اسلاميو كردستان يتطلعون إلى تشكيل جبهة ثالثة

المقاله تحت باب  قضايا
في 
28/07/2016 06:00 AM
GMT




نقاش / ماز فرحان
تريد القوى الإسلامية في كردستان إذابة جليد العلاقات فيما بينها، بل إنها عازمة على أن يكون لها دور في الخارطة السياسية في الإقليم عبر إعادة تنظيم صفوفها وتشكيل جبهة مشتركة لسماع صوتها.


يبدو أن إقليم كردستان يشهد موسماً لتشكيل الجبهات والمشاريع المشتركة إذ تتضح ملامح القوى لبعضها، فبعد أن اتضحت جبهتا الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الاتحاد الوطني وحركة التغيير، تمد القوى الإسلامية يد التعاون لبعضها وتريد أن تلعب دورها في العملية السياسية كجبهة ثالثة.
في الرابع عشر من شهر تموز (يوليو) الحالي جمع لقاء موسع بين الشخصيات الأولى ومعظم قادة الاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية والحركة الإسلامية في كردستان في مأدبة عشاء نظمت في السليمانية بدعوة ومبادرة من صلاح الدين بهاء الدين الأمين العام للاتحاد الإسلامي. والإسلاميون سعداء بتقاربهم هذا ويريدون أن لا يكون لتناول الطعام فقط ويتطلعون الى مشاريع وخطط اكبر.
الأطراف الإسلامية الثلاثة لديها (17) معقدا في برلمان كردستان، فالاتحاد الإسلامي الذي تأسس عام 1994 وبادر هذه المرة لديه عشرة مقاعد وكان فيما مضى لا يؤيد تشكيل جبهة مشتركة للإسلاميين خشية انقسام المجتمع الكردي إلى جبهتين إسلامية وعلمانية ولكن يبدو أن التطوّرات في الخارطة السياسية للإقليم قد أحدثت تغييرا في قناعته السابقة.
وقال محمد احمد عضو المكتب السياسي للاتحاد الإسلامي لـ"نقاش" إن "احد أهدافنا من هذا التقارب هو رغبتنا في تطوير الاعتدال وخلق بيئة لكي لا يتعرض شبابنا للانحراف وإستراتيجيتنا هي تطوير العملية السياسية في إقليم كردستان بدءاً من حق تقرير المصير ووصولا الى الاستقلال اذا كانت الظروف مواتية". معربا عن اعتقاده بان ذلك يحتاج الى التوافق والتجمع حول مشروع مشترك.
وشدد محمد احمد على انه إذا اجتمع الإسلاميون معا فأنهم سيفرضون بيئة معتدلة وسيتمكنون بالإضافة إلى ذلك من التأثير باتجاه وحدة الصف والتوافق وقبول الآخر، وأضاف: "نريد ان يقوم الإسلاميون بدور المكمل وليس الانقسام بين هذه الجبهة او تلك".
ويأتي العمل على تشكيل جبهة إسلامية بعد اتفاق الاتحاد الوطني وحركة التغيير في إطار مشروع مشترك بعد أعوام من الصراع والخلافات كما يشكل الحزب الديمقراطي جبهة سياسية أخرى في الإقليم، فيما يرى قيادي في الحركة الإسلامية أن العمل المشترك للإسلاميين جاء متأخراً.
وتأسست الحركة الإسلامية عام 1987 وهي أقدم حزب إسلامي في كردستان ولكنها تملك مقعدا واحدا في البرلمان وقد قدمت مبادرات للتقارب بين الأطراف الإسلامية ولكن لم تتكلل محاولاتها بالنجاح.
وقال شوان قلعة دزيي عضو المكتب السياسي والنائب عن الحركة في برلمان كردستان ان هناك إرادة قوية وفعلية للتقارب بين الأطراف الإسلامية وان الوقت قد حان لذلك بل انه جاء متأخراً "لأنها لن تتمكن من العمل وهي منقسمة ومتباعدة" حسب قوله.
وأضاف دزيي لـ"نقاش": ان "عقد حتى الآن اجتماعان أو ثلاثة للتقارب بين الأطراف وستستمر الاجتماعات وسيعقد الاجتماع القادم قريبا ويجمع أعضاء المكتب السياسي والقيادة والشخصيات الإسلامية والدعاة"، موضحا أن الهدف هو أن يكون هناك مشروع مشترك وقائمة مشتركة للانتخابات حتى ان أنصار الأطراف الثلاثة ابدوا أحيانا كثيرة استعدادهم لاعتماد اسم موحد.
وكانت الحركة قد قدمت عام 1998 مشروعا لتوحيد العمل الإسلامي في كردستان حيث كانت هناك ثلاثة أطراف إسلامية وقد رحبت حركة النهضة بالمبادرة وشكلت مع الحركة الاسلامية حركة الوحدة الا ان الاتحاد بينهما لم يدم طويلا وتفكك بانشقاق الجماعة الإسلامية بزعامة علي بابير.

 وأشار دزيي إلى ان الإسلاميين لهم خصوصيتهم وقد تضرروا كثيرا جراء الانقسام وقال: "نريد من خلال المحافظة على خصوصيتنا الإسلامية والسياسية قيادة وإرشاد الناس في جميع المسائل القومية والوطنية ومواجهة انعدام العدالة والوقوف بوجه الاستبداد، نريد ان نكون قدوة لا تابعين".
والقي خلال المأدبة كل من صلاح الدين بهاء الدين الامين العام للاتحاد الإسلامي وعلي بابير امير الجماعة الإسلامية وعرفان علي زعيم الحركة الإسلامية وممثلي المنظمات الإسلامية ورجال دين كلماتهم.
وأعلن بهاء الدين انه يجب على الأطراف الإسلامية أن تكون جزءا من الحل في إقليم كردستان فيما أعرب زعيم الحركة الإسلامية عن اعتقاده بأن جزءا من قلة النمو لدى الإسلاميين تتعلق بالدول الإقليمية فيما يتعلق الجزء الآخر بأوضاعهم الداخلية.
بدوره قال علي بابير أمير الجماعة الإسلامية ان المصالح الحزبية والشخصية دفعت الوئام السياسي في اقليم كردستان الى التدهور وان التجربة السياسية بحاجة الى الأطراف الإسلامية لإنعاشها، وأضاف "لابد ان تكون للإسلاميين سياسة واضحة ولا يدوروا في فلك احد".
ولدى الجماعة الإسلامية التي تأسست عام 2001 بعد انشقاقها عن حركة الوحدة 6 مقاعد في البرلمان وتميزت علاقاتها مع الحركة الاسلامية بالبرود وكثيرا ما تبادلا التصريحات ضد بعضهما في الإعلام، الا ان علاقة الجماعة مع الاتحاد الإسلامي كانت طبيعية وقد قام الطرفان بأعمال مشتركة كثيرة وشكلا لجان تعاون بينهما كما خاضا انتخابات المحافظات الأخيرة بقائمة مشتركة.
وشدد ريبوار حمد المتحدث باسم الجماعة على أن الجماعة تعتبر الأخوة الإسلامية أصلا ولديها إيمان تام بالعمل المشترك.
وقال حمد لـ"نقاش": نحن "نؤمن بان العمل المشترك والتقارب بين الإسلاميين يجب ان يكون تدريجيا ويناقش بجدية وتحدد آلياته، ولم تجر حتى الآن مناقشة جدية بين الإطراف الإسلامية كما لم يتم وضع آليات واضحة لأعمالها".
ويأتي التقارب بين الأطراف الإسلامية في وقت مر إقليم كردستان خلال العامين الماضيين بأزمات مالية وسياسية ولا تزال آفاق حل المشكلات غير واضحة فيما انقسمت القوى على جبهتين ولم يتمكن الإسلاميون من حسم أمرهم في إحدى الجبهتين وقد تبين انقسامهم بوضوح في موضوع رئاسة الإقليم.
ويرى عبدالله ريشاوي الخبير في شؤون القوى الإسلامية أن تقارب الأحزاب الإسلامية كان أمرا منتظرا لان وضع الإقليم يسير بشكل لا تستطيع الأحزاب فيه اتخاذ القرار منفردة وتحتاج لشريك في اتخاذ أي قرار وذلك لتقليل الانتقادات والاحتجاجات ضدها.
وقال ريشاوي لـ"نقاش": ان "الاتحاد الإسلامي هو الأكثر حرصا على التقارب لان ذلك يتفق مع إستراتيجيته في سياسة الحياد ويتفق كذلك تماما مع وضع الحركة الإسلامية لأنها لن تخسر شيئا من التقارب بل تنتظر مكاسب".
وأعرب ريشاوي عن اعتقاده بان الجماعة الإسلامية وان كانت في السابق ترفع شعار وحدة الإسلاميين، إلا أنها قد تخطو بحذر باتجاه التقارب لأنه لا يتوافق تماما مع أجندتها ومتطلباتها وإنها واقعة في الجبهة المناوئة للحزب الديمقراطي الكردستاني أكثر من الأحزاب الإسلامية الأخرى.