... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  في السياسة

   
محافظة (.....) الفيدرالية!!!

وجيه عباس

تاريخ النشر       31/10/2007 06:00 AM


اجتمع الجميع في بوابة الدولة التي احتلها الجيش الصدامي العظيم في عام 2010،وبعد طرد الغزاة الكفرة!! من شعوب المدينة الأصليين الذين لم يؤمنوا يوما بالقيادة التاريخية لفارس التحرير القومي القعودي ...صرفت الحكومة العراقية نصف ميزانيتها من اجل اضفاء الابـّهة الصدامية!! على المكان.... كان الجميع يهتفون ....(... هله بيك هله...وبجيتك هله....) ...و(صدام إسمك هز أمريكا!!)...كان هناك كثير من المحتفلين على بوابات النصر المتناثرة على (قارة صدام حصين الجديدة) التي أورثت العراقيين الهزائم التي كانت تقف عند كل بوابات العالم البعثي السفلسيوأوقعت العراقيين في حيرة عن المسب الذي يوصل كولومبوس بصدام!!... فجأة وكما يحل نجم ساطع من سواد سيارات المارسيدس الالمانية...حضرت فرقة كاملة من الجيش السري الخاص بالرفيق الضريبة... نزل الشيخ العجوز(أخو هدلة وابو رغّودة ورجل سجّودة!!)... بكامل قيافته العسكرية التي إرتداها(غصبن على شارب أم دبليودبليو بوش الذي حلق شاربه بعد هذه الهزيمة النكراء التي لحقت بجيوش أجداده الذين نازلوا صدام في معارك غرندايزر البعثي وقوات (يوفو المارينـز) وهروبهم الكبير في معركة ام المعالف!!).... توجّه حلو الطول والهيبة رغم إنحناءة ظهرهالى حيث يربط الشريط....خطاه العسكرية تتوحد وهي تتوجه الى المحافظة الخامسة والعشرين من فروع شركة العراق العظيم الذي سحل بلدان الخليج العربي خلفه مثل خروف لتعليمه الديمقراطية الصدامية!!!....وصل بعد جهد بسيط الى بوابة الخراب الذي عمّر الأخيار فيها ماخرّبه الإشرار الإمبرياليون....اراد ان يقص الشريط بـ(يد الخير) التي قطعت الرقاب والأرزاق والماء والكهرباء على حد سواء...فوجيء بالجميع انهم نسوا جلب المقص الرئاسي الذي يختلف عن غيره ...المقص العائد الى أم العراقيين القديمة،سجودة، التي خيّطت به دشداشة بعلولها القائد الضريبة حين كان راعياً لوجود( 5) ثقوب نضالية من الجهة الخلفية وعشرة انواط شجاعة من الجهة الأمامية مع حمّالة سيف القادسيتين التي توارثته عائلة آل طلفاح جيلاً بعد جيل!!.....إنتظر القائد دقيقتين وهو يقول للفريق الأول ثلج عزة الدوري....أبو أحمد وين (قداحتك)......فوجيء به انه لم يتعلم التدخين...(ربما كان يخاف أن يدخّن أمام قائده الملهم!!)....التفت الى عبد محيميد قبل تحويله الى (الدكتورعبدحمود منفيست) وقال له....

- عبد... عجل وين البوكس الحديد!!!

أخرج عبد حمود سلاحه الشخصي وسلمه الى قائده الذي هزَّ يده ، وبدا عليه الإمتعاض.... قال كلمة واحدة وهو يقطع الشريط الحدودي بواسطة بوكس حديد عبد حمود الرئاسي للدخول الى المحافظة الجديدة التي لم يتجرأ أي أحد على إطلاق تسمية عليها قبل أن ينطق قائد الحكمة المتعالية بإسمها الجديد...ألم يقولوا ان التاريخ يكتبه المنتصرون!!..... صدرت عن صدام كلمة واحدة فقط بعد أن هز يده اليمنى وكان مستاءً جدا من عدم وجود المقص...ونقلت حينها قناة الجزيرة الكلمة ببثها المباشر والحصري والحصوري ،وكان ذلك بحضور فيصل القاسم وخديجة بن قنّا،كان العالم الخاسر ينتظر التسمية الجديدة للمحافظة الجديدة....لكنه فاجأ الجميع حين...قال بالحرف الواحد.....

- ( هيه هاي محافظة جديدة مال كسهه!!)...

ضحك الرفاق الذين رددوا الشعار قبل دقيقتين من حضور الرفيق أمين سر القيادة تدخّل المحللون السياسيون والأطباء النفسيون ومنظّرو الخراب البعثي حول كلمة (كسهه!!)...وإنتهى الجميع بعقولهم الجبّارة الى أن الرفيق القائد أطلق إسم (كسهه) على هذه المحافظة المحتلّة....وأصبح ذلك اليوم هو العيد الوطني لـ (كسهه)!!...

تحت قوس النصر لمحافظة (كسهه)...دخل مواطن عراقي في غفلة من الحرس الذين كانوا يغطّون في سبات بعثي....بمجرّد مروره نقطة السيطرة تم القبض عليه متلبساً بملابسه وبالجرم المشهود......طاق طيق وسيت راشديات على السريع...أجلسوه على...الكرسي طبعاً!! في السيطرة العسكرية...جاءت مجموعة من السيارات الحكومية....أدى الجميع التحيات العسكرية للجميع...كلما دخل زائر أدى الجميع تحيتهم العسكرية له:

-إسمك....عنوانك....هل أنت عميل تريد أن تهدم البنى التحتية لـ (كسهه)؟

- !!!!!!! ها شنو؟

(راشدي على السريع...طاخ ..طيخ)..

- هل أتيت من داخل (كسهه)؟

- !!!!!؟؟؟ شنو!!! لأآني إجيت من خارجها

(جلاق طائر يذكره بيوهان كرويف).....

- أحجي طايح الصبغ...هل تحمل جواز من اصدار مديرية جوازات (كسهه)؟

- !!!! يمعودين آني وين؟...

يأتي الجواب سريعاً...كلّة باليافوخ...تذكره بهدف يونس محمود في مرمى السعودية....وراشدي محمودي يدير فك المتهم الموقوف في نقطة سيطرة(كسهه)...

- أثبت في محضر التحقيق أنه في يوم كذا بتاريخ كذا تم القبض على العميل(خضّوري) وهو يحمل أفكارا هدّامة لحكم ووصايا قائد قوات(كسهه) الأعلى صادرة عن جيش الرب الأوغندي.....اليوم أكفر بربكم الأوغندي...هكذا تكلّم مدير أمن (كسهه)....

- ايها المتهم...من كان معك وأنت تجتاز حدود(كسهه) الآمنة؟... هكذا تكلّم ضابط حدود(كسهه)...

- هل أنت من ضمن هيئة الإفتاء بجواز الذبح بحق شعب(كسهه)؟...هكذا تكلم مفتي ديار(كسهه)....

- ربما يكون من قاعدة(كسهه) الإرهابية وأرسله أسامة بن لادين لتفجير(كسهه)....هكذا صرح الناطق الرسمي بإسم محافظة (كسهه) الفيدرالية...

- اسمع ولك ...انت امير بتنظيم قاعدة(كسهه)...كم كسّياً ذبحت حتى الآن؟ هل الجثث المعثور عليها في ضواحي (كسهه) كانوا أهدافا متحركة داخل مركز(كسهه)؟ أين قبضتم عليهم...في داخل (كسهه) أم في خارج (كسهه)؟ كان هذا قول ضابط إستخبارات (كسهه).

- العمل الأمني والخطط الأمنية القومية لـ(كسهه) توجب علينا مفاتحة محافظات الجوار من اجل تنفيذ أوامر القبض بحق كل من يناصب العداء لأفكار ومباديء البعث الإشتراكي...هكذا تكلم عامل تنظيف الأزبال!!!

- ربما يكون من أزلام نظام (كسهه) القديم؟ هكذا تكلم امين سر فرع تنظيم (كسهه) الحزبي....

- هل انت مشترك في الأحزاب التي وجدت مرتعا خصباً في الفيدرالية...نظام (كسهه) الفيدرالي يختلف عن جميع الأنظمة في العالم العربي...لدينا الجامعة العربية في(كسهه) تختلف عن جامعتكم التي فرقتكم....

أجابهم المتهم العراقي الذي تعرّض الى همّة الغيارى من أبناء(كسهه) الشرفاء بجواب بسيط:

- يمعودين ...آني غريب وإجيت على أحد أقاربي في هذه المنطقة وهذا رقمه واتصلوا به واسألوه عني...

إتصل جميع مدراء الأجهزة الأمنية التابعة الى منظومة (كسهه) الإستخباراتية فأكد أقارب المتهم الموقوف سلامة موقفه من التجنيد العسكري لـ(كسهه)...وسلامة الفحوصات الطبية المتبعة في مؤسسات(كسهه) الطبية....أطلقوا سراحه وقالوا له:

- بإسم (كسهه) نعتذر عن هذا الخطأ غير المقصود...وأنت تعلم أن مصلحة الشعب في (كسهه) مصلحة تقف جميع الإعتبارات تحت المسائلة القانونية...

خرج المواطن الكريم وهو يحمل لقب(أبو خد مشمشة) جراء الصفعات التي تلقاها... شعر المواطن العراقي بالجوع...مرّ قرب مطعم للأكلات الشعبية...أكل قطعة واحدة ...طالبه صاحب المطعم بمبلغ (10آلاف)استغرب كثيرا...قال له هذه الأسعار غالية جدا...أجابه هذه أسعار مطاعم (كسهه)...شرب شاي فطالبوه بمبلغ (5 آلاف دينار)..أجابه مستغربا بأن سعر الشاي في بغداد سعره(250 دينار) فقالوا له: روح افتر بكل (كسهه) تلكَه شاي بهذا السعر... هذا اذا ماعرفته هذا شاي (كسهه)...صعد في سيارات الأجرة...كانت الأجرة غالية...فهمها طبعا بكل شفافية (كسهه) المعروفة...قال له نازل يم الفلكة...حين وقفت السيارة قال له السائق:

- هاي فلكة (كسهه) منو يريد ينـزل!!

وجد تمثال الرفيق القائد صدام ينتصب في سنتر (كسهه) وهو يرفع راية بيضاء وكتب تحت التمثال شعار بعث كسهه العربي الإشتراكي(كسي كسي... بيك أصبّح بيك امسّي...بيك أجايد العدوان بيك أكَعد على الكرسي....)...سأل أحدهم كان يقف قرب الفلكة...

- بروح ابوك متكَلي آني وين بالضبط؟

قال له مستغربا: أكيد انت مو من (كسهه)...ازداد جنون صاحبنا وهرع الى شرطي المرور المتوقف قرب الجزرة الوسطية وسأله بلهفة ...بروح ابوك متكَلي اني وين؟ فقال له ...انت متوقف الآن بسنتر كسهه بالضبط!!!!

مرت من أمامه سيارة إطفاء وكانوا على عجلة من حريقهم...سألوه: يمعود متكَلي هذا الحريق بكسهه وين فازداد حيرة من امرهم!!!....

هل هذه هي مدينة(كسهه) الفاضلة؟ لوسألوا إفلاطون عنها لما تعدّاها وفق منظومته الفكرية....

تجوّل في أسواقها....لاطازج الا الطازج....فرع(كسهه)...كنتاكي(كسهه)...كرزات (كسهه)...مشروبات(كسهه)...بار(كسهه)...نقابة الصحفيين في (كسهه)-المقر العام.... اتحاد أدباء(كسهه)...نقليات(كسهه) لنقل البضائع الثقيلة!!..مقهى (كسهه)...نرجيلة ام التفاحتين..ومعسّل زغلول....قرأ لافتات ملونة...هنا فريق كسهه الشعبي...والى جانبه محل كتب يافطة تقول( خدمات (كسهه) للأجهزة المنزلية....شاهد رجلا عجوزا يجلس خلف ماكينة الخياطة وفوقه علقت يافطة(هنا خياطة(كسهه)...مر من احدى المحال وقرأ اللافتة ( دلالية (كسهه) والعربون على المشتري....وكان المحل يعود الى عمالرة شاهقة تعود الى فندق كسهه السياحي

شعر المواطن ان مايمر به هو حالة فصام عن واقعه المرير....توجّه الى قائمقام (كسهه)...استاذ اريد اقابل محافظ(كسهه)...تفضل اخي ورفيقي انت في (كسهه)...حللت اهلا ووطأت سهلاً.... السيد محافظ (كسهه) يصرّح لقناة كسهه الفضائية لقد أنجزنا 95% من المشاريع التي تظهر(كسهه) بمظهر الدول الأوربية...آه لوكان هناك نهر يجري في (كسهه)لرأيتم حجم السياحة التي تنعش إقتصاد(كسهه) الكاسد...لكن سراق الأحزاب الوافدة الينا من تجارب العراق الديمقراطي الذي كان من الممكن ان ينجب ديمقراطية لاتمت بصلة الى اي تجربة وليدة في (كسهه) ولرأيتم حجم التحولات الكبيرة لهذه المحافظات التي تخلصت من الدشاديش والعكَل وابدلناها بالسفاري والزيتوني....

ينتقل السيد المحافظ الى المواطن:

- اخي المواطن هل ذقت زيتون(كسهه)؟ انه الزيتون المفضل لدى الأحزاب الوفاقية والتوافقية والإئتلافية الموحدة للمائدة اليعربية السياسية....لدينا مجلس نواب (كسهه)...فيه تناقش كل صغير وكبيرة في (كسهه) للخروج بأفضل الحلول الناجعة لمسيرة (كسهه) باتجاه المستقبل العريض!! ولدينا معارضة ديمقراطية لاتلجا الى السلاح الا في الدفاع عن شرف(كسهه)أمام المحتل البغيض....وزارة داخلية(كسهه)وزارة خدمية...ووزارة دفاع(كسهه) تعطي صورة مشرقة لسورهه ونورهه....هنا في كسهه تاريخ يعود الى عهد ماقبل السيارات المفخخة والعبوات الناسفة...بربكم هل سمعتم بانفجار سيارة مفخخة في (كسهه) أو عبوة ناسفة؟....لدينا علاقات مع الدول الصديقة والعشيقةلـ (كسهه)....

اجابه المواطن الكريم...شلون!!!...دليني وين السطح؟

قال له المحافظ: هل تريد أن تلقي نظرة مستفيضة من اعلى نقطة في (كسهه)؟ لك ذلك ايها الزائر...ياضيفنا لوجئت (كسهه) وجدتنا نحن الضيوف وانت محافظ كسهه...تفضل...يصعد المواطن على اعلى نقطة ويقول للمحافظ

- سأنتحر!!

- يمعود دخيلك...نحن هنا محافظة ديمقراطية تنجب الحياة والمتعة...لماذا تريد أن تموت؟

- أنتحر...لوتطلعوني من (كسهه)؟

-لانستطيع...الداخل في (كسهه) مفقود...والخارج منها (مولود)...

يرمي المواطن نفسه فيسقط من السرير وهو يضحك ويقول:

- كسهه اي والله كسهه!!


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  وجيه عباس


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni