بداية أنا لست عضواً في المجلس العراقي للثقافة ، وكذلك لاأبغي مصلحة معينة من المجلس ، ومعرفتي بسايكلوجية الشخصية العراقية تمنعني من الانضمام الى أي نشاط جماعي عراقي .

ولكن فكرة تأسيس المجلس العراقي للثقافة في هذه الظروف التي تتعرض فيها الثقافة العراقية الى مؤامرة خطرة من القوى الظلامية الاسلامية الشيعية والسنية ، ومن قبل الاحزاب الكردية ... تجعل مساندة مشروع المجلس العراقي للثقافة - كأصدقاء له - واجب وطني طالما يطرح نفسه كمشروع عراقي - علماني بعيدا عن التجيير الحزبي الايديولوجي .

وبودي مناقشة ما يثيره بعض الشيوعيين العراقيين من عملاء المخابرات الروسية سابقا ، والذين خانوا وطنهم العراق وطعنوه في الظهر اثناء الحرب العراقية الايرانية وتعاونوا مع المخابرات السورية والايرانية وحملوا السلاح ضد الجيش العراقي ... بودي مناقشة ما يثيره البعض بشأن الاتهام الموجه الى تمويل المجلس بأن مصدره أمريكي .

طبعا رهط الشيوعيين كعادتهم لايعملون ، ويحاولون تخريب عمل الآخرين ، والغريب انهم يدعون أبوتهم للثقافة العراقية واحتكار الهيمنة عليها ، وهذه الثقافة التي يتشدق بها الشيوعيون هي ثقافة تمجيد الانقلابات العسكرية والنظم الدكتاتورية التي تقمع شعوبها وتنتهك كرامة الانسان ، وثقافة خيانة الأوطان بأسم الأممية ! .

أما تهمة التمويل الامريكي .. فهؤلاء يتجاهلون ان امريكا تمول عشرات الدول والمنظمات ، فعلى سبيل المثال: تمول معظم الدول الشيوعية سابقا مثل: فيتنام وغيرها ، وتمول مصر سنويا بثلاثة مليارات دولار ، ومولت سوريا ، وهي تسيطر على كافة دول الخليج العربي حاليا ، وتوجد قواعد عسكرية امريكية في اليابان وكوريا ولاأحد يستطيع اتهامها انهما عميلتان وبلا كرامة ، وجميع الذين مولتهم أمريكا ولديها علاقات تحالف معهم لم تنتهك كرامتهم ، ولم تتغير هويتهم وقيمهم ، ولم يطلب منهم شيئا ضد مصالح أوطانهم .

وكافة الشعوب العربية تتمنى ان تصبح مدنها مزدهرة عمرانيا واقتصاديا مثل مدينة دبي في الامارات العربية حليفة أمريكا .

فالتوجهات الامريكية العلمانية العقلانية التنويرية التي سبق لها هزمت النازية الهتلرية ، والفاشية ، والشيوعية ، ونظامي طالبان وصدام حسين ... تعد في مقاييس القيم .. اعمالا نبيلة خيرة خدمة ملايين البشر وانقذة حياتهم والحضارة الانسانية .

ان الشعب العراقي اذا أراد انقاذ نفسه من الضياع والهلاك .. فليس امامه اي خيار وطني ذاتي ، فقد أثبتت الأحداث ان العراقي فاشل في قيادة نفسه ، ولايستطيع بناء وطنه كما يجب .. لذا لايوجد خلاص للعراق ألا باقامة علاقة استراتيجية عميقة مع الولايات المتحدة الامريكية في مجالات : التكنلوجيا والعلم والثقافة والاقتصاد ... فهذه فرصة تاريخية لن تتكرر للعراق حينما تتاح له الفرصة للأستفادة من امكانات وخبرات أمريكا التي تعتبر اعظم بلد على وجه الارض .