... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  قضايا

   
تسونامي داعش يضرب الثقة بين الكرد والعرب في مخمور

تاريخ النشر       06/09/2014 06:00 AM


نقاش | هيمن عبد الله |
لم تستمر سيطرة داعش على مخمور سوى ثلاثة أيام فقط، لكنها كانت كافية لإحداث شرخ كبير في العلاقة بين السكان الكرد والعرب، الذين تعايشوا في المنطقة قروناً عدة
ثلاثة أيام فقط، مكث فيها داعش في مخمور( شرقي نينوى)، لكنها كانت كافية لأحداث شرخ في العلاقة بين العرب والكرد الذين تعايشوا في المنطقة عقوداً طويلة.  يبدو انه ليس من السهل محو آثار تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" التي تركها في المناطق التي استولت عليها قريبا فهو كالاعصار يترك وراءه حطاما في اي مكان يمر به كما افسد العلاقات بين اهالي تلك المناطق بشكل لايسهل اعادتها الى ماكانت عليه.
 
وقد سيطر داعش في السابع من آب (اغسطس) الماضي على قضاء مخمور التابع لمحافظة نينوى والذي يبعد 65 كم عن اربيل، وبعد ثلاثة ايام تمكنت قوات البيشمركة وبدعم من قصف الطائرات الامريكية من اعادة سيطرتها على القضاء الا ان الايام الثلاثة كانت كافية لحدوث عمليات نهب وسرقة كبيرة في القضاء والمناطق المحيطة به ما احدثت شرخا كبيرا بين السكان ليس من السهل اصلاحه.
 
ومع هجوم داعش على مدينة مخمور وضواحيها توترت العلاقات بين سكانها من الكرد والعرب فهم اليوم لايتحملون النظر الى بعضهم بعد اكثر من ثمانين عاما من الوئام كما تسود الشكوك علاقاتهم.
شهاب شبيب مواطن كردي من ناحية قراج التابعة لمخمور ترك منزله منذ حوالي شهر وعندما عاد كان عبارة عن منزل فارغ فقد تعرض كحال منازل العديد من المواطنين الكرد لعمليات نهب ولم يبق شيء من ممتلكاته.
 
وقال شهاب الذي يقيم الان في اربيل لـ"نقاش":" لقد رأى جيراني بانفسهم كيف تعاون العرب من سكان المدينة مع مسلحي داعش لنهب وسرقة منازل الاكراد فكيف يمكن ان اعيش بعد الان مع اناس قد يهاجمون بيتي متى تسنى لهم من ذلك".
 
شهاب ليس الضحية الوحيدة للخلافات في مخمور فهناك في المقابل بعض من المواطنين العرب يتحدثون عن نهب منازلهم بعد استعادة البيشمركة سيطرتها على المدينة وهم الان يخشون من العودة خوفا من الانتقام.
 
واشار ماجد احمد وهو عربي من سكان نفس المنطقة "قراج) الى ان آباءه واجداده عاشوا مع الكرد في المنطقة دون مشاكل فيما ظهرت الان حالة من عدم الثقة كبيرة بين الجانبين وقد غادر مخمور وقرر عدم العودة اليها قريبا.
 
ماجد الذي ترك مخمور منذ التاسع من آب (اغسطس" ويقيم الان في قضاء الحويجة التابعة لمحافظة كركوك قال ل"نقاش": "حين جاء مسلحو داعش نهبت واحرقت منازل عدد من المواطنين الكرد ولكن للاسف مع عودة البيشمركة الى مخمور و ضواحيها قام بعض من الكرد بنفس الامر مع منازل العرب وكان منزلي احد المنازل التي احرقت".
 
وبعد اكثر من ثلاثة اسابيع من سيطرة البيشمركة على مخمور لاتزال المنطقة كانها في حالة حرب فالسكان الكرد اللذين فروا خوفا من داعش يخشون من العودة فيما غادر السكان العرب المنطقة خوفا من البيشمركة واحتمال الانتقام منهم.
 
وكانت مدينة مخمور التي حولت عام 1927 الى قضاء جزءا من محافظة اربيل والحقت عام 1996 بمحافظة نينوى بقرار من حكومة النظام البعثي السابق. وقد سيطرت عليها قوات البيشمركة منذ عام 2003 وهي احدى المناطق المنازع عليها بين حكومتي اربيل وبغداد. ومع ان سكانها عاشوا في سلام فيما بيهم لسنوات طويلة الا انه مع مجيء داعش ساد التوتر العلاقات الاجتماعية وتورط السكان في الخلافات عن قصد او دون قصد.
 
بحسب احصائية من دائرة احصاء نينوى فان عدد سكان قضاء مخمور بنواحيه الثلاث قراج وكوير وديبكة وثلاثين قرية محيطة به في سنة 2009 بلغ اكثر من 174 الف نسمة. وتشير الاحصاءات غير الرسمية من جانب الكوردي الى ان 65% من سكان المنطقة هم من الكرد و35%منهم من العرب.
 
ولا يخفي رشاد خضر بيروت المحلل السياسي والشخصية الكردية البارزة في مخمور ان مجيء داعش اضر كثيرا بالعلاقات الكردية العربية وقال لـ"نقاش": "ان ما لم تتمكن الحكومات العراقية المتعاقبة من القيام به بشأن افساد العلاقات بين الكرد والعرب، قام به داعش خلال ايام قليلة".
 
واضاف رشاد:"اتت الحكومة العراقية خلال اعوام 1963 و1988 و1991 باعداد كبيرة من العرب من مناطق الجنوب واسكنهم في مخمور وقد استولوا على اراضي سكان المدينة الا ان ذلك لم يخلق رغبة الانتقام بين السكان الاصليين اما الان فان تلك الرغبة سائدة بوضوح".
 
ولم يخف رشاد مخاطر تدهور العلاقات بين الكرد والعرب في مخمور بسبب الاحداث الاخيرة وهجمات مسلحي داعش واعتبر ذلك "ضررا كبيرا للتعايش والامن والاستقرار في المنطقة".
 
هذه المخاوف ظهرت عند العرب ايضا فقد اعرب الشيخ محمد صالح الشخصية العربية البارزة في منطقة مخمور لـ"نقاش" عن حزنه من تدهور العلاقات بين السكان وقال: "العلاقات بين الكرد والعرب في المنطقة لها تاريخ قديم وقد شاركنا بعضنا في الافراح والاحزان وان الاحداث الاخيرة سياسية آمل ان لا تؤثر على العلاقات الاجتماعية و نتمنى عودة تلك العلاقات الى سابق عهدها".
 
واضاف الشيخ محمد: "هناك العدد من القرى نصف سكانها من الكرد والنصف الآخر من العرب وهناك علاقات عائلية بينهم فلا يمكن ان تسوء تلك العلاقات بسهولة ولو ان الاحداث كانت لها تأثيرات".
 
من جانبه قال ابراهيم شيَخ الله قائم مقام قضاء مخمور ان المدينة هي للكرد والعرب وان السلطات لن تسمح ابدا بان تسوء العلاقات بين القوميتين.
 
واضاف شيَخ الله: "لقد اضر داعش بجميع السكان كردا وعربا لذلك لايمكن ان يحسب ما قام به على طرف او قومية معينة" وقال ايضا: "يجب ان يحال من قام بجريمة ما الى المحاكم ولا يمكن السماح بنجاح خطة داعش لافساد العلاقات بين المكونات الاجتماعية في مخمور". 

رجوع


100% 75% 50% 25% 0%





 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni