... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  نصوص شعرية

   
قصائدُ الجثةِ المجهولةِ

نصير غدير

تاريخ النشر       26/08/2016 06:00 AM


المنزلُ الوحيدُ قـُرْبَ المفترقِ الصاخبِ

(1)

تَذكَّرِ المنزِلَ الوحيدَ؛
تذكَّرْهُ جيداً؛
المنزلُ الوحيدُ عندَ المفترقِ الصاخب،
تذكَّرْه، ولاتَعُدْ،
تذكَّرْ خواءه،
وتذكَّر خواءَ ليالِيْهِ في المفترقِ الخاوي،
تذكَّرْه، ولا تّعُدْ،
ولا تَعُدْ تقِفْ عندَ محطاتِهِ،
ولا تلتَفِتْ إليها؛
ولمْ تعُدْ تدرِكُها الباصاتُ الحمراء،
تذكَّرْه سريعاً ومليّاً،
تذكّرْ تفاصيلَ عينِكَ؛
وَهْيَ تزحفُ عندَ أسفل ركامِ نافِذَتهِ العالية؛
تُطِلّ ُ وتختبِئ؛
عينُكَ بتفاصيلِها،
تُطِلّ ُ وتختبئ،
من النافذةِ إلى الباحةِ؛
باحةِ المنزلِ الوحيدِ عند المفترق الصاخبِ؛
الصاخبِ برصاصاتِهِ الحميمة،
تذكّرْهُ ولا تلتفِتْ إلى الباحةِ،
ولا إلى المفترق، ولا الحديقةِ،
حديقةِ الرصاصِ النامي،
تذكَّرْه ولا تلتفِتْ إلى فنائهِ الخلفي،
ولا تتلصّصْ، في الفناء؛
فهناكَ ترقـُدُ خَجِلَة ً، وخائِفة؛
جُثتـُكَ المجهولةُ الباردة.

8/12/2007

(2)

شَفـَتاي تبسمان،
ويَومي مليءٌ بالحَياة،
أرَدتُ أنْ أعُودَ إلى البيتِ
سريعاً،
وها أنا أطيرُ إليكِ أخفَّ من الهواءِ؛
الهواءُ؛ هوَ أيضاً خفيفٌ وناعِمٌ في صدري،

سأعودُ باكراً اليومَ إليكِ،
هذا اليومُ الذي يسيرُ خفيفاً،
تملؤه شفتاي بابتسامةٍ لانهائية،
سأعودُ باكراً إليكِ،
لكن علي أن أ ُنَظِّفَ قميصي من الدَّمِ،

عليَّ أنْ أعودَ باكراً،
وسأعيدُ كلَّ ما أضَعْتـُهُ،
سأ ُثـَبـِّتُ ابتسامتي اللانهائية َ،
وأعودُ لأ ُقـَبـِّلـَكِ
كُلَّ القـُبَلِ المُضَيَّعة،
سأعودُ.. ها أنا عائدٌ،
إلى منز ِلِنا الوحيدِ،
لن أ ُضِيْعَهُ؛
إنَّهُ عندَ المُفتـَرَق،،

لكنْ لـِمَ يَبْكي الجَميعُ
وأنا أبتسم؟!

9/12/2007

(3)

مُنْذ ُ أ ُسْبوع ٍ،
وقـَمِيصي يَلتـَهـِمُ التـُّرابَ
في هذا الخَنْدَق ِ الضَّيـِّق ِ
خـَلْفَ الخَر ِبَةِ الشاسعةِ هذه،
قميصُ أخي بجواري
يـَلـْتَهـِمُ التـُرابَ أيضاً،
التـُرابَ الشاسعَ في الفـَلاةِ الشاسعة،
أخي وأنا وأصدقائي الذين لا أ َعر ِفـُهُم
في هذا الخندق ِ،
تلتهـِمُنا الوَحْدة ُ ونحنُ نبتـَسِمُ،
قـَبْلَ يومينِ، بَدأتْ ذ ِراعُ أخي
تـَلتـَهـِمُ التـُراب،
ورُبـَّما ذراعي تحتي أيضاً،
كـَتِفُ صديقي الغريبِ لا تـَشبَعُ
مِنْهُ،

الوحدة ُ شاسِعة ٌ بين أصدقائي
الغرباءِ في هذا الخندَق ِ الضَّيـِّق ِ،
رُبَّما، أيضاً، سيأتي أحدُهُم،
وسيكونُ حميماً، ولن يـُكَشِّر عن شيئ،
قد يَكونُ شُرطياً، أو مزار ِعاً برِيئاً،،
هَيْ هَيْ هَيْ
... أنت
أ ُحْفـُرْ هُنا..
هُنا بالضَّبْط
أ ُحْفـُرْ ولا تـَبْكِ..

فحبيبتي خلفَ الفلاةِ الشاسعةِ
في المَنـْز ِل؛
المَنـْز ِل ِ الوَحيدِ
عِنـْدَ المُفـْتـَرَق ِ الصاخِب.

10/12/2007

(4)

مضتْ ثلاثونَ ساعة ً
على الساعةِ العاشرة،
ولم ينتهِ هذا الثلاثاءُ،
ولا يبدو لي أنه ُ سينتهي،
مضت ثلاثون ساعة ً،
حينَ توهَّجَ الرجلُ الراكضُ
وذاب،
ومنذ ُ العاشرة َ،
وأنا أمشي، بين أشياء النهار،
أشياءَ من ضوءٍ،
شوارعُ ومحالّ ٌ،
الشوارعُ نفسها،
والمحالّ ُ نفسها،
من ضوء، الناسُ،
والسيارات،
الملابس، والفاترينات،
من ضوء،،
ومنذ العاشرة،
وأنا امشي بين أشياء الليل،
أشياء من ظلام،
شوارع ومحال،
الشوارع نفسها،
والمحال نفسها،
من ظلام،.....،
مضت نهارات وليال،
في هذا الثلاثاء،
والأشياء مرة ً ضوءٌ
ومرة ً ظلامٌ،
أمشي، وأنت، والمنزلُ،
عند نفس الحد من بصري،
أنت ذهبية، والأشياء ضوء وظلام
والمنزلُ مغلقٌ؛
المنزلُ الوحيد
عند المفترق الصاخب.

(5)

لِمَ لا يَنْتـَهي هذا الحُلُمُ ؟
أعلمُ جيداً أنني لستُ مقيداً،
بلْ هيَ الملاءة ُ في السرير
.. لِمَ لا ينْتـَهي؟
أقولُ لهم اسمي،
ولا أحَدَ يَعر ِفُ،
أدُلّـُهُم على منزلي،
ولا أحَدَ يَكتر ِثُ،
ذلكَ المنزلُ،
احْمِلُوني إلى هناك!
لكنـَّهُمْ يُسَمُّونَـني
الـْجُثـَّة َ؛ الجثة َ المجهولة َ،
منَ الآن،
عليَّ التفكيرُ كجثةٍ مجهولةٍ،
ليس صعباً، التفكيرُ كجثةٍ؛
جثةٍ مجهولةٍ،
فكلما تذكـَّرتُ شيئاً مما كـُنـْتـُه
أمسكوا ممحاة ً ومحوه على شفتي،
هناك .. ويمَّحي
المنزلُ.. ويمَّحي
الوحيدُ.. ويمَّحي ..،،
عليَّ التفكيرُ كجثةٍ مجهولةٍ،
حَسَن ٌ.
والنسيانُ كجثةٍ مجهولة،
حَسَن ٌ.
والإحساسُ كجثةٍ مجهولةٍ!
كيف ياحبيبتي ؟!
أسيرُ معهم في اللعبةِ،
داخلَ الحلم ِ،
وأفكـِّرُ وأنسى،
كجثة، جثةٍ مجهولةٍ،
ولكنني كلُ الإحساس،
الإحساس كلـُّهُ،
في الحُلـْم ِ وبَعْده،
والإحساسُ بخفقات
قلبك على صدري،
كيف ينتهي
وهو الذي يُسقِط ُ المَلاءَةَ،
ويجرهم إلى المنزل؛
المنزلِ الوحيدِ عندَ المفترق الصاخب؟!


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  نصير غدير


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni