... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
ملتقى الرواية في دمشق فعالية اغنت المشهد السردي العربي

مازن لطيف

تاريخ النشر       19/10/2008 06:00 AM


 اختتم في دمشق الملتقى الاول للرواية العربية تحت عنوان ( تحولات السرد الروائي ) بالتاكيد على ان ازمة الواقع الذي الذي تعيشه المجتمعات العربية تحول دون تبلور الكتابة الجديدة .. شارك في هذا الملتقى نحو 35 روائيا وناقدا عربيا ..استطلعنا  اراء عدد من الروائيين العراقيين عن الملتقى كان المتحدث الاول هو الروائي والقاص احمد سعداوي قال: لا شك ان اقامة اي نشاط ثقافي لمناقشة قضايا الرواية في العالم العربي هو امر حسن، فهو في اضعف الاحوال يثير الاهتمام داخل وسائل الاعلام ويسلط الضوء على الرواية باعتبارها نمطاً ابداعياً يتوسل الوصول الى مستهلكه بشتى الوسائل والطرق.
النشاط الابداعي الكتابي بصورة عامة يتعرض في عصرنا الى انحسار الاهتمام به من قبل المستهلكين مع منافسة واضحة لفنون اكثر جدة ترتبط بالميديا المعاصرة.
إن مؤتمراً يقام بصدد الرواية العربية في دمشق او اي عاصمة عربية اخرى يساهم دون شك في تقريب الرواية اكثر من قارئها المفترض، ويرفع الرواية الى دائرة الحدث الاعلامي.
من جانب آخر، المؤتمرات توفر عادة، اضافة الى برنامجها المعد سلفاً، فرصة للقاء بين الروائيين انفسهم وتبادل الخبرات، واثارة النقاشات الجانبية حول المشاريع المختلفة للروائيين، ومحاولة تلمس افق عام تتحرك باتجاهه الرواية العربية.
وفيما يتعلق بالسؤال عن المدعويين الى هذا المؤتمر من الكتاب العراقيين، فأعتقد ان العراقيل الموضوعة امام حركة العراقيين باتجاه سوريا او عمان ساهمت كثيراً في حجب فرص الدعوة لروائيين عراقيين في الداخل.
كما ان اي مؤتمر للرواية او غيرها يقتصر في الغالب على اسماء محددة تخضع لاعتبارات مختلفة، ولا يفترض ان نتوقع ان يدعو مؤتمر دمشق جميع الروائيين العراقيين.
والروائيان علي بدر وشاكر الانباري روائيان مبدعان، ولكل منهما مشروعه الابداعي المتميز، وهما بالتأكيد عكسا في نشاطات المؤتمر جانباً من مشاغل الرواية العراقية الآن.
اما القاص والروائي سعد محمد رحيم فانه يرى ان الفنون السردية لم تحظ بعد بالاهتمام الذي حظي به الشعر في العراق , وهو لايعفي المؤسسات الثقافية من هذه المسؤولية حيث يقول:
يسكننا إحساس مرير لأن الفنون السردية العراقية ولاسيما الرواية لا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه من لدن المؤسسات الثقافية العربية وكذلك النقاد العرب مثلما يحظى به الشعر العراقي مثلاً.. ربما كنا نحن السبب؛ كتاباً ونقاداً ومؤسسات من المفترض أن تُعنى بتوزيع النتاج الأدبي والثقافي العراقي وتروّج له وتُعرّف به. ولذا فأنا شخصياً لا أعتقد أن المسألة طوال الوقت هي وجود مؤامرة وسوء نية تقف وراء نسيان وإهمال نتاجات روائية عراقية ذات قيمة فنية عالية، وأقصد تلك التي يبدعها روائيون لم يغادروا البلاد. في المقابل لا أنفي كلياً وجود سوء نية مبيتة عند بعض أولئك الذين نعنيهم في هذا المقام.
ملتقى الرواية العربية في دمشق هو مناسبة هذا الكلام.. حضره اثنان فقط من روائيينا وهما الصديقان علي بدر وشاكر الأنباري.. ولا شك أنهما من مبدعينا الذين نفتخر بهم. لكن تاريخ منجز الرواية العراقية يستحق من أي ملتقى أدبي التفاتة أكبر. وإلا لماذا لا يُدعى نقادنا الكبار إلى الملتقيات الأدبية التي هي من هذا القبيل؟ لماذا يجري إهمال أسماء مبدعين يكتبون وينشرون في الداخل. وإذن من لا يعرف عبد الخالق الركابي وأحمد خلف في سبيل المثال لا الحصر؟.
نتمنى أن تحقق الملتقيات العربية الخاصة بالرواية والقصة أهدافها المعلنة خدمة للثقافة العربية. وألا تكون مناسبات لاجترار كلام إنشائي لا يضيف شيئاً لمسيرتنا الثقافية.
ثم لماذا ننتظر من الآخرين الاحتفاء بأدبنا؟ لماذا لا نعقد نحن في بغداد ملتقيات خاصة بالرواية والقصة العراقيتين؟ نحتاج أولاً أن نحتفي بمبدعينا ونفتح أمامهم أفق الحوار مع بعضهم بعضاً ومع نقادنا ومثقفينا في الداخل العراقي، ومن هم في الخارج أيضاً، وأن نروج إعلاميا وثقافيا لهذه الملتقيات. ومن الضروري أن يكون من ضمن الضيوف كتّاب ونقاد عرب. على أن تكون هذه الملتقيات مثمرة حقاً.
الروائي نزار عبد الستار رأى ان الادب العراقي لايتمتع بهوية مكانية لذلك فان ادباء المهجر هم الاقرب الى تمثيل الادب العراقي كونهم يتواجدون في عواصم مختلفة ويمثلون ما اسماه بـ ( ممثليات روائية ) واوضح عبد الستار :
يعرف الزملاء في العراق الجميل ان الرواية باتت تشكل نقطة استقطاب هامة للجمهور المثقف وانها تعد الان وجها ارستقراطيا في الكثير من التجمعات البشرية السواحلية الثرية. دمشق كأخواتها من عواصم الثقافة العربية اقامت مؤتمرها الروائي بهدف احتواء وتحليل وتفسير الثورة السردية العربية الجديدة وهي تقرأ المشهد الروائي بناء على مستجدات المشهد نفسه. وبما ان الادب يحتاج دائما الى الدعاية والاعلان والتسويق فان مشكلة الادب العراقي انه لا يتمتع بهوية مكانية لذلك نجد ادباء المهجر هم الاقرب الى تمثيل الادب العراقي كونهم يتواجدون في مكتبات دول مناطقية عدة وبالتالي تكون تنقلاتهم اسهل واكثر اقتصادا. في جميع العواصم العربية توجد الان ممثليات روائية عراقية فنحن نجد الكثير من الروائيين العراقيين في دمشق وعمان والقاهرة وهؤلاء هم الاقرب الى تمثيل الادب العراقي من غيرهم. فاذا ما فكرت عاصمة من العواصم العربية باقامة ندوة عن الرواية فانها لابد ان تجد روائيا عراقيا يشرب النرجيلة في مقهى قريب. هذا الامر ليس سيئا بل على العكس اجده مدعاة لاثارة اسئلة عدة تخص جدوى ان ننفق الملايين على مؤسسات رجعية لاتمدنا الا بالمزيد من التخلف والقهر. الروائيون الذين خرجوا من ( نقرة ) دار الشؤون الثقافية لهم لمعة بارزة عربيا وهذا امر رائع. دمشق ليست مسؤولة عن حجم التمثيل العراقي في مؤتمرها الذي عقدته بشأن الرواية وهي غير معنية بوضع قراءة للمشهد العراقي الروائي. انه امر غاية في التعقيد والغموض واعتقد انه حتى في حالة انتخاب بغداد عاصمة للثقافة العربية وولادة فكرة اقامة مؤتمر للرواية فان وزارة ثقافتنا لن توجع رأسها وتراجع قائمة اصدارات دار الشؤون الثقافية لتعرف من منا كتب رواية وستطلب قائمة بالدعوات من دمشق والقاهرة.

 


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  مازن لطيف


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni