... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  في السياسة

   
الواقع في الأنبار

هشام الهاشمي

تاريخ النشر       12/11/2014 06:00 AM


العرب السنة لديهم مشاكل مستمرة ومتفاوته مع حكومة بغداد منذ عام 2005 وقد تسببت خصومة بعض الكتل السياسية مع الحكومة في تحجيم جهود دعم إيقاف معارك الانبار. القوى المسلحة المعارضة لدخول القوات الحكومية من خارج الانبار تدرجت مع الملف الانباري بحيث انتظرت فشل سلمية الحراك الشعبي السني أولا، ثم استيقاظ الخلايا النائمة، ثم التوجه لإضعاف التحالفات المساندة للحكومة في بغداد، ومن ثم السيطرة على مناطق مهمة في الانبار؛ نمط تخطيط القوى المعارضة في الانبار سوف يتكرر في ديالى وحزام بغداد وربما كركوك، وهي مناورات سوف تخرج فيها تلك القوى منتصرة بمجموع النقاط وهو تكتيك لا تتقنه القوات الامنية والحكومية العراقية!

لماذا التنظيمات المسلحة في الانبار؟

الانبار أساسية بالنسبة للتنظيمات المسلحة من ثلاثة أوجه: أولها الإمكانات الاقتصادية الضخمة، وبالتالي تعدد مصادر الأموال وهذا سبب رئيس في طول عمر التنظيمات المسلحة، وثانيها الاستفادة من التركيبة العشائرية والدينية، ولان عشائر الانبار كلها من طائفة وقومية واحدة، وفي مثل هذه البيئة لن تجد تلك التنظيمات صعوبة في صناعة الحاضنة الشعبية، التي تشاركهم في حمل قضيتهم المسلحة، خاصة والعراق يعاني من إرهاصات اندلاع الحرب الطائفية، مثلما حدث في النزاع السني- الشيعي عام 2006. وثالثها أن الانبار فيها قاعدة بشرية واسعة لديها استعداد لقبول الفكر الجهادي التكفيري القطبي، وخاصة في أرياف وقرى الانبار التي ينتشر فيها المنهج السلفي والاخواني بكل أصنافه، وهم بالتالي يشكلون خزينا بشريا قابلا للتجنيد في صفوف التنظيمات المسلحة، فإذا وجد الحافز (الظلم) وضعف المانع (الهوية والانتماء) وقيام التأويل الشرعي والفقهي بتاييد ذلك..

البداية؛ كانت يوم 28 كانون الاول 2013 حيث تمت مداهمة بيت النائب البرلماني الدكتور احمد العلواني، من قبل قوة من جهاز مكافحة الارهاب، وقتل اخوه علي العلواني وبعض افراد عائلته، الامر الذي زاد نقمة عشائر الانبار وخاصة عشيرتي البوعلوان والبو جابر، ما دفع بعمليات الانبار الى نشر قوة عسكرية مصحوبة بالدروع في معظم أقضية محافظة الانبار، وفي يوم 30 كانون الأول قامت القوات الحكومية وبالاتفاق مع مجلس محافظة الانبار برفع خيم اعتصامات الرمادي، الامر الذي اثار حفيظة بعض الكتل السياسية السنية وشيوخ ووجهاء وأعيان بعض العشائر وبعض قيادات الحراك الشعبي السني بالاضافة الى قيادات التنظيمات المسلحة، واتفقوا على المطالِبة برحيل القوات العسكرية القادمة من خارج محافظة الانبار، الأمر الذي أرغم بغداد على اتخاذ قرار سحب جميع أصناف القوات العسكرية القادمة من خارج المحافظة الى مقر عمليات الانبار في الليلة الاولى من كانون الثاني 2014؛ إلا أن الأمر أثمر عن نتائج سلبية، وانتهى إلى مشهد حربي تتنازعه قوتان رئيسيتان؛

قوى الصراع المسلح في معارك الانبار

الأولى: القوات الحكومية القادمة من خارج بغداد، وتساندها بعض الفصائل الشيعية وكتل سياسية سنية وعشائر أنبارية الداعمة لها؛ ويمثلها:

1- عمليات الانبار، بقيادة الفريق رشيد فليح الحلفي، وتتكون من "الفرقة الأولى تدخل سريع. مقر الفرقة في مدينة الرمادي، والفرقة السابعة مشاة. مقر الفرقة في الانبار في قاعدة البغدادي، الفرقة العاشرة المدرعة متمثلة بقوة لواء (28) المدرع، والفرقة التاسعة المتمثلة باللواء (39) المدرع، الفرقة الثامنة متمثلة بقوة فوج، الفرقة الذهبية التابعة لجهاز مكافحة الارهاب متمثلة بقوة لوائين، الفرقة السادسة الشرطة الاتحادية بقوة (1600) شرطي من ملاك وزارة الداخلية، وهي فرقة جديدة للمحافظة، التي يتوقع ان تضم 10 الاف مقاتل من ابناء العشائر الذين ساندوا القوات الحكومية، بالاضافة الى اسناد طيران الجيش العراقي.." وعليه يكون عديد مقاتلي عمليات الانبار نحو (60 الف مقاتل) موزعين على قاطع عمليات الانبار.. والذين انسحبوا من جميع قواطع مسؤولياتهم في الليلة الاولى من عام 2014، ما مكن المتربص من الخلايا النائمة وبعض الخلايا النشطة في تنظيم (الدولة الاسلامية في العراق والشام) من الاستيلاء على كافة مراكز الامن والشرطة المحلية في كل مدن الانبار وخاصة الرمادي والفلوجة، بعد هروب الشرطة وحمايات الابنية الحكومية. حينها انتقل سلاح وعتاد وعجلات واجهزة الاتصال العسكرية الى خلايا مقاتلي ولاية الانبار في الدولة الاسلامية، والذين استولوا ايضا على معظم سلاح الصحوة الجديدة التابعة للشيخ محمد الهايس في الرمادي، والصحوة الجديدة التابعة للشيخ وسام الحردان في جنوب الانبار، واصبح لديهم ترسانة وسلاح حديث يكفي لقتال مدن وشوارع لمدة عدة شهور وربما اكثر من سنة..

2- المحافظ، ومجلس المحافظة، ومعه الشرطة المحلية، حيث ان عدد قوات الشرطة المحلية في عموم مدن الانبار بلغ منذ تأسيس قوات الشرطة في عام 2005 مايقارب 68 الف ضابط ومنتسب في صنوف جهاز الشرطة المحلية وهي مكافحة الارهاب وقواطع النجدة والشرطة النهرية ومكافحة المخدرات وصنوف الاجهزة الاخرى المنتشرة في عموم اقضية ونواحي الانبار.

3- ابناء العشائر والصحوات، وابرزهم عشيرة البوريشة بزعامة الشيخ احمد بزيع فتيخان ومعه (200-250مقاتلا)، وعشيرة البوفهد بزعامة الشيخ رافع عبدالكريم الفهداوي ومعه (350-400 مقاتل)، وعشيرة البو ذياب بزعامة الشيخ محمد الهايس ومعه (1500- 1600مقاتل اغلبهم من الصحوة الجديدة)، وعشيرة البوعبيد بزعامة الشيخ محمد علي سليمان ومعه (200-250 مقاتلا اغلبهم من الصحوة الجديدة)، وعشيرة البوعلي الجاسم بزعامة الشيخ عنتر صبار البديوي ومعه (50-75 مقاتلا)، وعشيرة البونمر بزعامة الشيخ نعيم الكعود ومعه (800-1000 مقاتل من الصحوات)، وعشيرة البوچليب (200-250 مقاتلا من الصحوة الجديدة)، عشيرة البوعيثة بزعامة الشيخ وسام ابراهيم الحردان ومعه (1800-2000مقاتل اغلبهم من الصحوة الجديدة في جنوب الانبار).. وعليه يكون عدد ابناء العشائر والصحوات المساندة للقوات الحكومية نحو (5000- 5500 مقاتل).. وكل يعمل حسب قاطع عشيرته وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة المتواجدة في مقرعمليات الانبار، وغالبا ما يهاجمون مقاتلي تنظيم (الدولة الاسلامية في العراق والشام)..

4- الحشد الشعبي من عصائب اهل الحق ومنظمة بدر وسرايا السلام وكتائب شهيد المحراب، حيث شارك مقاتليهم بعدد 250-300 مقاتل في معارك تحرير شمال غرب الفلوجة والعامرية والملاحمة والدويليبة...

أما القوة الثانية: فهي المعارضة السياسية والعشائرية والفصائل المسلحة المطالبة بـ"رحيل القوات العسكرية القادمة من خارج الانبار"؛ ويمثلها

1- ابناء العشائر، وهذه التسمية تطلق على من يحمل السلاح ضد القوات الحكومية القادمة من خارج المحافظة في تنسيقيات الحراك الشعبي السني المعارضة لسياسة حكومة بغداد، وهم ممن يدعم فكرة الاقليم السني، ولا شأن لهم بقتال الصحوات الجديدة والقديمة وليسوا ضد الشرطة المحلية، وهم ضد مبادرة تحالف متحدون ومحافظ الانبار ومجلس المحافظة، وهم ليسوا مع او ضد مقاتلي "تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام"، ولديهم تنسيق ميداني مع المجلس العسكري العام لثوار العراق، وايضا لديهم علاقة تنسيقية ميدانية مع التنظيمات المسلحة المعتدلة، أما سياسيا فيتبعون قائمة "كرامة" التي يرعاها الشيخ خميس الخنجر العيساوي، وربما يبلغ عديد من يتبع هذا التشكيل الشعبي العشائري، نحو (250-300مقاتل) اغلبهم من ابناء عشيرتي الجميلة والبوعلوان من مناطق جنوب الفلوجة بقيادة الشيخ رافع عباس الجميلي شيخ عشيرة الجميلة، وايضا ابناء عشيرة البوعلوان والبوجابر في مركز مدينة الرمادي وفي منطقة البوعلوان وشارع60، بقيادة الشيخ عدنان المهنا شيخ قبيلة البو علوان، والشيخ زيدان خلف عواد شيخ عشيرة البو جابر، وبشكل عام لم يرصد عن هذا التشكيل الهجوم على قوات عمليات الانبار، بل يصد ويدافع عن المناطق التي يتواجد فيها فقط..

2- الفصائل (السلفية - الاخوانية "المعتدلة")؛ وهم مقاتلو تنظيمات المقاومة الاسلامية في الانبار، الذين حملوا السلاح من جديد بعد احداث اعتقال الدكتور احمد العلواني، وهم مع فكرة الاقليم السني، ومنهجهم اتجاه معارك الانبار، انهم ضد القوات الحكومية القادمة من خارج الانبار، وهم ليسوا ضد الشرطة المحلية، وموقفهم حذر من مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام بسبب مواقف احتكاك سابقة انتهت بالتقاتل بينهم في أعوام 2006 و2007 و2008، وهم ايضا ضد المواقف السياسية للمحافظ ومجلس المحافظة، ولديهم مبادرة في الهجوم على القوات الحكومية داخل حدود محافظة الانبار، وهم ينسقون ميدانيا مع المجلس العسكري العام لثوار الانبار وابناء العشائر ..وهم؛

- الجيش الاسلامي في العراق (سلفي جهادي سياسي)، ويتواجدون في الرمادي المركز والجزيرة والصقلاوية ووسط الفلوجة، وربما يبلغ عديدهم (50-100 مقاتل)..

- جيش المجاهدين (سلفي جهادي)، ويتواجدون في جنوب الفلوجة وينشطون في ناحية الكرمة وفي منطقة عامرية الفلوجة، وربما يبلغ عديدهم (150-200 مقاتل) وهم اشد من واجه كل عمليات اقتحام الكرمة والفلوجة من مدخلها الجنوبي..

- حماس العراق (اخواني جهادي سياسي)، ويتواجدون في مركز الانبار ومناطق هيت وكبيسة وعنة وحديثة ومعظم احياء وسط الفلوجة، وربما يبلغ عديدهم (150-200 مقاتل)..

- جامع، الجماعة الاسلامية للمقاومة العراقية (اخواني جهادي)، ويتواجدون في مناطق الجزيرة والبغدادي والحامضية والصقلاوية والخالدية، وربما يبلغ عديدهم (50-70مقاتلا).

3- المجلس العسكري العام لثوار العراق (فصائل تخويل الضاري - جيش نقشبندية الدوري)؛ تحالف بين مقاتلي "فصائل التخويل" للشيخ حارث الضاري و"جيش رجال الطريقة النقشبندية" الذي يتبع تنظيمات حزب البعث العراقي جناح عزة الدوري، وهذا التقارب قديم في الرؤى والمناهج والمواقف بين فصائل التخويل والقيادة العليا للجهاد والتحرير التي يرأسها الدوري، وتكلل هذا التقارب بإعلان المجلس العسكري العام لثوار العراق تشكيلا مشتركا في 15 كانون الثاني 2014، ومنهجه يقف بالضد من كل المواقف السياسية والمبادرات التي اطلقها المحافظ والقوى السياسية العراقية الاخرى في حل ازمة الانبار، وهم بالضد من مشروع الاقليم السني، ويدعون الى شرعية المجلس العسكري كمليشيا حامية لسنة العراق، وهم بالضد من الصحوات ولكن لا يرون قتلهم بل يدعونهم الى التوبة والالتحاق بهم، وهم ينسقون ميدانيا مع ابناء العشائر وبقية الفصائل المسلحة (السلفية والاخوانية)، ويتجنبون الاحتكاك مع مقاتلي دولة الاسلامية في العراق والشام، وايضا يقاتلون القوات الحكومية خارج حدود الانبار، وربما يبلغ عديدهم نحو (250-300مقاتل) منتشرون في غالب المحافظات الستة ذات الأغلبية السنية، وفي 5 آذار 2014، اعلنوا عن تأسيس (المجلس السياسي العام لثوار العراق).. وتم الاتفاق مع الشيخ علي حاتم السليمان كناطق باسمهم في الرمادي، ووضيفته لا تتجاوز كونه قارئ لبيانات تكتب له مسبقا.

4- قوة معارضة متطرفة ممثلة؛ بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، وبالاخص في ولاية الانبار، التي يديرها والي الانبار وعضو المجلس العسكري للدولة الاسلامية، المدعو ابو مهند السويداوي.

جغرافية انتشار مقاتلي تنظيم الدولة في معظم مناطق الانبار وخاصة تلك التي تقع على ضفاف نهر الفرات، وربما يبلغ عديدهم في الرمادي نحو (2500) مقاتل منهم نسبة (10-15%) من المهاجرين، وابرز جنسياتهم هي السورية والتونسية والليبية، موزعين على كل تلك المناطق على شكل مفارز بحيث تتكون المفرزة من (3-5) مقاتلين وكل (10) مفارز تقاتل مجتمعة، ويمتلكون ما لايقل عن (500) عجلة من نوع بيك اب او دفع رباعي، واسلحتهم في الغالب تحاكي نوع السلاح الحكومي، بالاضافة الى الخبرة العالية في قتال المدن، ويتواجدون في محيط الفلوجة واطرافها وعامة مقاتلي الدولة يعملون بشكل منفرد من غير تنسيق مع باقي القوى المعارضة المعتدلة، وهم ضد الشرطة المحلية، وليسوا مع الحل السياسي ولا مشروع الإقليم...

طريقة القوى المعارضة "المفاجئة" في القتال أربكت صفوف القوات الحكومية، وأظهرت ضعفها في الاستجابة للمتغيرات العسكرية، ماتسبب في سقوط عدد من القتلى، تقدرهم بعض المصادر المطلعة بنحو (1900 قتيل) و(1000 آخرين مجهولي المصير) والهاربون يقدر عديدهم بـ(4500-5000 مقاتل) في صفوفها وخسائره في الاليات بلغت "128عجلة من نوع همر، ودبابتين، وسبع مدرعات، وعشرين عجلة ناقلة اشخاص، ومروحتين".

وبقي الجيش الحكومي في الرمادي في حالة ذهول واستنفار عسكري غير منظم طيلة عشرة شهور، حتى نشأت خلافات داخل غرفة عمليات الانبار الخاصة في جبهة الرمادي.

معظم مقاتلي القوى المعارضة لهم خبرات قتالية اكتسبوها من خلال خدمتهم في الجيش السابق، فقد فوجئ الجيش الحكومي بسرايا وفصائل شبه نظامية خرجت من داخل مدن الانبار وأحيائها، وكان هذا سببًا رئيسًا في التناقض في ضبط عديد مقاتلي تنظيم الدّولة..

سلاح مقاتلي تنظيم الدولة( داعش) هو (رشاشات نوع احادية 12.7ملم، وقناصات حديثة، وقاذفات آر بي جي7، ورشاشات بي كي سي الروسي، وبالإضافة الى خبرتهم في صناعة العبوات وتفخيخ الطرق والبيوت) وهذا النوع من السلاح يعد متقدما في قتال المدن والشوارع، وبرز واضحًا دقة القوى المعارضة في إصابة أهدافها على نحو لم يكن حاصلاً من قبل..

أظهرت هذه المعارك صدمة حقيقية حين برز داخل الصف العسكري الحكومي، جشع بعض القيادات الامنية الفاسدة، التي لا تعني لها هذه المعركة سوى "تجارة مالية رابحة" بعد أن ركن كثير منهم للمكاسب وتنافسوا على اقتسام أموال الدعم اللوجستي من التغذية والوقود وأموال تدفع كرواتب ومحفزات لابناء العشائر الساندة.

من آثار هذه المعارك هبوط الروح المعنوية لدى فئة واسعة من القوات الحكومية، ذلك لان القيادات العسكرية استعجلت النصر من اجل الربح السياسي واستخفت بالمعركة!

كشفت معركة الانبار انهيار مشروع الصحوات الجديدة وأنهم كانوا مشروعا للإنفاق المالي غير المدروس.

سكان الانبار بدأو يتذكرون ايام عام 2006 و2007 حيث كانت كل مناطق الانبار تدار بهذا السوء وهذه الفوضوية. وتكاد البنية التحتية في أقضية الانبار المهمة تتهاوى، فعلى مسافة أميال قليلة من مركز الرمادي هناك احياء بأكملها لا توجد بها كهرباء ولا وقود ولا تعمل شبكات المياه.

ولا تزال الحدود لمدن الأنبار معسكرة بكثافة ما بين الفلوجة التي باتت الآن محاصرة كليا والرمادي، وتتمثل هذه العسكرة الكثيفة في تواجد المشاة والدروع والسواتر الترابية، والتي أقامتها عمليات الانبار لإبقاء المدن في الأنبار مفصولة عن بعضها لمنع تنقلات وتواصل المسلحين...
التمييز بين مقاتلي تنظيم الدولة والآخرين في الميدان صعب للغاية، بسبب تداخل المناطق التي يفترض ان ينتشر فيها مقاتلو كل طرف، ولكن أحيانا يجري تخمين هوية المقاتل من خلال ملابسه أو السلاح الذي يحمله، أو السيارة التي يستقلها، وأحيانا تلعب المنطقة دورا هاما في تحديد طبيعة المقاتلين.. ان القوة التي يملكها تنظيم الدولة ليست كبيرة مقارَنةً بما يملكه الجيش العراقي وخاصة تشكيل طيران الجيش والتشكيلات الامنية والعسكرية الساندة له، والمراقب لمنهج تنظيم الدولة القتالي يعلم انهم يحذرون من خوض معارك فيها مطاولة او مسك الارض وذلك لمحافظتهم على مقاتليهم وسلاحهم ومواردهم المالية، وتنظيم الدولة يعمل على استغلال مناطق الخلل الامني والضعف العسكري في اختيار أراضي معاركه. ومعارك الانبار في كل جبهاتها استعملت فيها الخلايا النائمة التي استيقظت مع القليل جداً من مقاتلي تنظيم الدولة النشطين، ولذلك توسع على حساب الأراضي التي انسحب الجيش منها وتجنب الاقتتال مع أبناء العشائر وتجنب عمليات القصاص والمحاكم الشرعية.. وجعل أولوياته جمع الغنائم من الآليات والسلاح والمواد اللوجستية التي تعينه على التمركز داخل جبهات الانبار!

القوات الحكومية حررت العديد من مناطق الرمادي لكنها ليست لديها قدرة على مسك الارض او المحافظة على النصر، فهي ما تحرره في النهار يؤخذ منها في المساء او عند الفجر!

ليس بخافٍ أن قوات الحكومية في مأزق ومشاكل وذلك لفقدها عصب الإمداد إليها، والكثير من الأفواج المقاتلة تعاني من قلة الإمداد وما حصل في هيت على الجبهة الأنبار، وخاصةً في منطقة الزوية، امتداد لعملية سابقة، وغاية تنظيم الدولة من خلالها استعادة سيطرته على منطقة البغدادي وحصار حديثة وبالتالي السيطرة على كامل غرب الرمادي وكسر شوكة عشيرة البوالنمر والجغايفة التي يخشاها اكثر من غيرها وقطع طريق إمدادات الجيش بشكل كامل ثم استهداف مقر عمليات الانبار وغيرها من المواقع العسكرية على أطراف الرمادي، وسعيه للسيطرة على منطقة الحبانية السياحية.
عن واي نيوز

رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  هشام الهاشمي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni