... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  في السياسة

   
التاريخ يتكلم الحلقة 114 ألوزيرة جنار يجب ان تنظم الى لجنة المصالحة الوطنية

د. كاترين ميخائيل

تاريخ النشر       14/09/2007 06:00 AM


يوم 11 ايلول العام الماضي وقفت فخورة لاشتكي على جرائم الانفال التي ارتكبها صدام حسين والمتهمين الستة الاخرين . وتذكرت هذه اللحظات التي عشتها وانا اجلس امام اكبر دكتاتور مع نظامه الاستبدادي ولازال الشعب العراقي يعاني من ايتامه لحد يومنا هذا . اذ كان الشعب العراقي بكل الوانه واطيافه ضحية النظام السابق ولا زال حتى يومنا هذا وبمساعدة دول الجيران التي فتحت ابوابها لتدريب وادخال المجرمين الى العراق بطرق شرعية وغير شرعية ودعمهم للميليشيات الارهابية التي ارجعتنا الى الوراء لاكثر من مئة عام بالاضافة الى الضحايا الذين يقتلون كل يوم على ايديهم من ابرياء الشعب العراقي من اطفال ونساء وكهول ويأتي على رأسهم القوميات غير المسلمة من المسيحين والصابئة واليزيدية اذ نالو حصة الاسد من هذا الغبن والاضطهاد والقتل والتشريد على ايدي الارهابين اولا وعلى ايدي الميليشيات ثانيا .

والان اقرأ في الصحف العراقية عن اعدام علي حسن مجيد الملقب علي كيمياوي واثنين من مساعدي صدام حسين المقبور . جرت عملية اعدام صدام بشكل انتقامي مقرف وبشكل بدوي بعيدة عن اية مستلزمات الحضارة والاصول القانونية . كان الاجدر بالقضاء العراقي ان يكون اكثر التزاما بحقوق الانسان والمعاهدات العالمية التي وقع عليها العراق . في كردستان العراق وفي حلبجة بالذات المدينة التي ضربت بالكيمياوي في اذار 1988 كجزء من حملة الانفال التي راح ضحيتها 182 الف من الشعب العراقي وشرد الاف الالوف منهم الى الدول الجارة وبيعت الشابات الكرديات الى الدول العربية ليعملن راقصات في ملاهي هذه الدول . مدينة حلبجة فقدت 5000 شخص واصيب الالاف منهم ولا زالت اثار هذه الغازات السامة تعرقل حياة هؤلاء الناس من هذه المدينة الجريحة . كان اهالي حلبجة يتابعون محاكمة المجرمين بتشوق كبير وانفعالات الالم تعصر قلوبهم كل منهم يتذكر اهله الذين ذهبو اثر هذه الحملة . الان نقاش حاد يدور بين اهالي المدينة لمقترح ورد ان علي كيمياوي يجب ان يعدم في مدينة حلبجة . رفض اهل المدينة البطلة لاعتقادهم لايريدون ان يعدم المجرم على ارضهم لان اهل حلبجة اناس مسالمين وليس لهم روح الانتقام ورفضهم هذا جاء بنظرة سياسية حكيمة. معبرين: نحن لا نود الانتقام ولكن نود ان نعيش في عراق السلام فقط . واليوم جاء موقف وزيرة الانفال " السيدة جنار سعد عبدالله ليؤكد موقف الانسان المتحضر , المراة الرزينة المسالمة المسامحة . حقا اليوم العراق بحاجة الى روح مسالمة ومتسامحة اكثر من اي يوم اخر . هذا هو مفتاح المصالحة الوطنية جاء على لسان امرأة شابة وهي في مستوى وتفكير سياسي عالي بتصريحها في صحيفة خبات الكردية ("لا نريد أن يتحول الحكم القضائي الى مجرد عملية ثأر وإنتقام، فنحن نريد للقضاء أن يأخذ مجراه فيما يتعلق بمعاقبة المجرمين بحق الشعب الكردي". واشارت عبدالله، في تصريح نشرته صحيفة (خبات) الكردية الثلاثاء إلى أن "وزارة الأنفال أو أي جهة حكومية في الإقليم قد لا تحضر مراسيم تنفيذ حكم الإعدام بالمدانين، ويفترض أن يحضرها رجال الدين والقانون والمنفذون فقط". علما ان السيدة الوزيرة فقدت والدها في انفجار اربيل 2005 . وهي تدعو الى التسامح وفتح صفحة جديدة علما ان عظام الشهيد والدها لازالت رطبة بدمائها . اني اشكر منظمة مراقبة حقوق الانسان الكردي في اربيل التي زودتني بهذه المعلومات .

وعليه اقترح على الحكومة العراقية ان تأتي بهذه الامراة لتقود لجنة المصالحة الوطنية لما تملكه من روح عراقية مليئة بالتسامح والاخلاق الراقية في اعتى ازمة عراقية لتبرهن لجميع السياسيين المتخلفين بدون مساهمة المراة في لجنة المصالحة لايجوز للمصالحة ان تنجح . يجب ان تملك اللجنة مقومات عملية صنع السلام في اعماقها وهذا ما نحتاجه اليوم في العراق الجريح . كما يجب ان تملك اللجنة القدرة على امكانية روح التواضع والاعتدال في الحديث واتخاذ القرارات غير المنحازة . كما يجب ان يكون لها خبرة ولو قليلة بميكانيكية حل النزاع والمساومة المطلوبة لكل بند اثناء طرحه على طاولة المفاوضات بعيدة عن روح التعالي واحترام الرأي الاخر .


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  د. كاترين ميخائيل


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni