... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  نصوص شعرية

   
قلق حول مصيري في الجنة

فاضل العزاوي

تاريخ النشر       25/01/2015 06:00 AM


قلق حول مصيري في الجنة

أكثرَ ما يقلقني الآن، وقد أفنيتُ حياتي
في العدو وراء الأوهامِ، سراباً بعد سراب
وبلغتُ من العمر عتيا
أن أسمعَ من يأتي، يطرقُ بابي كي يصحبني
- رغما عني -
نحو الجنة
كمكافأةٍ لي عن حسنِ سلوكي في الدنيا
لأرى تحت الأشجارِ ملائكةً تصطفُ يمينا وشمالا
تهتفُ باسمي:
هللوليا!
هللوليا!
*
مرفوعَ الرأسِ أسيرُ كطاووس منفوش الريشِ على مهلٍ
فوق بساطٍ أحمر يمتد بعيداً
حيث طبولٌ وصنوجٌ تقرعُ من أجلي
وكعدّاءٍ منتصرٍ في الألعاب الأولمبية
يرفعني قديسون دراويشُ على الأكتاف
يمضون الى دجلةَ من خمرٍ وفراتٍ من عسلٍ جبلي
حيث نرى ولداناَ يأتون بأطباقٍ من ذهبٍ
عامرةٍ بفواكهَ من كل الأصناف
وجواريَ حورياتٍ في فيلمٍ قدسي
يعرضن مفاتنَهن علينا، دون حياء:
هللوليا
هللوليا
*
لكني أصرخُ معترضاً
فأنا ـ هذا ما يعرفه القاصي والداني عني ـ
مثل جميع الحكماءِ العقلاءِ،
أفضلُ شربَ الويسكي الأسكتلندي على الخمرة
وتدوخني كالعادة رائحةُ العسلِ الدابق
والأكثر من ذلك أني أقرفُ حقاً
أن أقضيَ أوقاتي في الأبدية سكراناً
أتسكعُ في فردوس ما
حتى إن كانت أبوابُه من ذهبٍ وزبرجد
وضيوفُه قديسيــن مشوا أحيانا فوق الماء ذهابا وإيابا
واصطادوا بلحاهم إبليس الشيطان.
*
وأخيراً
أسمعُ من يطرقُ بابي، فأصيحُ وقد بلغ السيلُ القمة:
- ماذا أفعل في الجنة؟
خذني يا صاحِ الآن الى سقرٍ وسعير!
لأعيشَ كريماً وسعيدا
فهناك، هناك فقط
يمكن لي أن أكتبَ ما لم أكتب من أشعاري
وأقدمَ، محتجّاً دعواي الى الملكوتِ الأعلى
ضد جميع تعاساتِ العالم.
هللوليا!
هللوليا!
برلين في 4 ـ 1 ـ 2015

Al-Azzawi.Fadhil@t-online.de
عن موقع كيكا

رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  فاضل العزاوي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni