... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  قضايا

   
قائمة للأغنياء ومسح للفقراء في العراق

احمد الربيعي

تاريخ النشر       27/09/2013 06:00 AM


عن (نقاش)  
تزامن تسجيل "مصعب وعمار ومحمد" ضمن نتائج المسح الخاص بتحديد نسب خط الفقر في العراق مع دخول 175 عراقيا ضمن قائمة "ولث-أكس" للأثرياء في منطقة الشرق الأوسط لعام 2013.
 
قائمة الأغنياء التي احتل فيها العراق المرتبة السادسة بعدد أثرياء الشرق الأوسط كشفت أن البلاد حققت طفرة كبيرة بزيادة عدد الأثرياء خلال عام واحد، والذين تجاوزت ثروة كل واحد منهم (30) مليون دولار.
 
أما المسح الذي أجرته وزارة التخطيط العراقية عن نتائج المسح الخاص بخط الفقر لعام 2012 فأشار إلى أن 19 في المائة من سكان العراق يعيشون تحت خط الفقر، فضلاً عن ارتفاع عدد الأرامل والأيتام والبطالة والحاجة إلى توفير متطلبات العيش لهم.
 
مصعب حميد الذي شمله المسح حول الفقر في العراق تحدث لـ"نقاش" عن واقع مؤلم لشريحة العراقيين الواقعين تحت خط الفقر ودخلهم الشهري المتدني ويقول "الذي نحصل عليه من عملنا الشاق في تشييد الدور لا يسد حاجة عائلتي المتكونة من ثمانية أفراد".
 
ويقول إنه يعرف الكثير من العائلات ممن يسكنون الصفيح ويقومون بغلي الماء الحار مع بعض الطحين لاطعام اطفالهم بسبب غياب الدعم الحكومي والضمان الاجتماعي.
 
ازدياد أرصدة السياسيين وعائلاتهم في البنوك العالمية جعل الكثيرين منهم منافسين لأثرياء العالم بمشاريع الاستثمارات والعقارات في الدول الخليجية والاوربية.
 
عمار حسين هو الآخر مسجّل لدى وزارة التخطيط ضمن مسوحات خط الفقر منذ عام 2009، حيث تم شموله بخطة الوزارة الحالية لكن حاله المعاشي الصعب بقي على ماهو عليه حتى اليوم.
 
يقول عمار لـ"نقاش" إنه استبشر خيراً بعدما عرف إن اسمه دخل ضمن استراتيجية التخفيف من الفقر التي وضعتها الحكومة ويضيف"أنا والكثيرين غيري لم نستطع الحصول على أبسط مقومات العيش".
 
محمد هادي أحد الشمولين  أيضا بالمسح والمدرجة أسمائهم ضمن قائمة العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر يقول "جميع أبناء الشعب العراقي يعلمون جيداً من هم القادرون على جمع الأموال الطائلةمن خلال استخدام النفوذ السياسي للحصول على المئات من المشاريع الحكومية التي تدر أرباحاً خيالية".
 
ويضيف "يتوجب أن تكون هناك حلول لإعادة التوازن الاجتماعي فليس من المعقول أن تذهب ثروات البلاد لأفراد معينين وحرمان الآخرين منها".
 
وزارة التخطيط رفضت التعليق على تقرير "ولث-اكس" للأثرياء حيث قال الناطق باسمها عبد الزهرة الهنداوي انه لايستطيع الإدلاء بأي تصريح حول هذا التقرير لانه وقال "هذا التقرير قد يدخل في خانة الفساد ولانريد الخوض في تفاصيله".
 
لكن الهنداوي رد على سؤال لـ"نقاش" حول الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفقر، وهل تمكنت من تحقيق أهدافها وقال إن "التخصيصات المالية المرصودة للاستراتيجية غير كافية فهي لم تتجاوز 476 مليار دينار عراقي لعام 2013.
 
وأضاف "عملية التخفيف من الفقر في البلاد تحتاج لجهود مكثفة من قبل الحكومة وتظافر كافة القطاعات بما فيها الصحة والتعليم والصناعة والعمل وحتى القطاع الخاص، مؤكداً ان وزارته استغلت كافة المبالغ المخصصة لتنفيذ الاستراتيجية".
 
د.ميثم لعيبي استاذ الاقتصاد في الجامعة المستنصرية عزا تصاعد نسبة الأثرياء في البلاد في السنوات القليلة الماضية لما اسماه "زواج التجارة بالسياسة" إشارة إلى المال السياسي في البلاد.
 
وقال لعيبي لـ"نقاش" إن هناك تفاوت كبير في عملية توزيع الثروات في البلاد، لاسيما مع اعتماد الاقتصاد الريعي الذي لا يمنح مدخولات مالية للدولة إلا عن طريق النفط والذي يذهب غالبيته للسياسيين بطريقة الكسب المشروع أو غير المشروع على حد سواء".
 
داعياً الحكومة لرفع قيمة الضرائب على أصحاب الدخول العالية "كي لا تحصر الأموال والثروات بيد أشخاص معدودين.
 
النائب الكردي فرهاد اتروشي لم يستبعد في حديثه لـ"نقاش" إن استغلال بعض الجهات السياسية نفوذها للحصول على المكاسب المادية التي تدر ملايين الدولارات عبر المقاولات التجارية التي يحصلون عليها ساهم في خلق طبقة جديدة من الأغنياء في البلاد.
 
ويؤكد إن موازنة العراق الحالية تعد من الموازنات الانفجارية والتي يتم استثمارها عبر قنوات الفساد المالي من قبل بعض المتنفذين في الوقت الذي تزداد فيه معانات المواطن على المستوى المالي والخدمي.
 
"نقاش" حاولت معرفة أسماء الأغنياء الذين أشارت إليهم قائمة "وولث اكس" لكن أسمائهم لم ترد في القائمة التي يبدو إن القائمين عليها يدركون خطورة الوضع الأمني في العراق والمشكلات التي قد يتعرض لها هؤلاء الأغنياء عند الإعلان عن اسمائهم فابقتها سراً.
 
عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية عامر فايز دعا الحكومة إلى تبني سياسات وخطط اقتصادية أكثر فاعلية في توجيه موارد الدولة نحو القطاعات الإنتاجية بهدف توفير مدخولات مادية للطبقتين الوسطى والعاملة.
 
وأكد فايز لـ"نقاش" إن الانفتاح السياسي والاقتصادي الذي شهدته البلاد بعيد عام 2003 ساهم بتنشيط الجانب التجاري والاقتصادي مما منح فرصة كبيرة للعديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية من التجار لتنمية ثرواتهم بشكل كبير.


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  احمد الربيعي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni