... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  مقالات و حوارات

   
أبواب الجَنَّة : وفاءً لجمال القصيدة

وليد هرمز

تاريخ النشر       16/06/2014 06:00 AM


 

1
أنا اؤمن بالفأل الذي يأتي من الطيور. اؤمن أن الطيور فألها حَسَنٌ في الغالب. تُرى من أين أتى وكيف وصل إلى بلاد الاسكندناف البُلْبُلُ الخُصَيْباوي، وحطَّ على شباك داري في أمسية ربيعية قبل أيام. الشباكُ نصف موارب. لمحتهُ من بعيد. اقتربتُ ببطءٍ شديد كي لاأخيفه فيطير. شممتُ رائحة طلِّيع عالقٌ في ريشه. رائحة آتية من نخلة خصيبية. أيقنتُ أنهُ طائرٌ خصيبي. لم تخُنِّي رائحة نخيل البصرة. تقدمت بخطى مسالمة، لكن أكثر وثوقاً. بقي الطائر ينظر إليَّ نظرة الواثق من أني تعرفتُ إليه، وأنا من تلك الديرة. كانَ تبادل شهقاتٍ وشَمُّ طِباع. تُرى أما زالت رائحتي فيها بعضُ أثرٍ من شميم البصرة؟ ربما، وإلاَّ لمَ آنسَتِ الطائر ـ البلبل رائحة مكاني هنا فتدانى بجسارةٍ  فتطايرتُ فرحاً كالريش. سهوتُ قليلاً فناداني خاطرٌ أن أكتب بمداد ألمي عن صديقي الشاعر طالب عبد العزيز الشاعر البصري الخصيبي.
   ياه يالها من مهمة شاقة. من أين أبدأ وإلى أين سأنتهي. كيف أفي حقَّ هذا الشاعر ـ المقيم الأبدي في البصرة الجنة ـ النار.
اجتهدي يالنستولجياً إذاً.
كلُّ حنينٍ صحوةٌ
ـ ماالرسالة التي أتيت بها إليَّ يابلبل الخصيب؟ أيها الطير الطَّريد.
ـ مامن رسالة عندي ياغريب. أصبح سعري في السوق خمسون مليون ديناراً، أباعُ لدول الخليج فآثرتُ الجحيمَ الأنيس على أن أكونَ سلعةً.
ـ نحنُ غريبان إذاً،. قال الطائر بريشه المتبرِّج المنفوش والمُعفَّرِ برذاذِ الجُمَّار وبصدره الممتلئ بثرثرةِ هواء رطب.
هواءٌ شهوة.
جِراح لاتندمل.
   البلبلُ الخصيباوي شاهدٌ إذاً على نداماي. اختلطت عليَّ الفرحةُ بأختها الدمعة التي فزَّت من مُقلةٍ بلا حيلة.
ـ أَبِكَ حِيلْ، بعد، في أن تغرورقَ بالدمع؟ كفاكَ، أطبقْ جفنيكَ وكُن كمنارٍ حالم. أحسستُ خَمْشاً على كتفي من براثنَ البلبل، فاستكنتُ لهدأةِ الأسى كي لايطير. لاتستغربوا. الخصيباوي سليلَ طائر اللوت، والكناري، والكوكتيل، والحمام الماسي وطائر المينا وهدهد سليمان. دخل داري وطار بخفة في أنحاء البيت ثم استقر على كتفي. أدنيتُ الأصابع أهدْهِدُ ريشهُ فاستفاق الريحانَ، وشيخ اسم الله ـ العشبة الأزلية، وزهر الرمان، "والتوكي"، وحفيفُ الدشاديش، وخشخشة العاقول، والنبق الريَّان، ورغيف التنور، ورنَّة طشوت الغسل، ياطعمَ النعناع، وفَوْرة دِلال القهوة، وعطر الياس والكثير الكثير من خيرات بستان ثرثراتِ الألم المُر للألم الأخضر.
   من ذاق دِبْس الدمعة لن يصوم. دبسٌ كالظمأ الحلوِ. أنت ستتعطر، لزاماً، بعده، بعطر ملكة الليل الفواح.  و في المغيب الصقيل يدوِّخنَّك المتغنِّجات وهنَّ يتمطَّقنَ ب"دوندرمة" حميد الشيرازي. وأينَ منكَ رناتُ خلخال الفلاحات "المجبِّشات" وهن يسرحن مع القطيعِ، فيلتقطن فرصةَ لهو الماعز وهو يسرح فيغسلن أقدامهن في نهر حَمْدان حتى منتصف الأفخاذ. سيسقطُ فلاحٌ من أعلى نخلتة من جسارة  الأفخاذ البضَّةَ، ستفزعهن السقطة، والصرخة: "آخ ياويلي". 
   في العلى بين نخيل الله يُنعسك هديل الفواخت.
   هديلٌ يُمشِّطُ شعر عاشقةٍ خلف شناشيلِ يرتفع بها الغزلُ بلا ماء، فلا يأتي الحبيب.
   الشناشيلُ أبواب انتظار بعد تعب نهارٍ .
   أين موقف الإستفاقة؟.
   أفِقْ. أنتَ بالخصيب.
   أينَ أنا الآن؟ أصبحتُ قريباً من أبي الخصيب. أنا "بذاك الصوب" أنتظر "المعيبر" بمشحوفه الرشيق. أرى طالب عبد العزيز يؤشر لي بكتابه الجديد: "قبل خراب البصرة". كتاب الخصيبي، أو الخصيباوي. سأجردُ "أبو الخصيب" من أبوته. سأستخدم كلمة "الخصيب" أو "بالخصيب" كما يحلو لأهل الخصيب أن يطلقوا على ناحيتهم. وسأحتفي بصديقي الشاعر  طالب عبد العزيز  وبكتابه: "قبل خراب البصرة"، ثم أتسامر باجمل قصائده التي أحِبُّها.
   هذا الكتابُ يليقُ بطالب لأنه هو المقيم الأبدي "بالخصيب". خاتمُ سيرة أجمل شعراء بستانه: السياب، سعدي يوسف، مصطفى عبدالله.
تُرى، أكان طالب سيدون هذه السيرة "سيرة الأبواب الخصيبية"، ماقبلَ الخراب إنْ لم يكن قد عمَّ الخرابَ الخصيب، لابل البصرة كلها؟.
ألِيَرُدَّ الخرابَ إلى نحرهِ؟، ربما.
   الديكُ الذي طار، عنوةً، ووقف على آخر عذق في آخر نخلة على مشارف الخصيب البحرية منذراً بالكارثة، الديكُ هذا ذُبحَ في ليلة ظلماء وسُفِك دمه. فضاع القاتل والقتيل.
   "قبل خراب البصرة" كتاب الأبواب. الخصيبيون يطلقون كلمة باب على الأرض المحصور بين نهرين لكثرة الأنهار في بساتينهم وبين بيوتهم وقراهم التي تغلق في الليل ببوابات من جذوع وخشب. يطلقُ الخصيبيون اسم الباب على كل معنى من معاني الحياة، ليحتفظوا بروح البهجة، وطيوف الحزن، ولعلهم كانوا يفتحونها لتدخل المسرات والأحزان والمنايا كلٌّ حسبَ أوقاتها. بيبانهم لاتُعد، هل كنتُ أمام أحد الأبب، هل كنتُ خلفه؟، من يدري.
   أيُّ الأبواب نطرق؟. أأبْواب الماء أم الهواء. قال كتاب الماء: "أطرقوا باب الهواء أولاً، هو أيسر لكم، ثم عرجوا عليَّ، فاطرقوا باب، أنا الماء، بابٌ لكل الحكايات، ومسرة كل المسرات. وحين هممنا بطرقه، صاح مزلاجٌ على النهر، بباب السعمران: عندي حزورة (شنو شنو يوكف على رجل ويصيح صيحة العجل؟)، قلنا: الباب، فأُذِنَ لنا".
   يتألفُ الكتابُ من 24 باباً. أبواب الأسرار المعلنة المتناثرة من فوهة الأساطير. جنة الرؤيا ودهشتها. أسماء وتواريخ من جنون السلالات . نهيراتُ المتاهة. الخصيبُ ريفٌ ممتدٌ بلا قطيعة مع المدينة ـ البصرة، من الخورة حتى الفاو. أرضُ نهرٍ بين المد والجزر، ونهرُ أرضٍ من كمال البدايات: "جاء المدُّ، فانحنت النسوةُ فوق زنابيل الرز، وطشوت الغسل، وأواني الطبخ المرتجفة. بين الماء وبين الجرف أخذ المدُّ من بين كف النسوة ماء الصابون".
   إن أتينا بيوت الخصيب بواسطة نهرية فالبيوت ندخلها من أبوابها المائية: الشريعة مشرعة بدرجاتها الصغيرة المتراقصة على الجرف منها مايزين مدخلها بنصب وتماثيل. وأخرى تُزيَّن بورود الرازقي والجوري، المحمدي منه والسلطاني، أو أشجار التوت أو السدر. يجلسُ الضيفُ معززاً تحت السدرة، لكنه لايرد على تحية مضيِّفه، يجْفلُ متأخراً: "عذراً ياجماعة، لم أمت بعد كي أكون في الجنة".
الجنة هنا، في الخصيب إذاً، لاتذهبوا بعيداً. من يلجم الموج، من يمسِّد الجزر.
 ماذا يسردُ الراوي في "بابُ النداف":
"لِمَ نمتَ هكذا،
بينَ الماء والماء؟
أوصاني أبي، قال:
أن أتطلع بين فروجَ وبيبان النخل،
علَّ الندَّاف يأتي،
فالشتاءُ على البيبان،
ولحافي قديم، بالٍ، كذلك
لحافُ أبي وأمي وأخوتي،
نحنُ بردانين.
أنظر السماءُ تغيم.
ها قد وصلَ النداف".
الندَّافُ: صنو الشتاء، وغطاءه، دونه تصطكُ الأسنانُ وينفدُ البرد إلى العظام. هو العازف الماهرٌ على (طنْكتهِ) ـ قيثارته السومرية: طِنْ، طِنْ، طِن. يطحنُ القطنَ ريشاً، والقطنُ يقلق. أجعلُ الليل أعراسا، والدنيا أجمل وأبهى.
   فلذة: أنا ندافُ المنفى. لك حروفي ألظمها بخيطٍ رفيع من غوتنبورغ إلى الخصيب، فخُذْ ياصاحبي طالب، ماتشتهي من رفيف سطوري، وارمِ مالاتشتهي في لجة البرزخ مابَعدَ بَعْدَ حَمدان حتى البحر. سلاماً لرأسك ببَرَده الأبيض.
وماذا بعد، يانقَّاشَ الحكاية: "أرى على النهر شيخاً، ندافاً يحملُ صبي له قيثارة عجفاء، طنكة طويلة ومقطنة فيها الكثير من الخيوط الملونة، أريد كنانة عيدان تحكي عن السَّهر والليالي الباردة الطويلة، أريد أن أفتح له باب روحي".
   من بين أنهر خصيب المتاهةِ، (نهر باب سليمان). كم فرسخٍ من الكلمات بحاجة أن أقطعها من هذا الباب حتى باب الخصيبي مروراً بباب الكويت والبصرة، وباب السفر، وباب شمال وجنوب وامرأة.
 يالِباب سليمانَ، القريةَ من تاريخٍ جميل، فيه نزل ملك العراق فيصل الثاني ضيفاً. تحدهُ شرقاً جيكور، وبكيع، وعندما ننطق "جيكور"، ينهضُ السياب بقامته القصبية ففيها أكمل دراسته الأبتدائية، ومثله معلم الموسيقى ياسين صالح العبود، ومحمد ناصر( وزير ثقافة في عهد عبد الكريم قاسم). كذلك الخصيبي الجميل، الشاعر مصطفى عبدالله الذي مات كمداً بداء القهر في المنفى. تقوَّس القهرُ في قلبه حتى تقنطرَ.
   ماالقنطرة؟. أهي جسرٌ أم "شاخة"، أم ماذا؟. تكثر القناطرُ في الخصيب لكثرة السواقي، والتُرع، والنهيرات، فتُبنى عليها قناطر من جذوع النخيل:
   قناطر

أزيز القناطر
في الليل
يفرد فوق الصرائف كل الدجاج
ويطلق كل الكلاب
وعند اقتراب الفوانيس منها
تطب الضفادع للماء
ويسعى ظلال النخيل
قناطر قرب البيوت
قناطر مشطورة للمواقد
قناطر مهجورة بين شيب الحشيش
(لماذا إذا نشف الماء في النهر
تبقى القناطر؟).
في العام الماضي التقيتُ طالب عبد العزيز، كان أول لقاء لي معه. دعاني إلى بيته الخصيبي. كان الوقتُ ليلاً، لم أستبن من جغرافية الخصيب شيئاً. داره لمحتها عن بُعد، كانت قصراً عامرة. الشعراء لابد أن يسكنوا القصور. هنا في بلاد الإسكندناف معظم الشعراء والكتاب يسكنون البيوت الريفية الهادئة الشبيه بالقصور. أعترفُ مع نفسي بأن ذلكَ اللقاء كان مرتبكا، عجولاً. أنا خجولٌ بطبعي، ولاأميل للفضول. لكني سألتُ طالب سؤالاً دون أن أنطق به. عيناي سألتاه فقط: "لماذا أنت هنا، وأنا هناك؟". كان الجوابُ هنا، في كتاب الماء والنخل:
"لاتستعن بيدك اليمنى على يدك اليسرى،
ولاتأمر قدمك بالسير إلى بلاد ليس فيها نخل،
لاتبتعد كثيراً عن النهر وإن جفَّ ماؤه أو كثُرَ الخائضون فيه،
لاتهجر داراً أول من تعفَّر بترابها خدك، حتى
وإن هجرك قومك، وبغضوا إليك المكان
الذي هو بالمكين دائماً،
ولاتدخل بيتاً لاتشم رائحة أجدادك فيه
وتذكر: إذا غرُبت شمسٌ على دار جارك اعلم أنها ستغرب على دارك. 
هكذا علمنا الأولون، والصبر مفتاح لكل باب".
سأختم هذا الجزء بباب الشاعر. سأعود في فرصة أخرى لبقية الأبواب أطرقها.
"ها نحنُ نهرمُ مثل أغنية قبطانٍ حزين" يكتبُ طالب عبد العزيز على مرآة بابه.
المرآةُ خدَّاعة أحياناً ياصديقي. أنانية وباردة في الكثير من الأحيان. تستحوذُ على رغباتنا وتترك لنا الوجه الآخر من المعقول. المرآةُ كمين اللحظة، فلا تلتفت، ولا تُصغِ لأنانيتها. الشَّعرُ الأبيضُ مديحُ الحيران مايجعلك الآن إلهاً. فافتح كتابَ الماء وتوضأ. تهندم حتى ولو بيدين معروقتين، وأدِّب المكواة قبل الياقة، لأن هذا القميص قميص شاعر. لاتغلق الباب بقوةٍ فها أنتَ قد بلغت عمر القصيدة ياابن الهدأةِ ياطالب الخصيباوي.

                                                  2
طالب عبد العزيز وجَمال القصيدة
   في البدء أقول، هنا، إني لاأريدُ أن أسطر حكماً نقدياً على مُنْجز طالب الشعري، فذلك آخر همِّي، بل أنا خارج هذه "السلطة" بالمطلق. أنا ذواق شعر على طريقتي الخاصة. قد أخطأ أو ربما أُصيب أمام الآخرين فهذه ليست مشكلتي. المهم أن تجذبني القصيدة كالمغناطيس، وتكون لي بلسمي وأقرباذيني، وتمريني اليومي في ممارسةِ استنشاق هواءٍ خالٍ من كربون التقييد، والأهم من ذلك، هو أن ألمس القصيدة وأتحسسها برائحة روحي كي يبرقُ نجمٌ مضيء يقول لي "مازال الشعر بخير"، بعيداً عن سطوة الحماسة. رهافتي الشعرية ذائقتي. أتذوقُ، لاأمتحِنُ. أناني أنا ربما، لذلك عنونتُ مقالتي هذه بجملة "احتفاء شخصي".
 هنا، إذاً، أحتفي بصديقي الشاعر طالب عبد العزيز المقيم الأبدي في بستان الآلهة، بستانُ النخل الذي ينتمي إليه. شعر طالب تراتيل على الريف ـ الخصيب ومابعد المدينة.
 
لنتأمل جمال هذه القصيدة الرعوية من ديوان "الخصيبي":
كنتُ ألتقطُ التمرَ معكَ
ومعكَ حملتُ العذوقَ، والحشفَ وأعناق اليقطين
حيث لاأحد يؤول انحناء القصب
لاأحد يؤول موت الفراشات وسط الشماريخ
كنتُ العرجونَ المنسي
والفراشات التي تذبلُ في الظهيرةِ
وحين كنتُ أغيب في الجداول النائية
هناك، مع طوَّاشات تمر أبيكَ
كنت وحدك
ولما كان النهار ينتصف على جذعك التوت
كنتَ تمر وأصابعك على خصورهن جميعاً
ستسمعَ اصطفاق الزمن بالأشياء
ستشم رائحة ماء بعيد.
وبعيداً عن هذه الأجواء الريفية هنا مقاطع لقصيدة مابعد الرعوية بآلاف الفراسخ.
              حين تكون البهجة داكنة
في الحانةِ التي على الشارع، بعينكاوة
تُركتِ النافذة مفتوحة
لتصطبغَ الستائرُ بظِلالِ المتعجِّلين
النادلةُ ببنطلونها الجينز،
مسيحية من بغداد
قدَّمت البيرة مكسيكية بالملح والليمون
وغابت.
قلتُ: أنا من البصرة،
لكنَّ الهواءَ تنفَّسها سريعاً
ظلَّ شعرُها ينهمرُ على الطاولات
مع الكؤوس التي تغرِّقُها
حتى انتصف الليل
     ***
قلتُ: كأساً من نبيذ القريةِ ـ أحمرَ
أروِّي فسيلَ الروح
كانت الراقصةُ في اللوحةِ نائمةً
والنادلةُ تروحُ وتغدو بين المقاعد الخيزران
هذا الجسدُ النَّصْرانيُّ يسبحُ دائحاً
فيما يُصعِّدُ النبيذُ الجبليُّ ارتسامَ الصور على الحائط
No wine  after beer     
تقولُ النادلةُ حكمتها الأنكليزية، وتنصرف
          ***
أرفف البار سوداء
والنورُ الذي ظلَّ يسقطُ على زجاجات النبيذ
شيئاً فشيئاً كانَ أسودَ
هل كان نبيذُ القريةِ يُصعِّدُ البهجة داكنةً؟.
لطالب عبد العزيز أربعة دواوين شعرية مطبوعة وكتاب نثر    

 


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  وليد هرمز


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni