... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
المجلس العراقي يرقص....بلا صفيح حار

نعيم مرواني

تاريخ النشر       16/10/2007 06:00 AM


المثقف العربي يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي الذي يعيشه بلده ولان المجتمعات العربية نجحت في طبع بصماتها على مثقفيها في الوقت الذي فشل فيه المثقف العربي في التأثير على مجتمعه لأنه، بلا شك، ما زال يعيد إنتاج أو بالأحرى يجتر أفكارا تنتمي إلى المدرسة الرومانسية التي انتشرت في أوربا في القرن التاسع عشر أو أفكارا يوجينية عنصرية متطرفة على أحسن الأحوال. فالإبداع والابتكار لم يحالفا المثقفين العرب.

النظم الاقتصادية العربية ساهمت في استمرار ظاهرة الجدب الثقافي هذه، لأنها (أي النظم) خليط غير متجانس من نظريات اقتصادية عالمية وتشريعات دينية وتقاليد ثقافية عشائرية، فلم تتضح صورة النظام الاقتصادي المتبنى في إي دولة عربية (تستثنى من ذالك دولة الإمارات) فلا هو اشتراكي ولا شيوعي ولا إسلامي ولا رأسمالي، وهكذا نظام أراد له الحاكم العربي إن يكون مشوشا وغير واضح المعالم ليحاكي نظامه السياسي المطاطي والذي يسهل له التملص من أي التزام بأي قانون مكتوب (الدساتير المؤقتة أو أحكام الطوارئ المزمنة أمثلة على ذلك) رغم أن كتابة القانون لا تستوجب أكثر من ((شخطة من شخطات قلم الرئيس)) مثلما قالها مرة الرئيس المشنوق صدام حسين.

أنعكس هذا الوضع سلبا على المثقف العربي ليصبح عاجزا عن خصخصة الثقافة أي بكلمة أخرى فشل اغلب المثقفين العرب في امتهان الثقافة وصولا للاكتفاء الذاتي من خلال تسويق نتاجهم الفكري.

ولعل البعض من الذين ينتمون إلى مدرسة سقراط وأفلاطون يحتج على ((براغماتيتنا)) الزائدة فالفن والفلسفة والأدب والموسيقى عندهم هي فنون محترمة وسامية ستفقد سموها عندما تتحول إلى مهن للتكسب ومن هذه الأرضية فهم يستنكرون على كل مثقف محترف يخضع لسياسات المؤسسة التي يعمل فيها ويضعونه في خانة من((باع قلمه)) رغم أنهم باعوا أقلامهم والى الأبد إلى الحاكم الذي هم قبل غيرهم يعرفون مدى استبداده ودرجة قسوته.

في ظل ضعف القطاع الخاص وانعدام المؤسسات الإعلامية التجارية يبقى سوق الحاكم هو المستقبل الوحيد لبضاعة المثقف العربي حيث يتم تجميع هذه البضائع في مؤسسات حكومية تطلق عليها اسماء مختلفة مثل(اتحاد الأدباء، نقابة الصحفيين، نادي الشعراء، نقابة الفنانين التشكيليين .....الخ) وهذه المؤسسات عليها استقطاب المثقفين والتحدث باسمهم والتجسس عليهم معظم الوقت.
ولأن هذه المؤسسات الثقافية غير إنتاجية أو غير نفعية فلابد من وجود ممول ميسور قادر على دفع تكاليف النشاطات الثقافية من مؤتمرات ومهرجانات وغيرها وان وجد فله شروطه حيث انه لا ينفق في سبيل عيون الثقافة بل انه بالتأكيد يطلب نتاجات فكرية تتناسب وسياساته الخاصة . وتلافيا للحرج، يكون التمويل على شكل هدايا أو مكرمات أو تغطية نفقات سكن وسفر المثقفين أو على شكل جوائز فنية أو أدبية.
قلما يتقن الكاتب أو الشاعر العربي مهنة غير مهنة الأدب وفي غياب المؤسسات الإعلامية الأهلية فانه لا يستطيع أن يكون في غنى عن الانتماء للاتحادات والنقابات الثقافية الحكومية لتشمله مكرمات وهبات ((الرئيس القائد)) وطبعا لا يصعب عليه (وهو البارع في مهنة الأدب والكتابة) إقناع العامة من إن دافعه للكتابة هو دافع وطني شريف يعبر عن آلام وهموم أبناء الوطن.

وفي حوار أجراه عبد الرزاق الربيعي مع الشاعر عدنان الصائغ يصرح الصائغ الذي خبر المشهد الثقافي العربي عن قرب ويقول: المهرجانات الشعرية العربية تشبه حلقات الزار لا يدخلها إلا المريدون والمبخرون التابعون لشيخ الطريقة لذا هي لا تقبل حلاجا أو بسطاميا ساخرا خارجا على تقاليد الطريقة........خذ أي مهرجان ثقافي في أي بلد عربي ستجد الأسماء المشاركة هي نفسها تنتقل من تكية إلى تكية تتبادل المصالح والأنخاب والدعوات والمباخر النقدية فيما بينها.

تحتكر مصر زعامة كل المؤسسات والمنظمات العربية السياسية والثقافية ورغم أن هذه المؤسسات تدعي الحيادية لكن لا يخفى على أي احد أن الحكومة المصرية هي من يدير هذه المؤسسات من وراء وأحيانا من أمام الكواليس وخير دليل على ذلك الخلاف الأخير بين الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين مع اتحاد الكتاب العرب فلم يعترف الأخير بالأول بحجة عدم اكتمال نصاب الانتخابات التي أجراها الاتحاد العراقي لاختيار أعضاء ورئيس هيئته الإدارية ولم تشفع التأكيدات المتكررة لفاضل ثامر( رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق) على نزاهة وحيادية اتحاده عند محمد سلماوي (الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب) الذي تبين أن دافعه سياسي بحت حيث قال عن الاتحاد العراقي ((الاتحاد الذي عينته الحكومات العراقية بعد الاحتلال)) فتحدث بشكل متطابق تماما" مع ما تقوله الحكومة المصرية والجامعة العربية (التي هي شعبة في وزارة الخارجية المصرية مختصة بالشؤون العربية). أكد ثامر في أكثر من مناسبة أن الاتحاد العربي كان طلب من الاتحاد العراقي الاعتراف بالمقاومة ((الشريفة)) وإنتاج أدب يتغنى بها ويشجب الاحتلال وعملائه ونتائجه.

أبى العرب إلا أن يتدخلوا في كل شاردة وواردة في الشؤون العراقية فلم تسلم الثقافة من هذا التدخل الذي تمخض عن ولادة ((المجلس العراقي للثقافة)) في الأردن لسحب البساط من تحت الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وضم هذا المجلس أناس يعرف بعضهم كل شيء إلا الثقافة (قيل أن هناك شخصية سياسية عراقية مناوئة لحكومة المالكي معروفة بميولها القومية تدعمه ماليا من لندن).
والغريب أن فاضل ثامر رغم علمه بان المجلس ليس إلا محاولة التفاف قومية على اتحاد الأدباء والكتاب في العراق الذي يترأسه هو,الغريب انه اشترك في هذا ((المجلس الثقافي)) وانتخب عضوا في هيئته الإدارية فهو بهذا كرئيس حكومة قاد انقلابا على حكومته ليصبح وزيرا في الحكومة الجديدة.
يبدو أن الرسالة العربية الموجهة إلى فاضل ثامر هي: "نحن ليس لدينا مشكلة في كونك أديبا وناقدا ولكن سوف لن نسمح لك بالتحرر من قبضة الخط الثقافي العربي المحافظ وقيادة مثقفي العراق بعيدا عن الفكر القومي الشوفيني فأهلا بك معنا متفرجا في الخط الأول لاقائدا".

مرت اللغات العالمية بتشذيب وتهذيب ولازالت في تطور دائم أما نحن فكل شيء لدينا مطلق ولغتنا مقدسة (كيف لا وهي لغة القرآن) وهي أقدس من أن تجدد حتى وأن أصبحت عتيقة اعتق من سوق عكاظ وجلباب زهير بن أبي سلمى.

لغتنا العربية، طبعا، بعيدة كل البعد عن أن تكون لغة مشذبة ومتجددة ناقلة لحقائق علمية وفق منطق رياضي لأنها مليئة ((بالحشو اللغوي)) الذي لا يشوش المعنى فحسب، بل ليس له أي معنى على الإطلاق. انظر الى العبارات والفقرات التالية المقتبسة من كتابات وتصريحات مجلس الثقافة العراقي المسخ.

من أشهر تصريحات فرسان المجلس هو تصريح المخرج العراقي فيصل الياسري:"هذا المجلس هو لتفعيل دور الثقافة العراقية في هذا الوقت المتفجر الذي نحن بأمس الحاجة فيه الى تراص واتفاق وعمل على النهوض بثقافتنا العراقية التي أريد لها من قبل الإرهاب والاحتلال أن تنكص ثانية".
هذا دليل لا يقبل الشك أن هذا هو المطلوب عربيا من مجلس الثقافة والذي أكده محمد سلماوي. ((النهوض بثقافتنا العراقية التي أراد لها الاحتلال أن تنكص ثانية")) كيف؟ مالذي يستطيع الاحتلال فعله للثقافة حتى تنكص ثانية؟ وما غاية عداءه للثقافة أن لم تكن ثقافة إرهاب وذبح؟ هذا من وجهة نظري كلام ليس له معنى إنما هو مجموعة كلمات متناثرة تأخذ حيزا على ورقة لا تعني شيئا إنما تشبه شظايا زجاج مهشم مبعثر عشوائيا على الأرض.

قرأت بيان المجلس العراقي للثقافة حول مشروع تقسيم العراق المنشور في جريدة الجيران على الرابط http://www.aljeeran.net/wesima_articles/civic-20070930-81553.html وهذه عبارات مختارة منه:
((اعتبر المجلس المشروع الأمريكي ضد إرادة الشعب العراقي))
يمكن الحكم على هذه العبارة بخطأ مؤكد لأن المشروع غير ملزم هذا أولا" وثانيا" إن المشروع لا يتعارض مع الدستور العراقي وثالثا" لم ترد عبارة تقسيم في القرار الأمريكي ورابعا كيف لك أن تعرف إن القرار هو ضد إرادة الشعب العراقي؟ أليس الكورد جزءا" من الشعب العراقي؟ أليس الشيعة جزءا" من الشعب العراقي؟ الم يصوت 80% من العراقيين لصالح الدستور الذي أقر الفيدرالية؟ هل اعتمدت على استفتاء شعبي للخروج بهذه القناعة؟ لنرى العبارة القادمة.

((وقد عقدت الدهشة أفواه المثقفين العراقيين المؤمنين بمبدأ عراقيون أولا" عراقيون الى الأبد))
لم افهم هذه العبارة. هل يتعارض هذا المبدأ مع النظام الفيدرالي الثلاثي المقترح؟ وهل يمت هذا المبدأ بأي صلة مع الواقع الذي على الأرض؟ أم انه مجرد شعار يحاكي شعارات القومية المثالية؟ يبدو أن الذين يريدون البقاء عراقيين الى الأبد في عراق محكوم مركزيا لا يمثلون إلا شريحة اجتماعية صغيرة فلا اعتقد أنهم قادرين على إيقاف قطار الفيدرالية المنطلق بسرعة فائقة.

وفي موضع آخر من البيان ذاته نقرأ:(الضوء الذي ينبئنا بان نظرية تقسيم الكعكة العراقية لم يمت بعد مع الأسف). إذا كان المحتل قادرا على الاستحواذ على كل الكعكة فلماذا حسب المجلس العراقي للثقافة يريد اقتسامها؟ وإذا كان المقصود الطوائف والقوميات العراقية هو من يقتسمها فهذا شأنهم وحدهم أليس كذلك؟

((تقسيم البيت العراقي الواحد ثلاثة بيوت متنافسة لثلاثة مالكين ليس بينهم الشعب العراقي العظيم)) عبارة أخرى أشد إبهاما" من سابقاتها. ثلاثة مالكين ليس بينهم الشعب العراقي العظيم!!! لا أفهم أين سيذهب الشعب العراقي إذن؟ وما هو دليلك على أن الشعب العراقي عظيم؟ أنا اعتقد انه شعب متواضع بسيط كأي شعب آخر إن لم يكن كشعب رواندا فمن أين جاءت هذه العظمة؟ ومن هي الشعوب غير العظيمة؟

لنراجع هذه الفقرة من ذات البيان: (نحن عراقيون أولا" ولن نسمح تحت أي مسوغات بان يمزق الوطن الواحد والرأي العام الواحد والتراب الواحد من اجل حسابات ابتزازية تحسب كل شيء بدقة ولكنها لا تدخل مصلحة الشعب العراقي وأرادته ووحدته في حساباتها). والله عندما قرأت هذه الفقرة أحسست وكأنني أمام عضو فرع في حزب البعث إذ لا تختلف لا بالشكل ولا بالمضمون عن خطابات البروبغندا العربية القومية.
لا أحد يستطيع أن يصادر رأي العراقيين ويقول ((نحن لن نسمح)) من أنتم؟ كي لا تسمحوا وكيف لا تسمحوا؟ يقول ((الوطن الواحد والرأي العام الواحد والتراب الواحد)) وهذا عكس الحقيقة تماما. هل كاتب البيان عراقي؟ أنا في شك تام من عراقية كاتب البيان . العراق وطن واحد؟ والتراب واحد؟ وما قيمة التراب دون الإنسان يا مقدسي الأرض وقتلة الإنسان؟ ((لا تدخل مصلحة الشعب العراقي)) أنها شعوب عراقية وليس شعب واحد وهم مقسمون فكريا وقوميا وطائفيا، فأي وحدة هذه التي تتحدث عنها؟

((إننا نتوجه الى المثقفين العراقيين الحريصين على وحدة التراب العراقي والدم العراقي مستصرخين أقلامهم وأفكارهم ومروءتهم لكي يقفوا سدا" منيعا" بوجه مشروع تقسيم الوطن الواحد)) لاحظ وحدة التراب مرة أخرى أهم من حياة الإنسان الذي ليس للتراب قيمة بدونه وهذا تأكيد آخر على تقديس العرب للأرض على حساب الإنسان (خسر العراق أكثر من 63000 جندي لاستعادة جزيرة الفاو من الإيرانيين عام 1986 وهي جزيرة صغيرة ملحية نائية ليس لها أي قيمة تذكر).

قررت بريطانيا وفرنسا في عشرينات القرن المنصرم أن يكون هذا "الوطن الواحد" فمنذ متى أصبحت سياسات المس بيل والسير بيرسي كوكس مقدسة لدى دهاقنة التطرف القومي؟

((وهي امتحان لإرادة العراقيين في حياة كريمة كباقي شعوب الأرض المتحضرة))
لماذا لا يستطيع العراقي أن يكون حرا" كريما" في ثلاث أقاليم فيدرالية؟ بل لعل حظوظه في حياة حرة كريمة في الإقليم اكبر منها في الدولة الواحدة التي أنهكتها صراعات اثنياتها وكردستان مثال على ما أقول.
((كباقي شعوب الأرض المتحضرة))؟
نحن شعوب غير متحضرة فالعراق أكثر دول العالم تخلفا لا ينافسه على هذا اللقب إلا رواندا والسودان وليس للاحتلال علاقة بهذه الحقيقية فقد وصل العراق ما وصل إليه بفضل أفكاركم القومية الشوفينية التي دمرت وسخرت كل طاقات العراق من اجل الوحدة العربية التي لم ولن تتحقق.

ويختم المجلس العراقي للثقافة بيانه بهذه العبارة ((ولنتذكر دائما إننا عراقيون أولا" وعراقيون أبدا" والمجد لوحدة العراق الصلدة)) وعبارة ((عراقيون أولا")) عبارة كاذبة لان من يريد الحفاظ على سلطة مركزية حديدية تحافظ على وحدة التراب العراقي هم العرب وليس العراقيون والأحرى بالمجلس أن لا يتبرقع بالوطنية لتمرير أهداف قومية مشبوهة فكان على أعضائه أن يرفعوا شعار ((عرب أولا")) لان هذا ما دلت عليه أدبياتهم وأفعالهم.

من المضحك أن يتحدث البيان عن ((وحدة العراق الصلدة)) ونسي انه استصرخ كل العراقيين والمثقفين على الحفاظ على وحدته. إذا كانت الوحدة صلدة فلماذا هذا الهلع من التقسيم؟

إن الأسلوب الخطابي الطنان لبيان المجلس العراقي للثقافة يجعله صالحا لان يكون بيان انقلاب عسكري من نوع بيانات الرقم واحد السيئة الصيت والتي فعلت فعلها في الأمس القريب في العراق خصوصا" والمنطقة العربية عموما.


تبنى مدربو السيرك العالميون نظرية المثير والاستجابة الشرطية لعالم النفس الروسي بافلوف في تدريب حيوانات عروض السيرك. فكانوا يضعون دبا أو قردا على صفيح ساخن ويعزفون مقطوعة موسيقية معينة. فيبدأ الحيوان بالمراوحة(يرفع قدما من شدة الحرارة ويضع أخرى) فيبدو وكأنه يرقص ويتم إطعام الحيوان في نهاية كل وحدة تدريبية الى أن تتم عملية الاقتران. وعندما تبدأ عروض السيرك فيكتفي المدربون فقط بعزف نفس المقطوعة التي اقترنت بوقوف الحيوان على الصفيح الحار فيبدأ ذالك الحيوان بالرقص .

لقد تمت إزالة الصفيحة الحارة من العراق في 9 نيسان 2003 لكن أعضاء المجلس العراقي للثقافة لازالوا يرقصون حال سماعهم لموسيقى البعث الوطنية جدا وأناشيد بناء دولة قوية موحدة على كامل التراب العراقي تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه تقسيم العراق العظيم الذي سيبقى أبدا" وطنا" تشيده الجماجم والدم تتهدم الدنيا ولا يتهدم .


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  نعيم مرواني


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni