... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
حوار مع الروائي والكاتب العراقي الفرنسي نعيم قطان: على الشعوب مراجعة تاريخها

عالية ممدوح

تاريخ النشر       15/05/2016 06:00 AM


كلما يحضر لباريس يهاتفني ونلتقي في المقهى المجاور للحي الذي أسكن فيه. حين قابلته أول مرة وكان ذلك في أواسط التسعينات بدا لي انه طالع من صفحات كتاب التوراة. عيناه واسعتان تحدقان بعيدا في أصل البشر والأديان والسلالات. ظل يبحث عني بعد قراءة النفتالين وحين التقينا قبل رأسي. يومها صرنا صديقين. وحين تدعونا الصديقة الكاتبة والصحافية العراقية إنعام كجه جي لبيتها الجميل أرجوهما التحدث بالمصلاوية وما أن يبدآ حتى أفتح فمي قهرا ومرحا مرددة أمامهما: لماذا لا اجيد هذه اللهجة المغناجة اللعوب. نعيم قطان حنون، ذكي مبدع كبير في الرواية والتقصي والمعاينة الجوانية. يعود ويذهب إلى هناك، إلى العراق، وبالضبط لبغداد، فنتبارى هو وأنا من يهوى بغداده أكثر، ولكن عبثا. كل صفحة من اعماله العربية التي أصدرتها دار الجمل ذات العناوين اللافتة تشي بنكهة مغايرة لتجربة مختلفة. يمر عليها بعضنا لكنها تصير بين يدي قطان مشهدا بليغا وارتجاجا للكثير من المسلمات. لكن فرهود بغداد ليس من تلك المسلمات فقد اثبتت الوقائع التاريخية أنه أمر مبالغ به وجاء على مقاس اليهود العراقيين لكي يرحلوا لفلسطين. من المؤكد حصلت بعض الحوادث والسرقات وجرائم القتل أليس كذلك؟ سألته:

@ ذاك الفرهود الشهير الذي حصل ببغداد في العام 1941"الفرهود هو النهب والسرقة والترويع العشوائي او الممنهج" ترى هل بمقدور اليهود اليوم مراجعة تاريخهم ويومياتهم والنظر في تلك الوقائع كما فعلت شعوب كثيرة كالشعب الألماني مثلا؟

 -   كنت طفلا حين حدث الفرهود. كنا ننام بالسطح العالي وكان صوت اطلاق الرصاص والصراخ نشعر وهو يتجه إلى حي اليهود. كنت أحدث نفسي: إنك لم تعش بعد يا نعيم وها انك سوف تموت مبكرا. لم أفهم لماذا يراد قتلي. ففي ذاك العام كنا نسمع صوت المذيع العراقي الشهير يونس بحري وهو يشتم اليهود ويتوعدهم. حدث كل هذا قبل ميلاد الدولة العبرية. حدث الفرهود ولم نعرف عدد القتلى لكنني عرفت من بعض الأصدقاء ان بيوتهم نهبت ومحلاتهم تهشمت وسرقت وتم ضربهم وتكسير عظامهم لكننا كيهود عراقيين، ذاك الحدث صار وراءنا. كنا نفكر، علينا العيش بالعراق كالسابق ولو كان أمامنا الكثير من الترقب والفزع. حاولنا العمل على عراق جديد، عملنا سوية مع أصدقائي الفنانين العراقيين. لم أكن أعرف ان كان الفنان جميل حمودي أو اسماعيل الشيخلي وخالد الرحال، هل هم من الشيعة أو السنة. فبعد تلك الأحداث بقيت العلاقات جيدة. فالقسم الكبير من يهود العراق انتظموا في الحزب الشيوعي العراقي بجوار المسلمين والنصارى. شخصيا لم أنتم لأي فريق سياسي. رغبت أن أبقى حرا. لكن صوت الرصاص ذاك، والنفير العام التي اعلنته النازية وعبر الاذاعات ضد اليهود لا تزال آثاره لليوم ماثلة في الذاكرة. هنا أقول، من الطبيعي أن تراجع الشعوب تاريخها وما دخله من شوائب وأخطاء .

@ في كتابك البديع " الواقعي والمسرحي " الصادر عام 1997وبترجمة أخاذة للشاعرة اللبنانية صباح زوين وفي أول صفحة نقرأ ما يلي: "من يدري بم يفكر العراقي؟" هل تدري أنت العراقي المنفي منذ خمسة عقود بماذا يفكر العراقي اليهودي اليوم؟

-    يوم غادرت العراق كان سني 18سنة. وكنت أعتقد أن الناس الذين درسوا وتعلموا هم أناس أحرار فكريا. أول شيء اكتشفته بباريس وأوربا حين وصلتها ؛ أن الناس الذين تخرجوا من الجامعات لم يكونوا احرارا في أفكارهم. ويوم كنت ببغداد كنت أرى البدو في العاصمة وألاحظ ان عقولهم أكثر حرية من اصحاب الشهادات الجامعية. ماذا حصل معي في تلك الفترة العصيبة من حياتي وأنا في فترة تأسيس أفكاري ووجودي؟ أعتقد أنني حضرت من بلد متأخر، العراق، إلى بلد أوربي لكنه متأخر أيضا بطريقة أخرى. ماذا حدث للإنسان؟ من هو الذي يمتلك المدنيّة والحداثة والتفكير الحر؟ إن الحرية لا نتعلمها في المدارس فقط. فقمت بمراجعة الشرق والغرب عبر ذاك الكتاب "الواقعي والمسرحي" هو مجموعة أسئلة مني أنا القادم من الشرق، المعجب جدا بالغرب. وما هي وضعيتي وأنا أشعر انني أقف بين الشرق والغرب .

@ ترى كم قطعت ما بين الشرق والغرب؟

-    كنت أريد أن أكتشف إنسانية الإنسان التي لا هي شرقية ولا غربية. هذا هو الموضوع الاساسي للإنسانية، لأننا ضد الحرب والاعدامات والجرائم، علينا النظر إلى إنسانية الإنسان خارج كل لون ولغة وعرق ودين. كل الذي أكتب عنه هو محاولة للقبض على هذه الفكرة. نسيت القول إن المقدمة التي دونها عني في بداية هذا الكتاب هي لشاعر فرنسي مهم يدعى جان غروجان توفي في العام الماضي، ولذلك أشكرك حين لفتت نظرك المقدمة في كتابي .

@ ربما، هذا أحد أسباب أن عموم رواياتك تعود إلى هناك، للعراق، حين فجر غروجان ومنذ ذلك الوقت سؤالا خطيرا: "أين هو العراق اليوم؟" كيف تفكر به؟ كيف هو حزنك عليه، ترى هل تحزن على ما أصاب العراق؟

-    دعيني أقل لك، إنني كشخص عبرت حدودا كثيرة وبدلت لغتي ومكان سكناي لكن بقي في المدينة التي ولدت بها وهذه المدينة لا ينساها لأنه كتب عنها، لكي تعيش هذه المدينة ثانية ومن جديد. كيف أفكر كعراقي شرقي يهودي غربي وكندي؟ كل هذا متداخل. وملتبس. حين أدعى ككاتب كندي أذهب لتلك المدن ككندي. وأحيانا أدعى ككاتب عربي فيتم ذلك ككاتب فرانكوفوني. أفكر، أنا كل هؤلاء، أنا كشخص يعيش في القرن الحالي وهو أمر فظيع. واذا ما حلمت بالعودة لبغداد أفكر بزيارة الكرادة والبتاوين وشارع ابو نواس وتلك الازقة التي عشت فيها صارت صورها مؤلمة جدا اليوم. حزني على العراق هو حزن طفولتي وشبابي الأول. حزني على الأصدقاء الذين عشت وعملت معهم ولدي رسائل أدبية فيما بيننا. أفكر انهم قضوا جميعا. خالد الرحال، اسماعيل الشيخلي، نزار سليم وجواد سليم. جميل حمودي وأنا أنشأنا مجلة الفكر الحديث. هؤلاء وغيرهم أصدقائي. تصوري التقيت الشاعر بلند الحيدري بعد ثلاثين عاما في مراكش ودخلنا نوبة من البكاء وبدا أحدنا يلثم الآخر. بلند وأنا وآخرون إصدرنا مجلة الوقت الضائع ولثلاثة أعداد. اليوم، أظن أن العراق الذي أعرفه لا وجود له .

@ اليهود العراقيون لهم صيت لا نظير له بين جميع يهود العالم الذين هاجروا أو رحلوا عنوة عن بلدانهم الأصلية. ترى لماذا يهود العراق يحتملون هذا المرض الذي يسمى العراق، بشغف أقرب إلى الهستيريا. هل تدري، يصف اليهودي العراقي اليوم بالوفاء أكثر من بعض العراقيين الذين يدمرون ويفككون البلد بإرادة لا تلين؟

-    اليهود وصلوا للعراق قبل 26قرنا. هم أقدم سكان العراق لليوم. أول قوم جاؤوا سجناء وأسرى نبوخذنصر وبقوا في جميع القرون، كتبوا تعليقات على الكتاب المقدس، التلمود في بابل وهناك حسقيل ودانييل، لا أعرف عدد الأنبياء اليهود الذين دفنوا بالعراق؟ ، كل شيء بدا بالعراق، الحضارة، الكلمة، الشريعة، الدنيا، الحياة والموت. أبونا ابراهيم الحنيف ولد بالعراق ومن خلال تلك القرون لا يجوز النسيان قط. لو تحدثنا مع يهودي بولندي سيقول لك أنه هناك في بلده منذ ثلاثة قرون أو أربعة مثلا. لا أحد يملك وجوده مثل وجود اليهود بالعراق ولذلك اليهودي غير قادر نسيان العراق.

@ وداعا بابل روايتك الأولى التي ترجمت للعربية وبالتالي فريدة أيضا وكذلك كتابك الواقعي والمسرحي. جميعها صدرت عن دار الجمل، هل أنت راض عن الترجمة؟ هل تهتم فعليا بالقارىء العراقي/ العربي وأنت المشهور عالميا، الحاصد لأشهر الجوائز الكندية والفرنسية؟

-    بالطبع يهمني ان أكون مترجما للغة العربية لأنني لم أكن فقط قارئا للعربية، وإنما كنت أكتب بها وكان حلمي أن أكون كاتبا عربيا ولكن هذا لم يحصل. وحين غادرت إلى كندا لم تبق علاقتي باللغة العربية كالسابق. عندما وصلت كندا في العام 1954بدأت الكتابة بالفرنسية وبقيت العربية لغة حلم ربما أو لها علاقة بالزمن ذاك الذي لن يختفي. وحين أكتب بالفرنسية تبقى علاقتي بالزمن متغيرة فأنا أكتب بصيغة الزمن الحاضر الذي تعلمته واتقنته بالعربية وله علاقة بالواقع. الشيء الآخر أن المذكر والمؤنث في اللغة الفرنسية مختلفان تماما عن اللغة العربية كما في القمر والشمس، وحين يحضران في اللغة الفرنسية فدائما أعود إلى ما تعلمته باللغة العربية. لكن اليوم الفرنسية هي لغتي التي أنتجت بها ما يقارب الاربعين كتابا بين رواية وبحث وقصص قصيرة ومسرح ودراسات وبحوث .

@ هل لي بسؤالك فيما اذا تشعر انك غريب في كل مكان، كندا، باريس، بغداد، دولة إسرائيل. هذا الاغتراب الوجودي، أعني، بالرغم من أنك تقول في إحدى الصفحات من كتابك، "انك ترفض وضعك كغريب أو أجنبي"؟

-    لا أشعر أنني غريب في أي مكان لأنني أقول أنا ولدت ثلاثة مرات. ألفت كتابا اسمه ( مدن الولادة ) هي كانت ثلاثة، بغداد، باريس ومونتريال. كل مدينة كانت تضم المدن الأخرى. بغداد موجودة بباريس وباريس متداخلة في مونتريال ولذلك أنا لا أشعر بالاغتراب. قبل بضعة أعوام نلت أكبر جائزة أدبية في مقاطعة كيبيك حضرها رئيس الوزراء وأقيمت في المجلس النيابي وكانت كلمتي، على هذه الصورة: أنا مولود في بغداد كيهودي وحين حضرت إلى مونتريال لم أكن أعرف أي شخص. وصارت هذه المدينة هي موطني الآن. لماذا؟ لأن كلما أكتب عن نفسي أقول أنا من بغداد وحين أردد أنا من بغداد تفتح أمامي بوابات العالم لأنني لم انف أو أتنكر فأنا أعترف بمحل ولادتي وهذه بالنسبة لي حقيقة. لا أقول أهم ولا أعلى. هي بالنسبة لي الحقيقة .

@ كيف ترى الغرب، هذا الغرب الذي تسبب في حربين مهلكتين أفنت ما يقارب الثمانين مليون إنسان؟

-    توجد مشاكل إنسانية عديدة في الغرب من أهمها العلاقات بين البشر. بين المرأة والرجل وبين الأشخاص المختلفين باللغة والدين واللون. لم يكتشف الغرب الطريقة المثلى أو الملائمة للتعايش سويا. أكيد الرغبة موجودة والإرادة لكي نعيش معا كمختلفين لكن هذا غير حقيقي مع الأسف. كذلك، توجد مشاكل عالمية أخرى هي التكنولوجيا والانترنيت. هذه الاختراعات اعطت درجة عالية من المساواة بين البشر ولكن هذا يبدو لي وكأن الإنسان يعيش في ظل ذاته. المشكلة ؛ هل بمقدور المرء العودة إلى حقيقته لا إلى ما استحدثه من صور وألعاب تكنولوجية. العلاقات ما بين المرأة والرجل اليوم هي من أكبر المشاكل التي تواجه الغرب. سلطة الرجل ضعفت جدا وانحسرت المساحة التي كان يحتلها فلم نعد نرى صورته الحقيقية. المرأة أيضا لم تعمل لنفسها دورا مختلفا عن الدور الأول. هي كانت سجينة ومضطهدة وعبدة والحقيقة ان دورها ليس ضد الرجل. وها نحن نرى المرأة لا تلعب دورها ولا الرجل يلعب دوره الحقيقي. لدينا مشاكل فعلية فلا دوام للعائلة ولا للزواج .

@ والشرق، ترى أين يكمن ضعفه؟ ما هو مأزقه؟ أما زال الشرق يغويك أم انت تفكر أنك أحد ضحاياه؟

-    عن أي شرق تتحدثين؟ أنا زرت الصين واليابان والهند، هذا أيضا شرق، هذا ليس هو شرقي أنا ولذلك، شرقنا هو الشرق الأوسط. وحين نقول ان أوربا كانت في ظلام وبغداد كانت عاصمة العالم تعجبني بالطبع لكن هذا ليس هو الواقع الحاضر. علينا رؤية الحاضر كما هو. على ان لا نعود للماضي، نراه بالحاضر لا بالعودة إليه. ثانيا يوجد شرق لديه غنى مادي عظيم عليه الانتفاع منه. العراق من أغنى الدول في العالم فماذا نرى اليوم؟ أبناء الشرق يرغبون في البقاء بالشرق وليس للهجرة وعلى الشرق ان تكون لديه فعالية اقتصادية ذات حيوية قوية. لا أقول سهلة لكي يكون بمقدور الابناء والاحفاد العيش فيه واحتمال مصاعبه التي تتضاعف. على الشرق الاستفادة من جميع اكتشافات الغرب والبقاء على اصالته وتقاليده .

@ كتبت تقول: ما من أحد يحاول نكران طائفته اذ كيف لنا ان نتخيل غيابها؟ كأنك تقرأ ما يحصل الآن في بلدك الأصلي العراق. هل الطائفة تمتلك كل هذه السطوة؟ لقد الححت علي لكي تعرف طائفتي، وألححت عليك بنسيان هذا الأمر لكنك أصررت فأخبرتك بحزن ومرارة. وسرعان ما وجدتك تذكرها في واحدة من حواراتك الطويلة كتعبير ايجابي بالطبع لكني حزنت أيضا وكأن المرء يختزل بكل وعيه وثقافته ونتاجه إلى هذه الخانة فقط. هل تعقل هذا؟

حاول ملاطفتي حول هذه النقطة بالذات، فقال، حسنا دعينا نواصل حوارنا:

 -   كيهودي علاقتي بالمسلم الحقيقي تكون ممتازة وأشعر بالقرابة معه اذا كان حقيقة مسلماً. أنا درست القرآن الكريم وتعلمته. واذا كان النصراني ملتزما بنصرانيته فعلاقتي به تكون أفضل. أذا أنا اعتبرت علاقتي الطائفية وساطة للسلطة فقد فقدت علاقتي الحقيقية مع الآخرين لأنني سوف أتسلط عليهم عبر طائفتي ولذلك سنضيع جميعا. من الضروري ان يعتبر الإنسان نفسه ضد سلطة الطائفة. أنا أعني بتعريف الطائفة ان تكون انفتاحا على العالم وليس تهديدا له كما هو حاصل في العراق.

كنت أريده ان يتحدث عن ما يحدث في تلك البلاد، العراق؟ كان صوتي يذهب بعيدا لكنه التقط الخيط وكنا على وشك ذرف الدموع. فقال:

-   سوف أروي لك هذه القصة، حين ترجمت روايتي فريدة للغة الصربية دعيت إلى هناك وكرمت كثيرا وقالوا لي أنك كتبت رواية عن مجمل العلاقات الإنسانية في الصرب. صعقت. هم لا يعرفون ان روايتي هي عن العراق وبغداد بالذات والعلاقات التي كانت حاضرة ما بين الاديان الثلاثة. اسوق هذه الحادثة لكي أصل إلى نتيجة، ان العلاقات الإنسانية هي دائما تقع ما بين الحب والبغض. السلطة والتعاون. في كل الدنيا شاهدتها ولهذا كل حضارة تريد السيطرة كحضارة على حضارة أخرى .

@ كيف تفسر قيام الولايات المتحدة بعبور المحيط وتفكيك دولة ذات سيادة وتدمير نسيج اجتماعي لبلد أنت واحد ممن عاشوا في كنفه وكان بعيدا جدا عن الطائفية الخ؟

 -   لن يحدث هذا الا ضمن برامج وايديولوجية الحضارة المهمينة كما في الولايات المتحدة. نعم هذا ما حدث للعراق مع الأسف.


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  عالية ممدوح


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni