... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
توقفي أيتها اللصة !!!

مهند حبيب السماوي

تاريخ النشر       21/09/2007 06:00 AM


تلك هي الصرخة التي أطلقها _ بحماسة مشوبة بالحزن والدموع _ الدكتور هنريك لوند وهو يقف في فناء الكنيسة حيث وضع امامه تابوت خاله الفيلسوف الدانماركي سورين كيركجارد , في أشارة احتجاجية على الكنيسة وطريقتها الرسمية التي دُفن وفقاً لمقتضاها كيركجارد , حيث وصف هنريك الكنيسة باللصة التي سرقت جثمان خاله الفيلسوف الذي كان في حياته غير مقتنع بطريقة الدفن الرسمية للكنيسة...

وهي عبارة وجدتها من أفضل الاستهلالات التي أصرخ بها بوجه المراة التي ترقص عارية أو شبه عارية في الفضائيات الغنائية المسعورة التي تزداد وتتكاثر كل يوم ,على نحو سرطاني, كتكاثر الذباب حول جيفة نتنة....

توقفي أيتها اللصة.... يامن سحقتي صورة المرأه الحقيقة وجعلتي منها موضوع اشتهاء ومحل سلعة تُستهلك بين شراهة فكي الرجال الباحثين عن أمثالها...

توقفي أيتها اللصة....يامن سرقت رصانة المراة ووقارها وجعلتي منها نموذج ديونيوسي يدل بدوره على البشاعة والحسية والعربدة والفوضى والانغماس في النشوة والتهتك المرتبط بنوبات جنونية شائهة صاخبة ....

توقفي أيتها اللصة.... يامن مزّقت غشاء الحياء والفكر والثقافة وتسربلت برداء الرخص وأسلست القيادة الى ملذاتك وجسدك الممسوخ بأسمال النفس البالية....

توقفي أيتها اللصة...يامن لم تجاهلت أن العري الفاضح يحمل معه زوال الأغراء , فلا يعود هنالك شيء ما نتوقع رؤيته من هذه المرأه التي كشفت كل خفاياه وزواياه ...

توقفي أيتها اللصة.... يامن فضحت الحدائق السرية لروحك ونخرت أسرارك الثمينة وكشفت مفاتنك بالمجان لكل من هب ودب...

توقفي أيتها اللصة....يامن تحاولين تصفية الحساب مع بقاياك الثاوية في طي أعماقك العقلية التي خبا ضيائها وجف منبعها وذهب سحرها فأضحت قاتمة السحنة ...

توقفي أيتها اللصة.... يامن تجاهلت الطريق الملكي لاكتشاف الذات الحقيقية المؤسسة معرفياً وآثرت طريق النخاسة الرخيص....

توقفي أيتها اللصة.... يامن ابتعت جسدك بثمن بخس وحركات سافلة وأسلوب مستهتر لايزيدها إلا بعداً عن نفسها وذاتها فضلاً عن قلب الرجل...

توقفي أيتها اللصة....يامن تتمعيشين على قوامك الرجراج وجسدك الروّاغ, ومداهناتك الكاذبة وضحكاتك المزيفة ومجاملاتك المصطنعة وسلوكك الوقح...

توقفي أيتها اللصة....يامن اثملتك سنين شبابك النضرة وطراوة جسمك الرقيقة متناسية أن الدهر والعمر لك بالمرصاد وسَيَفسد مهما أصلح العطار مقوماتك الحسية, وحينها تكونين كشجرة عجفاء في خريف الأرض...

توقفي أيتها اللصة....يامن استشرى بك الخواء المعرفي وتضخّم لديك الفقر العقلي وتقطعت شرايين العلم وتمزقت أوتار الفهم والإدراك....

توقفي أيتها اللصة....يامن صدئتي من افتراش الجسد وعرض الشهوات وبيع الرغبات وتحريك الغرائز وتفجير المكبوتات التي لن تعود تداعياتها السلبية إلا على حسابك...

توقفي أيتها اللصة....يامن تملصت من عقلك وشرخت وعيك وهربت من فكرك ونفيتي نفسك عن نفسك وانتزعتي روحك واجتثثت رقتها التي غربت كما تغرب الشمس في نهاية النهار...

توقفي أيتها اللصة....يامن كشفتي عن عوراتك وتعسكرتي وراء الجسد ومارست باستخفاف المخاتلة والفجاجة والفضاضة والوضاعة والسقوط بمعناه القيمي والمعرفي...

توقفي أيتها اللصة....يامن ارتهنت لرغبات مؤقتة وارتبطتي بنزعات عابرة أقمت معها علاقة بنيوية تتوقف كل واحدة منها عليك وأنت تتوقفين بالتالي عليها فحسب دون الفكر والعلم والثقافة...

توقفي أيتها اللصة.... لقد سرقت_ بغباوتك حيناً واستهتارك حيناً أخر_ صورة المرأه الحقيقية وأضعت أصلها وشوشتي على ماهيتها وحطيتي من قيمتها ولوثتي معناها وشوهتي رقيها....

توقفي أيتها اللصة....يامن لم تسرقي الصورة الرائعة للمرأه فحسب , بل قدمتي نفسك بديلاً عنها ووقعت بملىء الإرادة وثيقة بيع المراه الحقيقة رمز المعنى النبيل ومثال الجمال الحقيقي وعنوان القيمة الرائعة ونموذج الصفاء الراقي وجوهر فيض العطاء وحجر الزاوية للرقة والعذوبة...

توقفي أيتها اللصة... يامن لم تتعظي وتجاهلت المغزى الكبير والدلالة العظيمة لرسالة جوهانز إلى كورديليا بعد ليلة حمراء أعطته المغفلة فيها كل شي , فكتب لها قائلاً بكل برود:

( لا أريد أن أراك ثانية... عندما تستسلم فتاة كلياً لرجل ما , فأنها تكون ضعيفة, وتكون قد فقدت كل شيء .فالبراءة عامل سلبي في الإنسان لكنها بالنسبة للمراة هي جوهر وجودها)

توقفي أيتها اللصة ... فدعاة تحرير المرأة سوف يستيقضوا من سباتهم الطويل ويثورا على شعاراتهم الكاذبة وينتفضوا على كليشهاتهم المزيفة, وحينها سوف يطالبوا بتحريرك أنت أولاً من نفسك ومن سجن الأهواء والشهوات الذي يحاصرك. وبالتالي سيضعوك أيتها الرخيصة في قفص الاتهام وسيحاكموك رمزياً بتهمة تخريب الذوق وإثارة الاشمئزاز والاسائة إلى صورة المرأه الرائعة...

وأعلمي _ يا أسيرة شهواتك وحبيسة أهوائك_ أن حتمية حركة التاريخ وسير قانونه الطبيعي يؤكدان على انك ونموذجك المتدني سوف تنقرضون وتنحسرون كما تنحسر الظلمات المدلهمة أمام جحافل تباشير الفجر المنير المتجسد في امرأة تعرف قدرها جيداً...


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  مهند حبيب السماوي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni