواصلة مبدأ الأنتحار الجماعي والقتل بالجملة بسبب أو بدونه ولم يبقى لها سوى فض النزاع والجلوس الى طاولة الحوار واحلال العقل محل قعقعة السلاح , وبالتأكيد اتخاذ مثل هكذا قرارات تأريخية ومصيرية يتطلب وجود قيادات تتحمل المسؤولية كاملة , قيادات عادت الى رشدها وحكمت عقلها وقدرت مدى الخراب الذي لحق بالجميع .

ان الوضع في العراق اليوم هو أحد هذه الأمثلة المأساوية لمثل هذه النزاعات , بلد يعيش تحت قوى الأحتلال الأجنبي المباشر وفيه تتنازع أطرافه السياسية والدينية والمذهبية نزاعات مسلحة في حرب أهلية غير معلنة يمكن أن يمتدد لهيبها في أي لحظة الى مناطق أوسع من الوطن . ان الوضع المتدهور في العراق والنزاع مابين الأطراف العراقية أثار شهية البلدان التي لها أطماع في بلدنا والتي تريد أن تجعل منه دويلة ضعيفة ومنهكة مرهونة السيادة منهوبة الثروات وشعب مسكين مروض لاحول له ولاقوة سوى الأستكانة والفبول بالأمر الواقع , وزاد الأمر تعقيدا ومأساة أكبر وأخطر هو دخول أطراف عديدة في هذا النزاع ومنها الطرف التكفيري الأرهابي الممثل بمنظمة القاعدة الأرهابية وجعل الساحة العراقية ساحة مفتوحة للصراع , حيث أطلق عليها الرئيس الأمريكي بوش بأنها ساحة دولية لمواجهة الأرهاب , أما القاعدة والقوى الأقليمية الأخرى جعلت من العراق ساحة لتصفية الحسابات مع الأمريكان , من كل هذا يبقى الخاسر والضحية الوحيدة هو العراق وشعبه .

أمام هذه الصعوبات الكبيرة وتعقيدات الوضع السياسي والأوضاع المزرية التي يعيشها شعبنا لم يبقى لنا سوى مخرج واحد هو أولا أن تؤمن القيادات العراقية السياسية وبروح وطنية عالية بعيدة من الأحتراب الطائفي والسياسي الغير مجدي بأن حل المشكلة العراقية يجب أن يكون بأيادي ورؤيا وعقول عراقية وعلى الكتل السياسية والدينية وقياداتها أن تضع نصب عينها وطنيتها وغيرتها العراقية في حماية ابناء العراق والحفاظ على وحدته وضمان مستقبل أجياله , لذا عليها اللجوء الى لغة الحوار الهاديء بعيدا عن الأقصاء والأبتزاز السياسي والتلويح بالعنف والفوة , ان ترتيب البيت العراقي وتفعيل المصالحة الوطنية قبل فوات الآوان هو قوة لجميع الأطراف السياسية المؤمنة بلغة الحوار السلمي , وعلينا ان نلتفت الى وضعنا العراقي المتشابك حيث تعبث فيه المجاميع الأرهابية الدخيلة والمحلية وعصابات القتل والأجرام , المطلوب من قيادات الكتل السياسية ان لاتضع نفسها فوق القانون وان تترك كل القضايا الجنائية التي اقترفها النظام السابق بيد القانون ليحاسب كل المجرمين على ماأقترفوه من جرائم بحق شعبنا . ان تصفية النوايا وتنشيط الحوار السياسي الشفاف بدون مناورات ولا مقالب سياسية هو المخرج الوحيد لأنقاذ ماتبقى من الوطن أما المهاترات والمراهنات على أساليب اخرى من استعمال القوة الى التقرب الى الأمريكان أو الدول الأقليمية أو استمرار بعض نواب وقيادات الكتل السياسية وخاصة كتلة التوافق في كيل الأتهامات وتبيض وجه النظام السابق لايزيد الأمر الا تعقيدا يتعذر فيه ايجاد حلا .

ان للمرحعيات الدينية دور فعال ومؤثر في ارساء المصالحة الوطنية فنناشدها بأسم الأسلام , دين التسامح وبأسم الله ورسوله ان ينهظوا بواجباتهم الدينية والوطنية وينشروا روح التسامح والسلام وأن يهدأو النفوس ويوصلوا العراق الى بر الآمان والنجاة هذا هو واجبهم الوطني والديني والمتقاعس عن هذا له عذاب الدنيا والآخرة , وقل

"اعملوا فسيرى الله أعمالكم والمؤمنين "


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  د.أكرم مطلك


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni