... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  في السياسة

   
انباع الوطن

علي السوداني

تاريخ النشر       13/10/2007 06:00 AM


1

في برنامج تقسيط المهانة والاذلال على رعية العراق بوساطة قوة الاحتلال الهمجي ومن والاها وظاهرها ، شاعت فرمانات عجولة وعاجلة ومستعجلة مرامها انشاء محاكم ومجالس ولجان ودواوين تتقصى اثر جريمة وتمحص دم واقعة وتضيء ظلمة سرقة تحت عباءة واذ تنقرض الايام والليالي الطوال وتذوب لهفة القوم ويبرد حر الثأر ، تحل تلك البنى بهدوء شديد كما هدوء ضحية مقطوعة من شجرة . من بركات هذا الموت الباذخ ، ماتت محاكمات فظائع ومخازي سجن ابو غريب وواقعات الفلوجة وزرقة النجف ومجزرة الاسحاقي وواقعة المحمودية ومقاتل ومصارع شعبانية كربلاء وآثار الركلات المطبوعة فوق جسد البصرة ومكاتيب لجنة النزاهة التي شرد رئيسها بليل وقال عن الحكومة وفسادها وافسادها ما لم يقله جان دمو في الخمرة ، وشرعت مانشيتات الفضيحة تتنفس معلنة اطلاق سراح جنود وجنديات قبل انفناء محكومياتهم اذ تيقنت العدالة الامريكية من ان جنودها كانوا في حال دفاع عن النفس والنفيس وان الاطفال القتلى كانوا من المتشددين وامهاتهم الثكلى ارهابيات وخال احد الاضحيات كان شوهد الليلة البائدة متأبطا طبلا وجهه صنيعة جلد ماعز عنيد ، يضربه بعصاه ثلاث مرات ويثني عليه بأربع ويثلث بخماسية ما جعل عسس ال " c I a " يحيلون الطابل والمطبول الى منطقة التلغيز والتشفير والدسيسة ، لا الى نوطة المسحراتي الحلوة المشهورة على ازيد من سلّم !!

2

تلفزيونات كاثرة متوالدة فضائية وارضية تحيا اليوم في بحبوحة عيش رغيد مستثمرة اسهمها ونبالها في سوق الاعلان والدعاية الرائجة الآن . اعلانات واشهارات لترويج الشامبو ومعجون الاسنان ومعجون الطماطة وشالعات شعور الآباط والأفخاذ وتحفيز الشهية والهاتف والسيارة ومدمر الحشر ومنبت الشجر وصولا الى دهر ما صار يعرف ب " الاعلان السياسي " وهذا الصنف المطور من الاشهارات ينفتح ويعتاش على بابين رئيسيين وهوامش متصلة فأما الباب الاول فهو ما تعلق ولصق بأذيال كائنات تشتغل بالسياسة يجري تلميعها وتزويقها وتلطيفها بمستحضرات وبتقديمات تستأنسها وتحبها الرعية الفاهمة او الحالمة او الموهومة فيجري مثلا تصنيع مقترح وزير او رئيس او عضو برلمان وتقديمه الى الناس على انه الحل السحري الذي تكمن في بطنه مسألة استعادة صحة الدينار وعافيته واذ يفوز هذا الكائن بمقعده ، يكون البرنامج الانتخابي الحار قد خفت وتفتت وتضعضع حتى دورة قد لا تدور !!

اعلان من مقتربات الفصيلة شكله الخارجي مبهج وجوهره محزن يظهر حشدا من بنادق آلية كما صرّفها رئيس عرفاء الوحدة من قبل وتحمل رائحة الراحل كلاشنكوف ، ممدة فوق دكة لماعة ، تنطر بلا حول ولا قوة ولا حيل ولا مهرب ، مرور حادلة عملاقة تدوسها وتنعنع عظامها وتسويها بأرض الدكة ثم تأتي قاشطة فتكنسها وترميها في فوهة فرن ساخن كما جهنم يذيبها ومن ثم يصيرها قوالب وشيلمانات حديدية تستعمل في اعادة الاعمار وترميم الكرامة المثلومة !!

3

تلفزيونات فضائية وارضية تخاف وتستحيي من الله والناس والبلد وسنّة العيب ، تزف اعلاناتها واشهاراتها الهوليودية ربما ، صحبة جملة رحيمة تمامها وكمالها وجمالها يقول " هذا اعلان مدفوع الثمن " وهذه شبيهة اخيتها التي تقول " هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي الجريدة " في تصريف وتأويل قانوني جميل سرى مفعوله ايضا على شخص الزعيم المدهش الضحاك المبين السمين راسم الجميلي ابو ضوية ، في يومية " انباع الوطن " المبهجة !!

** دراما كوميدية ساخرة تعرض الان من على شاشة فضائية الشرقية ضحكت منها الرعية واستلطفت ، لكن الحكومة زعلانة !


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  علي السوداني


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni