... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  قصة قصيرة

   
محسن سويلم

سعد البغدادي

تاريخ النشر       02/09/2007 06:00 AM


صوتها المبحوح ازعجني, نادتني اكثر من مرة سمعتها تقول

وين هذا الولد, لم اكن اعير لها اهمية تشاغلتُ عنها بمداعبة علبة سكائري

وحالما انتهيت كانت هي بالقرب مني ,امرأة تبدو كبيرة رغم انها لم تتجاوز العقد الرابع ,بثوبها الاسود وغطاء راسها المعهود, كانت تؤنبني لماذا لاارد عليها,

رفعت راسي نحوها قلت لها

- اني مشغول ولدي عمل مهم

استهزئت مني , حاولت ان اوضح لها الامر الا ان كل محاولاتي باءت بالفشل,

اصرت علي ان ارافقها الى الجانب الاخر من الهور والبحث عن ولدها الهارب منها منذ ثلاثة ايام.

قلت لها

- ان المشحوف مثقوب

قالت

- انها جلبت شختورة الحاج ضمد

لم يكن امامي سوى ان اذعن لها واركب في الشختورة, سالتني عن سبب زعل حسين, قلت لها لم احدثه ,

- صاير تجذب هوايه, ليش حسين المن يحجي اسراره

- واني شعليه بحسين

منذ ثلاثة ايام وانا لم اذق طعم النوم في كل ساعة تاتي وتسال عن ولدها حسين

حاولت ان اتهرب منها ولم اقل لها عن مكانه ,

- مو اهل القرية شافوك امس انت ويايه بالمشحوف,

- متروحين لخاطر الله مو ذبحتيني بحسين قابل اني سارح بيه

- ايه يمه انت سارح بيه ,

-لاحول ولا قوة الا بالله اشلون بلوة خلاها حسين يمي وراح يرتاح

- كلي وين حسين وانت ترتاح مني

- خوش تعاي باجر ويصير خير

وفي اليوم التالي اجدها قبل طلوع الفجر بصوتها المبحوح وينك كاعد لو نايم

- لاحول ولا قوة الا بالله اشجابج ام حسين مو بعد وكت

وقررت اخيرا ان ارافقها الى ولدها حسين الذي هرب منها

- يمه ما تعرف حسين شبيه

- ليش انت متعرفين .. مو انتِ راس البلة,زوجية وخلصي من مشاكله

- يمه منيلي فلوس حتى ازوجه

- ام حسين ...افلوسج هواي , زوجي الولد وفضيها تره راح يطفش منج وبعد ميرجع, والله العظيم كالي راح يروح لبغداد وما يرجع بعد, يكول خواله هناك

صحيح خواله ببغداد.

- اي يمه,خوش ,راح ازوجه بس غير اشوف بت الحلال

-انت شعليج بت الحلال مو هو يحبها ويريد يزوجها

- منين هاي

-اكو غيرها

- كفاية

- اية كفاية..

عبرنا في الشختورة مسافة وقرب الصواني منطقة في الهور ناديته

- حسين اطلع امك راح تزوجك؛

, خرج حسين , قفزت من الشختورة وقبلة ولدها , وظلت تنوح وتبكي

الولد يمه الولد , ظلت تشمه وتبكي, قبل راسها

...........................

- حسين, حسين

ناديته بصوت خفيف كي لاتستيقظ امه

سمعني وطلب مني الانتظار, سالني ان كان الطريق امنا

- اعطني سيكارة

- مو وكتها ,, بربك هسة مال جكارة

سالني ان كانت البضاعة جاهزة, هززت راسي

- شوف تره الربع مفاليس على كيفك بالسعر

- حسين احنا هم جاي نعيش قابل احنا جاي نلعب, مو ورانا عوايل, انت صارلك اربعة تشر مزوج ميريدلك مصرف, واني هالتشوف صارلي سنة كاعد ,

- والصيد

- يابه يا صيد ,هم الجماعة مو كاعد ينشفون بالهور ظل سمج ظل زوري ظلت طيور شو صارت يابسة وكلشي ماكو

- اي والله

- لعنة الله عليهم كلي هسة الحيوانات فطست لو بعد

- وداعتك كلها تفطس

- ديربالك عم مرتك يقشمرك ويبعلك فطايس

- اعرفه صارله شهر يحومي علينا

- دير بالك تره كلهن بفلس ونص

- والله سمعت من الجيش راح يجففون كل الهور وما يخلون شئ اسمه ماي

- ليش

- يكول هذولة اخوات ............ يختلون بيه

- خلي يولي هذا الاعور

- وداعتك ميكدرون ,ليش الهور زغير وينشفونه,

- المهم احنا نروح نبيع السلاح للربع ونكلهم بالحجي

- خوش

- اكلك هم ناخذ افلوس على الحجي

.............

منذ عام تقريبا امتهنت بيع السلاح على المجاهدين هكذا يسمون انفسهم, يقولون انهم ضد الحكومة وراح يسقطوها, ويحتاجون سلاح وعتاد, احيانا اذهب الى الولاية لجلب السلاح من معارف او اصدقاء بندقية كلاشنكوف اوشواجير او عتاد كل ما يصادفني اشتريه وابيع لهم بسعر مرتفع, وفي احد الايام تعرفت على شاب قال انه ضابط في مقر الفيلق الخامس, دفعت عنه حساب المشروب, وخرجت معه الى الفندق ,الح علي ان اذهب معه ,كنت اتمنى ان يقول لي تعال الى الفندق, سالته ان يقبل دعوة للعشاء في اليوم التالي , وفي كل يوم ادفع له حساب المشروب توثقت علاقتي بالملازم طه, واصبحنا اصدقاء, سالني مرة من اين اتي بالمال قلت له من ---الحلال ومن التهريب,

- وشتهرب ,

- ها المقسوم, يوم سلاح يوم حلال , كلشي الجان

- زين ومنين اتجيب السلاح

كنت اعرف ان طه يريد ان يبيع لي السلاح حاولت ان اغير موضوع الحديث

طلبت له قنينة اخرى من البيرة

- اشرب طه شلك بالحجي لتوجع راسك

- بشرفك كلي منين اتجيب السلاح

- يمعود مكوم, برخص التراب , هاي الناس كله تبيع السلاح شو ماشاء الله فيلق كامل بالمنطقة

ضحك طه, ملعون يعني من الجيش

- اي بس انت لو تشتغل وياي تدري بشهر اتصير مليونير وتفتحلك بيت وتشتري سيارة

- والله خوش فكرة , واشلون

- بسيطة هو مشجب واحد وتصير احوال

- زين اشلون

-انت ماعليك عليك الصافي

اقنعت طه بان ندخل انا وجماعتي الى الوحدة في منتصف الليل وهو يسهل لنا امر الحماية , ونسطو على المشجب وحصتك موجودة

- زين المشجب بيه الف بندقية ومية مسدس واكثر من ملونيي طلقة

-كلشي بحسابه اخوية طه

-احسب البندقية بمية الف وشوف اشكد راح تحصل والمسدس باربعمية الف وشوف - انت راح تطك لستار.

صورت المبلغ كبير جدا بالنسبة لطه, كنت اغريه, في اليوم التالي , جاءني طه الى المشرب وقال لي انه موافق وحدد لي الموعد لسرقة المشجب, الاموال التي حصل عليها طه جعلته يهرب من الجيش ايضا لا اعرف اين ذهب ولا احد من وحدته العسكرية يعرف عنه شئ حينما استلم الاموال قال انه سيذهب الى الموصل ومن هناك سوف يسافر ,قبلني كثيرا وقال اليوم حسابك واصل, سالته والمشجب قال -بسيطة مجلس تحقيقي وراح يتمزق ويتقيد ضد مجهول,

- والحرس

- ماعليهم شي اسبوع ويطلعوهم من التوقيف ,

- اشلون

- موشغلك

- والله صاير سبع وتعرف الشغل

ضحكنا,,,,

...........

بعد رحيل طه شح السلاح علينا واصبحت الشغلة تعبانة , ماتجيب همها , احيانا ابقى لمدة شهر ابحث لاحصل على بندقية واحيانا لااحصل ,في الحقيقية لم اكن ارغب في العمل لان الاموال التي عندي تكفيني, ذهبت الى الولاية واشتريت حافلة كبيرة من نوع نيسان سلمتها الى ابن عمي يعمل بها على طريق بغداد- بصرة واشتريت سيارتين صغيرتين سلمتهما الى بعض الاصدقاء يعملون بها, واشتريت بيت في الولاية, لكن حب المهنة هو الذي يسوقني اليها, ابحث عن السلاح , لابيعه الى المجاهدين واحصل على مبالغ ضخمة جدا,

اصبحت من المشهورين في الولاية ينادوني بالمهربجي. اما صديقي حسين فقد جذبته الى العمل معي , كنا انا وهو منذ الطفولة, دخلنا المدرسة معا وخرجنا منها معا وحين طلب الالتحاق منا بالجيش هربنا معا وزورنا شهادات طبية تثبت اصابتنا بمرض القلب ,في الواقع اشتريناها بمبالغ طائلة ودفعنا مبالغ كبيرة كرشوة دفعتها انا الى اللجنة الطبية , قرار الاعفاء سمح لنا بالتجوال في المنطقة بحرية رغم الحرب واجوائها الحزينة, اصبح تهريب السلاح مهنة احببتها على عكس حسين الذي بقي مترددا منها لكن مع هذا فانا امنح حسين الكثير من الاموال صحيح لاامنحه نسبة التقاسم ولكن اعطيه بما اجعله راضيا, لم يزعل حسين مني لانه يعرف ان الاموال التي يحصل عليها هي مقابل صداقتي له وليس مقابل عمله لااحب ان اخرج في الاهوار الا مع حسين فهو صاحب طفولتي, انه يرافقني فقط, لم اخذه يوما لشراء السلاح ولم اجعله يسطو على مشجب ,فقط حينما نذهب نبيع السلاح للمجاهدين يكون حسين معي, لكن الامور لم تسر هكذا دائما

ذات يوم عثرنا بلغم ارضي ونحن نعبر المنطقة الحدودية, نقلنا الجيش الى المستشفى انا بترت ساقي اليمنى واصيب حسين في شظايا متفرقة من جسمه لانه كان خلفي, بقيت ثلاثة اشهر في المستشفى, ادركت حينها ان ساقي اليمنى مفقودة, حاولت ان اتذكر الحادث, كان الوقت متاخر في منتصف الليل اظنها الثانية او الثالثة حينما عبرت انا وحسين النهر لم يبق لنا الا مسافة قليلة جدا, هذا طريقي المعهود, اعرفه جيدا خالي من الالغام, من زرعه لا اعرف , في المستشفى جاءت لجنة من الاستخبارات سالتنا ماذا كنا نفعل هناك,

- ذهبنا للصيد

- رحتوا للصيد لو جاي تنهزمون لايران

- وشنسوي بايران ,احنا معروفين بمنطقتنا وخير من الله عدنا اشكو رايحين يم العجم

- شغلتنا الصيد

هدد وتوعد وقال بسيطة لمن تطلع من المستشفى كبل اخذك للسجن

-الله كريم

لم ياتي ضابط الاستخبارات بعد ذلك اليوم, ام حسين تقول انهم سالوا عنكم بالمنطقة وكالولهم خوش ولد, ما عدهم ناقصة والفرقة الحزبية زكتكم , كالو هذولة ولدنه

, بدءت اشعر بالدوار اكثر من اي وقت اخر حينما جاء عمي واخبرني ان ولده مات في حادث سير,

- اذن ذهبت سيارتي,

-احترقت وصارت خردة, قال لي حسين ولايهمك كلها فدوة الك

طلبت من حسين ان يبيع السيارتين الاخريتين,

- خليهن ليش تبيعهن

- واشلون نعيش

- ما ادري

- اسكت وسوي لاكلك عليه وبدون حجي زايد

- خوش بس لاتزعل

بعد خروجي من المستشفى جلست في البيت ثلاثة اشهر اخرى , جلب حسين قدم صناعية من بغداد,

- وهسه يالله كوم نتمشى,

- وين

- ضحك حسين وين اكو غيرها

- ياملعون ماتبت

- مو امك سوتلي جنجلوتية

- خليك منها

...............................................

حينما دخلنا المستشفى وسمعت ام حسين بخبر حسين جاءت مسرعة الى المستشفى هي وكفاية

الاطباء منعوها من الدخول الى الردهة, كانت تصرخ وتولول

- لو بس اكظه اعظه وفوخ كلبي

سالها الطبيب شتعظين منه الولد لو يعيش لو يموت

-اخ من هذا الجلب كل منه يومية يجي لابني وياخذه بنص الليالي وين ياخذه ما ادري

تاليه اشوف حسين مدد بالمستشفى

وحينما عرفت ان اصابة حسين بسيطة بدءت تبكي على حالي

طيبة ام حسين, وحنونة

كانت كل يوم تاتي الى المستشفى لم تنقطع يوما عني, وحينما خرج حسين من المستشفى واصلت زيارتها الي بالرغم من اني اتشاجر معها في كثير من الاحيان , وتخرج من المستشفى زعلانة لكنها في الصباح تاتي ومعها المسواك

- يمه هذا المقسوم

- متقصرين يمه ام حسين

- اشلون صرت

- الحمد الله احسن

- يمه وين جنتو بنص الليل شو حسين ومرته ما يحجون, بس الناس تكول انتم مهربجية

- خوش والله صرنا سالوفة بحلك الناس

- اي يمة صدك انتم مهربجية.

ام حسين لم تنجب سوى حسين من الحاج ابو حسين الذي توفى بمرض السكر قبل اكثر من عشرة اعوام وبقيت تسهر على حسين وتربيته ,

كنت امازحها لماذا لم تتزوجي الحاج ضمد ابو المشاحيف,

تضحك,

- طركاعة لفت هالولد اشلون راح يبلينا بلوة

وحينما يكون مزاجها متعكرا تشتمني وتركض بالعصا لتضربني ,

لم تفارقني ابدا في المستشفى, بعد مضي سنة عدت مرة اخرى الى التهريب وبيع الاسلحة .الحرب انتهت لكن بيع السلاح لم ينتهي ,اصبحت الامور احسن الجيش انسحب وتقريبا صارت الامور اكثر انفراجا , كنا نبيع السلاح باسعار عالية جدا , المشكلة كانت في السلاح الذي اصبح نادرا ولم تعد هناك وحدات عسكرية, اعتمدت على سلاح المدنيين فقط, كنت اغريهم باسعار مرتفعة ,بعضهم يتردد اول الامر لكنه في النهاية كان يوافق على السعر . ومع مرور الايام بدءت الامور تسوء بسبب نقص السلاح

- حسين تعرف لازم شنسوي

- مااعرف

-لازم نروح لايران

بهت حسين لسماعه ايران ,

-اشبيك ,ترى حالنا صار كلش تعبان

- وبيش نتاجر

كنت امهد لحسين واحاول ان ابقيه معي

- بكلشي نتاجر ابو علي

- صدك كفاية ما صار عده شي

-لاوالله

- الله كريم, نرجع لسالفتنة, اخوية ابو علاوي هاي ايران بيه سلاح وبيه كلشي

- مثل شنو

- تعرف اليوم شنو التجارة الرابحة بالعالم

- اكو غير السلاح

- لا اكو اضرب من السلاح

- بالله عليك, وهاي شتطلع

- الحششية

نظرت الى وجه حسين ظل باهتا,قدمت له سيكارة اشعلتها له ,ساد صمت بيننا,

قلت له,

-ابو علي الشغلة بسيطة ولادوخ راسك

-اشلون ولك بسيطة هاي مخدرات

-عوفك من الحجي هاي مثل الجيكارة, احنا ناس نبيع بس ,ايريد يشرب ,يريد يسبح بيها المهم هو حر احنا ناخذ افلوسنا, ومالنا شغلة

- زين وين تنباع هاي المصخمة

- بالبصرة اكو تاجر يجي ياخذها مني

- انت ما عليك لااعرفك عليه ولاهم يحزنون,انت تروح وياي لايران بس,

عادت الاموال الينا من جديد واصبحنا احوال على كولت ام حسين

بس لو اعرف وين تشتغلون جان ارتاح كلبي.

- وشبيه كلبج هسة شو حجي ضمد ذابح روحه عليج

- ولك اسكت . موكايلتلك لاتحجي بهاي السيرة

- والله ام حسين هو كلي احجي ويا خالتك ام حسين بلكي تقبل

- ضحك حسين

-اشكو بيه يمه قابل انت اول مرة تتزوج شو ماشاء الله بعدج قوية وحلوة

-اكوم اسويلكم سياح وبيض احسن من هالحجي الماصخ.

- كفاية كومي سوينا جاي ناكله والسياح

اتدلل

.................

كفاية بنت علي زاير , وزاير, طبيب القرية في الواقع هو يعطي علاجات عرب, يعني طب شعبي واعشاب وادعية , تعرف عليها حسين منذ زمن بعيد منذ كنا في المتوسطة ,لم تكن كفاية في المدرسة لكنها كانت تقف قرب النهر او قرب المزرعة حينما نذهب او ناتي من المدرسة , لاحظت اهتمام حسين بها,

- تحبها

- اموت عليها .

جميلة عيناها واسعتان شعرها اشقر , رشيقة طويلة جمعت كل صفات الانكليز ؟حسب ما تكول ام حسين

تولع بها حسين, وهي كذلك كانت تنتظرمرورنا من المدرسة, ذات يوم اقنعت حسين ان يتحدث لها,

- ولك اشلون احجي وياها, لو شافنا ابوها غير سويها علينا خبصة

- يابه دروح احجي وياها واني هنا ارقبلك الطريق, عود من تسمع صوتي اهرب

- خوش

- وذهب حسين الى كفاية , شاهدت كفاية وهي ترتبك احمر وجهها من الخجل,اصبحت بلون التفاحة

- اشلونج كفاية

- الحمد لله انت, انت اشلونج

- كفاية اني

سمعته يتلعثم, نظر الي, هززت براسي له, طلب من الابتعاد, سمعت كفاية تضحك

ومنذ ذلك اليوم تكررت اللقاءات والمواعيد بينهما ,كنت دائما اراقب لهم الدرب, وجدنا مكان امن خلف تلة الصيهود وهي مكان مهجور, كنا نذهب هناك وتاتي كفاية, كفاية هي اخر بنات زاير لم يرزقه الله بولد سبع بنات , اجملهن كفاية

دامت علاقة حسين بكفاية لاكثرمن ثماني سنوات طبعا لااجزم ان اهل القرية لم يعرفوا بها بل حتى الشيخ زاير كان يسمع بهذه العلاقة لكنه كان يتغافل عن بنته التي يحبها.

- حسين خوش ولد وما عنده ناقصة, كان دائما يردد هذه العبارة ,

وحينما انتقلت كفاية الى بيت ام حسين كنت اتردد دائما عليهم, احيانا انام مع حسين في البيت . نبقى حتى ساعة متاخرة من الفجر, وكفاية تبقى تسهر معنا تحضر لنا الجاي حينما تنام ام حسين وتجلب لنا التمر واللبن, ,

تسمع حديثنا عن السلاح والتهريب, تعرف نصف اسرارنا, لكنها ابدا لاتتكلم مع ام حسين ولاتنقل لها اي من اخبارنا, وحينما تلح عليها ام حسين ,تحلف لها بسيد منهيل هي ما سمعت شئ, وتنهي المشكلة

- زين كفاية انت ماتخافين يشور بيج سيد منهيل

-يشور بيه السيد احسن من زعل حسين

- يا ملعونة شلون تحجي حلو

سالتني ,خوية انت ليش ما تتزوج

- كفاية وين الك مرة مثلج

- ليش خوية السلف هواية بي بنات زينات

رد عليها حسين, لا ياموعدة ليش انت ماتعرفين هو هم يحب

- منو الله عليك

- توسلت كطفلة بحسين حتى تعرف من هي

-لا,,, هاي من اسرارنا

لحت عليه بشكل طفولي تقربت منه داعبته ضحكت ... توسلت به زين اكوم انام واريد ك تجي يمي بالليل, بس لعلمكم ماكوواحد بالسلف ما يعرف سمارة.

..................

سمارة .......اه كم هي السنين التي مرت, كلما احاول ان اتذكرها اصيب بالاعياء, لم تفارقني يوما , اعني خيالها, كنت اتحدث الى حسين , ظل صامتا, اشعلت سيكارة

ومنذ ان فارقتها لم ترق لي اي من النساء, لماذا ,لانها كانت كل شئ في حياتي مرة كنا انا وهي قرب الشط, سالتها هل ممكن ان نفترق,

- شلك ابها الحجي,

- ما اعرف بس ابوج واخوتج سوهة علينا ظلمة,

- بسيطة ,بالاخير يقبلون

- لا سمارة انا احبج وما اريد الوث سمعتك

- مو احنا راح نتزوج

- بس مو به الطريقة

- وشكو بيها ,قابل احنا اول ناس نتزوج ونهرب

- لاسمارة انت غير شكل, اريدج تبقين هالشكل هيبة بالسلف

توسلت بي ان نهرب ونتزوج وبعدين اهلي راح يقبلون, كنت ارفض ان انهب سمارة ,ذهبنا الى بيت ابوها رفض الموضوع ,عدت مرة ثانية واخذت سيد منيهل وهو سيد عظيم في المنطقة , رفض اخوها كريم الحزبي, في الواقع ابوها حينما شاهد سيد منيهل اصبح اكثر ليونة, المشكلة الثانية كانت اخوها رفض بشدة , وطلب مني ان لااتقرب من بيتهم بعد الان , وقال

- اذا شفتك بعد بالبيت راح اسويك وذر واذبك للجلاب,

بعد فترة انقطعت اخبار سمارة عني , عرفت ان كريم زوجها من مسؤول حزبي ليس من منطقتنا يقولون انه غريب, من ذيج الواجهة ,واحد جلب ابن جلب, بعد فترة سافرت سمارة مع زوجها لم اعرف الى اين, اصبحت ذكرى سمارة تمزق قلبي, كنت كلما رايت كريم الحزبي ,ابصق بوجه, وفي احد الايام رايته في المقهى, كان الوقت شتاء وهو جالس لوحده , لااعرف كيف لكني حملت قنينة المشروب كسرتها,

اقتربت منه ناديته كريم ,ضربته براسه,

- كوم اذا انت رجال جبان, ليش حسبالك افوت لك سمارة

شبعته رفس ولكمات, ظل يصرخ, تجمع شباب المقهى وخلصوة مني

, ذهب الى الفرقة الحزبية وشعبة الاستخبارات وقال عني شتمت الريس,

وحينما طلب من السكوت ضربته, ,ارسل حسين امه الى المكان الذي اختبئ به ,طلبت مني الرحيل من القرية ,وفعلا هربت ,ذهبت الى البصرة لدي اقارب هناك بقيت عندهم فترة ثم ذهبت الى السماوة, بعد فترة وجدوا جثة كريم مرمية في الشارع العام, من قتله لااعرف لكن ابو كريم اتهمني وسجل ضدي دعوة في مركز الشرطة, جائتني ام حسين الى السماوة, وطلبت مني ان اهرب,

سمارة تبقى في ذاكرتي ,لانها صارت جزء من دمي,

- سمارة تعرفين اشكد احبج

-اشكد

- مكد النهر

- جذاب

- احلف لها والله العظيم احبج

- خوش بس تعال اخطبني من اهلي

- اخاف اهلج ميقبلون

-لابالعكس امي تكول عليك خوش ولد

- وامج اشمدريها

- اتريد الصدك, موكتله

نذهب الى المزرعة نجلس هناك تختفي الشمس يحل الظلام, اشمها اجد را ئحة الهور كلها بها ,اتقلب ادس راسي بحضنها اشعر باني انام لساعات طويلة ,

- سمارة متخافين

- ابوية مسافر وكريم بالفرقة منين بعد اخاف

- خوش كومي اوصلج

بعد ستة اشهر جائني حسين واخبرني ان الشرطة تعرفت على قاتل كريم الحزبي وابوه تنازل عن الدعوة وممكن ان اعود الى القرية,

في السوق شاهدت ابو كريم ,اقتربت منه سلمت عليه وقدمت له التعزية قبلني واعتذر مني, وقال انه كان متاكد اني لم اقتل ولده لكن لعنة الله على الشيطان, قتله واحد من اللصوص تعرفوا عليه حينما باع خاتم ذهب الى الصايغ الخاتم كان بيد كريم, ذهب الصايغ واخبر الشرطة ,

- سمارة جبتلج هدية غمضي عينج

وتغمض عينيها, كقطة ثلجية, رائحة سمارة ليس مثل بقية الروائح

- سمارة شو النسوان متحط بس ريحة السودان انت هالعطر منيلج

- افتح عيني لو بعد

- لا

- ابقي مغمضة

-امرك راح افكس عيوني فدوة الك

- شوفي

الله شكد حلو وتلبسه يخبل اشلون محبس

- تستاهلين

- احبج سمارة

- اموت عليك

..............

كانت الساعة قريبا من الربعة فجرا حينما نزلت ام حسين سالتنا هل نمنا ام لا, ذهبت الى المطبخ ,راح اسويلكم جاي وسياح, والتفت نحوي

- يمه عود لاتروح عندي حجي وياك

- خوش,اني اكوم انام مادام امي تريد تحجي وياك قال حسين

- خير حجية ماكو شئ

- شو حجية شنو الصار ولك ,

- والله ابتلينا ,انكلج زغيرة تركضين ورانا ,انكول حجية متقبلين

- خلينا من هالحجي

- يمه اسمعني زين, ولا يظل بخاطرك, حسين ابني متزوج وباجر انشاء الله تصير عنده خلفة, وشغلاتكم بنص الليل تخوف,ذيج المرة اجت سلامات هسة ابني الامر غير شكل والحرب انتهت وهذولة مثل ما تشوف يجلبون بالوادم على الشبهة, والناس ماترحم وتحجي, ويكولون انتم تاجرون بالممنوعات, يمه الله يبعدك من النار خلي حسين بدربه, وانت هم مثل ابني لازم اتشوف حالك وتزوج, واني شفتلك بت الحلال,

- زين ام حسين عندج بعد شئ

- لايمه سلامتك

- خوش انشاء الله يصير خير اكوم اروح تصبحين على خير

..................

كان القصف شديد في قريتنا احرقت المدفعية القرية وتهدمت منازلنا ,دخل الجيش واعتقل كل شباب القرية كنت معهم وبعد ثلاثة اشهر تم اطلاق سراحي

حينما سالني المحقق اين فقدت قدمك قلت له في القادسية ,طلب من الحرس ان يطلقوا سراحي, وقال لهم اتركوا هذا البطل, خرجت لا اعرف اين اتوجه , فالقرية مدمرة ذهبت لم ارى احد, حسين اتذكر اخر مرة رايته في المعتقل, فكرت طويلا ماذا اقول لامه وكفاية ترى ماذا ساقول لها ,ربما الان زوجته انجبت ولدا.

قال لي اذا بنت اسميها سمارة واذا ولد يحمل اسمك, ,هل تعرف يا حسين ان الموت رفيقنا

كانت الشمس تاذن في الوداع حينما وصلت القرية لم ارى سوى نساء ملتحفات بالسواد نظرن الي بدهشة , من بعيد رايت كفاية تحمل صبيا ,

عرفتها ,التحفت السواد ,من بعيد رايتها تركض نحوي حاولت ان اركض تذكرت ان ساقي لاتقوى على الركض.


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  سعد البغدادي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni