... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  نصوص شعرية

   
نافذة

عبد المنعم حمندي

تاريخ النشر       30/11/2015 06:00 AM


أتفقدُ نافذتي ، ثمّ أفتحُها ،
علّني أستعيدُّ الندى ، والشهيقَ الذي لا يُعاد
وما رسمَ الضوءُ في الأخضرِ المتربّعِ ،
فوق انكسار الستائر ،
في الظلِّ بين الكُوى وانحسارِ السوادْ
اختلط اللونُ بالعتماتِ ، وأيّ شعاعٍ
يُضلّ المدى بالظلالِ
ويعمي النوافذَ قبل العيون
التي تستضيفُ الوهادْ
كلّ ما يملأُ الأفقَ شاخَ ،
وكلّ الستائر سجنٌ تلفّعَ بالكونكريتِ
وكلُّ الذي يُرتجى مثقلٌ بالأسى والحِداد
....
قلمي غاضبٌ ،
والحزين دمي قبل نوّح السماء التي نَزفتْ في الفؤاد
وما خبّأَ النهرُ في غدهِ ،
حالمٌ بالنوارس ..
هل تستفيقُ البلادْ ؟
...

أتفقّدُ نافذتي ، ثمّ أغلقُها ،
كي أصدَّ نعيقَ الغُراب الذي يشرئبُّ ،
على شُرفتين من الريحِ ،
يا ويحَ هذا الغراب
كانَ ينذرُنا بالرزايا التي عرّشت
فوقَ دمعِ القِبابْ
و يُغيّرمن طبعِ ما يُسكِرُ الحالمين ،
وهل يسكرُ الحالمون ؟
: سكرَ الحالمون ..وصبّوا الكؤوسَ ،
سكرنا ..احتسينا دمانا .!
وأيّ الدماء لنا خمرةٌ تستطيبُ العذاب ؟
وأيّ دمٍ يستطيبُ الترقّب خلفَ النوافذ ..؟
لا.. كلّما قد أطلنا النظرْ ..إستزدنا الخراب
فليس هنا .. أو هناك سوى موجةٍ من سرابْ
.....
يحرسُ الماءُ شطآنَه ،
غير انّ الضفافَ التي لفظتْ زبدَ الموتِ قبل العُباب
تتطهّر بالياسمين ،
وتفتح في السرّ نافذةً ، تزدهي ،
كلّما كثّفوا في الظلام الضباب !!


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  عبد المنعم حمندي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni