الفدراليه نظام حكم متطور تطبقه معظم دول العالم وهناك 54 دوله تطبق هذا النظام بنجاح فلكل اقليم برلمانه وحكومته وعلم خاص بالاقليم مع وجود المشتركات المركزيه وهذه تختلف من مكان لاخر فاامور الجيش والدفاع والميزانيه العامه وادارة ثروة البلد الرئيسيه ووجود العلم الاتحادي من الامور البديهيه ووجود جهاز للشرطه اتحادي يتدخل في الامور الجوهريه التي تمس امن البلد وهذا ما موجود في الولايات المتحده والبرازيل ونيجيريا.هذا اضافه لدول كثيره في طريقها لتكوين اقاليم كما في السودان والاردن ،حيث ان هذا النظام يقلل الروتين والبيروقراطيه ويجعل اتخاذ القرار قريب من الناس ويقلل من تاثير فساد الوزارات المركزيه فيما اذا كانت تدار بشكل غير جيد اذ يعم الخراب على جميع البلد بنفس الوقت وجود اقاليم مختلفه داخل البلد يخلق تنافس بين هذه الاقاليم مما يظهر بوضوح الاداره الجيده من تلك الرديئه ويقلل من تاثير قوى قد تشارك بالحكومه غايتها التخريب اكثر منه البناء كما موجود في الحكومه الحاليه .

رفض البعض للفدراليه واتهام الداعين لها بالعماله والعمل لمصالح الاخريين هو التطرف بعينه فما اراه انا قد يرفضه الاخريين فاذا رفضت اصبحت عميلا وجاسوسا وصفات مجة اخرى ، فالبارحه احد الكتاب العراقيين يتهجم على الفدراليه ويقول ان دولة الكويت ستتاثر سلبيا بالفدراليه وان المستفيد الوحيد هي اسرائيل وعدوة الكره الارضيه ايران وهذا الكلام الطائفي جدا بعيد كل البعد عن الواقع فالذي سيتاثر سلبيا بهذا النظام لو طبق هي الدول المجاوره الثلاث تركيا وايران والسعوديه . فتركيا الدوله الاكثر تاثرا في تطبيق هذا النظام بالعراق وهذا ما نراه الان من تحشد للجيش التركي على حدود كردستان للقضاء على مقرات ومواقع حزب العمال الكردستاني التركي والذي يتخذ من مناطق اقليم كردستان العراق مركز لانطلاق عملياته ضد الجيش التركي ورفض الفيدراليه بالعراق جاء على لسان القاده الاتراك صراحه ، هذا اضافه الى مد اقليم كردستان سيطرته على مدينة كركوك الغنيه بالنفط لما لهذه الخطوه من تاثير واضح على امكانية اكراد العراق وبالتالي دعمهم لاشقاءهم في تركيا اضافه الى السيطره على كركوك ستكون على حساب التركمان من العراقيين وهذا ما ترفضه تركيا .

اما بالنسبه لايران والتي يتنوع مجتمعها فسيكون تطبيق الفدراليه في العراق المجاور تاثير كبير على وضعها الداخلي فوجود اقليم كردي مجاور لاراضيها يضعها بنفس ما تعانيه تركيا فالايام الاخيره شهدت قصف مواقع مجاميع تهاجم ايران من داخل اراضي كردستان العراق مدعومه كرديا وامريكيا ، وكذلك وجود اقليم شيعي عربي في الجنوب يحرك الاوضاع في عربستان باتجاه المطالبه بمثل هذا الاقليم خاصه وان الشعب بكلا الضفتين متشابهين في خواصهم ولا تفصلهم الامسافات قصيره ، اما اقليم الوسط والذي سيسيطر عليه السنه العرب والذي تتواجد فيه المقاومه الايرانيه والتي يتعاطف معها سكان وعشائر هذه المنطقه اذ سيزداد تاثير هذه العشائر في ظل اقليم لهم من وجود سلطه مركزيه قد تعيق بعض من الدعم لهؤلاء.

اما الدوله الثالثه فهي السعوديه حيث طريقة الحكم في هذه الدوله وقربها من المؤسسه الدينه المتعصبه والرافضه للاخرين حيث يصل هذا الرفض الى تصفيتهم او عزلهم ومنع افرادها من تقلد مناصب حكوميه وهذا واضح بالنسبه للمناطق الشيعيه في المنطقه الشرقيه والتي تمتلك معظم الثروه النفطيه فلو جاورها اقليم شيعي عربي يتمتع بشخصيه معنويه معينه فان ذاك سيوثر بدون شك على الوضع الداخلي السعودي.

اما بالنسبه للشعب العراقي فتطبيق الفدراليه يعتبر واحده من الحلول للمشكله الامنيه ويعطي الزخم للبدا باعمار حقيقي للبلد والسير سريعا باتجاه البناء الصحيح ومنع الاحتكاك بين مكونات الشعب المثقله بالطائفيه الان ، وقد اثبتت تجارب يوغسلافيا نجاح هذا الاتجاه . اما الشىء المهم الاخر هو ضغوطات من داخليه واقليميه ودوليه باتجاه اعادة البعث وهذا خط احمر بالنسبه للسواد الاعظم من الشعب لما لهذا الحزب من مواقف شوفينيه وطائفيه مقيته استخدم فيها ولا يزال كل اعمال القتل والاباده للمعارضين له منذ عام 63 وحروب ضد الجيران وحروب داخليه اكلت الاخضر واليابس وجعلت خيرة شباب هذا البلد تحت التراب ام الباقين فيعيشون حياة من الفقر والبؤس والحرامان ، فتكوين مثل هذه الاقاليم يعني انشاء مصدات للوقوف بوجه المغامرين للثوب للسلطه وارجاع دولاب العجله للخلف .حيث يعتبر رجوع هؤلاء الدمار بعينه ويعتبر من الممنوعات حتى لو ادى ذلك ليس الى الفدراليه وانما تقسم العراق مئات الاجزاء فبها فعلى المنادين بعدم تقسيم العراق وحبهم للعراق الموحد ان يضعوا هذة نصب اعينهم وان يفهموا هذه الحقيقه .وما هجوم الكثير ضد مبدا الفدراليه الى الحلم والعمل لارجاع هذا الحزب العنصري من جديد .

لكن المخيف الان في تطبيق الفدراليه هو وجود قوى تسيطر على الشارع من رجال دين جهله ومتعصبين يستخدمون السلاح من اجل مصالحهم الخاصه مستغلين جهل قطاعات مهمه من الشعب وخلو الساحه من العناصر المثقفه والتي هي في دور الانزواء او انها خارج البلد .