... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  في السياسة

   
احزان القط عمران

علي السوداني

تاريخ النشر       22/09/2007 06:00 AM


رمضان جديد انفتح هذه السنة على سلة عنوانات ملونات مشعات متاحات كما فرجة مجانية . الثنائي المرح باتريوس - كروكر قالا كلمتهما المنتظرة وتضادا في رسم اللوحة حتى كادت تشتعل بينهما كراهية توم لجيري ، وبوش الابن ما زال يبتسم بطريقة بلهاء منفرة . جملة رمضان كريم ما زالت متداولة بقوة على عناد الغلاء والطعام الفاسد ومهانة نشرة الاخبارويبدو ان الكرم الذي جيء على توصيفه هنا يكمن في القناعة وهي كنز عظيم لا يفنى ولا يذوب كما افادني قبل اربعين سنة ، استاد رزاق معلم القراءة في مدرسة ابن جبير الابتدائية للبنين برصافة بغداد .

استاد رزاق الح على هذه الفكرة فزعل عليه رفاقه وجلاسه الشيوعيون . استاد رزاق مر بأربعة اطوار استحالة اخيرها وقد جلبته فضائية بلدية معمما ملتحيا قائلا بجواز ظهور اظفر المرأة ان كانت تكد وتكدح مع نسوان . استاد رزاق دمر قلبي . انا لا احب استاد رزاق !!

ثمة محاولات تلفزيونية رحيمة لترميم ما انثلم وتآكل من روح الرعية . سيوف ونبال وسهام وتروس ولافتات تشتم الاستعمار وتسب وتلعن ابو ابو امريكا واليوم المصخم الذي اتى بها لتحطم بلدنا ولتدوسه فتصيره عصفا مأكولا ما قامت له قائمة ووجوه اهله واجمة . ومن عطر التاريخ جيء على سيرة السفير ابن فضلان ورحلته الميمونة الى سقف العالم الذي منه النرويج الآن وسفر الاحزان في يوميات القط عمران . القط عمران هو احد اعضاء عائلة صديقي الروائي حمزة الحسن المزروع منذ ازيد من خمس عشرة سنة فوق ارض النرويج العزيزة .

المسلسلات البدوية حافظت على ايقاعها ونظارتها . الرجال وسيمون وشداد وكرماء وشجعان وبمقدور واحدهم ان يغطس كفه اليمين في سقف حلق الاسد ويلطش كفه الشمال في قاع فم السبع فينشق الحلق وتسيح الدماء ومن ثم ينقلب " ابو خميس " على البطانة من دون ان ينبس ببنت شفة . من مسلسل البداوة الحلوة قعدت منشتلا قدام التلفزيون على طول اربع حلقات تامات . افكر الآن بشراء خيمة شعر والهجيج الى عمق صحراء عظيمة . فطوري حليب وغدوتي ثريد على رز على لحم هبر اما العشوة فهي طاسة لبن خاثر ونصف رغيف من خبز الشعير الذي يشبه طعمه مذاق صمون الجيش اللذيذ ايام الحرب مع ايران !!

في الخيمة لن تكون المرأة بعوز بائن الى عطر او مكياج وشعرها اسود كما ليل سلس ناعم قوي عاطر من غير شامبو . هناك ستتعدل صحتك وستستعيد عافيتك المنتهكة بعد ان تكون قد تخلصت من سطوة الستلايت فلا ترى القرد ولا القرد يراك واقصى طعنة قد توجه الى ظهرك وانت منعزل في ذلك اليباب هي ان احد ابناء العشيرة قد جاء من اقصى المدينة متأبطا سلة انباء دسمة منها ان الامة قد قررت الاحتفاظ لنفسها ب " حق الرد " على كل صفعة تنزل فوق خدها المشاع ، لكن لن يحدث الامر ولن تقع الواقعة الا بعد التأكد من الزمان والمكان المناسبين او الزمكان افراطا وتماديا في معمعة الرعية !!

ومما وقعت عليه عيناي اللقاطتان ، برنامج مسابقات وخديعات يستضيف نجما او نجمة وجائزته الكبرى سيارة آخر موديل فأن عاثرك حظك ولم تربح السيارة ، تم تطييب خاطرك بهدية لم تكن على البال ولم تمر على الخاطر وهي قيام النجم المستضاف بالتخلي لك عن احد مقتنياته الشخصية جدا . الحلقة التي شفتها كانت استضافت النجمة الجذابة المغرية المشتهاة هيفاء وهبي . انا احب هيفاء وشفتيها العنبيتين المذهلتين وصوتها وتأوهاتها المدهشة وافضلها على انجلينا جولي ونيكول كيدمان وسلوى حايك وجمانة حداد وشاكيرا ذات الردفين الضخمين . شاكيرا طالما ذكّرتني بأمرأة قيل - قفشة من كتاب القيل والقال - ان الرجل السومري جلجامش كان عشقها حد الخبل ولما تقدم من ابيها لأخذ يدها المنتظرة تم تعجيزه واهانته والدوس على رقبته بنفس المشهد الذي ظهر عليه مفوه عراقي من سكنة المنطقة الخضراء اذ نام على خوانيقه جندي امريكي عملاق مسنود بكلب ابن سطعش كلب استثمر انبطاح الرجل المغدور وقلة حيلة حمايته فراح يعبث - الدوني ابن الدونية - بمساحة من جسد الوزير المبطوح لا تصلح للعرض حتى على دكة حمام التميمي للفحول !!

وقتها قيل ان الولد البطل جلجامش شبك يده بيد خله وخليله ونديمه انكيدو وهاما على وجهيهما بحثا عن عشبة الخلود وقيل ايضا ان الفتى انكيدو هو اول بشر على الارض يتعرض الى عملية اغتيال سياسي في طول التاريخ وعرضه وما المرثية التي كتبها جلجامش بحق صديقه انكيدو الا محاولة لذر الرماد في العيون والضحك على الذقون وأكل المخلمة في سوق حنون وزرع الفتنة بين البزونة والبزّون !!

 


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  علي السوداني


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni