... ارسل الى صديق  ... نسخة للطباعه ...اضف الى المفضله

 

  قضايا

   
كُتَّاب المناطق العراقية الساخنة: الجحيم هنا… لا تهددونا به باسم الدين

صفاء ذياب

تاريخ النشر       30/11/2014 06:00 AM


إذا كانت الحياة الآمنة والطبيعية التي يعيشها أغلب كتَّاب العالم تجعل بعضاً منهم يبدعون في كتاباتهم وأساليبهم التي يبتكرونها، في حين يبقى البعض الآخر هامشياً في الحياة الثقافية، لا يقدّم شيئاً على مدى عقود طويلة، فما الذي يفعله الكتَّاب الذين يعيشون في مناطق ساخنة وغير آمنة، تنفجر في كل لحظة لتخلف مشاكل سياسية واجتماعية وأمنية؟
ربما يصحُّ هذا التساؤل هنا في العراق، في مناطق لم تكن آمنة على مدى أكثر من اثنتي عشرة سنة، عدم الاستقرار هذا كان دافعاً لهجرة بعض المثقفين والأدباء، فضلاً عن توقفهم عن الكتابة وابتعادهم عن الحياة الثقافية عموماً. غير أن ما حدث في مدن الموصل وتكريت والأنبار وكركوك وديالى وغيرها من المدن العراقية لم يكن عدم استقرار فقط، بل انهيار كامل للنظم الاجتماعية والأمنية والاقتصادية أيضاً، فما الذي يفعله كتّاب هذه المدن، وكيف يعيشون؟ وكيف يفكرون في الكتابة في الوقت الذي لا يأمنون فيه على حياتهم وحياة عوائلهم…..؟
«القدس العربي» فتحت ملف كتاب ومثقفي هذه المدن لتقف على ما يمكن أن يفعلوه في حياةٍ كهذه:

سخرية اليأس

يؤكد الشاعر إبراهيم البهرزي، من منطقة بهرز في مدينة بعقوبة، أنه في المناطق الحرجة لا وجود لشيء اسمه القانون، توجد قوانين كثيرة، ولكنها قوانين الأقوياء، والمثقف ليس واحداً من هؤلاء بالطبع، لهذا فإنه الضحية الأولى لكل هذه (القوانين)، قوانين العصابات من كل شكل ولون، العشيرة عصابة والدين عصابة ومؤسسات الدولة كلها عصابات، المؤسسات الروحية والوضعية، يمكنها أن تصدر أحكامها متى شاءت وبحق من تشاء وتنفذها من دون أية وسيلة ردع أو حماية، ودون أية خشية من مساءلة.
مضيفاً أنه في ظل تعدد المنظومات العقابية التي تحاكم وتعاقب بالجملة، فإن كل ما يمت للمثقف بصلة من أسرة صغيرة أو كبيرة، تكون في دائرة الخطر فيما لو أراد أي شخص تأويل منجز ما لمثقف ما تأويلا لئيماً، كل الدوافع موجودة للعقاب الاعتباطي: دافع الملة ودافع اللسان (اللهجة) ودافع الفكر ودافع المزاج الشخصي، ولا يكتب المثقف إلا بروح المغامرة وحدها، أو ربما بروح اليأس، لأنه يرى أن الصمت قاتل ملثم آخر. أما عن الوسيلة، فلم تعد لمثقف هذه المناطق غير الفضاء الافتراضي، الذي هو الآخر صار محكوماً بقوانين التلصص والوشايات، وهي ليست قوانين الدولة ومؤسساتها بالضرورة، إنما قوانين المتطوعين زلفى ونفاقاً للدفاع عن الملة أو العشيرة أو الأخلاق، وهم ليسوا الشرطة أو رجال الدين وحراس الفضيلة، إنهم من المثقفين العلمانيين (وهي تسمية ملتبسة يتلفع تحت بردتها أكثر الطائفيين سميّةً)، ومن أسهل التهم التي يمكن أن تلفق للمثقف هي تهمة الهرطقة».
ويبيّن البهرزي أنه في بلد مغرق بالفساد يأبى المفارقة، إلا أن تلبس كل ما في هذا البلد لبوس القداسة، حتى صار سلطان القداسة هو الكناية عن كل ما هو مجرم وفاسد، ولهذا السلطان المنتشر في كل مفاصل الحياة، في سرير النوم والمرحاض والحياة العامة والخاصة عيون ترصد، عيون من عتاة (العلمانيين) الذين يجيدون تأويل تعبيرات المثقف وظنونه وهواجسه المستترة لما يوافق غضبة السلطان. ويتساءل: ماذا يفعل المثقف في المناطق الحرجة إزاء هذا، خصوصاً وأن المركز قد قاطعه واستبعده تماماً، وليس بمعادلة المركز والأطراف هذه المرة، بل بمعادلات جديدة للانقسام المستبد صارت تهيمن على الذات العراقية الهشة وهشمتها أقاليمَ وعشائرَ وإثنيات وشللاً وعقائدَ. كل الطرق مسدودة أمامه، ليس إلا السخرية حد البذاءة أحياناً، وهي سخرية اليائس الذي لا يستطيع للانتحار سبيلاً.

إنقاذ الجمال

يوضع الفنان التشكيلي والشاعر عمار بن حاتم، من مدينة كركوك، اساب صعوبة الحياة في تلك المناطق، قائلاً إن أهم هذه الأسباب أن المثقف في حرب دائمة مع الخرافة والجهل والظلام لأن المثقف لا تنطلي عليه الألاعيب التي تنطلي على قطيع الجهلة الذي يساق إلى محرقة الحرب تحت ذرائع ومسميات عدة (الدين، الطائفة، القومية…. الخ)، فلا شيء يرغم المثقف على خوض حرب ليس مقتنعاً بها، هذا إن كان أصلا يؤمن بأن الحرب هي الحل، «غالبية المثقفين يؤمنون باللاعنف، لكن قد نرى أن بعضهم حمل السلاح مضطراً لأن القضية قد تكون قضية وجود وحياة.. أو قد يكون مرغماً كما حدث سابقاً في الحروب الثمانينية وما بعدها وما بعدها».
مضيفاً أن المثقف هو أول المستهدفين من قبل قوى الظلام لأنه يفضح زيف الإدعاءات الكاذبة، وهو العدو الأول للظلاميين، وقد يكون ضحية للصراع بين التيارات السياسية أو الدينية في المناطق التي تخضع لنفوذ أكثر من جهة سياسية وأكثر من قوة،؛ مثل كركوك.
أما عن الموضوعات التي تشكل خطورة على حياة المثقف وحياة أسرته، فيشير بن حاتم إلى أن انتقاد أية شخصية أو مجموعة أشخاص في سدة الحكم، أو النقد الذي يوجه إلى جماعة دينية متطرف أو رمز ديني أو أن يدلو بدلوه تجاه قضية دينية هي بالأساس موضوع حساس لا يحتمل إبداء الرأي في مجتمع محكوم بجهات تستمد نفوذها من تغذية الصراع حول هذه القضايا الحساسة والتي هي بالأساس نقطة صراع تاريخي بين مكونين أو أكثر، تجعل من حياة على شفا الانهيار، أو ربما يتأتى الخطر من جماعات متطرفة كما يحدث الآن من استهداف الإرهاب للمفكرين والمثقفين والصحفيين والفنانين والشعراء والكتاب وعوائلهم وممتلكاتهم وحتى منازلهم من خلال تفجيرها أو مصادرتها أو الاستيلاء عليها بالقوة أو إحراقها، ذلك لان التطرّف الديني يضع هذه الشريحة تحت تصنيف الجماعات الخارجة عن الدين والملة ويقوم بتكفيرهم بدعوى الإلحاد أو الردة أو الخروج عن الجماعة.. وهي اتهامات؛ في الحقيقة، باطلة وليس لها أساس، لكن وجود هذه الشريحة في مجتمع متطرف يعدُّ خطراً حقيقياً يهدد كيان هذه المجتمعات المتخلفة التي من أولويات إقامة دولتها وحكمها إلغاء مناهج الثقافة والفن والموسيقى وكل ما يمت بصلة إلى التنوير والمعرفة كون هذه الأمور من المحرمات شرعاً.
لكن في ظل هذه الظروف والأوضاع، ما الذي على الكاتب فعله لكي يتمكن من الاستمرار في حياته وكتاباته، يجيب بن حاتم موضحاً أن البعض لجأ إلى الجهات الحزبية ذات النفوذ من أجل توفير الحماية له ولأسرته، في حين لجأ البعض الآخر إلى أقاربه وعشيرته لطلب الحماية. وأما من رأى أن الأوضاع أصبحت أصعب فقد اضطر إلى الهجرة داخل العراق أو خارجه. في حين اعتزل عدد من الكتَّاب الكتابة أو الفن ولو بشكل مؤقت لأنه لا يمتلك الأجواء الملائمة للإنتاج أو العمل.
ويضف بن حاتم تجربته الشخصية في أوضاع خطرة، وهي عندما أصبحت المعارك تدور على تخوم مدينته، فلم يكن يعرف أين يمكنه الذهاب مع عائلته، «لكنني حزمت ما استطيع حزمه من كتب مهمة كانت تحتويها مكتبتي الشخصية وقمت برزم لوحاتي وأعمالي الفنية لإنقاذها.. كان هاجسي الوحيد هو إنقاذ الجمال من كوابيس القبح القادمة والتي لا تفقه أي شيء عن عالم الجمال واللون والشعر والمسرح والموسيقى!!».

الاقتراب من الحقيقة

يتساءل الدكتور عمار المروتي؛ من مدينة الموصل، إذا كان ما يعيشه المثقف أو أي إنسان في مثل هذه الظروف جديراً بأن يسمى حياة..! فـ»كل تفاصيل اليوم ليلاً ونهاراً آخذة بالتكلس، والتفكك بحكم الضغط الهائل حرباً وقصفاً وتهجيراً وهجرة اختيارية أحياناً خوفاً من كل هذا.. لا يعقل أن يستمر أديب أو فنان في مشاريعه ويكون منفصلاً عن واقع كهذا، لأن الآدمي الذي فيه سينهض بحكم غريزة حب الحياة، ليدافع عن حق الاستمرار.. سواء أكان هذا الاستمرار شخصياً أو استمرار لحياة الأبناء التي تفوق الأولى غريزياً».
ويستمر المرواتي في كلامه: اضطراب المشهد بسبب تفتيت مركزية الإعلام التي جاءت نتيجة منطقية للتقدم الهائل في وسائل الاتصال، هذا التفتت أدى إلى غياب اتضاح الصورة؛ فالمكاييل المتعددة عند كل الأطراف جعلت رسم طرائق الوصول إلى رؤية شاملة، ومنطقية أمراً غاية بالصعوبة. كما أن طبيعة المثقف الحقيقي المشغول بالرؤية والتحليل والوصول إلى فهم وإدراك عاليين مهتمين بالإنسان بوصفه الهدف الأسمى لكل رأي مكتوباً أو ممسرحاً أو مشكلاً (من التشكيل) لا تسمح له بالقول والتصدي، لأن ثمة أطرافاً فاعلة على الأرض قد تصل إلى قرار تصفيته جسدياً فيما لو اقترب من الحقيقة، فكل مثقف حقيقي لم يتخندق (قومياً أو طائفياً) صار إيكاروس بطريقة ما.

حياة افتراضية

في حين يحاول الشاعر محمد خضر محمود؛ رئيس اتحاد الأدباء في كركوك، البحث عن ملجأ لأحلامه في كتاباته التي لن ترى النور، على حدِّ قوله، فـ»قول الحق والحقيقة يودي إلى تصفية الكاتب، لأن الفوضى تودي إلى ضياع العدالة وانتشار القتلة واللصوص، لذا فإن هناك مهمة مسك العصي من الوسط، خصوصاً في مدننا المضطربة أو المحتلة، الرعب يسيطر على الجميع وحماية الأسرة هي هم المثقف الأول والأخير، لذا كانت الهجرة هي الحل إلى مدن آمنة أو دول آمنة لكي يمنح كتاباته حرية الرأي والنشر عن ما دار ويدور في مدينته». مضيفاً أن هناك محاولات من قبل نخب أدبية لمنح الحياة الثقافية جزءاً من الاهتمام في لقاءاته اليومية أو أماسيها الشعرية لكي يحسوا بوجودهم الثقافي في عالم الواقع بعد حياتهم الافتراضية في الفيسبوك ومأساة واقعهم الدموي المستمر في حصد أرواح إخوتهم وأصدقائهم بشكل يومي في حروب طائفية ليس لها نهاية في العراق.

أبراج عاجية

يتحدث الدكتور أحمد الظفيري منطلقاً من تجربته في مدينته سامراء، مبيناً أن المثقف العراقي يعيش في المناطق الحرجة سياسياً، واجتماعياً، وأمنياً حياة عزلة تقريباً، إذ إنه لا ينفك يواجه انتقادات وخطر المجتمع، لاسيما وأن المجتمعات الآن باتت أكثر خطورة بسبب تصاعد النزاعات في العراق، ولذلك تكون حركته محدودة غالباً ويقضي أغلب أوقاته في البيت أو مع أناس قريبين منه، و»على سبيل المثال نحن في مدينة سامراء كنا نلتقي في بيت أحد الشعراء بعد أن شعرنا بخطر تنظيم القاعدة في الأعوام 2006 – 2009 وحتى أن نشاطاتنا الأدبية بدأنا ننظمها أحياناً في بيوتات بعض الأصدقاء».
يضيف الظفيري أن الذي يعزز حالة الخطر هي بعض الموضوعات التي يكتب بها المثقفون، وأكثرها خطراً هي الانتقاد الموجهة للإسلاميين بصورة خاصة وللأديان بصورة عامة، كذلك الموضوعات السياسية التي باتت تشكل خطراً لاسيما فيما يخض انتقاد الحكومات الحالية أو السابقة، و»نحن نعلم جيداً أن أزلام نظام البعث ما زالوا يدافعون عن شخصية صدام حسين وينزهونه عن كل أخطائه، لهذا حين كتبت في العام 2013 مقالاً انتقدت فيه الشباب الصغار الذين يعظمون شخصية صدام، وصلتني مجموعة من التهديدات بشكل رسائل على الفيسبوك وبعض التعليقات على المقال الذي نشرته على صفحتي كانت تحمل أيضاً تهديداً ضمنياً مما حدا بأحد الأصدقاء إلى أن يتصل بي ويطلب مني أن أحذف المقال وعد ذلك من مصلحتي، وفعلاً حذفت المقال. إضافةً إلى انتقاد بعض مديري الدوائر والمسؤولين الذي صار يشكل خطراً على المثقفين».
ويطالب الظفيري المثقف لأن يكون حذراً قبل كل شيء، لكن هذا لا يعني أن يصمت أو ينعزل، بل عليه أن يتواصل ويحاول أن ينقل رسالته للمجتمع، لكن بطرق وأساليب التي لا تثير حفيظة المجتمع، و»أرى على المثقفين الآن أن يتركوا أبراجهم العاجية وأن ينزلوا بصورة جادة ومكثفة للشارع من أجل أن يخلقوا معادلاً فكرياً للأفكار الظلامية والإرهابية، وعليهم أن يستهدفوا فئة الشباب في النشاطات الثقافية وأن يعلموهم أن الثقافة هي سلام ومحبة قبل كل شيء.. وهذا ما نقوم به حالياً في المنتدى الثقافي في سامراء، فقد بدأنا التحرك نحو المناطق التي ينشط فيها الإرهاب وبدأنا بالتنسيق من أجل أن نقيم فعالياتنا في هذه المناطق لأجل كسب أكبر عدد ممكن من الشباب في صفوف الوعي والثقافة».
ومن واقع ميداني حرج وخطير، يتحدث الصحفي والكاتب عمر الهلالي، الذي يعيش في أكثر من مكان غير مستقر بسبب عمله كمراسل تلفزيوني، يشير إلى أنه حين الحديث عن من يندرج تحت لواء الثقافة بكافة مسمياتها، ستجد هناك خطراً غير معلن يَنخُر قلم الكاتب والإعلامي، وسيل من المياه العكرة تشوه ألوان عدسة المصور ولوحة الرسام، بسببِ التوجه المخفي الذي تفرضه الأحزاب السياسية على العاملين في مجالات الثقافة بصورة عامة لتحقيق أهداف من يأمرها من خارج المحافظة، «هنا يكمن الخطر الأول والأكبر الذي يعترض طريق من يمارس مهنة الحياة، فالكثير من الصحفيين والكتاب والشعراء حملوا حقائبهم، منهم من غادر صوب الدول الأوربية، ومن لا يملك مالاً أو وساطة لمغادرة البلد كانت وجهته صوب بغداد والمحافظات الجنوبية بسببِ الإملاءات التي فرضتها تلك الأحزاب عليه».
أما عن مدينة كركوك، فيؤكد الهلالي أن لها الحصة الأكبر من الخطر الذي وجه للمثقف وخصوصاً، الصحافي والإعلامي، بعد سيطرة المجاميع المسلحة على تلك المحافظات، التعاون بتفعيل ذلك الخطر كان هذه المرة مشترك بين من يسيطر على زمام كركوك والمجاميع المسلحة التي سيطرت على قصبة البشير جنوب كركوك وقرى قضاء الحويجة جنوب غرب المحافظة، فـ»القوات الأمنية تفرض عليك بشكل مباشر وغير مباشر نقل أخبار عنها، غالباً تكون غير دقيقة، من أجلِ تحقيق مكاسب قادتها المنتمين للأحزاب السياسية، ومن جهة أخرى وجود خطر الخلايا النائمة داخل المدينة التابعة للمجاميع المسلحة التي تسيطر على محيط المحافظة.
عن نفسي قمت بنقل ولدي مشرف من مدرسة أهلية تبعد عن مكان إقامتنا ما يقارب 7كم إلى مدرسة حكومية، التعليم فيها غير جيد لوجود ثلاث وجبات من الطلبة يومياً، الدراسة فيها باللغة الكردية والتركمانية فضلاً عن العربية، لكنني مضطر لإقحامه في هذه المدرسة بسببِ الخطورة التي تلاحق الإعلامي وعائلته».
أما عن زوجة الهلالي وأم أطفاله، فإنها منذ أكثر من عام لم تذهب للتسوق إلا مرة أو مرتين في الشهر.
في حين يقوم الهلالي بترك سيارته بعيدة عن منزله كحركة لإبعاد أعين المتربصين الذين يحاولون إيذائه، كما أنه اضطر لتغيير سيارته لأكثر من مرة خوفاً من العبوات اللاصقة.

عن "القدس العربي"


رجوع


100% 75% 50% 25% 0%


مقالات اخرى لــ  صفاء ذياب


 
 

ابحث في الموقع

Search Help

بحث عن الكتاب


انضموا الى قائمتنا البريدية

الاسم:

البريد الالكتروني:

 


دليل الفنانيين التشكيليين

Powered by IraqiArt.com 


 

 

 
 
 

Copyright © 2007 IraqWriters.com All Rights Reserved.

 

 

Developed by
Ali Zayni