... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  أخبار و متابعات

   
الجواهري بلسانه وبقلم سليم البصون

تاريخ النشر       23/06/2013 06:00 AM



 في الصورة : نيران ابنة سليم البصون والدكتور فائق بطي
 
لندن: سعاد الجزائري

«الحوار من أجل معرفة الآخر.. وليس من أجل تغييره»، عبارة السيد حسين إسماعيل الصدر تصدرت قاعة «دار السلام» بلندن التي احتضنت احتفاء «منتدى مير بصري للمعرفة» بصدور كتاب «الجواهري بلسانه وبقلمي» للصحافي العراقي الراحل سليم البصون. وهي أمسية تم فيها أيضا تكريم هذا الكاتب الذي عاصر أهم أعلام الصحافة والثقافة العراقية، فقد عمل في جريدة «البلاد» مع رفائيل بطي سكرتيرا تحرير، ومديرا للتحرير في جريدة «الرأي العام» التي ترأس تحريرها الجواهري نفسه، الذي كان يأتمنه على ما يصدر في جريدته، بل حتى كتابة افتتاحيات الجريدة تحت توقيع الجواهري نفسه، لهذه الدرجة كان سليم البصون مؤتمنا من قبل كل من جايله.

احتفال ضم عراقيين من مختلف الطوائف والأديان والقوميات، ليحتفوا بكاتب يهودي، لا يمكن لأي كان أن يمحو آثاره من تاريخ الصحافة العراقية، وآخرها هذا الكتاب، الذي استغرق إصداره 40 عاما، بعدما رحلت صفحاته قسرا مع كاتبها عام 1973 وأبت عائلة الكاتب أن يصدر من بلد غير البلد الذي كتب فيه وهو العراق، وهذا ما تم فعلا، حيث تم دعم الكتاب من قبل وزارة الثقافة العراقية بمناسبة اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية.

نظمت هذه الأمسية نيران البصون ابنة الكاتب، التي استعرضت حياة والدها ومسيرته الصحافية في العراق، متطرقة إلى الصحف التي عمل بها، والأحزاب التي انتمى لها، ومنها الحزب الوطني الديمقراطي الذي ترأسه آنذاك كامل الجادرجي. وبسبب مواقفه الوطنية المناهضة للحكومات المتعاقبة، اعتقل سليم البصون العديد من المرات.

وإعتبرت نيران ان أباها «سليم البصون بقي فخورا بعراقيته حتى يومه الأخير». وهذا ما أكده كل من تحدث بعد كلمتها، ومنهم عميد ومؤرخ الصحافة العراقية الدكتور فائق بطي الذي زامله لفترة طويلة امتدت بين 1957 وحتى رحيله الإجباري عن العراق عام 1973. وأشار بطي في حديثه إلى دور البصون ليس في الصحافة فقط، وإنما في الأدب العراقي أيضا، ونوه بحدسه السياسي في مواقف عديدة، إضافة إلى دقته وشفافية قلمه في كتاباته الصحافية، ولذلك «لا يمكن للأيام أن تنسينا دوره المهم في تاريخ الصحافة العراقية، وأن رحيله القسري كان خسارة لهذا الميدان».

أما الدكتور عبد الله الموسوي المستشار الثقافي السابق في السفارة العراقية بلندن، والأكاديمي المعروف، فقد استهل كلمته بالإشادة بالتنوع الذي ضمه هذا الاحتفال، وقال: «ما الذي يضيرني من دين أو طائفة أو حزب هذا أو ذاك، بل جل ما يهمني هو اشتراكنا في حب العراق، مستشهدا بالعبارة الأخيرة التي ختمت بها ابنة الكاتب مؤكدة على حب والدها لوطنه العراق».

وأضاف الموسوي: «ها نحن هنا؛ مسيحي يتحدث عن زميله البصون اليهودي»، مشيرا إلى «مدى إخلاصه في حب هذا البلد، وأنا المسلم أشارك الآخر في دور هذا الكاتب، وأقتسم معه حبي للعراق، فما قيمة الأشياء الأخرى التي تفرقنا، ما دمنا نتفق على المشترك الأكبر، الوطن».


* حلم عائلة وأمنية راحل

* عائلة البصون مجتمعة، ابتداء بالوالدة والشريكة مريم الملا مرورا بأبنائه وبناته، عملوا من أجل تحقيق حلم والد رحل عنهم وترك حلمه معلقا في المساحة الكونية بين وطن تركه ومكان عاش فيه.

أربعون عاما استغرقها إنجاز حلم البصون بعدما كان مخطوطة ضمت لقاءات حميمية بينه وبين الشاعر الأكبر الجواهري.. وضعوا حسابات لكل شيء؛ أولها أن الكتاب يجب أن يصدر من المكان الذي كتب فيه ويعود إليه، وكان تحقيق هذا الحلم أشبه بالمستحيل، حتى سعى الصحافي مازن عبد اللطيف إلى إصداره ضمن ما صدر بمناسبة اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية هذا العام.

عن الرقم «الأربعين عاما» قالت السيدة مريم زوجة الكاتب، في كلمتها التي أرسلتها إلى الاحتفالية:

«أولا أشكر الله سبحانه وتعالى الذي أمد بعمري لأشهد تحقيق هذا الحلم.. فبعد صدور الكتاب أخذت معي نسخة لزيارة قبر سليم مع أولادي الثلاثة لأبشره بصدور الكتاب، وقلت له: حققنا حلمك يا أبا خضر.. كما وفيت بوعدي لشاعرنا الكبير (محمد مهدي الجواهري). الذي سألني قبل ثلاثين عاما خلال اتصال هاتفي: (وشصار ويه الكتاب؟)، فأجبته بأني سأطبعه. وحينما سأل عن المكان، أجبته في بغداد، رغم علمي بأن الأمر أقرب إلى المستحيل».

لكن السيدة مريم حققت الحلم، لذلك قالت في رسالتها: «وهنا أكون قد وفيت بوعدي للجواهري أيضا، وكم كنت أتمنى لو استطعت أن أضع الكتاب على قبره وأقول له: وفيت بوعدي لك يا أبا فرات».

* كتاب الجواهري هدية لشعبه

* أما الدكتور خضر البصون (ابن الكاتب)، فقد أرسل هو الآخر مشاركته برسالة قرأها نيابة عنه ضياء الكاشي، أحد مؤسسي «منتدى مير بصري للمعرفة» مع السيدة نيران. يقول البصون الابن في رسالته حول الكتاب: «بدأ والدي كتابة ما اعتبره (أهم مشروع له) في ربيع 1971، وأنهى المسودة عام 1973 قبل أسابيع من هجرته إلى إسرائيل مع والدتي، وقد أهدى الكتاب بعبارة: (هذا الكتاب عن الجواهري، أهديه إلى شعب الجواهري)».

ويضيف في رسالته القيمة عن الأربعين عاما، قائلا: «يمثل لنا طبع هذا الكتاب في بغداد غلق حلقة؛ فقد ولد الكتاب في بغداد ورجع إلى بغداد بعد أربعين عاما. ومن مفارقات القدر أن عمر مازن لطيف أربعون عاما، وولد في السنة نفسها التي تركت فيها عائلتي بغداد.. في سورة الأحقاف ورد عن الإنسان: (.. حَتَّى إذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتِكَ التِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحَا تَرْضَاه ..). وكما قاد نبينا موسى شعبه لأربعين عاما في صحراء سيناء ليصل إلى أرض الميعاد، تاه كتاب والدي أربعين عاما ليصل لأرض ميعاده؛ بغداد، وأربعون سنة هي الفترة الزمنية ليقوم جيل جديد».

في ختام تلك الأمسية الشاملة، التي عبرت عن التسامح الإنساني بين مختلف الطوائف والأديان والقوميات، طرح مقترح بأن يقوم هذا المنتدى بتكريم الذين نسيهم الزمن من كتاب وصحافيين ومثقفين وعلماء ومفكرين. وكم كان مؤثرا الاستماع في النهاية إلى صوت الفنان فؤاد سالم وهو يصدح بقصيدة الجواهري:

حييت سفحك عن بعد فحيّني

يا دجلة الخير يا أم البساتين

حييت سفحك ظمانا ألوذ به

لوذ الحمائم بين الماء والطين


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%





 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni