... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  في السياسة

   
عندما تكون الحرب مسلية

عبدالمنعم الاعسم

تاريخ النشر       26/09/2007 06:00 AM


اجواء التهديدات الامريكية باستخدام القوة لتركيع ايران وحملها على “دفع فاتورة التمرد على المجتمع الدولي” واصرار ايران-بالمقابل- على الحاق الهزيمة بالولايات المتحدة و”تلقينها درسا لن تنساه” اعادت انتباه الكثير من المراقبين الى تلك الايام التي سبقت حرب العراق 2003، فانشغلوا في كل شيء باستثناء المفارقة التي احلت ايران محل العراق.
وتشاء حمية التحضير لحرب جديدة في المنطقة ان تحيي العبارات القديمة التي استهلكها اللاعبون، فيما تتجدد اشياء كثيرة بطريقة مذهلة وتزدحم خشبة المسرح بنفس الديكورات السابقة، وكأن التاريخ يعيد نفسه من دون عناء وقبل ان تكتمل دورته، او كأن احدا في هذا العالم لم يتعض مما حل بنفسه وبغيره، ولم يقرأ النتائج بلغتها الصريحة.
والغريب ان المتفرجين منقسمون ايضا، كما كانوا في شباط 2003، بين من يمنَي النفس بسحق واذلال النظام الايراني، ومن يمنيها بخذلان وانكفاء الجموح الامريكي، وكل من الجانبين في صفوف المتفرجين يلقي الى موقد النار بعيدان الحماسة والروايات والسيناريوهات، منهم من يصفق لايران ويشجعها على المضي قدما في المواجهة، ومنهم من يزهو بامريكا ويحضها على الردع، اليوم قبل الغد .
اما جيران ايران وشركاؤها الاقليميون فهم –كما كانوا قبل اربع سنوات- يكتفون بازجاء النصائح المجانية التي لا تعكس حقيقة النيات في الغالب: يريدون ترشيد الموقف الايراني ومرونته، من جانب، ويتطلعون الى فرملة الاندفاع الامريكي واحتوائه من جانب آخر، وايران –من جانبها-دعت هذه الدول الى مساندتها لافشال الحملة الامريكية والعقوبات الاقتصادية الدولية، فيما تشدد الولايات المتحدة من ضغوطها على جيران ايران بوجوب المشاركة في كبح خطر التهديد النووي الايراني الذي يهددها في المقام الاول.
معارضون ايرانيون وصلوا الولايات المتحدة لوضع سيناريوهات نظرية عن عهد ما بعد المواجهة وعن وجاهة الحرب الضرورية، فيما وصل الى طهران اثنان من ابناء الثائر الامريكي الجنوبي تشي غيفارا لاعطاء جرعة من الحماس لفكرة الحرب الثورية .. وبين الحرب الضرورية الامريكية والحرب الثورية الايرانية ثمة مفارقة سجلت باسم وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنار حيث اعلن عن جدوى الحرب التي تدق طبولها في واشنطن، ثم تراجع محملا “سوء الترجمة” مسؤولية خلط العبارات في تصريحه.
على صعيد التعبئة العسكرية عرضت ايران طائرة مصنعة باسم “الصاعقة” مع جيل جديد من صواريخ متوسطة المدى يصل مداها –كما اكدت-الى اسرائيل وجميع دول الخليج وكتب على احدى الشاحنات التي تحمل واحدا من هذه الصواريخ “الموت لامريكا” وردَت ادارة بوش بان اعادت تعيين جنرالات حرب العراق في هيئة اركان الحرب الجديدة قيد الاشتعال.
الاغرب من كل هذا، ان ايران تذكر امريكا بـما حل في العراق فيما امريكا تذكر ايران بـما حل بصدام حسين.
من زاوية يبدو ان الحرب المقبلة ستكون مسلية حقا، اذا ما اعتبرنا ان حياة البشر لم تعد لها قيمة وسط هذا العبث.
ــــــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــــ
“شر الناس الذي يرى نفسه خير الناس”
الحسن البصري

رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  عبدالمنعم الاعسم


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni