... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  في السياسة

   
الدكتور علاوي الاقتراب البعثي فشل سياسي أم حنين لماضي عفا عليه الزمن

ابراهيم الوائلي

تاريخ النشر       05/10/2007 06:00 AM


مما لا شك فيه إن النظريات الوضعية التي طرحت في الشرق الأوسط عموما والساحة العراقية خصوصا شرقية كانت أو غربية ماركسية اشتراكية أم رأسمالية ليبرالية او تعصبية قومية شوفينية التي أعقبت الهجمة الاستعمارية على العالم العربي والإسلامي ولا نتناسى ذلك الصوت القومي العربي الذي بح بعد قيام دولة إسرائيل ضمن المنطقة الشرق أوسطية كل هذه العوامل مجتمعة أدت بأبناء الأمة العربية والإسلامية ومنها العراق أولا إلى الضياع وثانيا الانفتاح الغير مشروط للنظريات الوافدة بدون تمحيص فالعراق الذي كان يحكم من قبل نظام دستوري ملكي برلماني تعددي فوجا بثورة تموز عام 1958 ميلادي عندها اكتسح العراق المد الشيوعي وظهور المقاومة الشعبية وما نتج عنه من مساوئ واحتراب قومي وماركسي أدى إلى استنهاض كل القوى المتضررة لرفع شعار يا أعداء الشيوعية اتحدوا ومن ثم تسلط البعث وظهرت ميلشياته المعروفة بالحرس القومي وعاش البلد دوامة الأخذ بالثأر عام 1963 واقتصوا من الشيوعيين واخذوا بثأرهم في كركوك والموصل وساد الهرج والمرج إلى إن جاء التصحيح ألعارفي عام 1964 وظهرت القوى القومية على الساحة ( الاتحاد الاشتراكي ) وامتد ذلك إلى عام 1968 وعاد البعث مرة أخرى للسلطة بعد تصفية ادراميتيكية لقادة الانقلاب ( الداود والنايف ) عندها عاشت كوادر البعث النشوة والارتياح لما حدث ولم يمر وقتا طويلا على الشعارات التي رفعها ناى بنفسه الحزب الواحد على مقاليد الأمور وعند ذلك دخل العراق دوامة العنف والقتل وبدأت بما يسمى الجواسيس ( جيته – زلخة – الحكيم ) وعلقت أجسامهم في الباب الشرقي وتحديدا في ساحة التحرير تلتها مؤامرة فاطمة الخرسان ثم تصفية الوطنين الأحرار والضباط الشرفاء وشيوخ العشاير النجباء وجناح الكفاح المسلح ( عزيز الحاج ) كل ذلك في قصر النهاية إنها مجزرة وحشية ولم يسلم الإخوة الكرد من هذه المحرقة الإنسانية بعدها بدا مسلسل تصفية رفاق الدرب ( عبد الخالق السامرائي – محجوب – محمد عايش – عبد الحسين مشهدي ) والقائمة تترى أخرها المسرحية الحزينة لإخراج البكر من السلطة وهي مسرحية باهة ولم يمضي وقتا طويل حتى تمت تصفيته نهائيا بدم بارد وامتدت يد صدام إلى البعثيين الشرفاء والخيرين الواحد تلو الأخر بالقتل أو الملاحقة بما فيهم ( الدكتور علاوي ) الذي هرب بجلده الى لبنان ومنها الى لندن بعد تزايد النشاط المخابراتي الصدامي في بيروت وفي لقاء تلفازي شرح الدكتور علاوي بنفسه حادثة تصفيته في لندن بشقته وقتاله الشرس مع جلاوزة النظام وموت زوجته وتعرضه إلى جرح شديد واتصاله بالشرطة البريطانية بعد أن أيقنوا انه قد فارق الحياة وقضى نحبه لو لا الإرادة الإلهية ويد الباري عز وجل التي ادخرته إلى أيام السقوط وجعله يحيى كل ذلك الوقت ليشهد زوال الطاغية والا فان الرجل كان من أهل القبور منذ زمن .

أسهب الدكتور في تفاصيل سيرته النظالية وإصراره البطولي بمعارضة صدام طيلة هذه السنوات مبررا مقته للدكتاتورية والنظام الشمولي والحزب الواحد وحكم الفرد وأكد رغم الإغراءات الكثيرة بالاستمالة إلا انه رفض واستمر في انتقاد صدام بسبب تهميشه للحزب ونظريته القومية الاشتراكية وتضيقيه على رفاق الدرب وتحديد حركتهم وهروبهم الجماعي .

إن الدكتور علاوي دائم أللعنة لصدام ونظامه ليلا ونهارا سرا وعلانية منتقدا السياسة الهوجاء التي عمل بها وتسلطه وقتله لكوادر الحزب وتخليه عن نظرية البعث وتحويلها إلى عشائرية مقيتة وحكم الأسرة الواحدة وكان الدكتور يمني النفس بزوال صدام وحضر العديدمن المؤتمرات والتجمعات مع أطياف المعارضة العراقية متوعدا صدام بالمصير المحتوم .

وجاء التغير في 9/4/2003 وحضرت قوى المعارضة بعد بلوغ القوات الأمريكية أهدافها واحتلال العراق بما فيهم الدكتور علاوي وكان ضمن التشكيل الاستشاري لبر يمر ورئيس أول حكومة عراقية بعد السقوط .

إن الساسة العراقيين يتهمون صدام بالتمسك بالكرسي وعدم مغادرته وللأسف لا يختلفون عنه بشي ولو اتيحت لهم الفرصة لكانوا أقرانه وعند الضفر بالموقع يبدءون التشبث به والعصيان وعدم المغادرة وضرب الديمقراطية التي نادوا بها زمن ورفض الذي تحقق ويكون همهم السلطة والسلطان أما الشعب الذي كانوا يتباكون عليه فيخرج من ذهنيتهم ويرفضون ما افرزته الانتخابات وبسرعة ينتقلون الى خانة المعارضة والمشاكسة والهاث وراء بعثرة جهود الخيرين والاصطفاف مع المحتالين لتدمير البلد وإنهاء دوره الحياتي نقول لأهل الشأن العراقي إن البلد ليس ملكا لأحد والسلطة ليس حكرا لشخص او جهة وعليهم ان يحترموا الآخرين والشعب والراي الأخر وان الانتخابات التي جاءت بهم يجب أن يغادروا بها أيضا لا ان يتحولوا الى جيوش معارضة سلبية يجوبون القارات والبلدان والدول لكسب التعاطف لغرض الرجوع السلطوي بالقوة والإجهاض وألا بما ذا يفسر العودة إلى الماضي البعثي الذب غادره الدكتور أياد علاوي هل هو فشل سياسي وسلطوي مجرد تسال ؟ ونعتقد انه بالا مكان العودة ثانيا عبر الديمقراطية ام انه حنين إلى الماضي الذي انهزم ولم يعد يقبله العراقيون الا بتجديد عقائدي وصدق عراقي ومن المؤسف إن الإرباك الذي يسود حركة الدكتور أياد علاوي وتنازله واصطفافه مع من هو اقل منه عمرا وكذلك مصافحته عزة الدوري والذي أصبح من الماضي ناهيك عن الجهالة وفقدان التحصيل العلمي للرجل وتعسفه وظلمه وقسوته الذي شاطر صدام إبان حكمه فهل يعقل للدكتور علاوي هذه الحركة ! والتقائه بزمر جاهلة وبائسة ونحن مع المصالحة وشد الأزر ونقبل توبة البعثيين من غير الملطخة أيديهم بدماء العراقيين واسهامهم الفعال في بناء العراق هل يريد علاوي إدخالنا في دوامة جديدة لا مخرج منها ولماذا هذه المطالبة الحوحة بتنحي المالكي ومغادرته السلطة وهو الذي جاء عبر انتخابات شرعية ومن ضمنها قائمة الوفاق الوطني قائمة علاوي ونستغرب الا لحاح بأجراء انتخابات مبكرة فمن أين لديه القدرة البرلمانية والأغلبية لتحقيق ذلك وهل أن العراق ملكا لأحد ؟ وتحت لافتة ؟ أو قائمة ؟ أن العراق بلد كل العراقيين عربا وكوردا تركمانا واشورين وصابئة وايزيدين ومسيحين وغيرهم وكفانا مهاترات وعلينا تغليب المصلحة العامة على الخاصة أيها الساسة ذوبوا في الجماعة يكون الله معكم .


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  ابراهيم الوائلي


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni