... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  نصوص شعرية

   
رباعيات

صلاح فائق

تاريخ النشر       31/08/2014 06:00 AM



جاءني اليوم قتلى من وطني القديم
بعدما تحمموا , اكلوا , جلسوا امام التلفزيون لساعاتٍ
دون أن يتكلموا , ثم ناموا . ذهبتُ الى البقالِ
لأجلبَ بعض الفواكه لهم , عدتُ ولم اجدهم في البيت
***
اهتمُّ بطرقٍ تؤدي الى لا مكان
هذا شيءٌ من المجهولِ فيّ .
انا معروفٌ ايضاً بحسن الضيافة
والمشي حافياً في الشتاء
***
يمرّ قطارٌ من غرفتي بلا اي ضجيجٍ
يزدحمُ بمهاجرين وخدم , برهبانٍ هاربين
في العرباتِ ايضاً خرافٌ وابقار , اكوامُ طناجر
صحونٌ وملاعق قذرة , وحراسٌ ينامون
***
هذه همومُ انسانٍ مازالتْ عليهِ
خدوش نسور , آثار عضّاتٍ من صديقات
في غرفتهِ زحامٌ يتدلى من السقف
ومتسعٌ من الوقتِ لتجوالِ ساعٍ للبريد 
***
من عاداتي طرق ابواب معامل مغلقة
او بواباتِ مواخير كانت حامياتٍ لعسكر
لا ابحثُ ولا اسألُ عن شيء
اني منعزلٌ ورقتي مبالغٌ فيها
***
احياناً مزاعمي تقرفني :
قنّاصٌ يحلقُ وجهه , ينظّفُ بندقيتهُ
من قتلى الأمس ويفكرُ بشراء هديةٍ
لذكرى ميلادِ زوجتهِ ودراجةً لإبنهِ الوسيم
***
حياتي الباطنية معبأة بكتبٍ فاسدة
منذ ايامٍ احاولُ استدراجها الى مرتفعاتٍ
في طابعٍ بريدي وهناك قبائل عربية ضائعة
في مسوداتِ قصائدي الأخيرة
***
انامُ في ارجوحةٍ
من وظائف قطتي حكَ ظهري حينَ انعسُ
وطردَ لوطيينَ سكارى يترنحونَ
في احدى ذكرياتي
***
من دأبي حماية ارانب الحقول
ارتّب غرائزي قبل ذهابي الى السرير
في أواخر الليل , لكني الآن اتلمسُ طريقاً في العتمةِ
الى روحي , ولا أصلُ
***
تضعُ وجهكَ فوق طاول’ وتفكّرُ هذا وجهي
من فمهِ ارتوتْ حيواناتٌ كثيرة وضارية
في جيوبي أقزامٌ جمعتها من قوارب صيادين
ومن اسماكِ قرشِ في ازقة
***
اسمعُ غناء مرضى في ردهةِ مستشفى
خلف بيتي وانا انظّفُ جماجمَ في مكتبتي
رفرفةٌ في السماء , بلا طيور ومطرٌ ينهالُ
على سجينٍ هاربٍ يريدُ أن افتحَ لهُ بابي
***
انني ذاهبٌ الى اوبرا المدينة
حاملاً على ظهري كيساً مملوءً بعقارب
في الطريقِ ارى زبائنَ يبكونَ في مطعمٍ
وذئباً يعوي فوق سيارةٍ للأجرة
***
نعم اعضّ نهديها , برقةٍ , كما اتفقنا .
نخفي اموالاً نسرقها عند اختها ,
نبتعدُ الى مدينةٍ اخرى
تحملنا , افقياً , شجرةٌ تطيرُ ومعنا قرودٌ ولقالق
***
التقي غيوماً في ممراتٍ تؤدي الى قطارات الانفاق
امشي شامخاً , مستغنياً عن خدمات الشتاء
افتراءات عني في الحانات
وحول روحي السجينة في مرايا معلمين
***
بعدما داهمتْ طفولتي ومراهقتي
ها هي سلالتي تحمّلُ حافلات وعربات
بغيومٍ من ضاحيةٍ وهضاب
وتعرضها للبيعِ الى بلدانٍ قريبة
***
انا مرفّهٌ ؟ دفعتُ ضرائبَ لعشرين سنة للعناية الصحيّة
للتقاعدِ واخريات . حصتي اليومية من تقاعدي الشهري
لا تكفي لدفعِ وجبةٍ في اي مطعم في لندن .
من قال بريطانيا مملكةٌ عظمى ؟



رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  صلاح فائق


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni